سنوية الشهادة في طريق القدس
آخر تحديث 27-09-2025 18:31

لم تلبث نشوةُ سكر العدوّ الإسرائيلي والأمريكي ومَن خلفهم عند اغتيال شهيد الإسلام والإنسانية أن تلاشت، وها هو في أعتاب العام تخيب آمالُه الإجرامية، ولو تسنّى له الأمرُ لاجتاح لبنان حتى بيروت؛ لكنه تحطّم على صخرة حزب الله الصُّلبة، وليست قراراتُ الحكومة اللبنانية ومَن إليها بنزع سلاح المقاومة إلا حبرًا على ورق ستُدرَج في طيَّاتِ النسيان، كما حدث لقراراتٍ مشينة بمراحلَ سالفة.

      

يقول الله -عزَّ وجلَّ-: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)}، [سورة آل عمران].

على أعتابِ عامٍ من استشهاد شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن عبد الكريم نصر الله، أمين عام حزب الله ورفاقه؛ يزُفُّ شهيدُ الإنسانية إلى الثابتين من خلفه تباشيرَ النصر، ويطمئنُهم، ويشُدُّ على أياديهم، ويؤكّـد لهم بأنه لا خوفَ عليهم إطلاقًا، ولا ينبغي أن تنطويَ خلجاتُ قلوبهم على حزن.

نعم؛ قال الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-: «من أعظم نكبات الأُمَّــة أن تفقِدَ عظماء»، فَــإنَّ فقدَ الأُمَّــة الإسلامية شهيدَ الإنسانية نكبةٌ عظيمة؛ لكن «لا نتحدَّثُ عنها -فقط- من الجانب العاطفي، الجانب العاطفي مثير؛ لكن قد يجعل القضية تتجمَّدُ في عصرها، ويجعلنا نحن لا نستطيعُ أن نستلهمَ منها الدروسَ والعبر؛ ولذا حاولنا أن يكونَ إحياؤنا لهذه الذكرى هو -فعلًا- حديثًا عَمَّا حدث فيها من مآسٍ كشفت عن وحشية أُولئك الظالمين، وخشونة طباعهم، وخبث أنفسهم، ونعرف -أيضًا- الأسباب التي أَدَّت لمثل تلك».

لقد كان استشهاد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- نكبةً لأمة الإسلام، استدعت بالذين لم يلحقوا به دراسات مستفيضة عن أسباب هذه النكبة، فسدّوا الثغرات، وبنوا نفوسًا عظيمةً استدمت عظمتها من روحية الشهادة في سبيل الله، فمحا مشروع الشهيد القائد الحدودَ الجغرافية والسياسية؛ فكان الحارس الأمين للبحار، واليد الطُّولى المنكلة بالعدوّ الإسرائيلي في أرضنا الفلسطينية المحتلّة.

وهذا درس وعبرة نستلهمُ منه في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد السيد نصر الله؛ فمنذ عقود يخطط العدوّ الإسرائيلي والأمريكي -بالاستعانة بأدوات استخباراتية عالمية- ويعد ويرتِّبُ لاغتيال شهيد الإنسانية؛ وليس التخطيط -كما يتوهَّمُه البعض- لحظيًّا آنِيًّا قبيل تنفيذ العملية بأيام أَو أسابيعَ أَو أشهر أَو حتى سنوات، فقد بدأ ذلك التخطيط من تاريخ (16) فبراير 1992م، ولم يكتمل مِلف جمع البيانات والمعلومات إلا في يوم (27) سبتمبر 2024م، يوم استشهاده، حَيثُ باشَر العدوّ عمليتَه الإجرامية بمُجَـرّد اكتمال المِلف دون أن يتأخر يومًا واحدًا.

وبين التاريخين مِلَفٌّ حافل بما جعل العدوّ الإسرائيلي والأمريكي ومن خلفهم يقفون لأكثرَ من ثلاثة عقود على قدم واحدة، مقطوعة الأُخرى عن أن تتقدّمَ خطوةً نحو مشاريعهم الإفسادية.

فيحمل ذلك المِلف في طياته تقهقرًا لمشروع العدوّ الإسرائيلي في جنوب لبنان شيئًا فشيئًا؛ حتى توج بنصر عظيم في عام 2000م، وتحرّرت أرض الجنوب اللبناني من دنس اليهود. أما عام 2006م، فلا أوفى عبارة عنه إلا أنه مقبرة للصهاينة مع مجنزراتهم، ومجزرة حلَّت بمفخرة الصناعة اليهودية (المركافا).

ويخصّص حزب الله في ذلك المِلف صفحاتٍ فلسطينية مشرقة، حَيثُ أصبح العدوّ الإسرائيلي في أرض فلسطين المحتلّة كلها تحت وطأة صواريخ حزب الله، ولا ننسى قول شهيد الإسلام والإنسانية عن ذلك: «حيفا، وما بعد حيفا، وما بعد بعد حيفا». وسينوءُ مقالٌ، بل مقالاتٌ ومجلدات، عن تعداد صفحات ذلك المِلف المشرّف.

وبعد مرور عام على استشهاده -رضوان الله عليه-، لا يزال المِلف مفتوحًا، ولم يُقفل، ولن يُقفل؛ فها هو -رضوان الله عليه- يبشّر من لم يلحقوا به ببشائر النصر، ويؤكّـد نفيَ الحزن من أن يتسلّلَ إلى سويداء قلوبهم؛ فليس يومُ استشهاده إلا محطة يُعبّر عنها بقول العرب قديمًا: «الحرب سجال، يومٌ لنا، ويومٌ علينا، يوم نُسَاء، ويوم نُسَر».

لقد بنى شهيدُ الإسلام والإنسانية رجالَ الرجال، وصاغ آلافَ النسخ الأصلية تربيةً وإعدادًا، وكانت العقود الثلاثة متسعًا واسعًا، وأفقًا رحبًا للتربية والإعداد، وبعد توفيق الله له فاز بما كان ينشُدُه ويتضرع به: إنها الشهادة في سبيل الله في طريق القدس، ولم يستشهد إلا وهو يجاهد مِن أجلِ المستضعَفين المظلومين في أرض فلسطين، وهذه في حَــدّ ذاتها تجسِّدُ قولَ الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيْعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِيْنَ}، [سورة التوبة: ١٢٠]، وما أعمقَ دلالةَ من قوله: «نحن لا نُهزَم، عندما ننتصِر ننتصر، وعندما نستشهد ننتصر».

أما العدوُّ الإسرائيلي والأمريكي ومن خلفهم؛ فلم تلبث نشوةُ سكره عند اغتيال شهيد الإسلام والإنسانية أن تلاشت وذهبت أدراجَ الرياح، وها هو في أعتاب العام تخيب آمالُه الإجرامية، ولو تسنّى له الأمرُ لاجتاح لبنان حتى يصلَ بيروت؛ لكنه تحطّم على صخرة حزب الله الصُّلبة، وليست قراراتُ الحكومة اللبنانية ومن إليها بنزع سلاح المقاومة إلا حبرًا على ورق ستُدرَج في طيَّاتِ النسيان، كما حدث لقراراتٍ سيئة في مراحلَ سابقة.

إن دينَ الإسلام منهجُ حياة للبشرية؛ فمَنْ يجاهِدْ يحيَ، ويُحْيِ معه الأرضَ، ومَن يستشهدْ يحيَ، ويُحْيِ معه النفوسَ الطاهرةَ الزكية النَّاهِضة بمسؤولية الاستخلاف في الأرض؛ حتى يرِثَ اللهُ الأرضَ ومن عليها، والعاقبة للمتقين.

"القضاء الأعلى" يطالب الشعوب الإسلامية بالتصدي للحملات العدائية التي تستهدف المسلمين ومقدساتهم
المسيرة نت | صنعاء: طالب مجلس القضاء الأعلى شعوب الدول العربية والإسلامية وعلماءها والجهات الدولية ذات العلاقة بالتصدي للحملات العدائية التي تستهدف المقدسات الإسلامية.
العدو يجدد التصعيد في لبنان بنيران كثيفة وتحركات عسكرية في العمق اللبناني
المسيرة نت | متابعات: صعّد العدو الصهيوني خلال الساعات الماضية اعتداءاته على جنوب لبنان، مستغلاً الغطاء الذي يوفره المجتمع الدولي للضغط على المقاومة.
فنزويلا تسلّم مجلس الأمن رسالة تدين "القرصنة الأمريكية" وتؤكد أن كاراكاس ستحمي سيادتها وحقوقها
المسيرة نت | متابعات: سلمت فنزويلا، الثلاثاء، رسالة إلى رئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تدين فيها رسمياً انتهاكات الولايات المتحدة الأمريكية ضد سفينة خاصة مخصصة للتجارة الدولية المشروعة كانت تنقل النفط الفنزويلي.
الأخبار العاجلة
  • 08:09
    مصادر فلسطينية: قوات العدو تعتقل عددا من المواطنين خلال اقتحامها قرية حارس شمال سلفيت فجر اليوم
  • 08:05
    مصادر فلسطينية: إطلاق نار من آليات الاحتلال قرب محور موراج شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزة
  • 07:53
    مصادر فلسطينية: قوات العدو تداهم بناية سكنية خلال اقتحام الحي الغربي في مدينة طولكرم
  • 07:50
    وزارة الدفاع الروسية: أنظمة الدفاع الجوي تعترض وتدمر 94 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل
  • 05:49
    صعدة: إصابة مواطن بنيران العدو السعودي في مديرية شدا الحدودية
  • 05:39
    رئيس كوبا: ندعم بقوة الرئيس نيكولاس مادورو ونؤيد بالكامل البيان الصادر عن الحكومة الفنزويلية
الأكثر متابعة