السفير صبري: ثورة 21 سبتمبر استعادت القرار اليمني ومهّدت لدور فاعل في الإقليم
آخر تحديث 21-09-2025 22:49

خاص | المسيرة نت: أكد السفير بوزارة الخارجية، عبدالله علي صبري، أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر جاءت لتصحيح مسار الثورات اليمنية السابقة، وإعادة الاعتبار لمفهوم الحرية والاستقلال عبر تحرير القرار الوطني من الوصاية الخارجية التي جثمت على اليمن لعقود طويلة.


وأوضح صبري في مداخلة على قناة المسيرة، أن الحديث عن الحرية والاستقلال في ثورة 21 سبتمبر يعني بالضرورة الحديث عن استقلالية القرار اليمني وتثبيت السيادة الوطنية، وهو أمر لم يكن مألوفاً منذ ثورة 26 سبتمبر 1962 مروراً بثورة 11 فبراير 2011.

وقال: "برغم ما حملته تلك الثورات من آمال، إلا أن الوصاية الخارجية تكرست بشكل واضح عبر ما سُمّي بالمبادرة الخليجية، ثم من خلال إشراف ما يُعرف بالدول العشر وتدخلات السفراء، وعلى رأسهم السفير الأمريكي".

وأضاف: "لقد جاءت ثورة 21 سبتمبر لتصحح هذا الانحراف سواء الذي شاب ثورة فبراير أو حتى ثورة سبتمبر، مؤكدة استقلالية القرار اليمني وخروج اليمن من التبعية والوصاية الخارجية".

ولفت السفير صبري إلى أن الساسة اليمنيين كانوا في مراحل سابقة يتباهون بوصف اليمن بالحديقة الخلفية للرياض، وهو ما يعكس عمق الوصاية السعودية التي تحكمت في الشأن اليمني منذ المصالحة الوطنية عام 1970 وحتى ما بعد أحداث 2011.

وتابع: "لكن الثورة أعلنت بشكل واضح أن اليمن قد امتلك قراره، وأن ذلك لا يعني القطيعة مع الخارج بقدر ما يعني أن العلاقات مع أي دولة يجب أن تقوم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشروعة".

وبيّن صبري أن السعودية لم تنظر إلى هذه الثورة إلا باعتبارها خروجا من تحت وصايتها، فسعت إلى إعادة اليمن إلى ما وصفه سفيرها في أمريكا بـ"بيت الطاعة"، مؤكداً أن الوصاية السعودية لم تكن سوى وجه آخر للوصاية الأمريكية والاستعمارية.

وقال: "انتظر السعودي والأمريكي قرابة ستة أشهر قبل أن يباشروا عدوانهم العسكري المباشر على اليمن، بهدف فرض الشروط والإملاءات والحد من أي اتجاه نحو استقلالية القرار اليمني".

واعتبر أن التحدي الأكبر الذي واجهته الثورة تمثّل في العدوان الخارجي، موضحاً: "لو أن الثورة خضعت لهذه التدخلات لظل اليمن إلى اليوم تحت الوصاية، لكن بصمود شعبنا، وتطور قدراته العسكرية، وبالقيادة الحكيمة، تمكّن اليمن من الدفاع عن أهداف الثورة في الحرية والاستقلال".

وأشار السفير صبري إلى أن ما يعيشه اليمن اليوم من معركة مشرفة في مواجهة الكيان الصهيوني وأمريكا وبريطانيا، إنما هو امتداد طبيعي لمسار الثورة.

ولفت إلى أن "هذه المعركة أثبتت أن اليمن يمتلك قراره المستقل، وأن لديه الإمكانات العسكرية والشعبية والإرادة السياسية الكفيلة بمواجهة كل التدخلات الخارجية، وجعل اليمن جزءاً فاعلاً في المعادلات الإقليمية".

ثورة سلم وشراكة أغاضت الأعداء:

وأوضح السفير عبد الله صبري أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر لم تكن مجرد انتفاضة شعبية، بل جاءت لتجسد نقائها باتفاق السلم والشراكة الذي رعته الأمم المتحدة عبر مبعوثها جمال بن عمر، ووقّعت عليه مختلف الأحزاب السياسية الفاعلة في البلاد، بما فيها أنصار الله.

وأشار إلى أن ذلك الاتفاق مثّل في حينه نقطة تحول مهمة، إذ أرسى دعائم التفاهمات السياسية وفتح الطريق أمام تشكيل حكومة كفاءات وطنية، ما عكس روح الثورة التي وُصفت حينها بأنها ثورة سلم وثورة شراكة.

ولفت صبري إلى أن المجتمع الدولي نفسه كان قد بارك الاتفاق والحكومة التي نتجت عنه، غير أن التدخلات الخارجية ولا سيما السعودية، سرعان ما أطاحت بهذه المساعي، بعد أن تلقت القوى السياسية إشارات واضحة بوجود عمل عسكري مرتقب ضد اليمن.

وأضاف: "برغم أن هذه الثورة لم تعتقل أحداً من خصومها، ولم تنصّب محاكم ثورية كما حدث في ثورة 26 سبتمبر، بل مدّت يدها للشراكة مع الجميع من أجل بناء اليمن وتصحيح الاختلالات السياسية والاقتصادية، إلا أن الخارج كان له رأي آخر".

وأوضح أن الثورة سعت لتصحيح مسار مؤتمر الحوار الوطني ومعالجة القضايا الخلافية مثل الأقاليم وفكرة الدولة الاتحادية، فضلاً عن ضمان الشراكة في السلطة، مؤكداً أن اتفاق السلم والشراكة كان من شأنه أن يمهد لمرحلة متقدمة من التفاهمات السياسية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.

غير أن السعودية وأمريكا – بحسب صبري – اعتبرتا أن المستجدات في اليمن شكلت خروجاً عن المألوف، وعن النهج المرسوم له تحت مظلة الوصاية الخارجية، فعملتا على تدبير العدوان العسكري الذي جرى الإعلان عنه من نيويورك.

وشدد على أن ذلك يؤكد أن العدوان لم يكن وليد اللحظة، بل كان مرتباً له مسبقاً، وأن فترة الأشهر الستة التي سبقت شنه لم تكن سوى تمهيد واستعداد لإعادة اليمن إلى بيت الطاعة السعودي الأمريكي.

 

ثورة لتصحيح الانحرافات:

وفي سياق متصل، قال السفير عبدالله علي صبري إن ثورة 21 سبتمبر لم تكن وليدة لحظة عابرة، بل جاءت بعد عقود طويلة من الانحرافات التي أعقبت ثورة 26 سبتمبر.

وأوضح أن تلك الانحرافات لم تقتصر على فترة زمنية محدودة، بل امتدت لعشرات السنين، حتى شملت كل منظومة الحكم في البلاد، من النظام السياسي والعسكري والمدني وصولاً إلى بعض المشايخ القبليين الذين ارتبطت مصالحهم بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وأضاف أن الفساد المالي والإداري استشرى إلى حد غير مسبوق، حيث لم يقتصر على أسرة الرئيس الحاكم، وإنما شمل دوائر أوسع من النخب السياسية والعسكرية والقبلية.

وبيّن أن هذا الفساد أنتج في النهاية انحطاطات قيمية وأخلاقية داخل المجتمع اليمني المعروف تاريخياً بأصالته وقيمه النبيلة، لكن بفعل سياسات النظام السابق، وبسبب الأموال والثروات التي كانت تُهدر وتصرف في غير محلها، تضررت القيم الاجتماعية وانتشرت البطالة والفقر، ما انعكس سلباً على السلوكيات العامة وأحدث أزمات اقتصادية خانقة.

وأشار السفير صبري إلى أن ما سُمّوا بـ"الجمهوريين" انحرفوا عن مبادئ الجمهورية ذاتها، حيث عمل النظام السابق على توريث الحكم لنجل الرئيس، كما احتكر أهم المناصب العليا في الدولة داخل أسرته وأقاربه وقبيلتهـ معتبراً أن ذلك شكّل انحرافاً خطيراً عن جوهر الجمهورية وقيمها، وهو ما جعل من التغيير الثوري ضرورة لا مفر منها.

وأوضح أن ثورة 11 فبراير 2011 جاءت في البداية كخطوة نحو التغيير، لكنها أُفرغت من مضمونها، وأعيد إنتاج القوى ذاتها التي كانت شريكاً في الفساد والاستبداد، ليظل اليمن أسيراً لدوامة الوصاية والتبعية، وهنا جاءت ثورة 21 سبتمبر كتصحيح ثوري حقيقي، أعاد الاعتبار للقيم الأصيلة للشعب اليمني، وللروح الوطنية الجامعة التي انصهرت فيها القبائل من مختلف القرى والأرياف، لتكون جزءاً أساسياً من الثورة وحاملاً لقيمها.

وتابع السفير حديثه قائلاً: إن الثورة التزمت بمبادئ واضحة، أبرزها السعي لإحلال الأمن والسلم، وتجنب الانجرار إلى حرب أهلية كانت تُخطط لها بعض الأطراف في العاصمة صنعاء.

وأكد أن اللجان الشعبية أدت دوراً محورياً في تأمين العاصمة، ومنعت الفراغ الأمني، رغم أن خصوم الثورة سعوا لإحداث الفوضى.

وأضاف أن من أبرز صور أخلاقية الثورة أن اللجان الشعبية سارعت إلى حماية مقرات الأحزاب وبيوت قياداتها، منعاً لأي استغلال من أطراف خارجية لإشعال فتنة داخلية أو إشعال حرب أهلية.

وختم السفير عبدالله صبري حديثه للمسيرة بالتأكيد على أن القيم الأصيلة التي التزمت بها ثورة 21 سبتمبر تعززت بشكل أكبر خلال مواجهة العدوان السعودي الأمريكي، حيث هب الشعب اليمني بكل أطيافه صفاً واحداً، سواء في جبهات القتال أو في الجبهات السياسية والاجتماعية والإعلامية، مجسداً روح الثورة وإرادة الاستقلال والسيادة.

الشرجبي: ثورة 21 سبتمبر أعادت الاعتبار لليمن وهويته الإيمانية وانتصرت للثورات السابقة
خاص | المسيرة نت: أكد الباحث السياسي والنشاط الثوري، طلعت الشرجبي أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014 تمثل متغيراً جذرياً ليس على مستوى اليمن فحسب، بل على مستوى المنطقة بأسرها، مشيراً إلى أنها جاءت امتداداً للمسار الثوري الذي بدأه الشعب اليمني في ثورة 11 فبراير 2011، لكنها استطاعت أن تحافظ على جوهرها التحرري وتفشل محاولات الالتفاف عليها وإعادة اليمن إلى دائرة الوصاية الخارجية.
توغلات صهيونية جديدة تحرج سلطات الجولاني المستسلمة.. تحذيرات القائد تعود للواجهة
خاص | المسيرة نت: واصلت قوات العدو الصهيوني خرقها للسيادة السورية، عبر تنفيذ توغلات جديدة في ريف القنيطرة، في وقت كانت فيه سلطات الجولاني قد أعلنت التوصل إلى اتفاق مع كيان الاحتلال الصهيوني، وُصف من قبل مراقبين بأنه أشبه بالاستسلام والتسليم بشروط العدو.
منظمة أمريكية: القصف الصهيوني على صنعاء هو ثاني أكبر مذبحة للصحافة في العالم
أعلنت لجنة حماية الصحافيين (Committee to Protect Journalists) أنّ القصف الصهيوني الجوي على اليمن مطلع الشهر الجاري شكّل ثاني أكثر هجوم دموي على الصحافة ترصده المنظمة الأميركية.
الأخبار العاجلة
  • 01:54
    ناشطون ضمن أسطول الصمود: طائرات مسيّرة تحلق مجددا فوق سفن الأسطول في المياه الدولية بالبحر المتوسط
  • 01:48
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم مخيم عسكر القديم شرق مدينة نابلس وقرية المغير شمال رام الله وبلدتي صوريف وبني نعيم في الخليل
  • 01:35
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم بلدة رمانة شمال مدينة جنين وبلدة قصرة جنوب مدينة نابلس ومدينة الخليل
  • 00:59
    رويترز: رئيس الوزراء الهندي يدعو الشعب إلى التوقف عن استخدام المنتجات الأجنبية والاعتماد على المحلية وسط توترات تجارية مع أمريكا
  • 00:59
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم بلدتي قطنة والقبيبة شمال غرب القدس المحتلة ومدينة نابلس
  • 00:36
    مصادر فلسطينية: جيش العدو الإسرائيلي ينسف منازل سكنية في حي الشيخ رضوان وشارع الجلاء شمالي مدينة غزة
الأكثر متابعة