العرب أمام لحظة الحقيقة.. اختبار السيادة
في خضم المشهد المتأجج في المنطقة، حَيثُ تتوالى التصعيدات الإسرائيلية بوتيرة مقلقة، يبدو أن سياسة التغاضي والتردّد في الرد العربي الرسمي لم تعد مقبولةً ولا مبرّرة، بل أصبحت تشكّل إغراء للعدو للتمادي في غطرسته وانتهاكاته.
فما حدث في الدوحة من عدوان صهيوني
سافر على أراضي دولة خليجية ذات سيادة -كانت تقوم بدور الوساطة لوقف إطلاق النار
في غزة- لم يكن مُجَـرّد حادثة عابرة، بل كان اختبارا صريحًا لمعنى السيادة
والكرامة العربية، ورسالة مفادها أن (إسرائيل) قادرة على انتهاك أي حرمة دون حساب.
وهذا العدوان لم يستثنِ أحدًا؛ فمصر،
صاحبة أقدم معاهدة سلام مع (إسرائيل)، تتلقى تحذيرات مبطنة وتهديدات علنية بانتهاك
اتّفاقية السلام، بينما يتحدث الإعلام العبري عن "مؤامرات على ضفاف
النيل" ويطالب بفرض عقوبات أمريكية "خانقة" على القاهرة لمُجَـرّد استعراضها
قوتها العسكرية في ذكرى انتصارات أُكتوبر، وكأن السلام بات حبرًا على ورق، ولم يعد
له أي قيمة فعلية.
إن صمت القادة العرب، أَو ردود أفعالهم
المقتصرة على "الشجب" و"الإدانة" و"التنديد"، لم
يعد كافيًا ولا مقنعًا للشعوب التي تئن تحت وطأة الإهانة والتمزق. فالعرب اليوم
يواجهون لحظة مصيرية: إما أن يستفيقوا من سباتهم ويواجهوا هذا العدوان المتصاعد
بخطاب موحد وفعل حقيقي، أَو يستسلموا لمشروع "إسرائيل الكبرى" الذي لم
يعد يخفي طموحاته التوسعية، والذي يتحدث علنًا عن ضم أراضٍ من مصر والأردن وسوريا
ولبنان وحتى دول الخليج.
لقد بات واضحًا أن (إسرائيل) لا تفهم
إلا لغة القوة، وأن سياسة "السلام الاقتصادي" أَو "التطبيع من دون
مقابل" لم تنتج سوى المزيد من الإذلال والخيانات. فها هي قطر، التي سعت
لسنوات لكسر العزلة النفسية عن (إسرائيل) واستضافت قادتها علنًا، تقصف بطائرات إسرائيلية
بأسلحة أمريكية، دون أن تحَرّك واشنطن ساكنًا إلا بمزيد من التبريرات الهزيلة.
والسعوديّة، التي علقت مسار التطبيع
مع تل أبيب منذ بداية الحرب على غزة، تواجه هي الأُخرى خيارات صعبة: فإما أن تتحول
مواقفها القانونية والسيادية إلى فعل ملموس، أَو تظل حبيسة الخطاب الدبلوماسي الذي
لا يغير من الواقع شيئًا.
إن العدوان الأخير على قطر، ورغم
فشله في تحقيق هدفه العسكري، كشف عن حقيقة مؤلمة: أن النظام الإقليمي القائم لم
يعد قادرًا على حماية سيادة الدول، وأن "الشرق الأوسط الجديد" الذي تروج
له (إسرائيل) هو شرق أوسط يقوم على الإذلال والخضوع، لا على الشراكة والكرامة.
لكن هذا العدوان في الوقت نفسه قدّم
للقادة العرب فرصة تاريخية -لا لتوظيف الأزمة لرأب الصدع بينهم فحسب-، بل للانتقال
من مرحلة الخطاب اللغوي إلى مرحلة الفعل الاستراتيجي.
فدول الخليج، غنية بثرواتها ونفوذها
الدولي، قادرة على استخدام أدوات الضغط الاقتصادي والسياسي والقانوني لفرض كلمة
موحدة. فلو توحدت هذه الدول في قرار بفرض عقوبات اقتصادية على (إسرائيل)، أَو سحبت
استثماراتها الضخمة منها، أَو أوقفت تعاونها الأمني مع القوى الداعمة لها، لاستطاعت
أن تغيّر المعادلة التي طالما ظلت لصالح الاحتلال.
فأُورُوبا، وإن بشكل متأخر، بدأت تتحَرّك؛
فبعض دولها علقت تصدير الأسلحة إلى (إسرائيل)، وبعضها الآخر يفكر بالتعليق ما يعني
أن العالم لم يعد يقبل بسردية الاحتلال إلى الأبد.
ولكن السؤال الأعمق: هل تمتلك النخب
العربية الإرادَة السياسية والحكمة لتحويل هذا العدوان إلى لحظة تأسيسية لمرحلة
جديدة؟!
التاريخ يشهد أن الأمم لا تُبنى
بالخطابات، بل بالإرادات.
ففي عام 1967، خرجت قمة الخرطوم
بثلاث لاءات تاريخية: لا للسلام، لا للاعتراف، لا للمفاوضات.
اليوم، نحن بحاجة إلى "لا"
جديدة:
لا للتطبيع مع من يقتلنا،
لا لبقاء سفراء العدوّ في عواصمنا،
ولا للتناحر العربي في لحظة الخطر
الوجودي.
والأهم من ذلك:
لا للصمت تجاه جرائم الحرب والإبادة
التي ترتكب في غزة،
التي تحولت إلى مأساة إنسانية يندى
لها جبين الإنسانية.
فإذا كان العرب لا يستطيعون -أو لا
يريدون- الدخول في حرب عسكرية، فَــإنَّ أمامهم خيارات أُخرى كثيرة:
من دعم المقاومة شرعيًّا وسياسيًّا،
إلى ملاحقة قادة الاحتلال في المحاكم
الدولية،
إلى كسر الحصار الظالم عن غزة بكل
الوسائل الممكنة.
إن الكرامة العربية ليست شعارًا
نرفعه في الخطابات، بل هي جوهر وجودنا وقيمة لا تقبل المساومة.
والعدوان على غزة، أَو على اليمن، أَو
على قطر، أَو على مصر، أَو على لبنان وسوريا -أو غيرها- هو عدوان على الكرامة
جمعاء.
فإما أن نتعلم من دروس التاريخ، ونستعيد
ذاكرة التضامن التي مكّنتنا من حسم معركة 1973،
أو نترك الأجيال القادمة تحمل عنا
عبء الإخفاق والخزي.
القادة العرب اليوم تحت المجهر:
إما أن يكتبوا تاريخًا جديدًا للمنطقة،
أو يكرّروا أخطاء الماضي التي
أوصلتنا إلى هذا الحضيض.
والشعوب -التي لم تعد تقبل بالهوان- تراقب،
وتنتظر.
فهل من مستجيب؟!
الحسني: الصراع السعودي الإماراتي جنوب اليمن يكشف هشاشة مشروع "الانفصال"
خاص | المسيرة نت: استعرض المحلل السياسي طالب الحسني قراءة شاملة للمشهد المتصاعد في المحافظات الجنوبية والشرقية، مؤكدًا أن ما يجري اليوم هو تكرار لمشهد 2019 لكن بصيغته الأكثر تعقيدًا وتشظّيًا، وبما يعكس عمق الصراع السعودي–الإماراتي وتداعياته على البنية المحلية وعلى مشروع الانفصال نفسه.
شهيد ومصابون برصاص العدو خلال مداهمات واعتقالات واسعة بالضفة الغربية
متابعات | المسيرة نت: استشهد شاب فلسطيني وأصيب آخر، برصاص قوات العدو الإسرائيلي، شرقي مدينة قلقيلية، كما شنت قوات العدو، صباح اليوم الاثنين، حملة مداهمات واقتحامات واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، رافقها اندلاع مواجهات في عدد من المواقع، ما أسفر عن إصابات بين الفلسطينيين، إلى جانب تفتيش عشرات المنازل والعبث بمحتوياتها، واحتجاز سكانها لساعات وإخضاعهم لتحقيقات ميدانية.
22 ألف إصابة تُحوّل القوة العسكرية الصهيونية إلى مستشفيات ميدانية
أعلنت وزارة الحرب الصهيونية أنّ قسم إعادة التأهيل التابع لها يعالج حالياً نحو 82,400 جندي ومقاتل سابق أصيبوا خلال الخدمة العسكرية، من بينهم 22 ألف إصابة منذ انطلاق حربها على غزة في 7 2023.-
10:37مصادر فلسطينية: جيش العدو ينسف عددا من المباني في مناطق انتشاره شمال رفح جنوبي القطاع
-
10:14مصادر فلسطينية: قوات العدو تهدم 3 منشآت تجارية في بلدة حزما شمال القدس المحتلة
-
10:13مصادر فلسطينية: قوات العدو تداهم منزلا خلال اقتحامها قرية دير ابزيع غرب رام الله
-
09:32مصادر فلسطينية: طيران العدو يشن سلسلة غارات شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة
-
09:22وزارة حرب العدو: 22 ألف ضابط وجندي أصيبوا منذ هجوم 7 أكتوبر 58% منهم يعانون اضطراب ما بعد الصدمة
-
09:12مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يسعى لجمع 23 مليار دولار لمساعدة 87 مليون شخص في 2026