خلفياتُ الموقف الأمريكي.. رؤية دينية وعقائدية
آخر تحديث 12-09-2025 15:22

منذ عقود طويلة يتضح أن الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية وصراع الأُمَّــة مع الكيان الإسرائيلي ليس مُجَـرّد انحياز سياسي أَو اصطفاف تكتيكي إلى جانب الكيان الصهيوني، بل هو انغماس كامل في المشروع الصهيوني نفسه، عقيدةً وسياسةً وممارسةً.

الأمريكيون لا يقفون عند حدود الدعم التقليدي لـ (إسرائيل)، بل ينظرون إلى هذا المشروع؛ باعتبَاره مسؤولية دينية مقدسة تقع على عاتقهم، تنطلق من قناعات عقائدية وتصورات توراتية تجعل من التمكين لـ(إسرائيل) الكبرى هدفًا مصيريًّا.

إن المشروع الصهيوني بطبيعته تدميري، يستهدف الأُمَّــة الإسلامية والمنطقة بأسرها تحت لافتات "تغيير الشرق الأوسط" و"إسرائيل الكبرى".

ومن هذا المنطلق يدعو السيدُ القائدُ عبدُ الملك بدر الدين الحوثي الأُمَّــة الإسلامية، بنخبها وجماهيرها، إلى التأمل بعمق في خلفيات الموقف الأمريكي، وعدم الاكتفاء بقراءة سلوك واشنطن كأنه مُجَـرّد خطوات سياسية ظرفية. فالمسألة أخطر من ذلك؛ إذ هي نابعة من رؤية دينية–عقائدية تعتبر إبادة الأُمَّــة الإسلامية، ومصادرة حقِّها في الأرض والكرامة، مهمة مقدسة في سبيل تكريس الهيمنة الصهيونية.

هذه الخلفيات العقائدية الممزوجة بأطماعٍ سياسية واقتصادية رهيبة، تجد أمامها واقعًا إسلاميًّا وعربيًّا منكشفًا، وسياسات رسمية تتجه في الاتّجاه الذي يمكن الأعداء من تحقيق أطماعهم. ولعل أبرز الأمثلة على ذلك ما يجري في الساحة الفلسطينية؛ حَيثُ لم تتورع الإدارة الأمريكية عن فرض عقوبات على السلطة الفلسطينية نفسها، بل ومنعت رئيس السلطة وأعضاءها من حضور اجتماعات الأمم المتحدة، في رسالة واضحة عن استخفافها بكل ما يسمى "عملية السلام". فهل يمكن لشعب محاصر ومصادر الحقوق أن ينتظر من عدو كهذا أن يمنحه دولة؟

لقد بات واضحًا أن الرهان على الموقف الأمريكي ليس سوى سراب. فالأمريكيون يجاهرون بانتمائهم الكامل للمشروع الصهيوني، ويعملون على مصادرة أي حق فلسطيني أَو عربي، بل ويمارسون استخفافًا غير مسبوق بالشعوب العربية. وقد قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكل صراحة إنه مستعد لإهداء أية أرض عربية لـ(إسرائيل)، في إعلان فجّ عن الاستخفاف بالأمة وحقوقها وسيادتها.

إن كُـلّ حديث عن "السلام" برعاية أمريكية ليس سوى غطاء للاستسلام والتدجين. فكيف يمكن لعاقل أن يسمي أمريكا، التي تتبنى المعتقد الصهيوني كجزء من عقيدتها الدينية، "راعية سلام"؟ إن ذلك ليس مُجَـرّد خطأ في التوصيف، بل كارثة كبرى وجرم بحق الأُمَّــة.

من هنا تتجلى الحقيقة بوضوح: خيارات "السلام" التي تطرحها واشنطن ليست سوى أوهام، وأي رهان على أمريكا هو مقامرة خاسرة. والأمة الإسلامية والعربية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إدراك خلفيات هذا الموقف الأمريكي، ووعي طبيعة المخطّط الصهيوني الذي يدار من واشنطن قبل تل أبيب، وإلا فإنها ستظل تتخبط في سراب قاتل لا ينتهي.


الحوثي يوجّه رسالةً للمجتمعين غداً في قمة الدوحة
متابعات | المسيرة نت: وجّه عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي رسالةً إلى زعماء الدول العربية والإسلامية المجتمعين غداً الإثنين في قمة الدوحة، التي تأتي على أعقاب العدوان الصهيوني الغادر الذي حاول اغتيال وفد حركة حماس في العاصمة القطرية.
وزير الخارجية الباكستاني: نأمل أن تسفر قمة الدوحة عن مخرجات عملية رادعة للكيان الصهيوني.
أكد وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار على ضرورة وحدة الموقف الإسلامي لردع العربدة الصهيونية.
وزير الخارجية الباكستاني: نأمل أن تسفر قمة الدوحة عن مخرجات عملية رادعة للكيان الصهيوني.
أكد وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار على ضرورة وحدة الموقف الإسلامي لردع العربدة الصهيونية.
الأخبار العاجلة
  • 23:18
    الدقران للمسيرة: نناشد أحرار العالم ودول أمتنا العربية والإسلامية لمساندة المنظومة الصحية في غزة التي باتت على حافة الهاوية
  • 23:15
    الدقران للمسيرة: تسمية أمكان النزوح من قبل العدو الإسرائيلي بـ"المناطق الآمنة" أكذوبة، فلا يوجد مناطق آمنة في غزة
  • 23:14
    الدقران للمسيرة: المواطنون في محافظة غزة يرفضون النزوح إلى المناطق الجنوبية والوسطى لأنهم جربوا ذلك وسبب لهم أزمات وازدحام
  • 23:13
    متحدث وزارة الصحة بغزة د. خليل الدقران للمسيرة: العدو يرتكب العديد من المجازر ويستهدف الأبراج وخيام النازحين بمحافظة غزة وشمالها
  • 23:07
    القسام: فجرنا عبوتين أرضيتين شديدتي الانفجار في دبابتين صهيونيتين ميركافا على مفترق الصفطاوي غرب مخيم جباليا
  • 23:02
    إعلام العدو: صفارات الإنذار تدوي في منطقة مطار رامون خشية تسلل طائرات مسيّرة