الشهيد المجاهد الدكتور رضوان الرباعي.. سيرة عطاء وإنجاز

خاص| أحمد داود| المسيرة نت: يصعب علينا تصديق ما حدث! الدكتور رضوان الرباعي يرتقي شهيداً ويبتعد كثيراً عن مشهدنا، وهو الذي كان ينبض بالحياة وبنشاطه الدؤوب وعمله الذي لا يتوقف، وقبل أن يتوج بالأوسمة ويكرم لعمله الكبير، فقد اختار الله له طريق الشهادة ليكون الوسام الأكبر والاصطفاء الذي لا مثيل له.
قبل ثورة 21 سبتمبر 2014م، كان القطاع الزراعي يرزح تحت رحمة التآمر الخارجي وعدم مبالاة النظام الداخلي، لكن الثورة صنعت الكثير من التحولات، وصنعت معها الرجال، وفي مقدمتها القطاع الزراعي، وشاءت الأقدار أن يكون الشهيد المجاهد الدكتور رضوان الرباعي من أهم المؤسسين لمداميك العمل الزراعي وإعادة الحياة إليه من جديد.
كان العمل شاقاً ومتعباً ومضنياً، فأنت حينما تحاول إعادة الروح إلى
الأرض، وعندما تبدأ بخطوة واحدة، تجد أمامك الكثير من الأشواك والعراقيل، فالخلل
في القطاع الزراعي كبير جداً لدرجة لا يمكن وصفها، لكن الرجال الأوفياء أصحاب
الهمة العالية والضمير الصادق لا يتوارون أمام كل العوائق، وإنما ينحتون في
الصخور، ويغرفون من البحار، وينطلقون بكل ثبات لتصحيح الخلل والقيام بالمهمة على
أكمل وجه، وما أعظم أن ينطلق المرء وأمامه توجيهات عظيمة للسيد القائد عبد الملك
بدر الدين الحوثي، وهو ما كان يفعله ويطبقه بالحرف الواحد شهيدنا الأسمى الدكتور
رضوان الرباعي.
تتجلى أمامنا الآن صورة أخرى؛ فالأراضي اليمنية الخصبة الصالحة للزراعة
كانت في عهد الأنظمة السابقة صحراء جدباء كالجوف وتهامة، لكن في بضع سنوات قليلة،
استطاع الشهيد الدكتور الرباعي وفريقه المخلص أن يحولها إلى أراضٍ زراعية خضراء
لتشق طريقها نحو الاكتفاء الذاتي من الحبوب، الذي كان يكبد الخزينة العامة للدولة
الكثير من الأموال، ثم إن الجهد العظيم لشهيدنا الأسمى وصل به إلى زراعة الكثبان
الرملية والصحراء في تهامة، في إنجاز لم يتحقق في أي وزارة زراعة على مدى عقود من
الزمن.
وفي سنوات قليلة، كان الشهيد الدكتور الرباعي نجمة تضيء في السماء؛ فعمله
الدؤوب في وزارة الزراعة عندما كان نائباً، وفي اللجنة الزراعية والسمكية العليا،
لم يكن في زوايا المكاتب، وإنما في الميدان، متنقلاً من محافظة إلى أخرى، ومن
مديرية إلى مديرية، ومن عزلة إلى عزلة، ليقوم بدراسة الواقع عن كثب، ثم ينسج الخطط
بأفكار إبداعية براقة لتتحول فيما بعد إلى مشاريع تنهض بالزراعة، فكان للشهيد نصيب
في إحياء الجمعيات التعاونية الزراعية، وفي إطلاق مشروع الزراعة التعاقدية، وفي
محاولة النهوض بالتسويق الزراعي وتنمية الصادرات، وفي تسهيل المعاملات، فكان خيطاً
من نور، تعلو صورته في المخيلة، وكأنه طائر هاجر من عشه ليعود محملاً بالقصص
والأساطير، وشموخه لم يكن مجرد كلمات، بل كان جبلاً ينمو في سطور التاريخ.
خسارة لا تعوض
كان الشهيد الدكتور رضوان الرباعي يخطو مع رفاقه نحو النهوض بالقطاع الزراعي، وكانت له العديد من البرامج، منها برنامج التوسع الزراعي والاهتمام بزراعة القمح والبقوليات، فحققوا بصمت ودون ضجيج إعلامي الكثير من النتائج الإيجابية، وكان شهيدنا يمثل خط الدفاع الأول عن الأمن الغذائي في بلد كان يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية جراء العدوان السعودي الأمريكي الغاشم.
ولعل ما يميز شهيدنا أنه جاء في زمن مليء بالتحديات؛ فإلى جانب الدمار
الواسع الذي لحق بالقطاع الزراعي في عهد الأنظمة السابقة، كان العدوان الغاشم
يستهدف القطاع بشكل ممنهج ليقضي على أي أمل في الحياة، لكن المعجزة أن هذا القطاع
حقق الكثير من النجاحات غير المتوقعة، فكيف لو جاء في زمن الاستقرار والهدوء، وهو
يحمل كل هذه الأفكار والهمة التي لا تنطفئ، والإرادة الصلبة لإصلاح الأرض، وإعادة
البلد إلى وضعه الحقيقي [اليمن السعيد].
لقد أضاء الشهيد أكثر من ألف شمعة على طريق الازدهار الزراعي والسمكي،
وعندما تم تشكيل حكومة البناء والتغيير كانت قيادة وزارة الزراعة والثروة السمكية
والموارد المائية من نصيبه، لتُضاف إلى شهيدنا أعباء جديدة، ومهام أخرى، ومسؤولية
عظيمة، لكن رجل الشدائد والمحن جدير بهذه الثقة، فقد انطلق بهمة عالية وإخلاص لا
مثيل له، فحقق خلال عام ما لم تحققه الكثير من الوزارات، حيث وضع الاستراتيجية لكل
القطاعات، ولم تتوقف اجتماعاته ولقاءاته وزياراته يوماً واحداً حتى لقي الله
شهيداً صادقاً مخلصاً، فكان همه كيف يصل بالبلد إلى الاكتفاء الذاتي من جميع
المحاصيل، وكانت له خطط كبيرة في توطين الصناعات الزراعية وتطوير البنية التحتية
المتضررة، ومثلما شق طريقه في القطاع الزراعي، كان الحال كذلك في القطاع السمكي
والموارد المائية.
مواقف وطنية وإنسانية خالدة
في مناسبات عديدة، كإجازات العيد، يحرص الكثيرون على استغلالها للراحة مع
الأهل وإنعاش الروح، لكن الشهيد الدكتور رضوان الرباعي كان يخصصها لزيارة
المرابطين في الجبهات، محفزاً الأبطال المقاتلين، ومثنياً على جهودهم الجبارة في
التصدي للأعداء وقتال الغزاة والخونة والعملاء.
ولهذا، لم يكن الشهيد الرباعي منحصراً في الجانب الزراعي فحسب، بل كانت
له آراؤه السياسية والجهادية، متخذاً من السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي
قدوة له، وكان يهتم بأدق تفاصيل فعاليات المولد النبوي، وقد حضر قبل استشهاده
فعاليات المولد، سارداً عظمة الرسول الأكرم، ومطالباً الجميع بالاقتداء والتأسي
به. كما كانت له مواقف عظيمة ونبيلة تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني، ودعواته
المتكررة لدعم المجاهدين بكل ما نستطيع.
وبالنسبة للشهيد الكبير، فإن المناصب لم تكن لتغريه فيتجبر أو يتكبر على
الآخرين، بل كان بسيطاً مع الجميع، يأكل مع الموظفين والمرافقين، ويجلس معهم،
ويتبادل النقاش معهم دون تعالٍ أو كبرياء، وهو من الشخصيات الوطنية التي لم تألف
المواكب الفخمة أو القصور الفاخرة، بل وجد ليكون قريباً من الناس، خادماً لهم
بإخلاص وتفانٍ وتواضع.
إن عظمة الشهداء تكمن في أنهم لم يموتوا، بل غمروا الأرض بخيرهم،
وانزرعوا في الصدور، وصاروا قصائد لم تُكتب، فكل دمعة تنزل تصنع دائرة جديدة من
الحب، تحيط بتلك الملحمة، وتسرد حروفاً تُكتب في سجلات المجد.
ويُعد اغتيال الوزير الدكتور رضوان الرباعي خسارة كبيرة للقطاع الزراعي،
وسيُحدث غيابه فراغاً رهيباً، غير أن ثمرته في البناء المؤسسي على مدى السنوات
الماضية قد أوجدت رجالاً مخلصين سيمضون على الدرب ذاته، وستكون شهادته حافزاً لمن
يخلفه للسير على نهجه واستكمال طريق البناء للنهوض بالقطاع الزراعي والسمكي
والموارد المائية، فاليمن ولّادة، والشهيد يخلفه قادة آخرون، وهكذا هي سنة الحياة.
رحم الله شهيدنا الدكتور رضوان
الرباعي، ونسأل الله أن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان..
إنا لله وإنا إليه راجعون.


10 عمليات يمنية تضربُ العمقَ الصهيونيّ بطائرات شبحية لم يُكشَف عنها
المسيرة نت | عبدالقوي السباعي: كثّـفت القواتُ المسلحة اليمنية من عملياتها الهجومية المتمثلة بإطلاق الطائراتِ المسيّرة الانقضاضية، خلال الساعات الـ 48 الماضية؛ إذ تمكّنت من خِداع منظومةِ الرادارات الصهيونية المتطورة وإرباكها، وأصابت أهدافها بدقة.
الصحة في غزة تعلن ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 64,605
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الثلاثاء، عن حصيلة مروعة لضحايا العدوان الصهيوني الإجرامي المستمر على مرأى ومسمع العالم، كاشفة عن أعداد صادمة من الشهداء والجرحى خلال الـ 24 ساعة الماضية، مما يؤكد تصاعد وتيرة العنف ضد المدنيين.
الاحتلال يواصل القمع الممنهج ضد الصحفيين الفلسطينيين
كشف مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين عن استمرار الاحتلال الصهيوني في استهداف المنظومة الإعلامية الفلسطينية عبر نهج قمعي شامل يهدف إلى طمس الرواية الفلسطينية ومنع توثيق انتهاكاته.-
12:32وزارة الصحة في غزة: وصول 83 شهيدًا و223 إصابة إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية
-
12:32وزارة الصحة في غزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ بدء العدوان على غزة إلى 64,605 شهيدًا و163,319 إصابة
-
12:27الصحة في غزة: 14 شهيدًا و 37 إصابة من ضحايا مصائد الموت خلال 24 ساعة، وارتفاع إجمالي الشهداء إلى 2,444 والجرحى إلى 17,831
-
12:21الدفاع المدني بغزة: نداء عاجل لكل المنظمات الإنسانية وللعالم: تدخلوا فورًا لإنقاذ حياة آلاف الأبرياء
-
12:21الدفاع المدني بغزة: العالم يشاهد بصمت، بينما مدينة غزة تصرخ للإنقاذ قبل فوات الأوان
-
12:21الدفاع المدني بغزة: نحو 550 عائلة، أي حوالي 7600 إنسان يعيشون الآن في العراء، محرومين من أبسط مقومات الحياة، يصارعون الموت والجوع والحر