استشهاد أيمن هنية ورسمي سالم يرفع حصيلة شهداء الإعلام إلى 247... وتواصل استهداف الأجنة في أرحام أمهاتهم

خاص | المسيرة نت: في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل استهداف الصحفيين في قطاع غزة، استُشهد الزميلان أيمن هنية ورسمي سالم إثر قصف مباشر من قِبل كيان العدو الصهيوني، أثناء عودتهما من أداء مهامهما الإعلامية.

ويأتي ذلك في سياق عدوان متواصل على قطاع غزة يشهد تصعيدًا عسكريًا عنيفًا، وتدهورًا إنسانيًا كارثيًا، وسط تجاهل دولي متعمَّد للمجازر المستمرة بحق المدنيين، بمن فيهم الصحفيون، والنازحون، والنساء الحوامل، وحتى الأجنّة في أرحام أمهاتهم.

ودّعت الأسرة الإعلامية في غزة، يوم أمس، اثنين من أبرز كوادرها؛ المخرج أيمن هنية والمصور رسمي سالم، اللذين ارتقيا خلال ساعات متقاربة، بعد قصف مباشر استهدف كلًّا منهما بشكل منفصل أثناء عودتهما من العمل.

الزميل رسمي سالم، المعروف بشجاعته وحضوره الميداني اليومي، استُهدف في المنطقة الغربية من مدينة غزة بعد انتهائه من تغطية صحفية، فيما استُهدف زميله أيمن هنية، مهندس البث والمخرج، بعد ساعات قليلة، وكان من المفترض أن يُشرف على بث مباشر صباح اليوم التالي، لكنه لم يعد.

 "فارق الزمن بين استشهادهما لم يتجاوز ثلاث ساعات، لكن وجعهما سيبقى طويلًا في قلوبنا"، تقول الزميلة دعاء روقة، التي عبّرت بحرقة عن الحزن لفقد اثنين من "أنبل الزملاء وأكثرهم التزامًا"، مؤكدةً أن استهدافهم كان متعمدًا لمنع إيصال الحقيقة إلى العالم.

وأشارت روقة إلى أن الشهيد رسمي سالم لم يكن زميلًا فحسب، بل كان "ابن المنطقة، وجارًا وأخًا خلوقًا، طيب القلب، طموحًا، يحب الحياة، ويحلم بمستقبل إعلامي واعد"، بينما كان أيمن هنية "هادئًا، مبدعًا، لا يتأخر عن أي مهمة، حريصًا على نقل الصورة بأمانة ومسؤولية".

تصعيد ميداني وغارات لا تتوقف

تزامن استشهاد الزميلين مع تصعيد واسع في العمليات العسكرية التي يشنها كيان العدو الصهيوني على قطاع غزة، حيث استهدفت طائراته الحربية شقة سكنية في المنطقة الغربية من المدينة، ما أدى إلى استشهاد خمسة مدنيين، من بينهم امرأة حامل وجنينها.

وأفادت المراسلة روقة أن الغارات طالت كذلك مناطق حي الصفطاوي، أبو إسكندر، جباليا البلد، جباليا النزلة، إضافة إلى حي الزيتون وحي الصبرة، وسط قصف مدفعي مكثف طال الأحياء الشرقية والشمالية من المدينة.

كما حلّقت طائرات الأباتشي وطائرات الاستطلاع على ارتفاعات منخفضة، في أجواء متواصلة من الرعب فوق رؤوس المدنيين، الذين يعانون من نزوح داخلي متكرّر وسط قصف عشوائي لا يفرّق بين طفل أو صحفي أو امرأة حامل.

وفي المناطق الوسطى، طالت الغارات مخيم النصيرات، البريج، والمغازي، بينما شهدت المنطقة الغربية من خان يونس – المصنّفة "منطقة إنسانية" – استهدافات مباشرة لتجمّعات نازحين، أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى.

كارثة إنسانية تتفاقم

تتزامن هذه الجرائم مع حصار خانق يفرضه العدو الصهيوني، يمنع بموجبه دخول المساعدات الإنسانية والسلع الأساسية إلى القطاع، ما فاقم الأزمة الصحية والمعيشية، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود، وتوقف العديد من المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل.

وقالت المراسلة دعاء روقة: "الاحتلال لا يكتفي بقتل الصحفيين، بل يسعى لإسكات الكلمة وإطفاء الصورة. لكنه لن ينجح. نحن مستمرون على درب زملائنا، لنقل الحقيقة وفضح جرائم الاحتلال، مهما كلّفنا ذلك من ثمن."

الكلمة لا تموت... والرسالة لن تُدفن

بات استهداف الصحفيين في غزة سياسة ثابتة لدى كيان العدو الصهيوني، وليس مجرد تجاوز. ومع ارتقاء الزميلين أيمن هنية ورسمي سالم، ترتفع حصيلة شهداء الإعلام الفلسطيني إلى 244 صحفيًا وإعلاميًا، منذ بدء العدوان في 8 أكتوبر 2023م، بحسب تقارير إعلامية وحقوقية دولية.

ورغم هذا الرقم المفجع، تبقى الكلمة حيّة، والعدسة حاضرة، والرسالة مستمرة، فالدماء الطاهرة لا تُسكت الحقيقة، بل تغذّيها، وتُبقيها نابضة في ضمير كل أحرار العالم.

وفي الختام: تتقدّم "المسيرة نت" بأحرّ التعازي إلى ذوي الزميلين الشهيدين، المخرج أيمن هنية والمصور رسمي سالم، وإلى الأسرة الإعلامية في قطاع غزة، مؤكدةً أن دماءهم الطاهرة لن تذهب هدرًا، وأن الصوت الفلسطيني الحرّ سيبقى صامدًا في وجه آلة البطش والعدوان، حتى كنس الاحتلال وكشف جرائمه.