رسائل ودلالات تشييع شهداء الفتح الموعود والجهاد المقدس

خاص | منصور البكالي | المسيرة نت: في مشهدٍ تاريخيٍّ مهيب، ارتفعت الهتافات والدموع في ميدان السبعين بصنعاء، حيث امتزجت الحشود البشرية بروح الفداء والتحدي، في وداع رسمي وشعبي استثنائي لرئيس الوزراء اليمني الشهيد أحمد غالب الرهوي وعددٍ من وزرائه الذين ارتقوا في جريمة اغتيال غادرة نفذها كيان العدو الصهيوني.
لم يكن التشييع مجرد طقس جنائزي، بل كان بمثابة خطاب مفتوح للعالم، ورسالة سياسية وعقائدية حملت من الدلالات أكثر مما حملت النعوش، لتؤكد أن اليمن، شعبًا وقيادةً، لا يودع شهداءه بالبكاء، بل يشيعهم بالعهد والوعد والاستمرار في معركة الكرامة والسيادة والإنسانية ، والانتصار لدماء الشهداء القادة على طريق القدس ، ودماء أطفال ونساء غزة، وكل المستضعفين في هذا العالم الملئ بوحشية أمريكا واليهود، وفي صدارة تلك المعركة فلسطين القلب النابض، عبر معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
وحدة الجبهة الداخلية
جسّد هذا التشييع لحظة إجماع وطني
نادرة، عبّر فيها الشعب اليمني، بمختلف أطيافه ومكوناته، عن وحدة الصف والتفافه
حول مشروع المقاومة، مُقدّمًا مشهدًا لا يخص اليمن وحده، بل يعبر عن وجدان الأمة
العربية والإسلامية. فقد بدا ميدان السبعين، في تلك الساعات المشبعة بالحزن
والكرامة، وكأنه صدى لنبضات الشعوب من المحيط إلى الخليج، تلك التي ما تزال تؤمن
بأن فلسطين هي البوصلة، والقدس هي القضية.
لم يتأخر الرد اليمني، ولم يقتصر على
الكلمات أو الشعارات، ففي الوقت الذي كانت الجموع ترفع الشهيد الرهوي ورفاقه على
الأكتاف، أعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، العميد المجاهد يحيى سريع،
عن عملية عسكرية استهدفت سفينة صهيونية في البحر الأحمر، في رسالة واضحة أن اليمن
لن يكتفي بالتشييع، بل سيواصل إسناد غزة، رغم الجراح، وسيواصل الردع والدفاع، مهما
اشتدت المؤامرات وتكالبت القوى.
كما أوضح رئيس الرابطة الدولية للمحللين السياسيين، الدكتور محسن صالح، فإن هذا الرد الصاروخي هو تتويج طبيعي لثبات يمنيٍ متواصل على درب "طوفان الأقصى"، في مواجهة مشروع الهيمنة الصهيونية والغربية في المنطقة.
تلاحم شعبي ورسمي...
ثمرة الثقافة القرآنية
ويصف عضو المكتب السياسي لأنصار الله، الأستاذ علي الديلمي، التشييع بأنه تجسيد حي للتلاحم الشعبي والرسمي في اليمن، مؤكداً أن هذه الوحدة تنبع من وعي متجذر وثقافة قرآنية تحررية زرعها المشروع المقاوم بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، مشيراً إلى أن اليمن لم يعد مجرد داعم رمزي لفلسطين، بل أصبح في قلب المعركة، يقاتل ويقدم الشهداء ويعيد صياغة الجغرافيا السياسية للمواجهة.
لم يمر التشييع دون كشف حساب سياسي وأخلاقي للأنظمة
العربية المتواطئة، ففي الوقت الذي ترسل فيه بعض العواصم العربية شحنات الأسلحة
إلى كيان العدو، كما يكشف الديلمي عن فضيحة السفينة السعودية المحملة بالسلاح، كان
اليمن يرسل أبناءه شهداء في سبيل فلسطين، و أمام هذا التواطؤ، برز موقف الشعب اليمني
كصوت نقي وضمير يقظ، يرفض الاستسلام ويواجه الحصار والمؤامرات بالصمود والمقاومة،
وقد تحطمت كل رهانات العدو على صخرة هذا التماسك الشعبي والقيادي، في صورة نادرة
من الانسجام بين الإرادة الشعبية والرؤية السياسية.
اليمن... من جبهة إسناد
إلى رأس حربة
ما كشفته اللحظة، بحسب الدكتور صالح، هو أن اليمن لم يعد مجرد جبهة دعم للقضية الفلسطينية، بل أصبح رأس حربة متقدمة في محور المواجهة مع المشروع الصهيوني – الأمريكي، يفرض معادلات جديدة في البحر الأحمر، ويشكّل رقماً صعباً في معادلة الأمن الإقليمي والدولي.
وإذا كانت صواريخ
الردع تعبّر عن القوة العسكرية، فإن مشهد التشييع عبّر عن القوة المعنوية والروحية
لشعب لا يقبل الانكسار، ولا يساوم على قضاياه الكبرى.
رسائل هذا التشييع لم تكن موجهة فقط لكيان العدو، بل أيضاً لحلفائه في الداخل والخارج، وحسب ما أكد الديلمي، فإن عملية اغتيال حكومة التغيير والبناء ليست محلية الطابع، بل هي جزء من مشروع دولي تقوده واشنطن و"تل أبيب" حيفا المحتلة، بمشاركة أجهزة استخبارات وأنظمة عربية متورطة، لكن الفشل كان حليفهم، فاليمن، الذي عاش سنوات من العدوان والحصار، بات أكثر تماسكاً من أي وقت مضى، وأكثر وضوحًا في مشروعه: مقاومة مستمرة، تضحيات بلا حدود، وثبات لا يعرف المساومة.
لم تكن الجنازات مجرد وداع، بل كانت
نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة من التحدي، رفع اليمنيون فيها نعوش الشهداء كما تُرفع
الرايات في ميادين القتال، وودّعوهم كما يُودَّع القادة الكبار الذين رسموا بالدم
خارطة طريق الأمة نحو الكرامة والتحرر.
صباح اليوم، سطّر اليمن من قلب صنعاء
درسًا جديدًا في الوعي والثبات والعزة والثقة العالية بالله ونصرة الحق، مجددًا
العهد لفلسطين وغزة والقدس ولكل الأحرار في الأمة، من لبنان إلى سوريا والعراق
وإيران وكل الأحرار في العالم: أن الدم لا يُهزم، وأن مشروع التحرر لا يموت ما دام
في الأرض شعبٌ يقاتل، ويشيّع الشهداء، ويواصل المسير والبناء والإنتاج الحربي
والزراعي والاقتصادي، وينتهج من مدرسة الرسالة المحمدية الخاتمة وآل بيته الأطهار
خططه واستراتيجياته العسكرية والأمنية الحيدرية، والاقتصادية والسياسية، وعيناه
مجدداً على أبواب، وقلاع وأسوار حصون خيبر، وفي قلبه تطهير المقدسات وكل الأرض
العربية من دنس اليهود وخبث المنافقين العملاء.

معهد أمريكي: العملية اليمنية البحرية الأخيرة مفاجئة وقد تكون بداية لمرحلة جديدة
متابعات | المسيرة نت: عبّر معهد أمريكي عن صدمته من العملية اليمنية الأخيرة التي استهدفت ناقلة النفط الصهيونية "سكارليت راي".
مواقع ملاحية: 53 رحلة تجارية بين موانئ مصر وتركيا وموانئ كيان العدو الأسبوع الماضي
متابعات| المسيرة نت: أظهرت المواقع الملاحية لتتبع السفن عبر الأقمار الاصطناعية، استمرار تدفق السفن المصرية والتركية إلى موانئ كيان العدو الإسرائيلي في فلسطين المحتلة خلال الأسبوع الرابع من شهر أغسطس، حيث بلغت 53 سفينة.
معهد أمريكي: العملية اليمنية البحرية الأخيرة مفاجئة وقد تكون بداية لمرحلة جديدة
متابعات | المسيرة نت: عبّر معهد أمريكي عن صدمته من العملية اليمنية الأخيرة التي استهدفت ناقلة النفط الصهيونية "سكارليت راي".-
23:29الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو: لن نسمح بعودة زمن الاستعمار والهيمنة على أمريكا الجنوبية
-
22:48مصادر فلسطينية: 68 شهيدا وعشرات الجرحى نتيجة مجازر العدو الإسرائيلي في قطاع غزة منذ فجر اليوم بينهم 15 شهيدا من منتظري المساعدات
-
22:34القناة 14 الصهيونية: الاتحاد الأوروبي يدرس المصادقة على فرض رسوم جمركية على "البضائع الإسرائيلية" من الضفة الغربية
-
22:27الهلال الأحمر: 3 جرحى جراء إطلاق العدو الإسرائيلي الرصاص على مركبة في بلدة طمون جنوب طوباس
-
22:13الهلال الأحمر الفلسطيني: قوات العدو الإسرائيلي تطلق النار على سيارة إسعاف في طمون جنوب طوباس في الضفة الغربية
-
21:49معهد واشنطن لسياسة "الشرق الأدنى": الهجوم الصاروخي اليمني كان مختلفا تماما وأبعد بكثير نحو الشمال