الشيخ حسين حازب في حوار لـ "المسيرة نت": المؤتمر ليس حزبًا عائليًّا والسيد القائد ملهمٌ لأحرار العالم

خاص| حاوره إبراهيم العنسي| المسيرة نت: أكّـد الشيخُ والقيادي المؤتمري البارز حسين حازب أن اليمنَ بموقفه الإيماني الشجاع والصُّلب، صنع صورةً ناصعةَ البياض وأعاد التذكير بدور هذا البلد التاريخي الكبير في دعم الرسالة والأمة المحمدية كما كان داعمًا للمستضعفين.
وأشَارَ الشيخ حازب في حوار خاص مع موقع "المسيرة نت" إلى أنه ومع هذه الصورة المشرقة التي رسمها اليمنُ الحر المقاوم بإسناده لغزة المستضعفة، تقدم قائدُه المؤمنُ الشجاع والحكيم، صفوفَ الأُمَّــة ليصبحَ قائدًا ملهمًا ليس للعرب والمسلمين وحدَهم بل لأحرار العالم بعد أن رأى العالَمُ فعلَه الجميلَ وإسناده العظيم لغزة الجريحة المكلومة.
وأوضح أن حزبَ المؤتمر الشعبي
العام يقفُ اليومَ إلى جانبِ الوطن في إسناد غزة ومواجهة العدوان، وأن الأصواتَ
النشازَ التي تظهر من هنا أَو من هناك وإن ظهرت منها تصريحاتٌ أَو بعض كلام، وهي
تزعُمُ ارتباطُها بهذا الحزب، لا تعبّر عن قرارات قيادة المؤتمر الشعبي العام ولا
عن توجّـهاته، ولا توجّـهات قيادته المتمثلة في اللجنة العامة وأحراره، حَيثُ لا
يمكن أن يقفوا إلا في صَفِّ الوطن، وفي الصف الذي يواجه العدوان ويسند غزة.
وأكّـد أن حزبَ المؤتمر ليس حزبًا "عائليًّا"
بل حزبٌ لشعب ووطن، لا يمكن أن يكونَ في غير صَفِّ الوطن وموقفه الكبير والعظيم
المجاهد والمناصِر والمسانِد للمقاومة في غزة ومحور الجهاد والمقاومة.
إلى نص
الحوار:
- بداية
شيخ حسين.. كيف تقيِّمون الموقفَ اليمني المسانِدَ لغزة رغم الحصار والأوجاع
والمعاناة لليمن نتيجةَ العدوان الأمريكي–السعودي–الإماراتي؟
بداية، يمكن القول إن ثباتَ الموقف
اليمني المساند لغزة هو موقفٌ متأصِّل في اليمنيين؛ فموقف اليمن من غزة هو موقفٌ
إيماني وأخوي أولًا، ثم موقفٌ إنساني وأخلاقي، واليمن ذو تاريخ طويل في نصرة
الإسلام والرسالة.
- ماذا عن
المزايدات التي يطلقُها أذنابُ التحالف والتي تحاولُ التقليلَ من هذا الموقف رغم
أن حماس تصفُ اليمنَ وأنصار الله بـ"إخوان الصدق"؟
من يزايد على موقف اليمن وقيادته
السياسية وشعبه وقواته المسلحة، لا قيمة لمزايداته، وأية مزايدات لا حساب لها
لدينا ولدى قيادة شعبنا المجاهدة. ومن يريد أن يزايد علينا فعليه أن يفعل أكثر
وأفضل مما فعلنا، هنا تكون المزايدة صادقة؛ عليه أن يوجه صواريخه ومسيّراته إلى
كيان العدوّ أكثر مما وجّهنا، وأن يقف مع غزة أكثر من وقفتنا التي يشهد لنا بها
أهل الرباط والمقاومة في غزة، ويشهد لنا بها العالم الحر، عربًا ومسلمين وأجانب،
وقبل هؤلاء كلهم سيشهد لنا بها الله. وأية مزايدات خارج هذا المفهوم فلا أَسَاس
لها ولن تصل إلى نتيجة، ومن يقُلْ بها فلا حَظَّ له، وستكون مزايدتُه في مصلحة
العدوّ وحدَه.
دعنا نقول إن من يزايدون على مواقفنا الداعمة للمقاومة لن يفاجئونا إلا في حالة أن يفعلوا كما قلتُ أعظم مما فعلنا، فيرسلون بدلًا عن الصاروخ عشرة، وبدلًا عن المُسيرة عشرين مُسّيرة، ويخرجون بالملايين إلى الساحات؛ تأكيدًا لموقفهم الفعلي على الأرض. عليهم أن يطلقوا صواريخهم لضرب كيان العدوّ كما نفعل، بينما مظاهراتهم تهب إلى الميادين، واستنفارهم يستمر لقطع البحار عن سفن العدوّ نصرة لغزة.
حزب المؤتمر يقفُ في صف المقاومة وفي مواجهة العدوان، ولا يمكن أن يكون تركةً تنتقلُ من الأب إلى الأبناء
الصورة التي رسمها اليمن لدى شعوب الأُمَّــة وأحرار العالم ومقاومة غزة، هي صورة ناصعة البياض
- الواضح،
شيخ حسين، أن تحرّكات اليمن لإسناد غزة أحرجت الكثيرين وأحرجت القوى العالميةَ
وأحرجت العربَ والمسلمين المتحالفين مع الغرب؛ لهذا برز التحَرّك المعادي ضد اليمن
في حالة استنفار يقودها كيان العدوّ وأدواته.. ما تعليقكم؟
بالفعل، التحَرّكات الحاصلة اليوم وتصاعد مواقف العملاء الموالين لتحالف العدوان ضد اليمن، مرتبطة بشكل واسع اليوم بالعدوّ، للأسف، كنتيجة لمساندة اليمن لغزة. فاليمن، وبشكل كبير، أحرج الجميع، وأحرج أولًا العرب والمسلمين؛ فرأوا أن هذا البلد المحاصر والمغلوب على أمره فعل ما لم يفعلوه رغم إمْكَانيات الأنظمة العربية والإسلامية الهائلة. وكذلك أحرج الأجنبي، الذي رأى أن التسيُّد على البحار وفرض الإملاءات على العرب لا وزن لها ولا قيمة بالنسبة لليمن وقيادته وشعبه. فالأجنبي والغرب تعوّد ألا يقول له أحد "لا"، ولم يعتَدْ أن يخالفَه أحد، وبالتالي كان موقفُ اليمن كمن فتح البابَ لمن يريد أن يقول "لا" للأمريكان والغرب عُمُـومًا، بل وأكّـد إمْكَانيةَ مواجهة أمريكا ومواجهة "إسرائيل"، مع كسر قاعدة ووهم قوة العدوّ الذي لا يقهر، والتي أوهمونا بها 70 عامًا، وقد كان قبول هذا الوهم مؤشِّرًا على ضَعفٍ إيماني، حَيثُ جعلوا الشعوب تصدِّق أن أمريكا هي القوة المطلقة، بينما القوة المطلقة لله سبحانه وتعالى.
- في ضوء
ما يحصل في غزة، برزت تصريحات للعدوّ الإسرائيلي والأمريكي، ومن خلفه بعض الغرب
وبعض العرب من خلف ستار، وكلها تركز على أنه يجب وقف إسناد اليمن لغزة.. ما رهان
العدوّ لإيقاف جبهة الإسناد اليمنية بعد فشل عسكريًا؟
لقد فشل التحالف في مسارَي المواجهة
المباشرة وغير المباشرة مع اليمن، كما أشرت في سؤالك. ثم إن السعودية والإمارات لا
يستطيعان مواجهة اليمن مباشرة، وليس أمامهما إلا أن يحركا أدواتهما. والكلمة التي
يجب أن نقولها في الإعلام والصحافة وفي السياسة: إنْ جاءتنا ضربة من المخاء، فلنرد
في الرياض، وَإذَا جاءتنا من مأرب، فلنرد في أبو ظبي، وَإذَا جاءت ضربة من أي مكان
آخر، ليكون الرد في الدوحة؛ لأَنَّه لن يتحرّك بشر من اليمنيين كأدوات إلا بفلوس
هذه الدول الثلاث.
بهذا الكلام، سيوقف اليمن هؤلاء عند
حدهم، وحتى لو قاتلونا فلن يحققوا شيئًا، فيما سيخسرون الكثير. وقد سبق لهم أن
اعتدوا على اليمن طيلة ثماني سنوات بـ 15 ألف طن من القذائف، واليمن في عام 2020م
غير اليمن عام 2025م، وهذا واضح للجميع.
أنا قبل خمسة أعوام كنت أتحدث عن
مصالحة ومن هذا القبيل، أما بعد أن دخل اليمن في معركة الشرف والكرامة، فأنا مستعد
لدخولها أنا وأولادي مباشرة؛ لأَنَّ أمامي اليهودي في شكل عربي مسلم.
- اليمن
كله يفكِّرُ بهذا التفكير، شيخ حسين.. واليمنيون بما فيهم إخواننا في المناطق
الجنوبية المحتلّة مستعدون لخوض معركة الكرامة والنصر، التي هي معركة غزة ومعركة
حماية عرين الأُمَّــة والإسلام، فقد كُشفت الأقنعة وزال اللبس وتبيَّن مسارُ الحق
واضحًا جليًّا لمن كان متردِّدًا.
هذا حقيقة، وهذا ما يشعر به الجميع،
ولا يفكّر العدوّ أن الشعب اليمني سيترك تضحياته، فاليمنيون على مدار سبعين
عامًا مع القضية الفلسطينية متحدون خلف هذه المعركة المقدسة. أنا أخبر اليمنيين
كثيرًا، سواء في الشمال أَو الجنوب، عند الاشتراكي وعند غير الاشتراكي، عند الغني
وعند الفقير… عند الكل، قضية فلسطين جامعة للجهاد المقدس. والله سبحانه قد وضع
قاعدة للنصر فقال: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ)؛ ولهذا لن يتركنا
ولن يضيعنا عز وجل.
لولا أن السعودية والإمارات مسيطرتان
عبر أدواتها من اليمنيين على الشارع الجنوبي لكانوا معنا في الجبهة وكانوا مشاركين
لنا في البحر؛ ولهذا الجنوبيون صوتهم خافت؛ بسبب وجود التحالف، وحتى وإن وُجد فيهم
من هو عميل أَو ما شابه، هناك الكثير الكثير منهم معنا وفي صفنا. لهذا لا يجبُ أن
يصدر عنا إعلاميًّا أَو سياسيًّا أيةُ إساءَة؛ فما يصدر عنهم هو رغمًا عنهم مقابل
إرضاء الضباط السعوديّ أو الإماراتي. ومن سجل منهم موقفه الواضح والمباشر بصفنا
فهو موقف شجاع يستحق الثناء والإشادة.
فكل صاروخ يعبّر صوب العدوّ الصهيوني
يُفرِحُ الجميع، وهذا ملاحَظ في كُـلّ اتجاه في البلاد، شمالًا وجنوبًا، شرقًا
وغربًا.
- هل
تتحدثون مع إخواننا في الجنوب أَو يحدثونكم حول هذا، عن الحاجة للاصطفاف والالتحام
لكسر العدوّ؟
إخواننا في المناطق اليمنية المحتلّة
يؤكّدون أن هذه المعركة هي معركة واجبة المشاركة؛ كونها معركة مقدسة، لا يستطيع
أحد النأيَ بنفسه عنها أَو البحث عن عذر لشيء من حياد، كما كان في السابق. الكل
مستشعر المسؤولية الإيمانية، والغالبية العظمى من إخواننا في الجنوب معنا قلبًا
وقالبًا.
- هناك من
لا يزال يفكّر في لعب أدوارٍ عبثية في الداخل بدعم أمريكي، كما كان في السابق..
ألا يرى هؤلاء، شيخ حسين، أن أمورًا كثيرة تغيرت، وأن الأحداث الأخيرة في مواجهة
اليمن للقوة الأمريكية وضعت تصورات جديدة لمستقبل العلاقات بين اليمن والعالم، بما
فيه علاقاتها بالقوة العظمى؟
هناك ما لاحظه العالم بشكل واضح،
خاصّة بعد مواجهة اليمن المباشرة مع أمريكا، حيث أدرك الأمريكيون أنهم ارتكبوا
خطأً كبيرًا، حيث ظهر العجز الأمريكي بوضوح، كما تفضَّلت، وهذا يعني أن أمريكا
تسير في طريق السقوط والأفول، وهذا الأمر واضح فقد انتهى تفردها بالعالم، وتصرفات
ترامب تؤكد أن هذه الهيمنة لم تعد كما كانت؛ فهناك منافسون وقوى جديدة تسعى لإعادة
توازن القوة في العالم.
- لكن هناك
من ينظر إلى عناوين الأحداث الأخيرة التي جرت، سواء العدوان على إيران ولبنان، أَو
ضرب سوريا، على أنها انتصار لأمريكا التي تقف بكل قوتها مع العدوّ الإسرائيلي، رغم
أنها لم تحقق هدفًا استراتيجيًّا إذا ما حللنا الأحداث بعمق؟
صدِّقني، رغم هذه الأحداث، وضع
أمريكا ليس بالمريح، كما أن الأمريكيين في وضع لا يُحسدون عليه في كُـلّ جبهاتهم.
فالدعم الأمريكي لكيان العدوّ، والذي تجسّد في استخدام كُـلّ أنواع الأسلحة
والتكنولوجيا وإمْكَانات الحرب الهائلة، رغم الخسائر المادية وخسائر الأرواح، فشل
في المجمل، ولم يحقق أي انتصار، فقط حقّق أهدافًا تكتيكية تتمثل في قتل قيادات،
ضرب مخازن سلاح، ومن هذا القبيل. وَكُـلّ الهجمة الأمريكية في منطقتنا، وهي كذلك
ستمضي في بقية العالم الذي لا يسير في ركاب واشنطن، كلها مؤشرات على أن الولايات
المتحدة تعجِّلُ وتسرِّعُ في سقوطها.
- في سياق
حديثكم عن السقوط الأمريكي وعجز العدوّ الإسرائيلي أمام المقاومة.. كيف تنظرون إلى
مسلسل الخيانة والطعن العربي–الإسلامي في ظهر قضية الأُمَّة؟ هناك حديث مستمرّ عن
إمداد سعودي–إماراتي للعدو الإسرائيلي بالمؤون، وكذلك من تركيا ومصر، وانكشاف أمر
الرياض مؤخّرًا بإيصال السلاح عبر سفنها إلى كيان العدوّ الإسرائيلي.. ما رأيكم في
مسلسل الخيانة، الظاهر وما خفي كان أعظم؟
يمكن أن أختصر هذا الأمر لأقول إنه لولا
المالُ الخليجي والتركي لما وُجدت "إسرائيل". واللهِ، بهذه الأحداث
التي تداولها العالم، فضح السعودية وتركيا، وإن لم يكن المال يصل مباشرة إلى
"إسرائيل"، فَــإنَّه يصل إلى واشنطن، التي تعتبر العدوّ الإسرائيلي
حليفها الاستراتيجي الأوحد والأهم، وهي تصرح بهذا علنًا. وبالمال الخليجي أولًا
تموَّلُ حروبُ عدونا وعدو الإسلام اللدود. وقد قالها ترامب وصدق فيها، وهو كذّاب،
إنه لولا السعودية لما كان هناك "إسرائيل"، ولولا أمريكا لما كانت
السعودية.
هؤلاء في الخليج، للأسف، من ثبَّطوا
مشاريع وَحدة الأُمَّة، ومشاريع التكامل العربي وبناء القوة العربية الاقتصادية
والعسكرية الموحَّدة. وهؤلاء من يتآمرون على فلسطين بالأمس، واليوم عبر ما سمَّوه
"المبادرةَ العربية" لحَلِّ الدولتين، والتي لم تكن سوى مؤامرة على الحق
الفلسطيني العربي–الإسلامي.
أراضي 1967م لم تعد مع الفلسطينيين؛ فالضفة التي كان فيها مئة ألف مستوطن أصبح فيها مليون مستوطن. والآن يجري الحديث أمريكيًّا وصهيونيًّا عن تغيير اسم الضفة الغربية التاريخي إلى "يهودا والسامرة"، مع وعد رئيس أمريكا بضم الضفة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب نقل أمريكا وبعض أذنابها سفاراتهم إلى القدس. وقد صرحوا علانية أن لا مكان للفلسطينيين في أرضهم، وهذا يعني أن المخطط واضح ومكشوف، والحديث عن حَـلّ دولتين ليس إلا مخدِّرًا وقتيًّا، لا أقلَّ ولا أكثرَ، تستغلُّه بعضُ دول الغرب للهروب من سخطِ شعوبها وضمان بقائها السياسي.
قبل خمسة أعوام، كنت أتحدَّثُ عن
"مصالحة"، لكن بعد أن دخل اليمن معركةَ الشرف والكرامة، فأنا مستعدٌّ
لدخولها أنا وأولادي مباشرة؛ لأَنَّ أمامي اليهودي في شكل عربي مسلم
هناك الكثيرون من إخواننا في المحافظات المحتلّة
معنا وفي صفنا
السيد القائد صار ملهمًا للأُمَّـة، شاء من شاء وأبى
من أبى، وهناك ما لا يقل عن نصف مليار مسلم يدعون للسيد القائد كُلّ يوم
- اليوم،
ومع محاولات إشغال اليمنيين عن موقف الثبات والإسناد للمقاومة الفلسطينية في غزة،
هناك مساعٍ حثيثة يتصدرها العدوّ الصهيو–أمريكي وأذنابُه لاستهداف اليمن الحر
المقاوم، عبر أدوات يتم تحريكها من وقت لآخر.. أمام هذا، كيف ينظر حزب المؤتمر
الشعبي وأنت قيادي بارز فيه إلى تلك المحاولات لإشغال اليمنيين عن فلسطين ضمن مخطّط
السيطرة على المنطقة وتحقيق أحلام مجرم الحرب نتنياهو في "إسرائيل الكُبرى"؟
المؤتمرُ الشعبي العام يقفُ إلى جانب
الوطن، ويقفُ في مواجهة العدوان، وهو مع إسناد غزة. فهناك أصواتٌ نشازٌ من هنا أَو
من هناك، تظهر منها بعض التصريحات أَو بعض الكلام، لكنها لا تعبّر عن قرارات قيادة
المؤتمر الشعبي العام ولا عن توجّهاته. ولا يمكن أن يقف إنسان يمت إلى هذا الوطن
بصلة في موقف الأعداء. المؤتمر الشعبي العام ليس له علاقة بما يجري، إلا أن هناك
أشخاصًا يدّعون انتسابهم للمؤتمر، في الداخل والخارج، ويتكلمون عن مثل هذه
الأشياء، لكن قيادة المؤتمر الشعبي العام المتمثلة في اللجنة العامة لا يمكن أن
تقف إلا مع كُـلّ أحرار المؤتمر في صف الوطن، وفي الصف الذي يواجه العدوان ويسند
غزة.
- هناك من
يحاول إظهار حزب المؤتمر الشعبي العام كحزب خاص بفئة أو جماعة أو أسرة بعينها، أي
حزب عائلي يتم تسييرُه ضمن أجندة العدوّ… هل هو كذلك؟ مَـا هو موقفكم من دعوات
منتسبيه في الخارج للفوضى؟
هناك بالفعل من يحاول أن يضع حزبَ
المؤتمر الشعبي العام كمكسبٍ عائلي أسري، لكن الحقيقة أن هذا الحزبَ هو مكسبٌ
لصانعيه ولأبناء الشعب اليمني. صحيحٌ أن علي عبد الله صالح له دورٌ في تأسيسه، لكنْ
المؤتمر، أعضاؤه ومناصروه ومكانته وممتلكاته، لا يمكن أن تكون تركةً تنتقِلُ من
الأب إلى الأبناء، ومن يفكِّرْ في هذا الكلام فهو خاطئ.
رغم أن أُسرةَ الرئيس عبد الله صالح
وكثيرًا من الناس يطلقون على أنفسهم اسمًا آخرَ غير "الشعبي العام"،
يطلقون على أنفسهم اسم "العفاشيين" أَو اسم "المكتب السياسي"،
وهذا يختلف ويتعارض مع النظام الداخلي للمؤتمر الشعبي العام. وبالتالي، لا يمكن أن
يكون المؤتمر مؤتمرًا عائليًّا على الإطلاق. المؤتمر هو مؤتمر الشعب اليمني ومن
ممتلكات الشعب اليمني، وسيظل هكذا إن شاء الله.
- أنت
كقيادي مؤتمري بارز.. كيف تنظرون إلى الصورة التي رسمها اليمن لنفسه بمواقفه
الشجاعة والثابتة والحرة لدى شعوب وأحرار الأُمَّة والعالم في سياق الإسناد اليمني
لغزة منذ قرابة العامين؟
الصورة التي رسمها اليمن لدى شعوب
الأُمَّة وأحرار العالم ومقاومة غزة هي صورة ناصعة البياض، وضعت اليمن في مقدمة
الشعوب العربية والإسلامية. وهذه الصورة أثبتت للناس أن الدول والشعوب والمنظمات
والجماعات تُقيَّم بالدور الذي تقوم به، وليس بالإمْكَانات أو العدد أو المال على
الإطلاق. فها هو شعب اليمن وشعب غزة لا يمتلكان شيئًا مما تمتلكه دول الخليج أَو
مصر أَو تركيا أَو أية دولة إسلامية، ورغم ذلك، كان دور هؤلاء الناس القليلين
المعدمين أكبرَ من دور أُولئك الذين لديهم إمْكَانات هائلة.
وبالتالي، رسمت اليمن صورة حدّدت من
هو اليمن، وحدّدت موقف اليمن، وحدّدت أن اليمن دائمًا وعلى مر التاريخ هو الحاضنة
الأولى للإسلام، وهم ناصرو الحق والمستضعفين. الحمدُ لله، وضعت اليمنُ نفسَها وسُمعتَها
في أعلى المستويات عند الله تعالى قبل البشر، وَأَيْـضًا على مستوى العالم.
اليمن في المقدمة؛ أصبحوا يتحدثون عن
كُـلّ شيء ويقولون: "إلا اليمن"، الذي صنع هذا الشرف العظيم للأُمَّة
ولليمنيين. وبالتالي، اليمن بدوره تفوّقَ على الجميع، بل بتاريخه. تاريخُ اليمن
غيرُ عادي؛ يعني هؤلاء كلهم طارئون. لا يوجدُ في هذه المنطقة، خاصّةً في الجزيرة
العربية، غير اليمن والشام ومصر، والبقية طارئون، وهم كُلُّهم صناعةُ سايكس–بيكو.
واليمن إن تصدَّر إسناد غزة
والمقاومة الفلسطينية، فهذا ليس بغريب، فاليمنُ هو الحاضنة الأولى والأخيرة
للإسلام، شاء من شاء وأبى من أبى. هذه حقائقُ التاريخ. أولُ شهيد سُفك دمُه على
وجه الأرض كان من اليمن، ومن قبيلتكم. ثم كانت الهجرة؛ فلم يستوعب دعوة الرسول صلى
الله عليه وآله وسلم غير اليمنيين. واليوم، وعلى مر التاريخ، اليمنيون هم السند
والمدد لكل مستضعَف ولكل مسلم.
اليمن بإسناده غزةَ يؤدي الدورَ الذي
قدَّمَه يومَ أسند رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في هجرته، ويوم وقفوا إلى جانبه
ونصروه وآووه وعزَّروه وأكرَموه، وتقاسموا لقمة العيش معه ومع المهاجرين. وهم
اليوم أَيْـضًا ينطلقون مع غزة من هذا المنطلق. وبالتأكيد، اليمن وضع نفسَه بهذا
الموقف في الصفوف الأولى، صفوف العزة والكرامة. بالتالي، فَــإنَّ إسنادَ اليمن
لغزة هو الأمر الواجب على كُـلّ مسلم ومسلمة، وواجب على كُـلّ عربي وعربية.
- في سياق
هذا الحديث عن هذه الصورة المشرِّفة لليمن، إلى أي مدىً بدا من وجهة نظرِكم السيدُ
القائد اليوم قائدًا مُلهِمًا لدى العالم الحُر وأحرار الأُمَّــة العربية
والإسلامية، بعد ما ظهر من مواقفِه الإيمانية الحكيمة والشجاعة وقدراته القيادية
ما لم نرَه من قائدٍ عربي مسلم، وإحيائه آمالَ الأُمَّــة مع كُلّ الخِذلان الحاصِلِ
من أنظمة وحكام العرب والمسلمين؟
القائد السيد عبد الملك بن بدر الدين
الحوثي -يحفظه الله-، أصبح بكُلِّ أمانة وصدق قائدًا ملهِمًا لشعوب الإنسانية وليس
للشعوب الإسلامية فحسب. أصبح يتصدّر المكانةَ الأولى بين القيادات الإسلامية وبين
القيادات التاريخية التي غيَّرت مجرى التاريخ. السيد عبد الملك وضع نفسه في هذا
الموقف بدعم غزة واهتمامه بالقضية على مدار الساعة، ووضع نفسه في مقدمة الصفوف،
وعند خطاباته، إذَا ما غصنا فيها سنجدها توجهًا يعطي الشعوب العربية والقيادات
العربية والنخب العربية إشارةً ودعوةً لأن يكونوا في مكانهم الصحيح؛ فلا يتكلم
كلامًا عاطفيًّا أو إنشائيًّا، بل يوضح لهم حقائق، ويوضح لهم تاريخًا، ويوضح لهم
ما الذي سيحصل. وفعلًا، يحصل ما يحدِّدُه.
القائد صار ملهِمًا للأُمَّـة، شاءوا
أم أبوا. هناك من لا يحب موقف القائد عبد الملك لكنه يحترمه ويقدِّرُه، وهناك
أَيْـضًا محبّون وهم بمئات الملايين، وهذه حقيقة. حتى أني قلتُ قبل فترة، في ردٍّ
على بعض الناس الذين سألوا عن مناصري السيد عبد الملك في اليمن: فقلت "يا
إخواني، معه كثيرٌ في اليمن، وفوق هذا أنا متأكّـد بأن هناك ما لا يقلُّ عن نصف
مليار مسلم يدعون للسيد عبد الملك كُلَّ يوم جهارًا، ومثلُهم يدعون له في السر،
وهذا يكفي".
- في ظل
كُلّ ما حدث ويحدث اليوم، كيف ترى مستقبلَ المقاومة في غزة، ومستقبلَ المقاومة
ككل، رغم كُلّ الجراح والدمار والألم؟ هناك ما لا يبصره عالمُ الماديين في ما يحدث..
وقد حدثتني عن انتصار غزة القريب، كيف ترى المستقبلَ على تلك الأرض الطاهرة؟
بعد كُلِّ هذا القتل والإبادة
والتدمير والدماء والأرواح التي تُزهَقُ في سبيل الله، فَــإنَّ مآل غزة سينتهي
بإذن الله إلى النصر والفوز. الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم تحدث عن حال رسول
الله -وهو أشرف الخلق- وحال الصحابة في غزوة الخندق، فقال عز وجل: (وَبَلَغَتِ
الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ...) (حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا
مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ...) لقد كانت هذه الآيات دالة على الحال الذي وصل
إليه رسول الله وأصحابه من التعب والشدة والابتلاء العظيم، ما قبل النصر وما قبل
انكسار ثم هزيمة العدوّ.
يوم أُحُد، كُسرت ثنيةُ رسول الله
الخاتم وشُجَّ رأسُه، وهو أحبُّ خلق الله إلى الله، وقُتل عمُّه أسدُ الله حمزة،
وقد نال الرسولُ وأصحابُه ما نالهم. هذا يؤكّـد أن ما تقدمه غزة اليوم يأتي في هذا
السياق، عمل عظيم يسبق النصر العظيم، حَيثُ لا بُـدَّ أن تحصل تضحيات مؤلمة
وتضحيات فوق طاقة البشر مع استمرار الصبر. وأهل غزة كشفوا عن معدن آخر في الناس،
وكشفوا عن معدن آخر في الرجال والنساء والأطفال؛ شيء لا يصدقه العقل. هذه القطعة
الصغيرة التي تحوي حوالي مليونَي ونصف مليون نسمة، أعجزت العالم المحتلّ خلال
عامين، ولا تزالُ صامدة. هذا القتل والإبادة سيكون بإذن الله السيل الذي سيجرف
الصهيونية ويجرف اليهود والنصارى ويجرف الخونة العرب، وأؤكّـد لك أن دماء أهل غزة
لن ينجو منها أحد، وسيكون ثمنُها كَبيرًا.
من يزايدون على مواقف اليمن الداعمة لغزة، لن
يفاجئونا إلا بأن يطلقوا بدلًا عن الصاروخ عشرة، وبدلًا عن المُسَّيرة عشرين
مُسّيرة إلى كيان العدوّ الإسرائيلي
الغرب تعوّد ألا يقول له أحد "لا"، أَو أن
يخالفه أحد، لكن اليمن قال لهم "لا"
إذا جاءتنا ضربة من المخاء فلنرد في الرياض، وَإذَا جاءتنا من مأرب، لنرد في أبو ظبي
- ماذا عن
مستقبل ونهاية العدوّ الإسرائيلي مع كُلّ ما يُحدِثُه من دمارٍ في فلسطين وما
حولها بدعم أمريكي غربي خالِص؟
علينا فعلًا أن نتساءَلَ ونتحدَّثَ
عن مستقبل (إسرائيل) بعد هذا الذي حصل. فقد اعتاد العدوّ الإسرائيلي على أن يضرب
من يريد في أية لحظة خلال يومين أو ثلاثة، وينتهي الأمر. اليوم هو يواجه محورًا
قويًّا يمتد من إيران إلى العراق إلى ليبيا إلى سوريا (الشعب) وليس سوريا (النظام)
الآن، إلى لبنان، إلى اليمن، إلى غزة، وغزة هي القائد والأصل. هذا هو المستقبل
الحقيقي؛ إن هناك انتصارًا قد تحقق، وإن حاولت الصهيونية وأمريكا أن تحقيق
أهدافهما في غزة.
طبعًا، من المعروف لماذا دخلت غزة
وحدّدت أهدافها، وفي اليمن معروف أَيْـضًا لماذا دخلت أمريكا وحدّدت أهدافها، في
إيران حدّدوا أهدافًا، ولكنهم لم يحقَّقوا أيَّ هدف من أهدافهم حتى الآن. صحيحٌ
أنهم دمّـروا وقتلوا رجالًا كبارًا، قادة عُظماءَ ووصلوا إليهم، لكن هذا مُجَـرّدُ
هدف تكتيكي لا يؤثر في حقيقة الواقع المقاوم الذي انتصر بالفعل.
ورغم الذي يعلن عنه المجرم نتنياهو
هذه الأيّام، إلا أن العرب نائمون. هذا المشروع له أكثر من مئة سنة،
و"إسرائيل الكُبرى" تعني أن تأخذ جُزءًا من العراق، وتأخذ سوريا ولبنان
وفلسطين، والأردن وتصل إلى النيل في مصر، وتصل إلى المدينة المنورة في السعودية.
- كلمة
أخيرة:
الشكر لكم، وأُوجِّهُ دعوةً للقوى السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني وكل من له تأثيرٌ أن لا يسكت، وألا يظلَّ صامتًا، وأن لا تظلَّ البلادُ مسؤوليةَ السيد عبد الملك الحوثي فقط. فعلى الأقل، تكون القوى السياسية تصدر بيانًا كُلّ يوم خميس تدعو فيه جماهيرها إلى الحضور، ليأخذوا لهم نصيبًا من الشرف والأجر، ولا عُذرَ لهم، رغم أن الجماهير تحضر بدعوة السيد عبد الملك الذي بات حاضرًا في قلوب الجماهير هنا. ولا يظن أحد أن عبد الملك الحوثي يظل محصورًا علينا نحن في اليمن، وكما قلت، هو زعيمٌ على مستوى الأُمَّــة، وعلى الناس أن يفهموا ذلك، ويذهبوا في هذا الاتجاه وأن ينالوا نصيبًا من الأجر والشرف. والسلام عليكم.






وزير الداخلية: اليمنيون يواجهون مجرمي العالم وبالتوكل على الله سنفشل مخطّطاتهم
صنعاء | المسيرة نت: أكّـد وزيرُ الداخلية اللواء عبدالكريم الحوثي أن الشعب اليمني يخوض أشرف معركة في مواجهة ألد أعداء الله، الصهاينة والأمريكان، وأعوانهم، معتبرًا أن موقف اليمن المبدئي تجاه قضية فلسطين ومظلومية غزة سيبقى ثابتًا حتى يأتيَ الله بأمره.
القناة 14 الصهيونية: يجب الاعتراف بأن اليمنيين لا يتأثرون كثيرًا بالهجمات الإسرائيلية
المسيرة نت: أكدت قناة صهيونية بارزة أن العدو الإسرائيلي يواجه تحديًا كبيرًا في مواجهاته مع اليمن.
القناة 14 الصهيونية: يجب الاعتراف بأن اليمنيين لا يتأثرون كثيرًا بالهجمات الإسرائيلية
المسيرة نت: أكدت قناة صهيونية بارزة أن العدو الإسرائيلي يواجه تحديًا كبيرًا في مواجهاته مع اليمن.-
01:37مصادر فلسطينية: مصابون باستهداف طائرات العدو الإسرائيلي شقة سكنية في مخيم البريج وسط قطاع غزة
-
00:50مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم بلدة عنبتا شرق طولكرم
-
00:49مصادر فلسطينية: استشهاد نازح مسن متأثرا بإصابته جراء سقوط مظلة مساعدات عليه جنوبي مدينة خان يونس
-
00:19المكسيك: مسيرة في العاصمة المكسيكية مكسيكو دعمًا للشعب الفلسطيني وللمطالبة بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة
-
23:46مصادر فلسطينية: زوارق العدو الحربية تستهدف المناطق الغربية الشمالية لمدينة غزة
-
23:46هآرتس الصهيونية: مظاهرة الليلة في "تل أبيب" تعد الأكبر منذ الاحتجاجات التي أعقبت مقتل 6 أسرى العام الماضي