مخطّط إجرامي لكيان العدوّ في غزة.. تكديس المدنيين في رفح لإجبارهم على قبول التهجير
آخر تحديث 09-08-2025 10:41

خاص | محمد الكامل | المسيرة نت: لا يبدو أن الأحداثَ في غزة تسيرُ عن طريق الصدفة؛ فكيان العدوّ الإسرائيلي يخطِّطُ حَـاليًّا لمشروع يُسمى بـ"المدينة الإنسانية" على أنقاضِ مدينة رفح الفلسطينية، جنوبي قطاع غزة، على الحدود المصرية مباشرةً.

وعلى الرغم من المزاعم الصهيونية بأن هذه المدينةَ ستوفّر الخدماتِ الأَسَاسيةَ لسكان غزةَ، تشير التقاريرُ الصحفية والتحليلات إلى أنها ستكونُ في الواقع "أكبرَ سجن مفتوح" في تاريخ البشرية بعد الحرب العالمية الثانية، وتهدف إلى تهجير سكان غزة وإنهاء القضية الفلسطينية، مع تداعيات خطيرة على الأمن القومي المصري.

في 13 يوليو الماضي، أعلن وزيرُ حرب العدوّ، كاتس، عن خُطَّةٍ لبناء مدينة "إنسانية" على أراضي رفح، بين ممرّ فيلادلفيا الحدودي مع مصر، وممرّ موراج، بتكلفة تتراوح بين 2.7 و4 مليارات دولار، حَيثُ تهدفُ المرحلة الأولى من الخطة إلى نقل نحو 600 ألف فلسطيني إلى هذه المدينة، غالبيتهم من سكان منطقة المواصي الساحلية.

 "الترانسفير" وتهجير الفلسطينيين:

ولم يكتفِ العدوّ الإسرائيلي بحرب الإبادة الجماعية في غزة، كما هو الحالُ في "مصائد الموت" التي نصبتها "مؤسّسة غزة الإنسانية" المدعومة أمريكيًّا وصهيونيًّا لحصد أرواح الآلاف من الفلسطينيين في القطاع، حَيثُ تُسرِع "إسرائيل" الخُطَى نحو مخطّطٍ جديد، بعنوان برَّاقٍ آخرَ، يحملُ اسمَ "المدينة الإنسانية"، يستهدفُ تجميعَ نحو 600 ألف فلسطيني، مع حظر مغادرتهم لها.

ويتجاوز الهدفُ الحقيقي، وفقًا للتحليلات، نقلَ 600 ألف شخص، حَيثُ يسعى المشروع إلى جمع جميع سكان غزة الباقين على قيد الحياة، والبالغ عددهم حوالي مليونَي نسمة، في هذه المنطقة.

وتشير التقارير الصحفية إلى أن المدينةَ ستكون عبارة عن خِيام مرصوصة، محاطةٍ بأسوار وأسلاك شائكة، تحت حراسة دائمة من جيش الاحتلال، ولن يكون بمقدور من يدخلها الخروج منها؛ الأمر الذي يحوّلها إلى سجن مفتوح.

الهدف المُعلَنُ من قِبل العدوّ الإسرائيلي هو تجميعُ الفلسطينيين في مكان واحد لتضييق الخِناق عليهم؛ بهَدفِ دفعهم نحو الهجرة "الطوعية" من فلسطين نهائيًّا، وهو ما يُعرف في الأدبيات السياسية الصهيونية بـ"الترانسفير" أَو الترحيل الجماعي.

وتبلُغُ المساحةُ المتوقَّعة للمدينة حوالي 65 كيلومترًا مربعًا فقط؛ ما يعني أن الكثافة السكانية ستصل إلى حوالي 30 ألف شخص لكل كيلومتر مربع إذَا تم استيعاب مليونَي نسمة، وهذه الكثافة ستكون من بين الأعلى في العالم، والفارق الكبير هو أن السكانَ سيعيشون في خيام، دونَ بنية تحتية حقيقية أَو صرف صحي؛ ما سيخلُقُ ظروفًا كارثية وغير إنسانية.

إذًا ستكون الحياةُ اليومية عبارةً عن طوابير لا نهائية للحصول على الماء والطعام والرعاية الطبية؛ مِمَّـا سيدفع الناس إلى كراهية حياتهم ومغادرة فلسطين طوعًا، وهو ما يحقّق الهدف الصهيوني الأسمى: إنهاء القضية الفلسطينية.

 لماذا رفح؟ ولماذا الآن؟

ويمضي كَيانُ العدوّ الإسرائيلي قدمًا نحو تنفيذ هذا المشروع، وهنا يتساءل البعض: لماذا رفح بالذات؟ وما هي التداعيات الخطيرة لهذا الاختيار على مصر وعلى القضية الفلسطينية عمومًا؟

في الحقيقة، فَــإنَّ اختيار رفح، على الحدود المصرية مباشرة، ليس عشوائيًّا، بل يخدم عدة أهداف صهيونية خطيرة، منها السيطرة على حدود سيناء، حَيثُ تسعى "إسرائيل" إلى فرض سيطرة أمنية وديموغرافية دائمة على حدود سيناء، بحيث تُلقَى المسؤولية على مصر في حال حدوث أية مشكلة داخل المدينة، كجزء من خطط التوسّع المستقبلي داخل الأراضي المصرية.

ويسعى العدوّ الإسرائيلي كذلك إلى إلزام مصر بالمسؤولية الإنسانية، وإجبارها على تحمُّلِ العبء الاقتصادي والسياسي للوضع الإنساني في المدينة، وهو عبء لا يمكن لأية دولة أن تتحمّله بهذا الشكل.

وبهذا المخطّط، فَــإنَّ ترحيلَ الفلسطينيين أَو اللاجئين نحو مصر، وعبر هذا المشروع الخطير، سيمهّدُ لدفعِ الناس إلى الهجرة نحو الحدود المصرية في حال حدوث أية أزمة أَو حرب في المنطقة؛ ما يُمكّن الكيان المؤقَّت من إغلاق طريق العودة إلى باقي قطاع غزة، ومن ثم تصفية القضية الفلسطينية.

وبالتالي، فَــإنَّ هذا المشروعَ يهدفُ في المقام الأول إلى تصفيةِ القضية الفلسطينية رسميًّا، حَيثُ سيتم تجميعُ السكانِ في منطقة صغيرة وهامشية، ومع الوقت، ستتحوّل غزة الأصلية إلى مستوطنات صهيونية جديدة، على غرار ما يحدث في الضفة الغربية.

 المقاومة الفلسطينية.. العقبة الكبرى

ما يعرقلُ تنفيذَ هذه الخطة حتى الآن هو العملياتُ المتصاعدة التي تنفذها المقاومة الفلسطينية في القطاع. فرغم ضراوة العدوان الصهيوني، تواصل المقاومة تنفيذَ كمائنَ نوعية باستخدام أسلحة خفيفة وعبوات ناسفة وهجمات من الأنفاق؛ ما يوقع خسائر كبيرة في صفوف جيش العدوّ الإسرائيلي.

وقد أَدَّت هذه العمليات إلى أزمة داخل جيش العدوّ نفسه، حَيثُ انخفضت معدَّلات حضور جنود الاحتياط إلى 50 % فقط، وهو رقمٌ غير مسبوق منذ حرب أُكتوبر عام 1973.

ويدفع هذا الوضعُ كيان الاحتلال إلى الاستعجال في تنفيذ مشروع "المدينة الإنسانية"، قبل أن تتمكّن المقاومةُ من تنظيم صفوفها بشكل أكبر، وقبل أن يتفاقمَ انهيارُ معنويات الجيش الإسرائيلي.

ويصف رئيس وزراء العدوّ الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، ما يفعلُه المجرم نتنياهو بأنه "جريمة حرب".

ويبقى السؤال هنا: هل سيتمكّنُ العدوُّ الإسرائيلي من تنفيذ هذا المشروع، رغم الاعتراضات الدولية والرفض المصري المباشر؟

 لا خيار إلا المقاومة:

يؤكّـدُ الواقعُ الحالي أنه لا سبيل أمامَ الفلسطينيين سوى المقاومة؛ فهم أمامَ معركة بقاء. فإذا صمدت المقاومةُ الفلسطينية وتمكّنت من منع تنفيذ هذا المخطّط حتى التوصُّل إلى وقف إطلاق نار؛ فسيعني ذلك فشل المشروع الصهيوني قبل أن يبدأ.

أما إذَا فشلت المقاومةُ؛ فسيشهدُ العالم بداية ثاني أكبر كارثة إنسانية في تاريخ القضية الفلسطينية، بعد النكسة الأولى سنة 1948م.

السفير صبري: الإعلام الوطني أسقط التضليل الصهيوأمريكي وفرض معادلة الوعي على مستوى الإقليم
خاص | المسيرة نت: قدّم السفير بوزارة الخارجية عبدالله علي صبري، ورئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين سابقاً، قراءة شاملة لطبيعة الاستهداف الإعلامي الذي رافق العدوان على اليمن منذ 26 مارس 2015، متطرقاً إلى دور الإعلام الوطني في تثبيت الجبهة الداخلية وكشف تضليل الإعلام المعادي.
أبو عزة: هناك حشد دولي وعربي من أجل تمرير قرار مجلس الأمن المليء بالألغام وإرادة الفلسطينيين ستقول كلمتها
خاص | المسيرة نت: اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، صالح أبو عزة، أن القرار الدولي الأخير بشأن غزة يعكس سيطرة القوى الدولية على إدارة القطاع، بما يضعف السيادة الفلسطينية ويهدد سلاح المقاومة، موضحاً أن القرار قائم على أساس وثيقة ترامب لعام 2020، ما يعيد المنطقة إلى ما يعرف بصفقة القرن، التي رفضتها المقاومة الفلسطينية والسلطة سابقاً.
الخارجية الإيرانية ترفض قرار مجلس الأمن بشأن غزة وتحذّر من تداعياته
متابعات | المسيرة نت: اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية قرار مجلس الأمن الأخير بشأن غزة خطوة خطيرة تنحاز للاحتلال الصهيوني، وتفرض "وصاية دولية" تقوّض الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، محذّرة من تداعياته.
الأخبار العاجلة
  • 02:55
    البيت الأبيض: الالتزامات السعودية الضخمة ستتدفق مباشرة إلى البنية التحتية والتكنولوجيا والصناعة داخل الولايات المتحدة
  • 02:55
    البيت الأبيض: تم تأمين اتفاقية تسمح للسعودية بشراء ما يقرب من 300 دبابة أمريكية مما يعزز الصناعة الدفاعية الأمريكية
  • 02:52
    البيت الأبيض: السعودية ترفع التزامها "الاستثماري" في الولايات المتحدة إلى تريليون دولار بعدما كان 600 مليار دولار
  • 02:52
    البيت الأبيض: الاتفاقية "الدفاعية" مع السعودية تسهل عمل شركات السلاح الأمريكية في المملكة وتضمن مساهمات مالية سعودية لتقاسم التكاليف
  • 01:52
    حركة الجهاد الإسلامي: جريمة عين الحلوة تثبت مرة أخرى أنّ طريق المقاومة هو الطريق الوحيد لمواجهة مشروع العدو الاستعماري التوسعي
  • 01:43
    حركة الجهاد الإسلامي: إنّ الادعاءات التي يقدمها العدو الإسرائيلي لتبرير جرائمه هي ادعاءات كاذبة لا تمت للحقيقة بصلة