نُدرةُ الماء وغزارةُ الدماء
آخر تحديث 27-07-2025 16:21

أتلف يوم أمس جيشُ الكيان الصهيوني موادَّ إغاثيةً تُقدَّرُ بحمولةِ ألف قاطرة، ضمنها مياهٌ للشرب؛ بذريعةِ خللٍ في آلية التوزيع أَدَّى -بسَببِ تعرضها لأشعة الشمس- إلى عدم صلاحيتها.

هذا السلوك من جانب الكيان الصهيوني، تحديدًا فيما يتعلق بإتلاف مياه الشرب، يعد استكمالًا لسياسته الإجرامية الممنهجة التي أَدَّت إلى تدمير أكثر من 75 % من آبار مياه الشرب في قطاع غزة؛ لإدراك الكيان الصهيوني المجرم أن الماءَ عُنصرٌ أَسَاسي مهمٌّ للحياة، وعدم توفره بالقدر الكافي يعني أن الحياة الإنسانية مهدّدة بالفناء، وهو ما ينشده الكيان الصهيوني المجرم لسكان قطاع غزة.

ومع ما يترتب على سلوك الكيان الصهيوني المجرم من خطورة على حياة السكان في قطاع غزة، خُصُوصًا الأطفال وكبار السن، غير أن الأنظمة العربية والإسلامية ما زالت على حالها منذ ما يقرب من عامين تتفرج على تفنن الكيان الصهيوني وشريكه الأمريكي في تنويع أساليب ووسائل الإبادة الجماعية لسكان القطاع، دون أن تحَرّك ساكنًا، بل إن التحَرّك من جانب عدد من الأنظمة، تحديدًا العربية الخليجية، سار باتّجاه معاكس داعم ومساند لمقترفي الجريمة.

ولقد أغدقت السعوديّة والإمارات وقطر في العطاء للمجرم ترامب، عندما رفدت خزينته بترليونات الدولارات، خُصِّص جزءٌ منها لشركات صناعة وسائل الموت، لتغطية تكاليف القنابل والصواريخ التي أمدت بها الإدارة الأمريكية كيان الإجرام الصهيوني، وخُصِّص جزء آخر لتمويل مؤسّسة غزة الصهيوأمريكية الموصوفة بأنها إنسانية، وهي في حقيقتها وسيلة مبتكرة من وسائل قتل المجوَّعين والمعطَّشين من أبناء الشعب الفلسطيني، لتكون النتيجة النهائية أن تكلفة إعدام وإبادة أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ممولة من الترليونات العربية التي جادت بها الدول الثلاث على المجرم ترامب.

وكان يمكن للدول الثلاث المانحة للترليونات من الدولارات أن تبرم صفقة مع المجرم ترامب، بوصفه تاجرًا مغرمًا بالصفقات، مضمون هذه الصفقة أن تدفق المال من خزائنها إلى خزينته غير ممكن إلَّا بعد وقف تدفق شلالات الدم في قطاع غزة، وأن تُبيّن الأنظمة الحاكمة في الدول الثلاث أن المال الذي ستدفعه لترامب هو مال الشعوب العربية في الدول الثلاث، وأن الشعوب يمكن أن تثور إذَا ما تدفقت الأموال الخليجية مع استمرار تدفق شلالات الدماء في قطاع غزة؛ فمن هم في غزة يرتبطون مع الشعوب الخليجية من حَيثُ الأصل بروابط الدم والدين واللغة والتاريخ والمصير المشترك!

ولو أن لدى الحكام المانحين لترليونات الدولارات للمجرم ترامب ذرةً من الانتماء الحقيقي للدين وللعروبة، والإدراك الواعي لوقائع التاريخ ودروسه، لاستعاضوا عن جُبنهم بوفرة المال؛ فالمال سلاحٌ فتَّاك يمكن لمن لا يملكون شجاعةَ الفعل والقول أن يستخدموا تأثيرَ الأموال في مواجهة الآخرين، وكما قال الشاعر: (هي اللسانُ لمن أراد فصاحةً.. وهي السلاحُ لمن أراد قتالًا).

لكن أَلَّا تتوافر لدى أُولئك الحكام المانحين حتى القدرة على استخدام تأثير المال لرفع جزء من معاناة أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فذلك يعني أن حيازتَهم للمال ليست بصفتهم مالكين له، بل بصفتهم عُمَّالًا لدى الأمريكي، مهمتهم جمعُه لصالحه، بوصفه مشغّلًا لهم، وإن تم تسليمُه تحت عناوين صفقات واستثمارات، وشراكة بن زايد في استكشاف الفضاء، فذلك لا يعدو كونه كَرمًا زائدًا من المشغِّل لعماله، لاستيفاءِ جانبٍ شكلي لا أقل ولا أكثر.

ولا يُستبعد أبدًا أن تكون تلك المليارات ثمنًا مدفوعًا بشكل متعمد من المانحين للتعجيل بإبادة سكان قطاع غزة، لاعتبارات تتعلق بسابق مواقف الحكام من حماس وتصنيفها جماعة إرهابية من جانبهم، واشتراطهم شكليًّا لاستكمال التطبيع الاعتراف بدولة فلسطين، وهو في حقيقته اشتراط القضاء على المقاومة الإسلامية في قطاع غزة وما جاور النطاق الجغرافي للأراضي المحتلّة، وما بعد عنها؛ باعتبَار أن المقاومة الإسلامية تمثل العائقَ ليس أمام ما يسمى التطبيع، فذلك قائم عمليًّا، بل أمام إعلان دولة (إسرائيل الكبرى)؛ وهو ما يعني -من خلال معطيات الواقع- أن الحكامَ المانحين للمليارات قد وضعوا في اعتبارهم أن يشملَ القضاءُ على المقاومة الإسلامية في قطاع غزة إبادةَ حاضنتها الشعبيّة! ولو لم يكن الأمرُ كذلك لحرّكتهم الفظائع اليومية التي يقترفها الكيان الصهيوني المجرم في قطاع غزة.

ولا يُعفي سلوكُ الحكام المانحين للترليونات من الدولارات للمجرم ترامب بقية الدول العربية والإسلامية، القريبة جغرافيًّا والبعيدة، من مسؤوليتها المترتبة على إخلالها وتنصلها من واجباتها تجاه ما تعرّض له ولا يزال يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من إبادة جماعية بأفعال وصور وأساليبَ متعددة، ليس آخرها الموت الجماعي اليومي تجويعًا وتعطيشًا؛ بسَببِ انعدام الطعام وندرة الماء.

وفي المقابل، فهناك غزارةٌ في الدماء المسفوكة يوميًّا بأرقام كبيرة، لدرجة أصبحت معها أغلبُ شعوب العالم العربي والإسلامي في حالة من التبلُّد جعلت منها مُجَـرّدَ متفرج، ومنتظِر لِمَا يُستجَدُ من الأخبار المعلَنة عن عدد الضحايا في اليوم التالي، وكأنَّ الشعوبَ العربية الإسلامية تتفرج على مسلسل تركي من أكثر من ستمِئة حلقة، البعض وهو يتابع باستمرار يتوقع النهاية لهذا المسلسل من خلال أحداثه اليومية، والبعض الآخر لم يُكلِّفْ نفسَه مهمةَ التوقع، مكتفيًا بالمتابعة وتاركًا للمخرج تحديد كيفية هذه النهاية!

60 مليار دولار ما نهب عفاش.. كيف سرق الخائن صالح خزينة اليمن؟
محمد الكامل| المسيرة نت: تشغل قضية نهب الأموال وتهريبها من خزينة الدولة اليمنية حيزًا واسعًا من اهتمام الرأي العام، خاصة بعد ظهور البذخ الفاحش لعائلة عفاش في حفل زفاف أقيم في القاهرة. وهو ما أثار أسئلة كبرى حول هذا البذخ؟ وما مصير الأموال التي نهبها النظام الحاكم في اليمن على مدى عقود.
حصيلة الشهداء ترتفع والمجاعة تحصد الأطفال في غزة
خاص| المسيرة نت: تتواصل الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث تشهد المناطق الشرقية من مدينة غزة تصعيدًا ميدانيًا خطيرًا، يتمثل في قصف مدفعي عنيف وعمليات نسف للمربعات السكنية، خصوصًا خلال ساعات الليل، ضمن سياسة عدوانية ممنهجة لتدمير الأحياء المدنية وتهجير سكانها قسرًا.
أمريكا: 20 ضحية بإطلاق نار استهدف مدرسة بولاية مينيسوتا
المسيرة نت | وكالات: يساهم الانفلاتُ الأمني والعوامل الاقتصادية الأُخرى في ارتفاع معدلات الجريمة في عددٍ من المدن والولايات الأمريكية، حَيثُ أفادت وسائلُ إعلام دولية، بسقوطِ عددٍ من القتلى والجرحى إثر إطلاق نار استهدف مدرسة في مدينة "مينيابوليس" بولاية "مينيسوتا".
الأخبار العاجلة
  • 02:01
    مصادر فلسطينية: إصابات في قصف للعدو الإسرائيلي على خيمة تؤوي نازحين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة
  • 02:01
    مصادر فلسطينية: مروحية للعدو الإسرائيلي تشن غارة على غرب مدينة غزة
  • 01:38
    مصادر فلسطينية: ارتفاع عدد الشهداء إلى 2 جراء استهداف العدو الإسرائيلي لمنزل في مخيم البريج وسط قطاع غزة
  • 01:07
    مصادر فلسطينية: شهداء وإصابات جراء استهداف العدو الإسرائيلي منتظري المساعدات قرب وادي غزة وسط قطاع غزة
  • 01:06
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم بلدة بني نعيم شرق الخليل
  • 23:55
    مصادر إعلامية عن مصدر عسكري سوري: 4 مروحيات للعدو الإسرائيلي شاركت في عملية الإنزال في منطقة الكسوة بريف دمشق