الإمَـام زيد.. صدى صمود يتماوج في أزمنة المتخاذلين
حين تطل ذكرى استشهاد الإمَـام زيد بن علي -عليهما السلام- تفتح نوافذ التاريخ على رياح الحاضر، وتُسقِطُ شذرات القرون عن وهجٍ لا يزال متَّقدًا في وجدان الأحرار.
ذكرى تأتي كانتفاضة وعي على دربٍ ما زال مُستمرًّا، وما يزال الإمَـام زيد يسير فيه، صاروخًا عابرًا للحدود، وبندقيّةً في يد مجاهد، وصيحة في حلق خطيب، وموقفًا يصرخ: "والله لا يدعني كتاب الله أن أسكت".
كتب الإمَـام زيد بدمه ونهضته أبلغَ
بيانٍ في سِفر العزة والكرامة؛ فكان أول من علّق مِشنقة الصمت، وخرق جدار
المهادنة والتخاذل، وصاغ من آيات القرآن مشروعًا للتحرّر.
ثورته لم تكن ترفًا سياسيًّا ولا
حراكًا عابرًا؛ بل كانت جذوة من وهج النبوة والولاية، وشُواظًا من زفرات صاحب الطف،
تتقد في لحظة خرسٍ قاتل؛ فارتفع بها صوت الحقيقة، وسقط معها قناع الطغيان.
وفي اللحظة العربية الراهنة، التي
تتخلى فيها أنظمة عن هُويتها، وتصطفُّ على بوابات العدوّ تستجدي الأمن والرضا، يعود
الإمَـام زيد، كفكرةٍ مزلزلة تسير بيننا.. وكموقفٍ يعرّي الساكتين، وكفلسفة نضال تكرّس
مفهوم الدين والسياسة على قاعدة: "من أحبَّ الحياة عاش ذليلًا"، ومن
أحبَّ الله مات عزيزًا.
اليوم، يتلحَّف اليمن هذه الذكرى لا
بعيون البكاء؛ بل بسواعد الرجال، ويجعل منها مِنصة إطلاق، لا محطة وقوف؛ ففي خضمّ
الجراح، يثبت هذا الشعب أن الدم إذَا ما كان حرًّا حارًّا، لا يُخمده الجوع، ولا
يُقيّده الحصار؛ بل يفيض مواقفَ ويغدو بركانًا من كرامة.
ومنذ أن خطا الإمَـام زيد على درب
الحسين، حمل معه وعيًا متجاوزًا لفقه السطور إلى فقه الثورات، ومن فقه الثورة إلى ثورة
الفقه؛ إذ لم يركن إلى المجالس ولا اكتفى بالفتاوى؛ بل حوّل المعرفة إلى فعل، والآية
إلى موقف، والعلم إلى سيفٍ مُصْلَت.
وهو ما التقطه بعمق الشهيد القائد
السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- حين أعاد قراءة التاريخ من زاوية
التمحيص والوعي، لا من زاوية التكرار والاجترار؛ فقرأ ثورة الإمَـام زيد ككلمةِ سرٍّ
لفهم الحاضر، وكدليلٍ ثوريٍّ لفكّ شيفرة الصراع الكوني بين المستضعفين والطغاة.
ولم تكن هذه القراءة فعل نُخبٍ؛ بل
تحولت إلى رؤيةٍ شعبيّة، تُجسّدها اليوم كُـلّ ساحةٍ يمنية، وكل موقف، وكل بندقية وكل
صاروخٍ ومسيّرة تتجه إلى حَيثُ يُصنع الشرف.
وليس غريبًا أن نجد قائد الثورة
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- يستحضر زيدًا ملهِمًا باعتبَاره
"الحاضر المُستمرّ"، ونموذجًا لا يسقط بالتقادم؛ لأَنَّ صرخته تدوي في
أزمنة الذل حتى الآن وبعده، ولسان حاله يقول: "ما كره قومٌ قَطُّ حَرَّ
السيوفِ إلا ذَلُّوا".
تتزامن هذه الذكرى اليوم، مع ملحمةٍ أُخرى
في غزة؛ فيرسم التاريخ خطوطَه المتوازية، ذات الطغيان بوجوهٍ جديدة، وذات الصرخة
بألسنةٍ متعددة، وذات الخندق وإن اختلفت الجغرافيا؛ فصنعاء تقولها اليوم بملء
الصوت: إن دم الإمَـام زيد يسري في عروق أحرار اليمن، ويمتد ليصل إلى كُـلّ ذرة ترابٍ
في غزة وسمائها المحترقة.
وعيٌ لم يخنع، وأخٌ صادقٌ لم يخذل
فلسطين؛ بل نصرها بدمه وخطابه وسلاحه، في وقتٍ صمتت فيه عواصم كبرى، وصامت فيها
كُـلّ الأسلحة إلا زند اليمن؛ فهنا يتبدى الفرق الجوهري.
ثورة الإمَـام زيد مشروع بدأ ويمتد
اليوم في كُـلّ وقفة عزّ، في كُـلّ مسيرة تصرخ "الموت لأمريكا"، في
كُـلّ إعلام صادقٍ لا يُدجّن، وفي كُـلّ موقفٍ لا يخاف (سيفَ اليوم- بي 2 والأفتك
منها) ولا يُغريه الذهب؛ وأصبح زيدٌ ذاكرةً ثقافية سياسية لا طائفية، صوتًا للحق
لا مذهبًا، وركيزةً لوعيٍ ثوريٍّ لا يُشترى ولا يُساوم.
هنا تتجلّى عبقرية المشروع اليمني
الثوري، أنه لا يفصل بين التاريخ والميدان، ولا يكتفي بتبجيل الشهداء؛ بل يجعل
منهم بُوصلةً ومسارًا، ومن الإمَـام زيد انبثقت فلسفةَ الانتصار؛ إذ لا كرامةَ لمن
لا يواجه، ولا هوية لمن يقبل الذل، ولا دين لمن يهادن أَو يطبع مع الباطل.
إن زيدًا، أيتها الأمة، ليس رجلًا من
الماضي؛ بل إنسان المستقبل في بشريةٍ عطشى للحرية والكرامة؛ هو صرخة النبوة في وجه
الطغيان، وظِلُّ الحسين في منعطفات الأزمنة، ونورٌ يهدي كُـلَّ من تاه في دروب
التخاذل.
زيدٌ نستلهمه عملًا وقولًا، لنقول له
من صنعاء إلى غزة: لا تزال صيحتُك -يا حليفَ القرآن- تُسمع، ولا تزالُ دماؤك تسقي
شجرةَ الثورة، ولا تزال اليمن، كما أردت لكل الأمةِ، جبلًا لا يُهزم، ورايةً لا
تُنكّس، ونارًا لا تخبو في ليل الأُمَّــة الطويل.
الحسني: الصراع السعودي الإماراتي جنوب اليمن يكشف هشاشة مشروع "الانفصال"
خاص | المسيرة نت: استعرض المحلل السياسي طالب الحسني قراءة شاملة للمشهد المتصاعد في المحافظات الجنوبية والشرقية، مؤكدًا أن ما يجري اليوم هو تكرار لمشهد 2019 لكن بصيغته الأكثر تعقيدًا وتشظّيًا، وبما يعكس عمق الصراع السعودي–الإماراتي وتداعياته على البنية المحلية وعلى مشروع الانفصال نفسه.
مسؤول إعلام حماس في لبنان للمسيرة: سلاح المقاومة الفلسطينية خط أحمر ولن يُسلم طالما بقي الاحتلال الصهيوني
خاص | المسيرة نت: أكد مسؤول المكتب الإعلامي لحركة حماس في لبنان وليد كيلاني أن سلاح المقاومة الفلسطينية سلاح شرعي لا يمكن المساس به، مشيرًا إلى أن بقاء هذا السلاح خط أحمر يحظى بإجماع الشعب الفلسطيني، نظرًا لحقه في الدفاع عن نفسه في ظل الاحتلال الصهيوني.
الخارجية الإيرانية: واشنطن تزعزع أمن المنطقة ولا صحة لاتهامات التدخل في لبنان
المسيرة نت| متابعات: جدّدت وزارة الخارجية الإيرانية التأكيد على الموقف الثابت لبلادها تجاه ما تتعرض له غزة من عدوان متواصل، مؤكدة أن القطاع لا يزال يعيش وضعًا كارثيًا ومأساويًا، في ظل استمرار آلة القتل الصهيونية في تدمير ما تبقى من البنية المدنية والحياتية للشعب الفلسطيني.-
05:22مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تعتقل شاباً عقب مداهمة منزله خلال اقتحام مخيم بلاطة شرق نابلس
-
04:58وكالة الصحافة الفرنسية عن الجيش التايلاندي: مقتل جندي وإصابة آخرين في اشتباكات حدودية مع كمبوديا
-
04:44مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تعتقل شاباً خلال اقتحامها وادي الهرية في مدينة الخليل وتقتحم مخيم بلاطة شرق نابلس
-
04:02مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم مدينة يطا جنوب الخليل
-
04:01رويترز: الجيش التايلاندي يقول إنه شن ضربات جوية على منطقة حدودية متنازع عليها مع كمبوديا
-
03:33مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم منطقة الزير حرملة شرق مدينة بيت لحم وتداهم منزلًا خلال اقتحام بلدة عتيل شمال مدينة طولكرم