من برنامج رجال الله.. ملزمة معرفة الله الثقة بالله الدرس الأول (اليوم الرابع)
آخر تحديث 15-07-2025 16:22

ثقافة | المسيرة نت: يوم القيامة.. يجب أن نتأمل كثيراً في كتاب الله، فنرجع إلى القرآن كم ورد في شرح تفاصيل ذلك الموقف الرهيب، كيف تناول القرآن الكريم الحديث عن جهنم، حتى صورها وقدمها بصورة كاملة، تشخيص كامل لجهنم حتى كأنك تراها، تحدث عن وقودها، تحدث عن لهبها، تحدث عن شررها، تحدث عن أهلها وهم يصطرخون فيها، تحدث عن أبوابها، تحدث عن مغالقها، تحدث عن دخانها عن طعامها، عن شرابها، تصوير كامل.

لو تأت أنت.. أي واحد منا يحاول أن يجمع ما ذكره القرآن الكريم من الآيات في جهنم، ثم ضعها في ورقة تكون أمامك ترى كيف تتصور جهنم, وتراها صورة متكاملة، تبرز لك صورة ذهنية من خلال هذا التشخيص القرآني في آيات متعددة.

إذا ما عرفت أن جهنم هي هذه المهولة الشديدة، وأيقنت بأن هذه جهنم هي التي من دخلها لا يخرج منها أبداً {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ} (الانفطار:11-16) خلود.

كان أحد العلماء - وقد مات قبل فترة رحمة الله عليه - قالوا عنه: كان ينظر إلى مسألة الخلود في جهنم هذه ويقول هي وحدها الشيء الذي يخيف.. الخلود في جهنم هو الشيء الذي يخيف جداً. لو أن البقاء في جهنم حتى ألف سنة، خمسة آلاف سنة، وهناك أمل في الخروج منها لكانت المسألة ما تزال هينة، لكن الخلود - نعوذ بالله من الخلود في قعر جهنم - وهو الشيء الذي تؤكده الآيات الكريمة: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً}(النساء: من الآية57) {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً}(المائدة119) {خَالِداً فِيهَا}(النساء: من الآية14) الخلود معناه: أن تمر آلاف السنين {لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً} (النبأ:23) أحقاباً متتابعة، آلاف السنين، مليون سنة، مليونين سنة، مليار سنة، الخلود في جهنم - نعوذ بالله - هي الحالة المزعجة.

ولهذا تجد الآخرين من عبيد الدنيا كيف يحاولون أن يتهربوا عن الخلود في جهنم فينطلقون إلى الشفاعة لأهل الكبائر، أو البقاء في جهنم فقط بمقدار ما عمل، أو أشياء من هذه يدل على فهم مغلوط للقرآن الكريم ولمنهجية القرآن الكريم في حديثه عن العقوبات بما فيها النار.. قالوا: أنت لن تقعد في الآخرة, في جهنم إلا بمقدار ما عملت!.

ليست المسألة على هذا النحو، أنت عملك هو الذي أوصلك إلى جهنم حقيقة، لكن ماذا؟. هل تظن بأن الأعمال تُسطَّر ثم ينظر إلى كم يساوي، كم العقوبة اللازمة على هذا العمل الفلاني، ثم يضاف هذا إلى هذا ثم ينظر كم ستبقى؟!.

إن المسألة من أساسها هو أنك عندما تعرض عن هدي الله - كما قلنا في جلسة سابقة - عندما تعرض عن هدي الله تتحول إلى إنسان خبيث، هل تعلمون أن كل معصية ليس فقط ينظر إليها من خلال أنها مجرد اقتراف لعمل في

خارج إطار شخصيتك، كل معصية تترك أثراً على نفسك، كل معصية ترسخ نسبة من الخبث في نفسك، وهكذا واحدة بعد واحدة حتى تحيط بك خطيئاتك، فتصبح خبيثاً، تصبح خبيثاً فعلاً.

الله في يوم القيامة تحدث بأنه سيكون تمييز الناس على أساس خبيث وطيب في الأخير، أهل المحشر يتميزون إلى فريقين فقط: خبيث, وطيب، الخبيث كله يجمعه فيركمه فيجعله في جهنم جميعاً، يجعل الخبيث مقره جهنم.

ولأنه فعلاً المسألة هي مرتبطة بهذا هو بخبثك أنت، أصبحت إنساناً خبيثاً، ليست المسألة فقط أعمال اقترفتها ينظر إليها من خلال أنها أشياء في خارج إطار شخصيتك، لا؛ بل لأنها قد تركت أثرها الكبير في نفسك حتى أصبحت خبيثاً إلى درجة أن جهنم لو تبقى فيها مليار سنة ثم تخرج لعدت إلى ما نهيت عنه سابقاً، ألم يقل الله عن أهل النار {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ}(الأنعام: من الآية28)؟ لماذا؟؛ لأن نفوسهم قد خبثت، نفوسهم أصبحت خبيثة، فإذا ما خرجوا ما هم قد نسيوا الأعمال السابقة، وقد جلسوا حتى مليار سنة في جهنم؟ لكن النفوس كانت قد بلغ بها الخبث درجة أن جهنم لا يمكن لجهنم نفسها أن تطهرها فتحولها إلى نفوس طيبة فعلاً.

ولهذا الله يحذرنا عن قسوة القلوب، قسوة القلب {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ}(الحديد: من الآية16) نحضر كل يوم الخميس، نحضر كل ليلة، نحضر كل جمعة، وكل مناسبة، وكل كلمة نعود منها بعدما نسمعها مثلما ذهبنا إليها، يصبح هذا مجرد روتين تسير وتجي مثل طلاب المدرسة، يسرح ويجي, يسرح ويجي.. تجي تنظر إيش معه قد هو في صف سادس فتراه لا يستطيع أن يقرأ ولا يكتب!.

حالة الروتين هذا المتجدد، حالة أن تسمح لنفسك تسير وتجي, وتجي وتضوي مثلما جئت، وهكذا يجي غد مثل اليوم وبعد غد مثل غد، هذه نفسها حالة تساعد على ماذا؟ أن تصبح الكلمات لا أثر لها في نفسك، فيقسو قلبك؛ لأنك تترك للأشياء الأخرى المجال لأن تترسخ في نفسك، لأن تعمل على أن يقسو قلبك.

والمواعظ أنت التي تريد أن تسمعها اليوم ليست غير التي سمعتها أمس، والذي سمعته ثالث يوم هو الذي سمعته أول يوم، وهكذا.. تصبح المسألة هكذا عندك، حتى يقسو قلبك فلا يعد شيء ينفعك، لهذا قال الله عن المؤمنين: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ - زادتهم - إِيمَاناً}(لأنفال: من الآية2). وأنت ترى نفسك بأنك لا تزيد إيماناً من كل كلمة تسمعها حتى ولو من طفل, لا تزداد إيماناً من كل كلمة تسمعها فاعرف بأنك متعرض للخطورة التي تعرض لها بنوا إسرائيل، أنه سيطول عليك الأمد, وهكذا كلمة بعد كلمة وأنت لا تزداد إيمانا فيقسو قلبك، وتخبث نفسك وحينئذ لا ينفع فيك شيء.

يجب - أيها الإخوة - أن نعمل على أن نكون من هؤلاء المؤمنين، الذين نحاول ولنقهر نفوسنا أن نفرض على أنفسنا أن نزداد إيماناً من كل آية نسمعها من آيات الله تتلى علينا، من كل تذكير نسمعه بالله لنا، أن نزداد إيماناً، إفرض على نفسك أن تزداد إيماناً، إفرض على نفسك أعمالاً تنطلق فيها، روِّض نفسك، وعوِّد نفسك على أن تعمل، وأن ترسخ في نفسك الإيمان، وتزداد إيماناً خوفاً من أن تصبح الأشياء لا تنفع فيك، ثم في الأخير يقسو قلبك {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ}(البقرة: من الآية74) من بعد تلك الآيات.

هذه حالة خطيرة جداً يتعرض لها الإنسان، حتى بعد الآيات القاهرة، مثلما حصل لبني إسرائيل عندما نتق الله الجبل فوقهم كأنه ظلة، وعندما رأوا آيات من هذا النوع المزعج، رجع الجبل، رجعوا لذياك المسبك الأول، النفس هي النفس، قست قلوبهم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة.

ويمكن أن نفسر هذه الحالة التي نحن عليها أن القرآن الكريم الذي قال الله عنه: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}(الحشر: من الآية21) أن قلوبنا ربما تكون قد أصبحت أقسى من الحجارة.

إذاً فلنعمل على أن تلين {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ}(الحديد: من الآية16). يحاول كل واحد منا أن يعرض في قائمة واحدة ما ذكره الله عن جهنم، واعرض في قائمة أخرى ما ذكره الله عن الجنة، اعرض في قائمة ثالثة أهوال يوم القيامة وسترى الشيء الذي يزعجك، الشيء الذي يخيفك، الشيء الذي يشد رغبتك، عندما ترى الجنة وما ذكر الله عن أوصافها، وما وعد المؤمنين فيها من النعيم العظيم

والدرجات العالية. {لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً}(النساء: من الآية87)، فلنحاول أن نستعرض يوم القيامة - من خلال القرآن - على الشكل هذا الذي ذكرناه عسى أن يساعد هذا الأسلوب في أن تخشع قلوبنا لذكر الله، في أن نقاوم القسوة التي في القلوب، في أن نزداد إيماناً من كل ما نسمع، في أن نزداد وعيا من كل ما نسمع فيكون إيماناً صادقاً.

وليس ممن قال الله عنه: {إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ} (الحاقة:33) وهو كان يحلف بالله في كل مقوات، ويحلف بالله على كل سلعة يبيعها، ويحلف بالله بعد كل مَجْبَر يقوله من أجل أن يصدقه هذا أو هذا.

نحن بحاجة إلى إيمان راسخ, إلى إيمان واعٍ

 

 

 

أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينور بصائرنا، وأن يرسخ إيماننا حتى نعلم أنه لا إله إلا الله، وأن تكون هي القاعدة التي ننطلق عليها في كل حياتنا, من منطلق الإيمان الصادق الراسخ بأنه لا إله إلا الله حتى نرفض كل آلهة سواه في داخلنا, وفي خارج شخصياتنا, في واقع الحياة كلها من خلق الله أجمعين.

 

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.

 



 

 

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

 

[الله_أكبر

#الموت_لأمريكا

#الموت_لإسرائيل

#اللعنة_على_اليهود

النصر_للإسلام ]

 

 


نائب وزير الخارجية: ترامب يعترف بشراكة أمريكا في جرائم الإبادة بغزة ويجاهر بإهانة زعماء العرب
صنعاء | المسيرة نت: قال نائب وزير الخارجية والمغتربين عبدالواحد أبو راس إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدّم اعترافاً واضحاً وصريحاً بشراكة الولايات المتحدة في جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة، من خلال إقراره بتزويد "الكيان" بمختلف أنواع الأسلحة خلال العامين الماضيين، وإشادته باستخدامها ضد الشعب الفلسطيني.
متحدث "الجهاد الإسلامي": المقاومة قدّمت تنازلات لحماية شعبها وعلى الوسطاء والضمناء إلزام العدو بتنفيذ التزاماته
خاص | المسيرة نت: أكّد محمد الحاج موسى، المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، أن نتائج التفاوض التي أفرزها وقف النار جاءت بعد تضحيات كبيرة وواقع سياسي معقّد فرضته حالة التخاذل العربي والإسلامي والتواطؤ الدولي، محذّرًا من أن استمرار خروقات الاحتلال قد يفتح أبوابًا لاحتمالات أخرى.
العدو يؤكد إصراره على القتل والتجويع ويماطل في الالتزامات الإنسانية.. خطوات شكلية في ملف الأسرى لتخفيف الضغط الداخلي
نوح جلّاس | خاص | المسيرة نت: تؤكد المعطيات الميدانية والتقارير الحقوقية أن العدو الصهيوني ماضٍ في سياسة القتل والحصار والتجويع الممنهجة ضد سكان قطاع غزة، مع استمرار إغلاق معبر رفح وتقليص المساعدات الإنسانية، مقابل خطوات شكلية محدودة في ملف الأسرى تبدو أقرب إلى استجابة اضطرارية للضغط الداخلي "الإسرائيلي" لا إلى التزامٍ إنساني حقيقي، ولا تنفيذٍ فعلي لما تم التوقيع عليه.
الأخبار العاجلة
  • 22:50
    مصادر لبنانية: قوات العدو تطلق قذائف ضوئية في أجواء مرتفعات بلدة شبعا وقبالة شاطئ الناقورة
  • 22:50
    جيش العدو: الصليب الأحمر تسلم جثث 4 أسرى من غزة
  • 22:50
    مصادر لبنانية: إصابة مواطن جراء استهداف مسيرة للعدو دراجة نارية في وادي الحضايا بين وادي جيلو ويانوح
  • 22:41
    مصادر لبنانية: غارة من مسيّرة للعدو الإسرائيلي على محيط بلدة وادي جيلو جنوب لبنان
  • 22:37
    سيارات الصليب الأحمر تسلمت جثث أسرى صهاينة بمدينة غزة
  • 22:30
    الجبهة الشعبية: المعركة مع العدو تمتد إلى ميدان الأمن الداخلي والوعي الشعبي، فالعدو يسعى لزعزعة الجبهة الداخلية عبر العملاء ومروّجي الفتنة