من الداخل؟ حين يحاول العدوّ اختراق ما لا يُخترق
آخر تحديث 04-07-2025 15:20

قالها وزير الحرب الصهيوني دون أن يرف له جفن: "سنتعامل مع اليمن كما تعاملنا مع إيران". لم تكن جملة عابرة أَو تهديدًا في الهواء، بل كانت خريطة طريق، رسمها بصلافة، تحت ضوء الكاميرات، وبلغة لا تحتمل التأويل: لن نخوض حربًا شاملة، بل سنضرب صنعاء من داخلها.

وفي لحظة من لحظات الوضوح القاتل، بدا العدوّ كما هو؛ ليس عاجزًا عن قراءة واقع اليمن فحسب، بل مصابًا بوهم أن "الداخل اليمني" يشبه بيئات رخوة تعوّد على اختراقها، من خلال المال أَو الإعلام أَو التحريض الطائفي والمناطقي. نسي، أَو تجاهل، أن اليمن اليوم يختلف عن أي ساحة عرفها سابقًا…؛ لأَنَّه ببساطة، ساحة وعي.

في حروب هذا العصر، لا يُقاس الخطر بعدد الصواريخ ولا بقوة الطائرات. المعركة الحقيقية تُخاض في العقول، في الروح الجمعية، في إدراك الشعوب لعدوها وأدواته. وهنا، تكمن المفارقة التي لم يحسن الصهاينة فهمها: الشعب اليمني لا يحمل فقط بندقيته، بل يحمل وعيه كدرعه الأول.

فهل يظن العدوّ أنه سيجد في صنعاء من يفرش له الطريق؟

هل يراهن على طبقة سياسية رخوة؟

أو مجتمع قابل للاختراق بالفتنة والفرقة؟

هو يكرّر المشهد الإيراني، لكنه يتجاهل أن كُـلّ محاولاته لضرب إيران من الداخل فشلت، رغم الدعم الدولي، والعمليات السرية، والحصار، ووسائل الإعلام. وإيران ليست بعيدة عن اليمن في طبيعة المعركة، لكن اليمن يضيف إلى المعادلة خصوصية لا تُستنسخ: شعبه قاتل 9 سنوات دون أن تفقد قضيتُه بُوصلتها، بل صارت أكثر وضوحًا، وأكثر صلابة.

يحاول العدوّ اليوم أن يضرب اليمن من الداخل؛ لأَنَّه عاجزٌ عن هزيمته من الخارج. لكنها محاولة بائسة؛ لأَنَّ الداخل اليمني لم يعد ساحة مفتوحة، بل صار قلعة، تُحصِّن نفسها بالوعي، وتغلق أبوابها على فكرة واحدة: أن الصراع مع الصهيونية ليس عنوانًا سياسيًّا، بل قدرًا وجوديًّا لا فكاك منه.

كل محاولة اختراق ستقابَلُ بسؤال بسيط:

هل هذه الأدَاة من أدوات (إسرائيل)؟

وإذا ثبت أنها كذلك، فَــإنَّ مصيرها سيكون النبذ، لا الحفاوة.

يُراهن العدوّ على تفكيك الداخل اليمني. لكنه لا يرى أن ما وُضع في هذه الجبهة ليس مُجَـرّد خطاب، بل مشروع متكامل تربّى عليه الناس: في المساجد، في الإعلام، في الجبهات، وفي طوابير الحصار. هؤلاء لا يُشترون، ولا يُرهبون، ولا تنطلي عليهم لغة الحرب المركَّبة؛ لأَنَّهم ببساطة… جرَّبوها كلها، وخرجوا أشدَّ وعيًا.

لن تُضرَبَ صنعاء من داخلها.؛ لأَنَّ الداخل اليوم، لا يشبهُ الداخلَ الذي عرفوه يومًا.

صار الحصارُ فرصةً، والألم درعًا، والصراعُ هُويةً.

وإذا ظَنَّ العدوُّ أن اليمنَ يشبهُ خرائطَه القديمة، فليعد رسمها… فهذه الأرض تغيّرت، وشعبها صار يعرف جيِّدًا، أن من لا يُخترق… لا يُهزم.


مجلة أمريكية تكشف: حاملة الطائرات "هاري إس ترومان" تعاني من أضرار جسيمة والبحرية الأمريكية تؤجل الإصلا
المسيرة | متابعات كشفت مجلة ذا ناشيونال إنترست الأمريكية عن تطورات مثيرة تتعلق بحاملة الطائرات الأمريكية "هاري إس ترومان"، مشيرةً إلى أن السفينة لا تزال تعاني من أضرار كبيرة منذ تعرضها لحادث خلال مهمتها في البحر الأحمر مطلع العام الجاري.
الأخبار العاجلة
  • 07:50
    حكومة العدو الإسرائيلي تقرر عدم فتح معبر رفح
  • 07:49
    نافال نيوز" المتخصص بالشؤون العسكرية: الفرقاطة بادن-فورتمبيرغ "F222" اضطرت للعودة من مهمة في المحيطين الهندي والهادئ عام 2024 عبر طريق رأس الرجاء الصالح نتيجة ضعف منظومتها الدفاعية أمام التهديدات الصاروخية في البحر الأحمر
  • 07:49
    موقع "نافال نيوز" المتخصص بالشؤون العسكرية: الفرقاطات من فئة F125 بادن-فورتمبيرغ كشفت عن محدودية كبيرة في قدراتها على الدفاع الذاتي الجوي ما حال دون نشرها في مناطق التهديد العالية
  • 07:49
    موقع "نافال نيوز" المتخصص بالشؤون العسكرية: البحرية الألمانية تستخلص دروسا عملياتية من تجربتها الأخيرة في البحر الأحمر ضمن المهمة الأوروبية "أسبيدس"
  • 03:12
    الحكومة الفنزويلية : المناورات الأمريكية تسعى إلى إضفاء الشرعية على العملية ضد البلاد والاستيلاء على موارد النفط الفنزويلية
  • 03:11
    الحكومة الفنزويلية : الانتشار العسكري الأمريكي المعلن في منطقة البحر الكاريبي يشكل سياسة عدوان وتهديد ضد فنزويلا
الأكثر متابعة