ما تداعيات القصف الإيراني على اقتصاد كيان العدوّ الإسرائيلي؟
آخر تحديث 17-06-2025 00:28

خاص| عباس القاعدي| المسيرة نت: يتكبّد كيانُ العدوّ الإسرائيلي خسائرَ اقتصادية تضاعفت بشكل كبير منذ بَدء عدوانه على الجمهورية الإسلامية الإيرانية فجر الجمعة، 13 يونيو الماضي.

ويؤكّـد الباحث والخبير في الشؤون الاقتصادية الدكتور عماد عكوش، أن "خسائر العدوّ الإسرائيلي تنقسم إلى نوعين: الأول الخسائر المباشرة التي تتعلق بالاتصالات والشؤون العسكرية والبشرية، بينما النوع الثاني يتمثل في الخسائر غير المباشرة التي تؤثر على عملية الهجرة، خَاصَّة الهجرة المعاكسة داخل الكيان الإسرائيلي وكذلك الاستثمارات التي سيفقدها الكيان نتيجة هذه الحرب".

ويشير في حديثه لقناة "المسيرة" إلى أن "اقتصادَ العدوّ الإسرائيلي، يتوزع على عدة قطاعات إنتاجية كما هو الحال في أي اقتصاد عالمي، حَيثُ يشمل قطاعات كثيرة منها قطاع [الخدمات، الصناعة، الزراعة، والسياحة] "، لافتًا إلى أن "قطاع الخدمات يمثل الجزء الرئيسي، حَيثُ يساهم بحوالي 67 % من الناتج القومي الإسرائيلي، الذي يقدر بحوالي 540 مليار دولار"، موضحًا أن هذا القطاع "يعتمد بشكل أَسَاسي على الخدمات التي يقدمها العدوّ الإسرائيلي ومنها السياحة والخدمات الطبية وخدمات النقل، والتي توقفت عن العمل جراء الرد الإيراني".

وفيما يتعلّق بقطاع الصناعة، يشير عكوش إلى أن هذا القطاع يشكّل حوالي 17 % من الناتج القومي، بينما قطاع التكنولوجيا يمثل حوالي 14 %، مبينًا أن هذه القطاعات توقفت عن العمل نتيجة الصواريخ الإيرانية، وهروب المستوطنين بشكل متواصل إلى الملاجئ؛ مما أثَّر على عدم التزامهم بأعمالهم؛ ونتيجة لدفعه الاحتياطي بشكل كبير إلى الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى توقف قطاع الزراعة الذي يمثل نحو 1.1 %.

ويواصل: "عندما نتحدث عن هذه القطاعات وحجم الناتج القومي البالغ 540 مليار دولار، فَــإنَّنا نتطرق إلى ناتج يومي تقريبي يبلغ 1.5 مليار دولار؛ بمعنى أن الكيان يعاني يوميًّا من خسارة تصل إلى 1.5 مليار دولار نتيجة توقف النشاط الاقتصادي في كيان العدوّ الإسرائيلي"، مُشيرًا إلى أن "هناك خسائر مادية كبيرة نتيجة القصف الإيراني، والتي من المحتمل أن تزداد، خُصُوصًا بعد توقف قطاع الغاز الذي يعتمد عليه العدوّ الإسرائيلي بشكل كبير، والذي كان يضخ حوالي 30 مليون متر مكعب يوميًّا".

ويؤكّـد أن "القطاع شهد توقفًا نهائيًّا، بالإضافة إلى قطاعات أُخرى مثل قطاع السياحة الذي كان يستقطب حوالي 4.5 مليون سائح سنويًّا، وقد توقف هذا القطاع بشكل كبير، وكذلك تحلية المياه الذي يعتمد عليه العدوّ بنسبة 50 %، مُشيرًا إلى أن العدوّ اليوم بحاجة إلى تحلية المياه، وبالتالي فَــإنَّ إمْكَانيه ضرب هذه المحطات سيزيد من خسائر الكيان بشكل كبير".

 وبخصوص الخسائر غير المباشرة، يبين أنها تتجلى في ظاهرة الهجرة المعاكسة واحتمالية زيادة هجرة المستوطنين الإسرائيليين الذين يواجهون صعوبة في الدخول إلى الملاجئ أَو البقاء فيها لفترات طويلة، خُصُوصًا أنهم يحملون جنسيات متنوعة، مؤكّـدًا أن هذه "الهجرة العكسية ستؤدّي إلى خسائرَ كبيرة للكيان، بالإضافة إلى هروب المستثمرين الذي يشكل خسائر غير مباشرة كبيرة للعدو الإسرائيلي".

فاعلية وتأثير الحصار اليمني:

وعن تأثير العمليات العسكرية والحصار الجوي الذي تنفذه القوات المسلحة اليمنية، ضد مطار اللُّد "بن غوريون" في يافا المحتلّة، يؤكّـد الخبير في الشؤون الاقتصادية الدكتور عكوش، أن "العمليات اليمنية والحصار أَدَّى إلى تراجع كبير في حركة السياحة إلى "إسرائيل"، حَيثُ كان عدد السياح قبل الحصار اليمني، يصل إلى حوالي 4،5 مليون سائح سنويًّا، لكن مع بدء الضربات اليمنية، انخفض هذا العدد إلى نحو مليون سائح في عام 2024؛ مما يمثل انخفاضًا يقارب 80 % من إجمالي عدد السياح".

ويوضح أن هذا "الانخفاض الكبير، وإغلاق المطار بشكل كامل، سيحرم العدوّ من إيرادات عام 2024م، وسيؤدي إلى توقف للقطاع السياحي، الذي يعتبر من القطاعات الحيوية المرتبطة بالعديد من الشركات الخدمية مثل شركات [النقل، الطيران، الفنادق، المطاعم، والخدمات المرتبطة بالسياحة] "، مؤكّـدًا أن "توقف هذا القطاع بشكل كامل، سيؤدي إلى تراجع كبير في الخدمات المرتبطة به وزيادة معدلات البطالة، التي كانت بالفعل الأعلى في المنطقة، داخل الكيان الإسرائيلي، وبالتالي، فَــإنَّ توقف القطاع السياحي وقطاع النقل بشكل خاص، سيؤدي إلى تفاقم مشكلة البطالة وزيادة معدلاتها في الكيان المؤقت؛ مما ينعكس سلبًا على اقتصاده".

عجزٌ في الموازنة وارتفاع كلفة الدين العام:

وعن الرد الإيراني ضد العدوّ الإسرائيلي، واستمراره لمدة أسبوعين، فَــإنَّ هذا يعني مضاعفة الخسائر الاقتصادي لكيان العدوّ، كما يقول عكوش.

ويضيف عكوش: "من خلال قراءتنا للأسواق المالية وخاصة في كيان العدوّ الإسرائيلي، فَــإنَّ المؤشر "تي أيه ستار فايف"، وهو المؤشر الأَسَاسي لاقتصاد العدوّ، انخفض بمعدل 1.6 %، وبالتالي مع استمرار هذه المعركة سيزيد من انخفاض هذا المؤشر"، موضحًا أن "الدين العام الإسرائيلي اليوم يصل حوالي 380 مليار دولار، وبالتالي اليوم مع استمرار الحرب، ستقوم مؤسّسات التصنيف العالمية، بإعادة تصنيف كيان العدوّ الإسرائيلي الائتماني، وبالتالي الضغط على الفوائد الكبيرة التي يتحملها العدوّ الإسرائيلي، والتي سترتفع ويرتفع معها كلفة خدمه الدين العام الإسرائيلي والعجز في الموازنة مع ارتفاع كلفه الدين العام".

ويزيد: "اليوم يقدَّر إجمالي الدين العام الإسرائيلي بنحو 220 مليار دولار تقريبًا، ومع ارتفاع أسعار الفائدة، من المتوقع أن يزداد هذا الرقم بشكل كبير، أما من ناحية الودائع وهي الأخطر؛ فهناك حوالي 1800 مليار شيكل، من الودائع بالشيكل، وبالتالي فَــإنَّ الاحتياطي الموجود لدى العدوّ الإسرائيلي تقريبًا بحدود 220 مليار دولار، وَهذا الاحتياطي لا يكفي لمواجهة أي هجوم من قبل المودعين لتحويل ودائعهم من الشيكل إلى الدولار أَو سحبها من البنوك الإسرائيلية، وهذا يؤدي إلى أزمة مصرفية حادة إذَا استمرت العمليات الإيرانية، - أَو السحب جراء ذلك- لفترة تزيد عن أسبوعين أَو حتى شهر.

وفي سياق التصعيد، يؤكّـد عكوش أن "استمرار قصف الجمهورية الإسلامية لكيان العدوّ الإسرائيلي بنفس النمط ولمدة تتجاوز 15 يومًا قد يؤدّي إلى كارثة حقيقية على الاقتصاد الإسرائيلي، خَاصَّة على القطاع المصرفي؛ مما يهدّد بانهيار مالي كبير في حال استمرار التصعيد بهذا الشكل".

 

ضربة إيرانية كبيرة لقطاع الطاقة

وحول استهداف الجيش الإيراني للعديد من الأهداف الحيوية في عمق العدوّ، مثل مصفاة حيفا وتأثير ذلك على اقتصاد العدوّ، يشير عكوش، إلى أن "إيقاف عمل آبار الغاز في "إسرائيل" سيشكل ضربة كبيرة لقطاع الطاقة لديها، حَيثُ تعتمد أكثر من 50 % من معامل الكهرباء الإسرائيلية على الغاز الطبيعي، وبالتالي فَــإنَّ توقف هذه الآبار سيحرم هذه المعامل من المادة الأَسَاسية لإنتاج الكهرباء؛ مما يؤدي إلى حرمان الإسرائيليين من نسبة كبيرة من الكهرباء، ونقص كبير في إمدَادات الطاقة وربما الوصول إلى مرحلة التقنين القاسي في الكيان الإسرائيلي".

وبالإضافة إلى ذلك -بحسب عكوش -فَــإنَّ الاستهداف الإيراني للمصافي في (إسرائيل) سيعطل عمليات تكرير النفط، التي تعتمد عليها بشكل رئيسي في إنتاج البنزين والمازوت وغيرها من المواد الأَسَاسية، حَيثُ تعتمد (إسرائيل) بشكل كبير على إنتاجها المحلي فقط، مُشيرًا إلى أن "إيقاف العمل في المصافي سيؤدّي إلى ظهور طوابيرَ طويلة أمام محطات الوقود، خُصُوصًا مع استمرار العمليات العسكرية الإيرانية؛ مما يزيد من تفاقم الأزمة ويهدّد استقرار إمدَادات الطاقة في (إسرائيل)".

 

قطع الشريان الاقتصادي:

ويوضح عكوش أن "أسبابَ تركيز القصف الإيراني على شمالي كيان العدوّ وبشكل خاص على منطقة الوسط التي تُعرف باسم "وجدان"؛ لأَنَّها المنطقة الاستراتيجية الأكبر من حَيثُ السكان والتجمع الاقتصادي في الكيان الإسرائيلي، حَيثُ يعيش أكثر من 70 % من المستوطنين الإسرائيليين في هذه المنطقة، وتضم العديد من المصانع الكبرى، خَاصَّة مصانع التكنولوجيا والشركات الكبرى مثل جوجل وأبل، بالإضافة إلى المرفأ البحري الرئيسي للكيان الذي يقع في هذه المنطقة؛ ولهذا فَــإنَّ التركيز على هذه المنطقة يُعد أمرًا أَسَاسيًّا وحيويًّا، حَيثُ تعرف إيران كيفية استهدافها وتوقيت الضربات فيها؛ لأَنَّها تمثل شريان الحياة الاقتصادي للعدو".

ويؤكّـد أن "استمرار استهداف هذه المنطقة يهدف إلى حرمان "إسرائيل" من معظم مواردها الاقتصادية، بما في ذلك المصانع والشركات الكبرى والمرافق الحيوية، مثل مطار بن غوريون"، لافتًا إلى أن "المناطق الأُخرى، شبهُ خالية، خُصُوصًا التي تقع في جنوبي كيان الاحتلال، وتحديدًا منطقة النقب، أَو حتى المناطق الشمالية على الحدود مع لبنان، التي لم يعُد المستوطنون إليها حتى بعد انتهاء الحرب، حَيثُ معظم الذين هاجروا من منطقةِ الشمال على الحدود اللبنانية ذهبوا إلى منطقة الوسط، وَأَيْـضًا سكان منطقة الجنوب "إيلات" وغيرها نزحوا إلى الوسط؛ هروبًا من تصاعد الهجمات الصاروخية اليمنية على مناطق الجنوب، وبالتالي معظمُ المستوطنين اليوم يتركّزون في هذه المنطقة".


الهيئة الإعلامية لأنصار الله والعلاقات الإعلامية لحزب الله وقناة "الساحات": منابرنا ستظل إلى جانب الشعب الإيراني حتى النصر
أدانت الهيئةُ الإعلامية لأنصار الله في اليمن، والعلاقات الإعلامية لحزب الله بلبنان، وقناة "الساحات" الفضائية، العدوان الصهيوني الغاشم على هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، والذي أسفر عن استشهاد عددٍ من الإعلاميين وإصابة آخرين.
حركات الجهاد والمقاومة في فلسطين تجدد تضامنها مع إيران
متابعات | المسيرة نت: جدّدت حركات الجهاد والمقاومة في فلسطين، تضامنها المطلق مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيدةً بدورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية.
انفجارات في عمق الاحتلال والعدو يعبّر عن صدمته من صواريخ طهران الجديدة
متابعات | المسيرة نت: تعرّض العدو الصهيوني، خلال الساعة المنقضية، لهجمات إيرانية مباغتة، أحدثت عدداً من الحرائق في عمق الاحتلال.
الأخبار العاجلة
  • 04:55
    مصادر فلسطينية: أكثر من 10 شهداء جراء غارات العدو الإسرائيلي على قطاع غزة منذ منتصف الليل
  • 04:53
    الإذاعة الصهيونية: عدد من الصواريخ أطلق من إيران نحو شمال "إسرائيل"
  • 04:42
    إعلام العدو: خلل في تطبيق الإنذار المبكر والصواريخ تصل بشكل مفاجئ
  • 04:41
    جيش العدو الإسرائيلي يعلن مجددًا رصد إطلاق صواريخ من إيران ويدعو المغتصبين للبقاء في الملاجئ
  • 04:35
    إعلام العدو: صافرات الإنذار تدوي في حيفا ومحيطها
  • 04:02
    وكالة الأنباء الإيرانية: بدء الهجمات الصاروخية على الأراضي المحتلة