صنعاء لا تقرأ نظريات الحرب.. تكتبها.!!
آخر تحديث 04-06-2025 16:48

بينما كان العالم يرسمُ لليمن صورةَ الضحية تحت نيران عدوان سعوديّ إماراتي استمرت ثمانية أعوام، فاجأت صنعاء العالم في أُكتوبر 2023م وكتبت فصلاً جديداً من الصمود بمداد الدم والبارود.

لم تكن طائراتها المسيّرة والصواريخ الباليستية التي اخترقت سماء "الكيان الصهيوني" مُجَـرّد ضربة عسكرية عابرة، بل كانت الشرارة الأولى لحرب استنزاف غير مسبوقة أعادت تشكيل معادلة الصراع مع الكيان الصهيوني من جذورها.

لقد حول اليمن البحرين الأحمر والعربي من ممر للجرائم الصهيونية إلى خندق مقدس للدفاع عن غزة، وبرهن للعالم أن محور المقاومة والجهاد قادر على قلب موازين القوى العالمية بترسانة من الإيمان وأسلحة بسيطة تصنع المعجزات.

لم يكن يوم السابع عشر من أُكتوبر من العام 2023م مُجَـرّد تاريخ عسكري، بل كان بمثابة زلزال استراتيجيّ هزّ عروش الطغاة وكيان الاحتلال، عقب إعلان القوات المسلحة اليمنية السيطرة على السفينة "جلاكسي ليدر" كأول لبنة في حصار بحري تاريخي سيفرض قواعد اللعبة على أعداء الأُمَّــة.

لقد فهم اليمنيون منذ الوهلة الأولى أن معركة المصائر تحسم بضرب العصب الاقتصادي للكيان، فحولوا مضيق باب المندب شريان حياة الكيان الغاصب إلى سجن مائي تحاصر فيه سفن الاحتلال كما الفئران في المصيدة.

وهنا تكمن العبقرية الاستراتيجية للقوات المسلحة اليمنية: "تحويل الجغرافيا إلى سلاح، والمياه الدولية إلى ساحة حرب غير متكافئة يدفع فيها الطغاة ثمن جرائمهم في غزة قطرة قطرة".

لم تكن العمليات البحرية اليمنية سوى الفصل الأول من معركة التحرير الشاملة؛ ففي اليوم التاسع عشر من أُكتوبر 2023م، كتبت الصواريخ اليمنية فصلًا جديدًا في تاريخ الصراع عندما اخترقت سماء الكيان الصهيوني وفضحت زيف "القبة الحديدية" الإسرائيلية، وكشفت عورة المنظومة الأمنية الأمريكية "ثاد" الأكثر تكلفة في التاريخ.

إن أكثر من سبعين صاروخًا باليستيًّا وفرطَ صوتيٍّ، وأكثر من ثلاثمِئة طائرة مسيَّرة أطلقت بحرفية عسكرية فائقة، حولت يافا "تل أبيب" إلى ساحة ذعر شبه يومي، شهدت فيها قطعان الصهاينة مشاهد لم تخطر ببالهم يومًا من أنها ممكنة، ملاعب كرة قدم تخلى بالكامل في وضح النهار، ومستوطنون يفرون إلى الملاجئ كالفئران، واقتصاد يترنح تحت وطأة حرب غيَّرت قواعد الاشتباك.

فعلًا لقد حول اليمن نظرية الردع الإسرائيلية والأمريكية إلى أُسطورة مكشوفة، وبرهن للعالم أن إرادَة المقاومة قادرة على اختراق كُـلّ الحواجز التكنولوجية عندما توقد بنار الإيمان.

وعندما حاول الكيان المحاصر جر حلفائه لإنقاذه من الهاوية، جاء الرد اليمني كالصاعقة التي أرعبت البيت الأبيض نفسه.

فبعد أن شن التحالف الأمريكي البريطاني غارات هستيرية على اليمن في ديسمبر 2023، لم تتراجع صنعاء خطوة واحدة، بل وسعت دائرة الحظر لتشمل بعد ذلك السفن الأمريكية والبريطانية، ورفعت سقف التهديد إلى مستوى لم تتوقعه واشنطن بضرب حاملات الطائرات الأمريكية، وهو التهديد الاستراتيجي الذي حول البحر الأحمر إلى مقبرة لأساطيل الغطرسة.

ومع حلول فبراير 2025م، كانت حاملات الطائرات الأمريكية قد انسحبت من البحر الأحمر خائبة صاغرة تجر أذيال الهزيمة، تاركة الكيان الصهيوني يواجه مصيره وحيدًا، فيما وقعت واشنطن اتّفاقًا لتحييد نفسها من إسناد كيان الاحتلال، بمقابل وقف استهداف صنعاء لسفنها التجارية ورفع الحظر عنها في البحرين الأحمر والعربي، وهي المفارقة التي ستدرس في كليات الحرب، "شعب تحت الحصار يفرض شروطه على أعتى قوة عسكرية في العالم"، وينتزع الاعتراف بقوته من أفواه أعدائه.

ولم يكن اليمن ليرضى بنصف انتصارٍ، ففي مايو 2025م، وسع معركته لتشمل المجال الجوي؛ لإكمال حلقة الحصار الاستراتيجي على الكيان الصهيوني.

إن إعلان الحظر الجوي على مطار اللُّـد المسمى إسرائيليًّا مطار "بن غوريون" لم يكن خطابًا سياسيًّا، بل توجّـه بضربة تاريخية في الثامن عشر من مايو حين اخترق الصاروخ اليمني الفرط صوتي كُـلّ أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية وشل حركة المطار وحول صالاته الفاخرة إلى ملاجئ للمستوطنين.

لقد كشفت تلك العملية النقاب عن سر خطير وهو "أن المنظومة الدفاعية للكيان الصهيوني ليس إلا مُجَـرّد قشرة فارغة لا تقوى على مواجهة التقنية اليمنية"، وأن السماء آخر معاقل الأمن الصهيوني أصبحت جبهة مفتوحة في حرب الإبادة.

وبعد أن أغلقت القوات المسلحة اليمنية ميناء حيفا في يونيو 2025م، أصبحت الخريطة الاقتصادية للكيان الصهيوني تشبه جثة نازفة تنزف 14 مليون دولار شهريًّا، انهيار الواردات بنسبة 80 %، وارتفاع تكاليف الشحن إلى 400 %، وإغلاق 46 ألف شركة، وهروب 44 % من شركات التقنية.

إن هذه الأرقام ليست مُجَـرّد إحصاءات، بل هي شواهد دامغة على نجاح استراتيجية "الاستنزاف المركب" التي نسجت خيوطها بين الضربات الصاروخية والحصار البحري والجوي لتصنع نسيجًا خانقًا حول رقبة الكيان الصهيوني.

لقد حوّل اليمن أزمته إلى أوراق ضغط قاتلة، وحول حصار الأعداء له إلى شريان حياة للمقاومة الفلسطينية.

ومن المتوقع أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولات استراتيجية تصعد بالصراع إلى مدارات غير مسبوقة:-

أولًا: تصعيد الضربات الجوية لشل شبكة النقل الصهيوني براً وبحراً وجواً.

ثانيًا: تعميق التعاون العسكري مع محور المقاومة لنقل تكنولوجيا الصواريخ الفرط صوتية إلى كُـلّ الجبهات.

ثالثًا، تحويل حصار صنعاء البحري على الكيان الصهيوني إلى سلاح سياسي لفرض إنهاء الحصار على غزة كشرط مسبق لأي تفاوض.

والسؤال الذي يرعب يافا (تل أبيب) اليوم ويهز كيانها هو، ماذا لو طبقت دول محور المقاومة والجهاد "النموذج اليمني" وبشكل متزامن؟!

كيف ستتصدى "القبة الحديدية" لو أمطرتها صنعاء وطهران وحزب الله وكتائب القسام وسرايا القدس والمقاومة الإسلامية في العراق بالصواريخ في آن واحد؟!

إن مشهد انسحاب حاملات الطائرات الأمريكية من البحر الأحمر ليس إلا مُجَـرّد لمحة بسيطة عن المستقبل الذي ستكتبه صنعاء وباقي عواصم المحور بدماء الشهداء.

نحن جيل التحرير سنذيقهم من كأس المقاومة والجهاد ما أذاقونا لسنوات من حصار ودمار.

لقد برهن اليمن أن حرية غزة لا تنتزع بمؤتمرات السلام الوهمية، بل بصواريخ تصمم في كهوف الجبال وتطلق بقلوب عامرة بالإيمان.


أبي رعد للمسيرة: الجمهورية الإسلامية تمتلك أسلحة كافية لردع العدوان الصهيوني
أشار الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني العميد علي أبي رعد، إلى تمكن إيران من استهداف مقرات تابعة لجهاز الموساد في الكيان الصهيوني، وهو ما أكّدته وسائل إعلام عبرية واصفة تلك المقرات بالحساسة.
فرار جماعي للمغتصبين الصهاينة عبر البحر خوفاً من الصواريخ الإيرانية
ذكرت وسائل إعلام العدو الصهيوني أن هناك حالة هروب واسعة في صفوف المغتصبين من الأراضي الفلسطينية المحتلة نحو جزيرة قبرص.
الأخبار العاجلة
  • 12:26
    مصادر فلسطينية: استشهاد امرأة وإصابة آخرين بقصف مدفعية العدو الإسرائيلي منزلا شرق قرية المصدر وسط قطاع غزة
  • 12:19
    الحرس الثوري الإيراني: عمليتنا على الاستخبارات والموساد كانت مؤثرة ودقيقة رغم وجود أنظمة دفاع جوي صهيونية متطورة
  • 12:18
    الحرس الثوري الإيراني: استهدفنا مركز الاستخبارات العسكرية للكيان الصهيوني "أمان" ومركز تخطيط عمليات الاغتيال الصهيوني "الموساد"
  • 12:18
    مصادر فلسطينية: 4 شهداء وعدد من الجرحى بقصف العدو الصهيوني خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس
  • 12:02
    مراسلتنا في غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 60 بالإضافة إلى أكثر من 200 جريح نتيجة مجزرة العدو بحق منتظري المساعدات في منطقة التحلية بخان يونس
  • 12:01
    مصادر فلسطينية: 5 شهداء وعدد من الجرحى بنيران العدو الإسرائيلي قرب مراكز المساعدات في رفح جنوب قطاع غزة