اليمن يشهد تحولاً نوعياً في مجال الدفاع الجوي

خاص | 01 يونيو | المسيرة نت: في تحول استراتيجي يبرز تقدم القدرات العسكرية اليمنية، أكّد الخبير العسكري ورئيس مركز المعلومات بدائرة التوجيه المعنوي، زكرياء الشرعبي، أن تصريحات رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، تحمل دلالات عملياتية وعسكرية بالغة الأهمية، خاصة فيما يخص التهديدات التي تمثلها الطائرات الشبحية الأمريكية وطائرات العدوّ الصهيوني.

وأوضح الشرعبي في تحليل له على قناة "المسيرة" أن تصريحات المشاط ليست وليدة الصدفة، بل تستند إلى واقع ميداني وعملياتي ملموس، يمكن اعتبارها كإعلان رسمي لدخول أنظمة الدفاع الجوي المتطورة حيز الاستخدام، ما يشير إلى حدوث تحول نوعي في هذا المجال، وأن هذه الأنظمة أصبحت قادرة على مواجهة أحدث الطائرات الشبحية التي تمتلكها قوات العدوّ الصهيوني وتستخدمها ضد اليمن.

وأكّد الشرعبي أن هناك العديد من التجارب العملية الناجحة التي أثبتت كفاءتها، وسبق أن اعترف بها الأمريكيون أنفسهم، مستشهداً بتصريح مسؤول أمريكي سابق وصف ابتكارات القوات المسلحة اليمنية بأنها تثير الدهشة، قائلاً: "عند النظر إلى ما تفعله القوات المسلحة اليمنية نتساءل قليلاً ثم نقول ما هذا؟ ما الذي قاموا بتطويره؟ إنهم مبتكرون للغاية".

 وأكّد أن دخول هذه الأنظمة الدفاعية الجديدة سيزيد من التعقيدات التي يواجهها العدوّ، ويزيد من عناصر الردع على مستوى تأمين الأجواء اليمنية بشكل تام وجعلها محرمة على العدوّ الصهيوني"

تهديد إف-35 في الأجواء اليمنية: تحول نوعي أربك حسابات واشنطن وأسقط أسطورة التفوق الجوي..

🔹 زكريا الشرعبي - رئيس مركز المعلومات بدائرة التوجيه المعنوي pic.twitter.com/k3zV5a0S0s

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) May 31, 2025

]

تهديد الطائرة الشبح: تحول في موازين القوة

تبرز أهمية التهديد لطائرات الشبح، والطائرة F-35؛ كونها تجسد أعلى مستويات التكنولوجيا العسكرية الأمريكية،  وأوضح الشرعبي أن الولايات المتحدة اضطرت في البداية لاستخدام طائرات F-18 سوبر هورنت في البحر الأحمر، وعندما واجهت تحديات عديدة من الدفاعات الجوية اليمنية والصواريخ البحرية، دفعها لاستعمال صواريخ كروز بعيدة المدى لحماية نفسها من هذه الدفاعات لاحقًا، ففشلت رغم ذلك ، فكان لا بدَّ عليها من استقدام حاملة الطائرات USS Dwight D. Eisenhower، المخصصة لدعم عمليات الطائرات F-35، كأقصى وسيلة من قوتها العسكرية، وهذ مؤشر فشل المستوى الأول.

وأشار إلى أن طائرات F-35 تحتوي على تقنيات متطورة للتخفي، فضلاً عن أنظمة تشويش إلكتروني واستشعار تستطيع تحديد التهديدات والتعامل معها بفعالية، إضافة إلى تصميم خاص يقلل من إمكانية اكتشاف عزم ونيران الصاروخ عند إطلاقه إلا لفترة وجيزة، ومن ثم، فإن "محاولة استهداف هذه الطائرة، أو كشفها، أو اعتراضها تشكل نقطة تحول كبيرة ممكنة، وضعت هذا النوع من الطائرات في مرمى الاستهداف المباشر.

كما أن قدرة الصواريخ اليمنية على الوصول إلى ارتفاعات أعلى تعني أن الأجواء اليمنية أصبحت محظورة على الولايات المتحدة الأمريكية، وطائراتها الشبحية وغيرها، وتجعل عملياتها هناك غير فعالة من الناحية التكتيكية مما يؤثر على الاستراتيجية العامة.

[

إسقاط طائرات MQ-9 في اليمن: طفرة في الدفاعات الجوية تُسقط رهان واشنطن على التفوق من دون خسائر بشرية..

🔹 زكريا الشرعبي - رئيس مركز المعلومات بدائرة التوجيه المعنوي pic.twitter.com/ETVGKiftpA

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) May 31, 2025

]

إسقاط الطائرة MQ-9: مؤشر على تطور القدرات العملياتية

وحول هذا النوع من الطائرات المسيّرة المتقدمة تابع "لم تكن الطائرة MQ-9، المعروفة بقدراتها في مجالات الاستخبارات والقتال، سهلة الاكتشاف، بل كانت تخضع لتحديثات مستمرة لتلبية احتياجات بيئات العمليات المختلفة، ومع ذلك، فإن إسقاطها بهذه الطريقة السلسة، على الرغم من توفرها على بصمات رادارية منخفضة وقدرتها على التصدي للتهديدات الإلكترونية، يثبت فعليًّا قوة الدفاعات الجوية اليمنية ويشير إلى تقدم ملموس في هذه القدرات".

وإن استخدام الولايات المتحدة للطائرة MQ-9 في المناطق الخطرة التي يصعب الوصول إليها بواسطة الطائرات المأهولة، وفي البيئات المعادية التي تجعل من الصعب المخاطرة بأفرادها، يعزز من موقف القوات المسلحة اليمنية ويشكل إحباطًا للأمريكيين، سواء من حيث القدرة على استخدام المقاتلات أو من منظور الاستخبارات، ما يثير القلق حول سلامة أحدث الطائرات.

الاعترافات الأمريكية: مبرر للتراجع وكشف الحقائق

في سياق الاعترافات الأمريكية ببعض الحقائق، يرى الشرعبي أن هذا يعود لعدة عوامل، تشمل تبرير التراجع في الداخل الأمريكي، في ظل الصراع الإعلامي بين إدارة ترامب ووسائل الإعلام، في الداخل، وهذه الاعترافات، رغم كونها جزءًا محدودًا من الحقيقة، تُعرض للكونغرس والمجموعات الدفاعية تحت مظلة الحديث عن أهمية تطوير القدرات العسكرية الأمريكية.

ومع ذلك، يشدد على أن ما يُخفى من جانب الأمريكيين أضعاف ما يتم الكشف عنه، حيث توجد معلومات لو تم الإفصاح عنها ستؤثر على الهيبة الأمريكية المرتكزة بشكل أساسي على صورة الأسلحة، بما في ذلك القاذفة الشبحية F-35 والقاذفة B-2K فمجرد الكشف المبكر عن قاذفات شبحية أو طائرات تتميز بخصائص تجعل رصدها عبر الرادار أمرًا صعبًا، ثم يتم كشفها من قِبل اليمن، هذا يهز عنصر التفوق لطائرة F-35"، بالإضافة إلى حاجة الطيار لتنفيذ مناورات مفاجئة في اللحظات الأخيرة كما أظهرت التقارير الإعلامية الأمريكية، أن اليمن أفقد الدعاية التي تم ترويجها حول الأسلحة الأمريكية منذ بداية تصنيعها مصداقيتها".