خطة توزيع المساعدات في غزة.. فخ لقهر وتهجير الشعب الفلسطيني

خاص | 28 مايو | المسيرة نت: كشف محللون سياسيون فلسطينيون عن فشل ذريع لخطة توزيع المساعدات المشتركة بين كيان العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية في قطاع غزة، مؤكدين أن الهدف الحقيقي من هذه الخطة هو تجميع المواطنين واقتيادهم نحو التهجير القسري.

وأشاروا إلى أن هذه المحاولات لم تصمد أمام صمود الشعب الفلسطيني، وبشّرت بخسارة كيان العدو وحلفائه،

فخ التهجير والتجويع المتعمد:

أوضح الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني عصري فياض في حديثه لقناة "المسيرة"، أن ما حدث في غزة هو "فشل كبير وذريع يُضاف إلى فشل الكيان والإدارة الأمريكية من خلفه". وأكد أن "هذا المشروع لم يستطع الصمود أمام الجوعى الفلسطينيين"، وأن "تدافع الآلاف من الفلسطينيين" حول الموضوع جعل من الأعداء "مسخرة وأضحوكة، ويبشر بخسارة العدو".

وأشار إلى أنه كان من المفترض أن يُخول توزيع المساعدات في غزة والضفة الغربية إلى هيئات أممية ذات خبرة طويلة في توزيع المساعدات، والتي لديها حوالي 400 نقطة توزيع، ورغم ذلك لا يمنع الازدحام في بعض الأحيان، متسائلاً: "كيف تدفع الجماهير الفلسطينية إلى 4 نقاط توزيع فقط؟".

واعتبر أن الهدف من هذا المشروع هو تجميع الفلسطينيين من أجل إبعادهم، قائلاً: "من غير المعقول أن يذهب مواطن فلسطيني من بيت لاهيا أو من غزة بحوالي 40 كيلومتراً للحصول على المساعدات في منطقة رفح، ثم يمنع من العودة إلى منطقة الشمال".

وأوضح أن هذا الكرتون يحتوي على القليل من المواد الغذائية الكمالية التي لا تكفي لبضعة أيام بقيمة أقل من 50 دولاراً، وهي مجرد طعم يصطاد به كيان العدو الصهيوني أهالي غزة من منطقة الوسط والشمال إلى المناطق التي يريد العدو حشرهم بها تمهيداً لطردهم أو إبعادهم عن القطاع.

وأكد أن الخطة حاولت استغلال التجويع لتنفيذ التهجير، وهي في المجمل فاشلة بكل وضوح منذ يومها الأول، نافياً وجود أي فرق أمريكية أو غيرها ذات خبرة في توزيع المساعدات.

مخطط شيطاني وفشل متواصل:

من جانبه، قال الصحفي والكاتب خالد بركات: "ليست هذه المرة الأولى التي يفشل فيها كيان العدو الصهيوني والأمريكي، ومحاولاتهما في إيجاد بدائل عن المنظومة الإنسانية في غزة، وعن المقاومة فيها".

وأشار بركات في حديثه لقناة "المسيرة" إلى أن الهدف الأساسي من هذه الخطة هو "الدفع بالشعب الفلسطيني إلى المزيد من اليأس والإحباط"، ولكن هذا المخطط منذ اللحظات الأولى لتنفيذه.

وأوضح بركات أن هناك إجماعًا فلسطينيًا شعبيًا، ولكل محور المقاومة وفصائلها، على أن "هذه المخططات لا صلة لها بالعمل الإنساني، ولا صلة لها بالخطة الإنسانية، بل هي خطة شيطانية وضعها الأمريكان والصهاينة المحتلون في غرف مظلمة". ولم يستبعد وجود خطط بديلة، خاصة من النظام المصري الذي يشارك "حقيقة في حصار شعبنا الفلسطيني".

وبين بركات أن عملية توزيع المستحقات هي حقوق طبيعية للشعب الفلسطيني في الدواء والغذاء والماء والأمن والأمان، مؤكدًا أن "هذا المثلث الذي تديره أمريكا وكيان العدو الصهيوني ومصر، حاولوا مرارًا تكرارًا الضغط على الشعب الفلسطيني بهذه الصورة من الإذلال والمهانة".

وشدد على أن "شعبنا بوعيه وحسه استطاع إفشال هذا المخطط بقصد أو بدون قصد، رغم ما يعانيه من المجاعة والعطش".

ولفت إلى وجود مؤسسات تعمل في قطاع غزة منذ 75 عامًا، وهي أدرى بواقع الشعب الفلسطيني هناك وما يحتاجونه، وتعرف كيف تقوم بتوزيع هذه المستحقات بشكل منظم. 

 وشدد بركات على وجود إجماع دولي على رفض هذه الخطة، تشارك فيه الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والمنظمات الموثوقة لدى الشعب الفلسطيني العاملة في القطاع، مشيرًا إلى أن كل هذه المؤسسات رفضت الخطة ولم ترغب في التعامل معها. 

وعزا الرفض الأممي إلى معرفة المؤسسات الدولية لمرامي وأهداف الخطة الصهيوأمريكية، التي فشلت في إدارة الدعم الإنساني. 

وأكد أن ما قالته حركة حماس في بيانها عن خطة توزيع المساعدات "صحيح وفي صميم المسألة، بمعنى أن العدو وضع الخطة كفخ ومحاولة لقهر الشعب الفلسطيني". 

وذكر بركات بمحاولة أمريكا الفاشلة لعمل الميناء العائم، وكيف يحاول كيان العدو الصهيوني والأمريكي إلغاء الأونروا وكل المؤسسات الإنسانية الأخرى. 

وختم بركات حديثه بالقول إن كيان العدو يحاول "الإمساك بروح شعبنا من خلال هندسة التجويع وصناعته في غزة"، معتبرًا الخطة فخًا ومحاولة لقهر الشعب الفلسطيني.

محاولة إذلال ممنهجة للشعب الفلسطيني:

من ناحيته اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن ما جرى ليس سوى "محاولة إذلال ممنهجة من قبل الولايات المتحدة وكيان العدو الصهيوني للشعب الفلسطيني"، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين ردوا على هذا الإذلال بقوة وعزة، منتقدًا مؤسسة "إغاثة غزة"، التي تتولى توزيع المساعدات، قائلاً: "رغم ما جرى، أعلنت المؤسسة أنها ستواصل التوزيع في اليوم التالي مع توسيع دوائر التوزيع، في تجاهل واضح للدروس المستفادة من فشل اليوم الأول".

سياسة نتنياهو التجويع والتنكيل والترحيل:

في سياق متصل وصف الدكتور إحسان الخطيب، عضو الحزب الجمهوري وأستاذ العلوم السياسية بجامعة "مورى ستايت" الأمريكية، فشل خطة توزيع المساعدات الأمريكية في غزة بأنها نتيجة مباشرة لسلوك حكومة كيان العدو الإسرائيلية بقيادة مجرم الحرب نتنياهو، مؤكداً باتباعه لسياسة "التجويع والتنكيل والترحيل ضد الشعب الفلسطيني.

ووصف الخطيب المشهد بأنه "فضيحة أخلاقية وسقوط أخلاقي غير مسبوق للدول الغربية، والعربية، التي فشلت في التصدي لجرائم الإبادة الجماعية التي يمتهنها الكيان الغاصب منذ 19 شهراً، بحق المدنيين في غزة.

 ويعيش سكان غزة كارثة، ضمن سياسة الاحتلال الصهيوني الساعية لإبادة الفلسطينيين، وتهجيرهم خارج أراضيهم سواءً طواعية أو قسرًا، في ظل موقف مخزي من المجتمع الدولي والشعوب والأنظمة العربية المحيطة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، تجاه ما يحدث للمواطنين العُزل، الذين يعيشون على أمل انتهاء العدوان في وقت قريب.