ما تداعيات العمليات اليمنية على اقتصاد العدو؟
آخر تحديث 27-05-2025 23:56

خاص | نوح جلّاس | المسيرة نت: تُبقي جبهتا غزة واليمن كافة التهديدات وآثارها على كامل مفاصل العدو الصهيوني، عسكريًا وأمنيًا واقتصاديًا، رغم توقف باقي جبهات الإسناد.

وبغض النظر عن التأثيرات العسكرية والأمنية التي باتت حديث العالم جراء الصفعات التي توجهها القوات المسلحة اليمنية وحركات المقاومة الفلسطينية للكيان الصهيوني، فإن النزيف الاقتصادي للعدو مستمر، وبوتيرة متصاعدة رغم الاحتياطات التي وضعها برفع ميزانية العام الحالي وإقرار سياسات اقتصادية متعددة على أمل التخفيف من أعراض الصفعات التي تلقّاها خلال العام 2024.

إجراءات العدو وسياساته الاقتصادية فشلت في الحد من النزيف خلال الثلث الأول من العام الجاري، رغم أن جبهات الردع بقيت متوقفة منذ يناير وحتى منتصف مارس، ما يشير إلى أن آثار صفعات الفترة الماضية ما زالت باقية، بالإضافة إلى تهييجها بشكل أوسع بواسطة الضربات النوعية اليمنية التي تطال عصب اقتصاد العدو، بفرض حصارين جوي وبحري. وقبل ذلك، صمود جبهة غزة وفاعليتها وآثارها في استهلاك موازنة العدو المالية واستنزاف قوته البشرية بسبب لجوئه إلى سحب جنود الاحتياط من وظائفهم في مختلف القطاعات، وما يترتب على ذلك من توقف النشاط الحيوي وإغلاق الشركات وغيرها.

وفي جديد المعاناة الاقتصادية للعدو، حذر ما يسمى محافظ "بنك إسرائيل المركزي" من انخفاض النمو الاقتصادي أكثر من السابق، بفعل تداعيات استمرار العدوان على غزة.

وذكر في تصريحات أوردتها وكالة رويترز، أن عدم استقرار الوضع الجيوسياسي في فلسطين المحتلة وارتباطاته على مستوى المنطقة، يحدّ من تخفيف التضخم على المدى القريب، ويرشح لارتفاعه مجدداً، ويمنع خفض "أسعار الفائدة"، وهو الأمر الذي يقود لإبقاء حالة الركود وتدهور قطاع الاستثمار وانخفاض مؤشرات البورصة، وعدم القدرة على استعادة عافية "عملة العدو".

ولفت إلى أن استمرار العدوان على غزة سيقود لانخفاض معدل النمو، مشيراً إلى تأثيراته على كامل الاقتصاد الصهيوني، خاصة في سوق العمل الذي يُعتبر دينامو العجلة الاقتصادية، مؤكداً أن الدين العام مرشح للارتفاع، ما يشير إلى حجم الاستنزاف الذي يتعرض له العدو.

العجز المالي بدوره من المؤكد أن يرتفع أكثر، وقد لاحت مؤشرات ذلك بإصدار تصريحات لبعض مسؤولي ما تسمى "وزارة المالية" الصهيونية، توقعوا من خلالها وجود عجز في ميزانية العام القادم 2026، وهذا الأمر يشير إلى الإقرار بعجز كبير في موازنة العام الجاري يؤثر على ما بعده، فيما تكشف هذه التصريحات أيضاً أن العدو مصر على مواصلة إجرامه في غزة رغم الصفعات التي يتعرض لها والنزيف الناتج عنها.

وفي سياق ذلك، فإن العجز المالي حتى أبريل الماضي بلغ 5.1%، فيما يؤكد المسؤولون الصهاينة في المالية العدو أن الإنفاق العسكري ما يزال مرتفعًا للغاية وربما يرتفع أكثر، ما يشير إلى ارتفاع العجز بشكل أكبر مما حدث العام الماضي الذي وصل إلى 7% من إجمالي الناتج المحلي للعدو، مع العلم أن موازنة العام الجاري تفوق بكثير ما كان في 2024، كما أنها أيضًا مسنودة بزيادات ضريبية وجبايات أخرى. 

ومع العجز وتركيز الكيان الصهيوني على الإنفاق العسكري وترك آثار تدهور قطاعات الاستثمار والسياحة بسبب العمليات اليمنية، فإن هذا يقود إلى تقهقر اقتصادي كبير ستبقى آثاره تلاحق العدو لفترة أطول مما توقعه الاقتصاديون الصهاينة في يناير الماضي بعد اتفاق وقف العدوان على غزة، وحددوها بخمس سنوات على الأقل لبدء استعادة التوازن. أما مع هذه المعطيات والمؤشرات فإن فترة المرض الاقتصادي "الإسرائيلي" آخذة في التمدد وبصورة مضاعفة. 

بنك العدو أكد اليوم أيضًا في ما يسمى "المؤتمر الاقتصادي السنوي لمعهد الديمقراطية (الإسرائيلي)" انخفاض المؤشر المدمج للنشاط الاقتصادي لشهر أبريل الحالي بنسبة 0.10%، مشيرًا إلى أن هذا التراجع يعود أساسًا إلى "الانخفاض الحاد في صادرات السلع"، بالإضافة إلى تراجع حجم المشتريات، في إشارةٍ إلى أن مفعول الحصار الجوي اليمني، وارتفاع الأسعار كانت السبب الرئيس في هذا الانخفاض والتراجع، في حين يصنع الحظر البحري على ميناء حيفا موعداً جديداً لمزيد من الانخفاضات في صادرات العدو ووارداته ومنظومته الإنتاجية بشكل عام، ما يقود لانفجارات سعرية غير مسبوقة تعقّد الوضع أكثر.

تراجع المشتريات يعود أيضاً إلى انهيار قطاع السياحة في فلسطين المحتلة بنسبة تفوق 70% جراء الحصار الجوي، فضلاً عن خلق العمليات اليمنية تهديدات أخرى تؤثر على جبهة العدو الداخلية، وتتسبب في ارتفاع وتيرة الهجرة العكسية وهروب المزيد من الغاصبين، وقبلهم المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال وحملة التخصصات النوعية، كما أكدت تقارير صهيونية سابقة.

المعطيات والمؤشرات تؤكد أن فاتورة العدوان والحصار الصهيوني على غزة ستتضاعف إذا أصرّ العدو على إجرامه، أمام موجة الردع اليمني المتصاعدة، وضربات حركات الجهاد والمقاومة في غزة، وصمودهم الذي هدَّ كل أركان كيان الاحتلال وخلق انقسامات داخلية فيه، وفرض عدّاً عكسياً لوجوده غير الشرعي، وكشف وجهه القبيح للعالم، وخلق الشروخ والتصدعات بينه وبين الغرب وأمريكا، وما تزال التأثيرات مستمرة وصولاً للنصر الموعود.

 


أيوب للمسيرة: الكيان الصهيوني يحاصر غزة براً واليمن يحاصره بحراً وجواً
خاص | 13 يوليو | هاني أحمد علي: قال الخبير في الشؤون الأمنية والسياسية، العميد مالك أيوب، أن الكيان الصهيوني يحاصر قطاع غزة براً بينما اليمن نجح في حصاره بحراً وجواً.
العدوّ الصهيوني يوسّع احتلاله في سوريا وإعلامه يكشف تفاهمات سرية نحو "التطبيع"
متابعات | المسيرة نت: واصل كيان العدوّ الصهيوني توسيع رقعة احتلاله في الأراضي السورية، بالتزامن مع الحديث عن تفاهمات سرية بين مسؤولين "إسرائيليين" وآخرين من سلطات الجولاني بشأن "تطبيع" قادم.
شركة بحرية: السفن التي لها تاريخ من التوقف في موانئ كيان العدو الإسرائيلي معرضة للخطر في البحر الأحمر
متابعات| المسيرة نت: ذكرت شركة "وينوارد إيه آي" المتخصصة في الاستخبارات البحرية اليوم أن السفن المستهدفة في البحر الأحمر من قبل القوات المسلحة اليمنية لا تقتصر على تلك التي تتوجه مباشرة نحو كيان العدو الإسرائيلي، بل تشمل أيضاً السفن التابعة لشركات لديها روابط سابقة بموانئ تابعة للعدو الإسرائيلي.
الأخبار العاجلة
  • 23:46
    المرصد السوري لحقوق الانسان:21 قتيلا حصيلة الاشتباكات والقصف المتبادل في حي المقوس شرقي مدينة السويداء
  • 23:32
    مصادر فلسطينية: قصف مدفعي يستهدف المناطق الشرقية لمدينة غزة
  • 23:22
    مصادر فلسطينية: قوة راجلة من جيش العدو تقتحم بلدة عنبتا شرق طولكرم
  • 22:57
    مصادر فلسطينية: جيش العدو ينسف عدداً من المباني السكنية وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة
  • 22:46
    نائب وزير الخارجية الإيراني غريب آبادي: مصرّون على تأمين حقوقنا في أي مفاوضات ومواقفنا لم تتغير بعد العدوان الصهيوني
  • 22:46
    وزير الدفاع الأسترالي: أستراليا سترفض أي طلب من الولايات المتحدة للانضمام إلى صراع "افتراضي" مع الصين بشأن تايوان ولن تقدم أي التزام مسبق