اليمن يصعّد ضد (إسرائيل): حظر جوي بعد البحري وميناء حيفا في مرمى النار
آخر تحديث 21-05-2025 19:32

عبدالله عبدالعزيز الحمران: 

بعد نحو عام من فرضه حظرًا بحريًّا على السفن المتجهة نحو الموانئ الإسرائيلية، أعلنت صنعاء خطوة تصعيدية جديدة تمثلت في فرض حظر جوي على العدوّ الإسرائيلي، في وقت تتواصل فيه الحرب الإسرائيلية على غزة. القرار الأخير لم يأتِ معزولًا، بل تزامن مع إعلان لافت عن توسيع نطاق الحظر البحري ليشمل ميناء حيفا في أقصى الشمال الفلسطيني المحتلّ؛ ما يؤشر على مرحلة جديدة في قواعد الاشتباك التي تعتمدها صنعاء.

بدأت صنعاء خطواتها في نوفمبر 2023، عندما أعلنت منع عبور السفن المرتبطة بـ (إسرائيل) في البحر الأحمر، في خطوة وُصفت حينها بأنها رمزية، لكنها سرعان ما أثبتت فاعليتها بعدما اضطرت شركات ملاحية كبرى إلى تغيير مساراتها. هذا التحَرّك منح اليمن موقعًا استراتيجيًّا في خارطة التوازنات الإقليمية، كطرف قادر على التأثير في شرايين التجارة الدولية رغم الظروف الداخلية التي يعيشها.

ومع إعلان الحظر الجوي، صعّد اليمن من موقعه في الصراع، معلنًا أن دعمه للمقاومة الفلسطينية، التزام ديني، وموقف بالأصالة لا بالنيابة عن أحد. وبالتوازي، أعلنت صنعاء إدراج ميناء حيفا ضمن الموانئ التي يشملها الحظر البحري، في خطوة تحمل أبعادًا إضافية من حَيثُ التهديد المباشر للبنية التحتية البحرية الإسرائيلية.

وتكمن أهميّة ميناء حيفا في كونه أحد أكبر الموانئ التجارية في (إسرائيل)، ويستقبل نسبة كبيرة من حركة الاستيراد والتصدير، كما يُعد نقطة وصل حيوية بين أُورُوبا وشرق المتوسط. إدراجه ضمن قائمة الحظر يعني توسيع نطاق الردع اليمني إلى جغرافيا جديدة، ويعكس إصرارًا على محاصرة العدوّ اقتصاديًّا، ورفع كلفة استمراره في العدوان على غزة.

يحمل هذا التصعيد اليمني رسائل متعددة الاتّجاهات:-

أولها إلى إسرائيل: أن اليمن بات جزءًا لا يتجزأ من محور المقاومة، وأن معادلات الردع ستطال كُـلّ شرايينه الحيوية.

ثانيها إلى حلفاء (إسرائيل)، خُصُوصًا الولايات المتحدة وبريطانيا، بأن استمرارَ الدعم السياسي والعسكري سيقابل بتوسيع الرد اليمني.

أما الرسالة الثالثة، فهي للشعوب العربية والإسلامية: بأن اليمن، رغم الحرب والحصار، لا يزال يمتلكُ قرارَه السيادي ويقف في خط الدفاع الأول عن فلسطين.

ويرى مراقبون أن صنعاء تسعى من خلال هذا التصعيد إلى فرض معادلة إقليمية جديدة، تجمع بين الضغط البحري والجوي، وتؤسس لمرحلة تتجاوز الرمزية إلى التأثير الفعلي في ميدان الصراع. فاليمن، بحسب قادته، لم يعد مُجَـرّد ساحة نزاع داخلي، بل أصبح لاعبًا إقليميًّا نشطا يملك أوراق ضغط استراتيجية تتجاوز حدوده الجغرافية.

وفي ظل استمرار المجازر في غزة وغياب أي أفق سياسي للحل، تراهن صنعاء على إرادتها الحرة وخياراتها العسكرية، مؤكّـدة أن خطواتها المقبلة ستظل مفتوحة على التصعيد ما دام العدوان مُستمرّا، في مشهد تتقاطع فيه السياسة والعقيدة والسلاح، من صنعاء إلى حيفا، مُرورًا بسماء البحر الأحمر وتل أبيب.


مجلة أمريكية تكشف: حاملة الطائرات "هاري إس ترومان" تعاني من أضرار جسيمة والبحرية الأمريكية تؤجل الإصلا
المسيرة | متابعات كشفت مجلة ذا ناشيونال إنترست الأمريكية عن تطورات مثيرة تتعلق بحاملة الطائرات الأمريكية "هاري إس ترومان"، مشيرةً إلى أن السفينة لا تزال تعاني من أضرار كبيرة منذ تعرضها لحادث خلال مهمتها في البحر الأحمر مطلع العام الجاري.
الأخبار العاجلة
  • 07:50
    حكومة العدو الإسرائيلي تقرر عدم فتح معبر رفح
  • 07:49
    نافال نيوز" المتخصص بالشؤون العسكرية: الفرقاطة بادن-فورتمبيرغ "F222" اضطرت للعودة من مهمة في المحيطين الهندي والهادئ عام 2024 عبر طريق رأس الرجاء الصالح نتيجة ضعف منظومتها الدفاعية أمام التهديدات الصاروخية في البحر الأحمر
  • 07:49
    موقع "نافال نيوز" المتخصص بالشؤون العسكرية: الفرقاطات من فئة F125 بادن-فورتمبيرغ كشفت عن محدودية كبيرة في قدراتها على الدفاع الذاتي الجوي ما حال دون نشرها في مناطق التهديد العالية
  • 07:49
    موقع "نافال نيوز" المتخصص بالشؤون العسكرية: البحرية الألمانية تستخلص دروسا عملياتية من تجربتها الأخيرة في البحر الأحمر ضمن المهمة الأوروبية "أسبيدس"
  • 03:12
    الحكومة الفنزويلية : المناورات الأمريكية تسعى إلى إضفاء الشرعية على العملية ضد البلاد والاستيلاء على موارد النفط الفنزويلية
  • 03:11
    الحكومة الفنزويلية : الانتشار العسكري الأمريكي المعلن في منطقة البحر الكاريبي يشكل سياسة عدوان وتهديد ضد فنزويلا
الأكثر متابعة