ما هي صفات المؤمنين في القرآن؟
آخر تحديث 07-07-2020 17:59

عندما يقرأ الإنسان صفات المؤمنين في القرآن الكريم يجدها صفات راقية، عندما تعود إلى المجتمع تجدها صفات مفقودة، أليس هذا حاصل؟ وكأن القرآن يتحدث عن نوعية من الناس ليست موجودة؟

إذًا فعندما أنت - هذا من الخداع للنفس، الإنسان قد يخادع نفسه- : أنا أريد أن أعرف ما لي وما عليّ، ولا أرى أن مما عليّ هو أن أكون ممن يتمتع بتلك المواصفات التي ذكرها الله لأوليائه والمؤمنين من عباده في القرآن الكريم؛ لأن الجنة أعدت لمن؟ أعدت للمؤمنين، أعدت للمتقين، أعدت لأولياء الله، العزة في الدنيا أعدت للمؤمنين {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (المنافقون: من الآية8) الرفعة، الشرف، القوة، التمكين هو للمؤمنين. وفي الآخرة الحساب اليسير لمن؟ لأولياء الله، الأمن لأولياء الله {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (يونس:62) ألم يقل الله هكذا؟ {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} (يونس:62).
فعندما يظن الإنسان أن بإمكانه أن يقرأ كتابًا فقهيًا، وهو يعلم أنه عندما يقرأ القرآن يجد أن بينه وبين تلك المواصفات التي عرضها الله عن أوليائه عن المؤمنين عن المتقين، أن بينه وبينها مسافات، ويرى الناس من حوله، يرى زملاءه، يرى أسرته، يرى المجتمع كله من حوله بعيدًا عن هذه فاعرف بأنك تمشى على طريق هي غير الطريق التي رُسمت للمؤمنين، تؤدي بك إلى غاية هي غير الغاية التي تؤدي إليها السبيل التي رُسمت للمؤمنين. أين يسير المؤمنون؟ أليسوا يسيرون إلى الجنة، يكون حسابهم يسيرًا، يُبعثون فرحين يوم القيامة آمنين، ويساقون مكرمين إلى الجنة، فهل تنتظر، هل تنتظر أنت وأنت تقول: أنك تريد أن تعرف ما لك وما عليك، وأنت لا تحاول أن تتحلى بهذه الصفات التي ذكرها القرآن الكريم للمؤمنين هل تنتظر أن تحشر كالمؤمنين؟ وأن تدخل الجنة كالمؤمنين؟ لا.
والقضية أسوأ من هذه، القضية أيضًا من جانب آخر أسوأ؛ إذا لم يكن الإنسان الذي ينطلق للتعليم، الذي يحمل اسم (مسلم) إذا لم ينطلق وفقا للمواصفات القرآنية التي أرادها الله للإنسان المسلم فإنه سيكون من يخدم في حياته الباطل أكثر مما يخدم الحق، يخدم الباطل حتى وإن حمل علمًا، خاصة إذا كان باطل وراءه يهود.
نقول أكثر من مرة، نقول أكثر من مرة: اليهود يستطيعون أن يُسَيِّروا علماء لخدمتهم، أن يسيروا عبّاد لخدمتهم، إذا لم نعد إلى القرآن ونتثقف بثقافته بمعنى صحيح وبشكل جاد، فإنهم يستطيعون أن يُسيّروا إنسانًا يتعبد ليله ونهاره لخدتمهم، عالِم قد يخدمهم.
قد تتعلم وتتخرج وتخدم اليهود من حيث لا تشعر، من حيث لا تشعر؛ لأنك حينئذٍ لا تتمتع بحكمة، ليس لديك رؤية حكيمة، لا تتمتع بالمواصفات الإيمانية، المواصفات التي ذكرها الله لأوليائه في القرآن الكريم، التي تمنحهم القوة، وتمنحهم الحكمة، وتمنحهم زكاء النفس، فتضل وأنت تحمل القرآن، وهذا من أسوأ الأشياء، ومن أعظم الأشياء إساءة إلى القرآن وإلى الله أن تحمل القرآن الكريم، أن تتعلم القرآن الكريم أو تُعلّم القرآن الكريم وفي نفس الوقت تبدو إنسانًا هزيلًا، ضعيفًا في مواقفك من أعداء الله.
القرآن الكريم كله قوة، كله عزة، كله شرف، كله رؤى صحيحة وحلول صحيحة تعطي كل من يسيرون على نهجه أن يكونوا بمستوى أن يضربوا أعداء الله كيفما كانوا، وكيفما كانت قوتهم، فالذي يجهل القرآن الكريم ولا يتثقف بثقافته - وإن كان يتلوه ليله ونهاره - هو من سيكون في الواقع ممن نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، وسترى أن الشخص الذي يحمل القرآن وتراه ضعيفًا في مواقفه من أعداء الله، ضعيفًا في رؤيته للحل الذي يهدي إليه القرآن فاعرف أنه بمعزل عن القرآن الكريم، وبعيد عن القرآن الكريم، وأنه يسيء إلى القرآن، وأنه في نفس الوقت سيعكس وضعيته هذه المتردية وضعفه على الآخرين، فيصبحُ قدوة للآخرين في ضعفه بدلًا من أن يكون قدوة للآخرين - وهو يحمل القرآن الكريم - في قوته، فنحن يجب أن نتعلم القرآن الكريم، وأن نتثقف بثقافته.

ومما يعطينا القرآن أننا سنعرف كيف نقيّم الآخرين، فأعرف أن هذا مواقفه قرآنية ومنسجمة مع القرآن، أن هذا - مهما كان شكله، مهما كانت عبادته، مهما كان يمتلك من كتب - تبدو وضعيته غير منسجمة مع القرآن الكريم، رؤاه غير منسجمة مع القرآن الكريم، في الوقت الذي يحث القرآن الكريم الناس على الجهاد، يحثهم على الوحدة على الأخوة على الإنفاق في سبيل الله، على أن يبيعوا أنفسهم من الله على أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، ويأمرهم بأن يقاتلوا أعداء الله، تجد كلامه - والمسبحة في يده - [مالنا حاجة وأحسن للناس يسكتوا، وقد يجني الناس على أنفسهم] وكلام من هذا النوع، هذا لا يمكن أن يكون منسجمًا مع القرآن الكريم.
سنصبح ضحايا لكثير ممن يحملون عِلْم إذا لم نُمنح - نحن كطلاب علم كناس مسلمين - نُمنح مقاييس قرآنية نستطيع من خلالها أن نعرف ما هي المواقف الصحيحة، ومن الذي تعتبر مواقفه صحيحة، وحركته قرآنية، ومن الذي هو بعيد عن القرآن الكريم، سيصبح الإنسان ضحية، قد تسمع مثلًا [يا رجال سيدي فلان أو سيدنا فلان ما بعده، ذاك عالم كبير ولا يهتم بهذه الأشياء، ولا يقول كذا، هو يقول للناس فقط سيثيرون الآخرين على نفوسهم أحسن للناس يسكتوا ولا يتفوهوا بكلمة، ولا..، ولا..، لسنا أحسن منه، هل فلان أحسن منه]. أليس هكذا يتصرف الناس على هذا النحو؟ لا، يجب أن نرجع إلى القرآن الكريم فنستفيد منه كيف نكون حكماء في رؤيتنا، في تقييمنا لأنفسنا أولًا، وفي تقييمنا للآخرين من حولنا، وفي معرفتنا لما يذكره أعداؤنا، وفي معرفتنا لما هو الحل في مواجهة أعدائنا.
متى قدم القرآن الكريم السكوت المطلق كموقف حكيم في مواجهة أعداء الله؟ قد يُوجّه في مرحلة معينة فيقول: اعف واصفح، في فترة معينة، وأنت تعمل في نفس الوقت، تعمل لا تتوقف إطلاقًا، لكن أجِّلْهم في الموقف هذا، وهم ضعاف، هم لا يشكلون خطورة بالغة، لا تنشغل بهم آنًا، في هذا الحال وفي نفس الوقت أنت تعمل، أنت تهيئ، أنت تجهز علنًا وسرًّا، سرًّا وعلنًا مواقف واضحة. 
لأنه يَرِد في القرآن الكريم أحيانًا عبارات من هذه: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة: من الآية109) ماذا يعني حتى يأتي الله بأمره؟ وهل الرسول سيعفو ويصفح ويوقِف كل شيء، أم أنه كان ينطلق ويتحرك باستمرار؟ ينطلق ويتحرك باستمرار، إنما ربما المنطلق هذا من أجل يهود معينين لازالوا مستضعفين، موقفهم قد يكون غير خطير في ذلك الزمن، أو قبيلة معينة منهم فاتركهم لا تنشغل بهم، لا تؤاخذهم على هذا، فتغرق أنت في الاشتغال بهؤلاء بمفردهم.
ينطلق في العمل العام، وفي بناء مجتمع قوي، وفي بناء دولة، وفي بناء أمة، هناك أَمرُ الله في الأخير يستطيع أن يضرب هؤلاء إذا لم يقفوا عند حدودهم، إذا لم يهدئوا، إذا ما ظلوا يحيكون المؤامرات ضد النبي وضد الإسلام. لم يأت في القرآن توجيهات بالسكوت المطلق. ومن يتبنى ثقافة غير ثقافة القرآن هو نفسه من يجهل الله سبحانه وتعالى.
من أهم الموارد، من أهم المواضيع في القرآن الكريم هو تركيزه الكبير فيما يتعلق بمعرفة الله سبحانه وتعالى، أفضل وأهم وأعظم مصدر لمعرفة الله هو القرآن الكريم، القرآن الكريم يمنحك ثقة بالله، وتدور معارفه فيما يقدمه من معرفة عن الله سبحانه وتعالى بالشكل الذي يرسخ لدى الإنسان شعورًا بعظمة الله وحبًا لله، وفي نفس الوقت ثقة قوية بالله، هذه الثقة ليست كتلك الثقة التي تحصل لدى الإنسان إذا ما أصبح في حاجة إلى شيء، مريض أو معه مريض أو افتقر إلى حاجة معينة، وهو لا يملك أموالا فيصبح لديه حالة من الرجوع إلى الله، يدعو الله بإخلاص، هذه الحالة كانت تحصل تقريبًا للمشركين في البحر؛ فإذا ما خشوا من الغرق {دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (يونس: من الآية22). الثقة بالله تنطلق ثقة واعية، وليست ثقة عمياء؛ لأن الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم - وهو يتحدث عن أوليائه - ذكر أنهم كيف كانوا ينطلقون على أساس الثقة به، وذكر في القرآن كيف أنه كان يمنحهم الرعاية لأنهم كانوا يثقون به: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} (المائدة: من الآية11) فكف أيديهم عنكم.
دروس من هدي القرآن الكريم
#الثقافة_القرآنية 
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 4/8/2002م
اليمن – صعدة
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنةعلى اليهود

النصر للإسلام

خبير عسكري: العمليات اليمنية رسائل تصعيد عسكرية تغيّر قواعد الاشتباك في المنطقة
أكد الخبير العسكري اليمني، العقيد رشاد الوتيري، أن التصعيد العسكري المتواصل الذي تنفذه القوات المسلحة اليمنية ضد الكيان الصهيوني يحمل دلالات استراتيجية واضحة، ويُظهر تقدماً نوعياً في القدرات العسكرية اليمنية، لا سيما في مجال الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، في مواجهة جيش يُعد من أقوى جيوش العالم.
عشرات المغتصبين الصهاينة يدنسون المسجد الأقصى المبارك
متابعات | المسيرة نت: اقتحم عشرات المغتصبين الصهاينة، صباح اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، وأدوا طقوسًا تلمودية، تحت حراسة قوات العدو الصهيوني.
"مايكروسوفت" تفصل موظفين شاركوا في الاحتجاج على الدعم التقني لكيان العدو
متابعات | المسيرة نت: فصلت شركة "مايكروسوفت" اثنين من موظفيها، أمس الأربعاء، بعد مشاركتهما في اعتصام أمام مكتب رئيس الشركة احتجاجًا على استمرار دعم مايكروسوفت للعدو الإسرائيلي، الذي يواصل ارتكاب مجازر وحشية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
الأخبار العاجلة
  • 11:58
    رابطة علماء اليمن: ندعو جميع المسلمين إلى التحرك الشامل ضد أمريكا المجرمة وإسرائيل المتوحشة وعملائهم من داخل الأمة
  • 11:58
    رابطة علماء اليمن: نستغرب الصمت العربي والإسلامي الرسمي والشعبي والعلمائي الذي يعبّر عن مدى الانحدار الذي وصلت إليه الأمة
  • 11:58
    رابطة علماء اليمن: إحراق نسخة من القرآن الكريم تعبير فظ عن نفسية الإدارة الأمريكية وتواجهاتها
  • 11:58
    رابطة علماء اليمن تدين بشدة جريمة إحراق نسخة من القرآن الكريم من قبل سيناتورة أمريكية
  • 11:24
    وزارة الصحة بغزة: ارتفاع عدد ضحايا حرب التجويع الصهيونية إلى 317 شهيدا من بينهم 121 طفلا
  • 11:24
    وزارة الصحة بغزة: سجلنا 4 حالات وفاة نتيجة التجويع وسوء التغذية بينهم طفلان خلال الـ 24 ساعة الماضية