رجالُ حرب ورجال سلم، وللجار الجائر أن ينتهز لقاء الفرصة الأخيرة، واستكمالا لما سبق من لقاءات ومفاوضات ومشاورات قرابة عام ونصف من الهدنة واللاهدنة ؛ وصل الوفدُ الوطني برفقة الوسيط العماني إلى الرياض قادمين من عاصمة الصمود صنعاء مباشرةً إلى عاصمة العدوان محمّلين بأثقال حرب شُنت على اليمن بغيا وظلما وعدوانا، وقصدوا الرياض ليسمعوا من مسؤوليها وجها لوجه أي وجهة تريدُ السعوديةُ أن تكون عليها بعد حرب الثمان سنوات، هل أيقنت بالسلام وبإيجابية الجوار القائم على الاحترام المتبادل، هل باتت جاهزةً لمتطلبات سلام عادل بعد أن خبرت بنفسها أن ما صنعته من دمار شامل لم يحقق لها أي مطمع، هل آمنت بيمن مستقل أم لا تزال تعيش أوهام السيطرة والهيمنة، هل سلمت بأن تبعاتِ ما حصل يقع على كاهلها، أسئلةٌ كثيرة معنيٌ بالإجابة عليها ذلك الطرفُ الذي تولى الحرب ودفع فيها مليارات الدولارات مزهقا أرواح عشرات الآلاف ومحاصرا الملايين، ومدمرا البنيان، وقد بات مطلوبا منه خلال هذه الزيارة أن يبدي استعداداً واضحا ورغبةً أكيدة لدفع فاتورة السلام كما دفع فاتورة الحرب، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.

خطابات القائد