لاتزالُ مظاهرُ الابتهاج تتوزعُ في عمومِ المحافظات، فرحاً بقدومِ الأسرى إلى أهاليهم، فرحٌ قد يطوي بعضاً من سني الأسرِ والقهرِ، فخلفَ كلِّ بطلٍ روايةٌ وحكاية، قصّةٌ، وغصّة، عظةُ وعِبرةٌ، سيرويها لِمن حوله ولِمن بعدَه، وهي قصةُ عزٍّ للأسرى وخزيٌ على سجّانيهم، وفي نشرتنا قصة لأب غيبه الأسر في سجون النظام السعودي أربعة عشر عاماً، خرج بعدها، ولحظة وصوله إلى مطار صنعاء لم يتعرف على ولديه ولا والداه تعرفا عليه، لكنهم جميعاً بقوا على الوعد والعهد، وفي لحظات تاريخية إنسانية مع التئام شملة العائلة جدد عميد الأسرى، فيصل جلهم ومعه ولداه عماد وعبدالملك بالمضي على الخط مؤكدين للسيد القائد: بأن سيدي نحن معك وسنظل معك مهما تعاظم الألم وطالت سنوات الأسر،  ليعلم العدو السجان أنه مهم تفنن في التعذيب والتغييب والإخفاء القسري، فلا شيء يفصل المرء عن خطه ونهجه وأمته ومشروعه الذي ينضح بالعزة والعنفوان، والدرس الآخر بأن آن الأوان لطي ملف الأسرى، وإنهائه بصفقة شاملة على مبدأ الكل مقابل الكل، والكل رابح في هذا الملف الإنساني.

خطابات القائد