رباعيةُ العدوانِ تقتلُ القتيلَ وتسيرُ في جنازتِه  وتذرفُ عليه دموعَ التماسيحِ وفي آخرِ أساليبِها التضليليةِ تباكيها الكاذبُ على الوضعِ الإنسانيِّ وهي مَن تفنّنت في حياكةِ فصولِه قتلاً وحصاراً وبكلِّ الطرائقِ والوسائلِ طوال َ ستِّ سنوات ، ولو كان فيهم خيرٌ لقدّموه لمن صفقوا لهم في  المحافظاتِ المحتلة التي  هوت إلى قعرِ الانهيارِ الماليِّ والمعيشيِّ والخدمي، وعلى وقع ِالانهيار خرجَ البنكُ الدوليُّ محذّرَاً من تسارعِ التضخمِ نهايةَ العام ِإلى ما يقدَّرُ بنحوِ خمسةٍ وأربعينَ  بالمئة، والانهيار يجرُّ الانهيارَ في  استمرارِ انهيارِ  العملةِ وارتفاعِ معدّلاتِ البطالةِ وتزايدِ عددِ السكان ِتحت خط ِّالفقر، ومن تحتِ خطِّ الفقر يخرجُ المعدَمونَ باحتجاجاتٍ غاضبةٍ أملاً في تغيير ِالواقعِ السيء، وبحثاً عن طوقِ نجاة، ولا نجاةَ لمن صفقوا مالم يسلكوا طريقَ الاستقلال وطريقَ ذاتِ الشوكةِ الذي تمضي فيه صنعاء، مراكمةً خياراتِها سياسياً وشعبياً وعسكرياً، وباتت تقدمُ دورياً جرعةً بالستيةً أو مسيرةً لمن جرّعوا اليمنَ ويلات ِالحربِ والحصار حتى يشربوا من الكأسِ الذي سقَوا منه كلَّ اليمنيين، بعملياتٍ تهزُّ عروشَهم وتقضُّ مضاجعَهم، ويبدو أن السعودية وجدت مؤخراً أن سباق التسلح والانفاق العسكري الضخم لايصنع انتصاراً فلجأت لتقليل نفقاتها العسكرية، مدفوعة بالازمة والهزيمة معاً، وما اجتماعُ سفراءِ وممثلي  سفاراتِ الرباعية سوى تعبيرٍ جليٍّ عن فقدانِ الاملِ في التحكّمِ بحربٍ بدأوها على اليمنِ وغرقوا في وحلِها ولايزالون...

خطابات القائد