بعينٍ عوراءَ يرقبُ المجتمعُ الدوليُّ الوضعَ العامَّ في اليمن ... يختزلونَ ويجتزئونَ المشهدَ العام، ويعوّمونَ الحقائقَ بدعاياتٍ مفضوحةٍ ومكشوفة، يرفعونَ شعاراتِ الإنسانيةِ في لحظةِ المآزقِ الميدانيةِ لأدواتِهم، كما هو حاصلٌ بخصوصِ  عبدية ماربَ حيثُ مخازنُ السلاحِ ومعاملُ التفخيخ، وقياداتُ القاعدةِ وداعش، ودموعُ التماسيحِ التي يذرفونَها ما هي إلا محاولةٌ يائسةٌ لإنقاذِ ما يمكنُ إنقاذُه من معاملِ الموت، وقياداتِ التوحش، ولو كانوا حريصينَ على الإنسانية كما يدّعونَ لما بادروا إلى قطعِ الطريقِ العام أمام آلافِ المسافرين ومئاتِ الشاحناتِ التجارية في رحبة مارب، وبعيداً عن ماربَ حيثُ هي جزءٌ من معركةٍ أوسع، يشيحُ مجتمعُ النفاقِ الدوليِّ ببصرِه متجاهلاً سياسةَ العقابِ الجماعيِّ بحقِّ أكثرَ من عشرينَ مليونِ نسمة، مطوّقينَ بحصارٍ شاملٍ من البرِّ والجوِّ والبحر، وكلُّ ذلك سقط عمداً عن النسخةِ الجاهزة التي قرأها المبعوثُ الجديدُ في إحاطتِه الأخيرةِ أمام مجلسِ الأمن، ولا جديدَ في إحاطتهِ ومقارباتِه ، ولا حديثَ عن القرصنةِ البحريةِ ومنعِ تحالفِ العدوانِ وصولَ السفنِ النفطية إلى ميناءِ الحديدة لسدِّ ما أمكنَ من احتجاجاتِ عشرينَ مليونَ نسمة، على أنَّ أيَّ مقارباتٍ وحلولٍ تُلغي أو تؤجلُ حسمَ  الملفِّ الانسانيِّ بعيداً عن كلِّ الملفات، مرفوضةٌ ومردودةٌ على أصحابِها، وصنعاءُ ماضيةٌ في خيارِ التحرّرِ الوطنيِّ الشامل، بمزيدٍ من العزم. واليمنُ سيفرضُ خياراتِه، كما يفرضُ نفسَه على أجندةِ كلِّ دولِ العدوانِ وآخرُه اللقاءُ الثلاثيُّ الأمريكيُّ الإسرائيليُّ الاماراتيُّ، ولمن يقولُ لانريدُ حزبَ الله في اليمن، يقولُ اليمنيون: لانريدُ إسرائيلَ في الخليج، وإرادةُ اللهِ يقينًا ستكونُ مع إرادةِ اليمنيينَ واللهُ غالبٌ على أمرِه.

خطابات القائد