أزمةٌ إنسانيةٌ هي الأكبرُ في العالم، هذا ما تعترفُ به الأممُ المتحدة، وهذا ما يجبُ أن يكونَ في أولويةِ المبعوثِ الأمميِّ الجديد، إذ من المفترضِ أن يعرضَ إحاطتَه الأولى غدًا الجمعة أمامَ مجلسِ الأمن، وهو ما قد يعتبرُها كثيرونَ خارطةَ طريقٍ لمهمّتِه القادمة، إنّما تبقى الوعودُ مرهونةً بتنفيذِها على أرض ِالواقع.       

ومن تداعياتِ الأزمةِ ما تعرضُه المسيرةُ في نشرةِ الأخبارِ عن واقعِ مرضى السكري، بعد انخفاض ِكمياتِ دواءِ الأنسولين في ظلِّ استمرارِ الحظرِ الجويِّ، وما قد ينتجُ عنها من مخاطرَ لحياةِ الآلاف، وحياةُ هؤلاءِ وعشراتُ الآلاف من أصحابِ الأمراضِ المزمنة لا يمثّلونَ أولويّةً للمجتمعِ الدوليِّ الذي يتشدّقُ بحقوقِ الإنسان، واليمنُ لا يتسوّلُ هؤلاء، إنّما يطالبُهم برفعِ الحصارِ عنه وهم يستكثرونَ عليه هذا الحقُّ ويعتبرونَ المطالبةَ به عقبةً كبرى أمام السلام، والسلامُ بمفهومِهم ليس ما ينشدُه اليمنيون، بل ما تمليهِ الإدارةُ الأمريكية ُوتحالفُها الغربيُّ والعربيُّ، وتلك الإملاءات لا موقع لها في يمنِ الواحدِ والعشرين من سبتمبر.

خطابات القائد