لا يكادُ يمرُّ يومٌ إلا بجريمةٍ لقواتِ العدوانِ السعوديِّ في منطقةِ الرقو الحدودية، محاولاتٌ بائسةٌ لتهجيرِ المواطنين، بما يعكسُ حجمَ العدوانيةِ السعودية تجاه الشعبِ اليمني، والمناطقُ الحدوديةُ هي المتضرّرُ الأكبرُ حاضرًا ومنذُ عقود، حين كانت المملكةُ تقضمُ المنطقةَ تلوَ الأخرى ضمن سياسةٍ توسعيةٍ اكتوى بها كلُّ جيرانِها، وحين لم تعد سياسةُ القضمِ ممكنةً لجأت إلى الحديدِ والنار، وهي بذلك ترتكبُ جرائمَ حربٍ أمام مسمع ومرأى المنظمة ِالأممية والمجتمعِ الدوليّ، وهؤلاء شركاء في الجريمة، حين دعموا دولَ التحالفِ وصمتوا عن جرائمِها وشجعوا الحصار َوحربَ التجويع، فباءت كلُّ رهاناتِهم بالفشل. 

إقليميًّا لا يبدو أنَّ زيارةَ رئيسِ حكومةِ العدوِّ إلى واشنطن ستنتهي إلى معالجة ِالمخاوفِ الإسرائيلية ِأمام تطوّرِ محورِ المقاومة، فأمريكا اليوم تختلفُ عن الأمس، والخياراتُ أمامها محدودة، وهزيمتُها المدوّيةُ في أفغانستانَ لن تكونَ إلا صورةً مبسطةً عن هزيمتِها الأكبر إن هي أخطأت التقدير.      

وإلى أفغانستان، حيثُ سقط َقتلى وجرحى إثر انفجارَين أمام بوابةِ مطارِ كابل، وقد جاءت غداةَ تحذيراتٍ أمريكيةٍ، بينما يُبشّرُ مسؤولونَ أمريكيونَ اليومَ باحتمالِ وقوعِ انفجاراتٍ أخرى، ما يعني أنَّ العاصمةَ الأفغانيةَ لن تسلمَ من الإجرامِ الأمريكيِّ حتى في لحظةِ الفرار، مع تساؤلات حول ما إذا كانت الانفجارات الأخيرة مؤشرًا على أنَّ الفوضى هي الخيارُ البديل بعد الرحيل؟   

خطابات القائد