لا ينفصلُ إجرامُ المرتزقةِ عن مشغّليهم، هي مدرسةٌ واحدةٌ، من السعوديةِ إلى الإماراتِ إلى بقيّةِ الأدوات، القتلُ لمجرّدِ القتل، سواءٌ كان ذلك بالطيرانِ أو بالاعتداءاتِ الشخصيّةِ على الأرض، لا فرقَ بين القتلةِ أو وسائلِهم وأهدافِهم، كلُّهم تجنّدوا لخدمةِ واشنطن، والشعبُ اليمنيُّ هدفُهم الأوّل، ومن المفارقةِ أنَّ المناطقَ التي باعَها المرتزقةُ للمحتلّينَ قد تحوّلت إلى مناطقَ تغلبُ عليها الفوضى الأمنيّة، وانتشرت فيها العصابات، وشاعت فيها جرائمُ القتل، كما حصلَ مؤخّرًا بحقِّ أسرةِ آلِ الحَرِق بمنطقةِ بير باشا في تعز.      

أما الصورةُ الأخرى للاحتلال، فتظهرُ على امتدادِ السواحلِ الشرقيّةِ والجنوبيّة، وصولًا إلى الجزرِ الاستراتيجيّة، وفي تلك المناطقِ تحرصُ بريطانيا على أخذِ حصّتِها من الكعكةِ من خلالِ تعزيزِ حضورِها العسكريِّ في محافظةِ المهرة، وسبقَها إلى هناك قواتٌ أمريكيةٌ وسعودية.

وبالتوازي، الحربُ الاقتصاديةُ على أشدِّها، تلك ورقةُ الولاياتِ المتحدة لمواجهةِ الدولِ والشعوبِ والحركاتِ المتحرّرة من هيمنتِها، وهذا ما يحدثُ في اليمن منذُ ست ِّسنواتٍ بالتوازي مع حربٍ مدمّرةٍ، وينسحبُ الحالُ إلى بقيّةِ بلدانِ المنطقة، حيث يعاني لبنانُ ومثلُه سوريا من العدوانيّةِ الأمريكيّة، في محاولةٍ لتحقيقِ ما عجزَ عنه هواةُ الانبطاحِ لواشنطن، وهي معركة ٌقاسيةٌ بتأثيراتٍ على حياةِ واستقرارِ المجتمعِ لكنّها حتمًا إلى الفشل.     

خطابات القائد