في تمامِ الساعةِ السادسةِ بتوقيتِ القدس ، المقاومةُ تمطرُ مستوطناتِ العدوِّ بالصواريخ، وتوصلُ صواريخَها الدقيقةَ إلى القدسِ حيث يصعّدُ العدوُّ وفي لحظةٍ فارقةٍ وتوقيتٍ حسّاس، نجحت العمليّاتُ من ناحيتَين: الأولى أنَّها جاءت في ذروةِ تصعيدِ العدوِّ الصهيونيِّ واستنفارِه لأكبرِ مناورةٍ في تاريخِه، فكشفت عجزَه وضعفَه، وعجزَ وضعفَ قبّتِه الحديديّةِ وجيشِه الكرتونيّ، والثانيةُ أنَّ الضَرَبات ِجاءت بعدَ إعلانِ المقاومةِ في بيانٍ مقتضَبٍ من ثلاثةِ أسطر، يحملُ من القولِ الفصلِ ما أربكَ حساباتِ العدوِّ، مهلةً محدّدةً ومفاجِئة، بسرعةِ إخلاءِ الأقصى من الجنودِ الصهاينة، ووقفِ التصعيدِ والاعتداءات، وما إن قرأَ الصهاينةُ البيانَ حتى صعدت قلوبُهم إلى حناجرِهم، فأوقفوا مناوراتِهم الأكبرَ والأشملَ في فلسطينَ المحتلّة  ، وأغلقوا الطرقات، وغيّروا مسارَ الطائرات، وولَّوا إلى الملاجئِ والمغاراتِ وهم يجمحون، وتلك هي الحالةُ الطبيعيةُ لقومٍ ضربَ اللهُ عليهم الذِّلّةَ والمسكنَةَ حينما يجدونَ مَن يواجهُهم، ولمواجهةِ اليهودِ الصهاينة نوعيّةٌ خاصةٌ وقوّاتٌ خاصّة، اختصَّها اللهُ بحبِّه وحب ِّرسولِه، وخُصَّت بحبِّ اللهِ ورسولِه، تكرُّ ولا تفرّ، وتلك النوعيّةُ تتشكّلُ ضمنَ محورٍ ممتدٍّ يطوّقُ إسرائيل، وفي الطليعةِ المقاومةُ الفلسطينيةُ التي أرست بعد ردِّها، معادلةَ ردِعها لأيِّ ضرَبات ٍمحتملةٍ من العدوّ: إنْ عدتم عدنا وإن زدتم زِدنا، فاتحة مع خواتم ِالشهرِ الكريم كل الخيارات، مبديةً استعدادَها لكلِّ السيناريوهات، مستعدّةً لخوضِ معركةِ وعدِ الآخرة، وعلى أمّتِنا في كلِّ الأقطار ِالتي مزّقتها سايكس بيكو أن تقفَ مع المجاهدينَ الفلسطينيين مواقفَ عمليّة، بتطويقِ العدوِّ من كلِّ اتجاهٍ ومغادرةِ مربّعِ الهزيمة والبياناتِ الهزيلة، فقد هزلت إسرائيل الذليلة بأمتِنا العزيزةِ دهرًا من الزمنِ وكفى، آنَ الآوانُ لوضع ِالخطوط ِالحُمر، آنَ الآوانُ لأن تستعينَ الأمّةُ باللهِ لإنفاذِ الحتمياتِ الإلهيّةِ الثلاث، بعيداً عن بياناتِ جامعةٍ عبريّةِ الهوى أو دولةٍ مطبّعةٍ وعمليّة، تستأسدُ في أزماتِ العربِ والمسلمين، وتستنعجُ حينما يتعلّقُ الأمرَ بإسرائيل 

خطابات القائد