سلاحُ العدوانِ يفتكُ باليمنيّينَ من دونِ تمييز، فمَن لم تطلْهُ نيران ُالعدوانِ المباشِرة، تنلْ منه مخلّفاتُ العدوانِ الكامنةُ من القنابلِ والقذائفِ والعنقوديّات، وفي جديدِ السجلِّ الإجراميِّ لتحالفِ العدوانِ سبعُ ضحايا جلُّهم أطفال، انفجرت بهم قنبلةٌ من مخلّفاتِ العدوانِ السعوديِّ الإماراتيِّ والأمريكي. وعلى بحرٍ من الدمِ المسفوكِ ظلمًا، يخرجُ أمراءُ الحربِ المأزومونَ بمغامراتِهم الصبيانيّة، المثقلونَ بهزيمةِ السنواتِ الستّ، لدعوةِ الضحيّةِ إلى وقفِ إطلاقِ النارِ وكأنّه  هو مَن بدأهم الحرب، وباشرَهم بالعدوانِ وهم نيام، فيما لاتزالُ طائراتُهم تعربدُ في سمائِنا، وقطعُهم العسكريةُ تحاصرُ مياهَنا، وتمنعُ الغذاءَ والدواءَ والوَقود، وقد أغلقوا الأجواءَ والحدود، وأهلكوا الحرثَ والنسل، ودمّروا البلاد. بعد كلِّ هذا الرصيدِ الحافلِ بالتوحّش، ينتقدونَ الوهابيّةِ المتوحشةَ، وهم منها وفيها، ومن موقعِ عدوانيّتِهم وغرورِهم وإن كانت الحربُ ووقائعُها قد خفّفت من غرورِهم وحدّةِ خطابِهم، وحوّلت لغةَ الحزمِ والعزمِ إلى لغةِ الحوارِ والسِّلم، وإن كانَ سلمُهم لا يتجاوزُ الاستهلاكَ الإعلاميَّ، لكنَّ ما تعلّموه من دروسٍ في ستِّ سنوات، مختلفةٌ تمامًا عن دروسِ القرنِ الماضي، ويمنُ اليوم مختلفٌ عن يمنِ الأمس.

 لكن في المقابلِ يبدو أنَّ الاماراتِ لم تتعظ وتتعلمِ  الدرسَ، فما عملتهُ في اليمن، تكرّرُه في الصومال بدعم ِالمعارضةِ ماليًّا وعسكريًّا، لتقسيمِ الجيشِ والحكومة، وتسهيلِ مهمّةِ السيطرةِ على موانئِ الصومال وشريطِها البحري الممتدِّ من المحيطِ الهنديِّ إى خليج عدن وصولاً إلى بابِ المندب من الضفة المقابلة، وتلك من عجائبِ ونكبات الدهرِ أنَّ بلدًا صغيرًا كالإماراتِ يحلُم بطموح أكبرَ من حجمِه الطبيعيِّ في ميزانِ القوى الإقليميّة، فهل الاماراتُ قوّةٌ متضخّمةٌ، أم أنّها مجرّدُ مخلبٍ أمريكيٍّ؟

خطابات القائد