حالة من الهستيريا الجماعية تهيمن على صفوف الجبهة المقابلة بمختلف أنساقها وتشكيلاتها الدولية والإقليمية والمرتزقة المحليين والأجانب، في ظل تحولات ميدانية خافوها وما وجدوا طريقة لمنعها رغم محاولات الانقاذ الدبلوماسية التي تولى دفتها غريفيث وليندر كينغ، والغارات المكثفة التي تولاها الطيران الأمريكي السعودي وآخرها قرابة عشرين غارة على مديريتي صرواح، ومدغل فقط، وفي الوقت الذي تمارس واشنطن عدوانا وحصارا شاملاً على اليمن، يخرج مبعوث الانقاذ الأمريكي لأدوات واشنطن معبراً عن  قلقه من التطورات الميدانية في مارب، مع أن معركة مارب ليست وليدة بل ممتدة منذ بادية العدوان، ومنطلقاً للأعمال العدائية من غرف عمليات الغزاة والمحتلين، ولو كان الأمريكي وغير الأمريكي حريصين على السلام لما أعلنوا الحرب على اليمن أولاً، ولما دعموها وأمدوها بالسلاح والعتاد ثانياً وخلال ثلاث فترات رئاسية متتالية، تعاقبت فيها ثلاث إدارات أمريكية على عقاب الشعب جماعياً و حصار وخنقه ومساومته في لقمه عيشه، على أن طريق السلام لايزال  مفتوحاً لمن يريد سلاماً عادلاً منصفاً غير منقوص ولا منتقص من السيادة ولا مجزأ: بوقف شامل لكل أشكال الحرب، ورفع كامل لكل أشكال الحصار، وأي دعوة تتجاهل ذلك فهي مضيعة للوقت ولا تستحق النقاش، ولو كانت إدارة بايدن أهلاً للعدل، لأنصفت المغترب اليمني عصام ناجي وابنته الرضيعة اللذين قتلتهما عصابة أمريكية داخل مسكنهما حرقاً، بدلاً من محاولة تمييع القضية وتقيدها ضد مجهول، وإذا كان هذه الجريمة البشعة بحق أحد رعاياها، فلكم أن تتخيلوا جرائمهم ضد من تراهم أعداءاً لها، ومن متى يصبح المجرم قاضياً وحكماً، ومثل هؤلاء المجرمين ينبغي أن يوضع أمامهم كل الخطوط الحمراء كما فعلت موسكو في ظل تحشيد الأطلسي باتجاه شرق أوكرانيا وعمقها الجيوسياسي.        

خطابات القائد