كيفَ كانوا؟ ؟ وكيف كنا وأينَ أصبحوا؟ وأين أصبحنا؟  بين هذه التساؤلاتِ واقعٌ مليءٌ بالدروسِ والعبر والعَبَرات وسجٌّل حافلٌ بالأحداثِ والمعجزاتِ ، وكثيرٌ من المقارباتِ والمقارنات خلالَ سنيِّ الحربِ، في مثلِ هذا اليوم قبلَ ستِّ سنواتٍ أقبلت طائراتُ العدوانِ مدجّجةً بجنونِ العظمة، مثقلةً بغرورِ مَن أرسلَها وكأنّه سيحسمُ المعركةَ في أشهرِها الأولى، فألقى أمَّ القنابل على عطان صانعاً هيروشيما بما خلّفت من دمارٍ وضحايا، وابتلعَ العالمُ  حينها ألسنتَهم وما نبسوا ببنتِ شفه، ومن بينِ ركامِ الحرب، نهض َاليمنُ مراكماً عواملَ قوّتِه، وعلى أيدي فتيةٍ آمنوا بربِّهم وزادَهم هدًى في علمِ صناعة ِالبالستياتِ والمسيّرات، وكلِّ ما تستلزمُه المعاركُ من الذخيرة، ودخروا سنيَّ الصبرِ بالصمودِ وصناعةِ المعجزات، ودارت الدائرة ُودارَ معها الزمن، وأصبحت  مطاراتُهم الحربيّةُ في دائرةِ الاستهدافِ وبشكلٍ شبهِ يوميٍّ، وانتقلت نيرانُ الحربِ إلى عقرِ دارِهم وباتوا يصرخونَ ويستصرخونَ العالم، ومن السابق لآوانه القفز إلى الخلاصات، غير أن ما استخلصه الأمريكيُّ حتى الآن أنَّ السعوديّةَ وشركاءَها في الحربِ على اليمن فشلوا و لم يحقّقوا أيَّ شيءٍ ملموسٍ بعد مرورِ ستِّ سنواتٍ منذُ بدءِ العدوانِ سوى تقويةِ اليمنيين وتعزيزِ قدراتِهم القتاليّة، وبات تحالف العدوان والسعودية في مقدمه أمام معضلة أصعب، إن استمروا هزموا وإن خرجوا هزموا، وذلك مصداق قوله تعالى " فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون"    

خطابات القائد