في شهرِ الصيام، لا تصومُ المدافعُ السعودية ُعن دماءِ اليمنيّين، إذ تسبّبَ قصفٌ سعوديٌّ على منطقةِ الرقو في منبه صعدة باستشهادِ طفلَين وإصابةِ طفلَين وامرأتين، ولم تعد هذه الجرائمُ مستغربةً من نظام ٍتشبّعَ على سفكِ دماءِ اليمنيّين بدعمٍ أمريكيٍّ بريطانيٍّ إسرائيليّ.

وهذا الدعمُ ينطبقُ على الحصار، إذ لا تزالُ أزمةُ المشتقاتِ النفطيّة على أشدِّها بفعلِ القرصنةِ البحريةِ، حيث نفت شركةُ النفطِ وصولَ أيِّ سفنٍ إلى ميناءِ الحديدة في ردٍّ على مزاعمِ دولِ العدوانِ بالسماحِ بدخولِ ثلاثِ سفنٍ للمشتقاتِ النفطية. ورغمَ أنَّ تصريحاتِ العدوانِ لذرِّ الرمادِ في العيون، إلا أنَّها تثبتُ من جديدٍ مسؤوليتَها عن الحصار، في إقرارٍ يتطلّبُ موقفًا جادًّا من مجلسِ الأمنِ لو أنّه يحترمُ قراراتِه تجاه اليمن التي لا تجيزُ الحصارَ على الموادِّ الغذائيّةِ والطبيّةِ وسفنِ الوَقود، ولا رهانَ على موقفٍ لن يحصلَ أصلًا، إذ يمثلُ الغطاءُ الدَّوليُّ واحدًا من أبرز ِالأوراقِ التي يستندُ إليها تحالفُ العدوان. 

وفي انكشافٍ جديدٍ لإدارةِ بايدن، تعلنُ الخارجية ُالأمريكيةُ عزمَها المضي َّفي بيع ِصفقةِ تسليح ٍللإماراتِ بقيمةٍ تتجاوزُ ثلاثةً وعشرينَ مليارَ دولار، في خَطوةٍ تناقضُ تعهدَ بايدن بمنعِ تسليحِ السعوديةِ والإمارات على خلفيّةِ حربِ اليمن، وهذا الموقفُ ليس مستغربًا على الإدارةِ الجديدة، فهي وإن اختلفت مع إدارةِ ترامب ضمن معركة ٍانتخابيّةٍ لكنّهما في اصطفافٍ واحدٍ ضمن َمعركةِ الهيمنةِ العالميّةِ وإحدى ساحاتِها اليمن، وهذه الساحةُ أسقطت بعونِ الله رهاناتِ الانتصارِ الأمريكيِّ السعوديِّ خلالَ أسابيع، وأوصدت البابَ أمامَ عودة ِالهمينةِ بفعلِ صمودٍ تاريخيٍّ هو الأعظمُ في تاريخِ اليمن.

خطابات القائد