وثائقُ دامغةٌ عن مرحلةِ الأمركةِ الفاقعة، مرحلةٍ وصلَ فيها الأمريكيُّ أن كانَ الآمرَ الناهي، يؤتَمرُ فيها رئيسُ دولةٍ بأمرِ مديرِ مخابراتٍ عبرَ مهاتفةٍ تلفونيّةٍ عامَ الفين وواحد  تضمَنت توجيهًا أمنيًّا مخابراتيًّا مباشرًا لعلي صالح بالإفراج ِالفوريِّ عن عنصرِ استخباراتٍ على علاقةٍ بالقاعدة، تلك القاعدةُ التي شُغلَ العالمُ بها وبإجرامِها وما هي إلا ألعوبةٌ أمريكيةٌ، وفي الاتصالِ الهاتفيِّ بين مديرِ المخابراتِ الأمريكية وعلي صالح تنكشفُ ألاعيبُ واشنطن أولا وعمالة ُالنظامِ السابق ثانيًا وماذا تعني القاعدةُ لأمريكا ثالثا، وأنَّ اليمنَ كان محكومًا بمافيا من الفسادِ والاستبدادِ تشرفُ عليها وتديرُها الولاياتُ المتحدة، جانبٌ آخرُ من الوثائقِ عبارةٌ عن تقريرٍ لوزارةِ الخارجيةِ الأمريكية ِيتضمّنُ مخططًا أمريكيًّا عبارةً عن منظومةِ نفوذٍ وهيمنةٍ متكاملةٍ بإنشاءِ قواعدَ عسكريةٍ في عدن تحتوي على مخازنَ للنفاياتِ النوويةِ والكيماويةِ وبموازاةِ ذلك نشاطٌ تنصيريٌّ وانحلالٌ أخلاقيٌّ بإشاعةِ فعل ِالمنكراتِ ودعمِها ورعايتِها واستقطابُ اليمنيينَ إليها عملاءَ وعميلاتٍ لخدمةِ الجنودِ الأمريكيينَ القابعينَ كالفئرانِ في قواعدِهم. تلك كانت أمريكا ولا تزالُ كما هي إلا أنَّها وقد أُخرجت مطرودةً مدحورةً بثورةِ الحادي والعشرين من سبتمبر العظمى تحاولُ أن تعودَ بالحربِ والحصارِ لتمارسَ ما كانت تمارسُه من دعارةٍ عسكريةٍ وسياسيةٍ وأخلاقيةٍ وثقافية، وذلك ما لن تصلَ إليه وهي التي تبدو مكشوفةً بالوعيِ والبصيرةِ والتجرِبة ِوبالوثائق، وأنها كانت ولا تزالُ وراءَ كلِّ مشاكلِ ومصائبِ اليمنِ وغيرِ اليمن.

خطابات القائد