صناعاتٌ عسكريةٌ محليةُ الصُّنع ظهرَ منها ما ظهر، وما خفيَ كان أعظم، وحاملًا اسمَ الشهيدِ القائدِ أُقيمَ في العاصمةِ صنعاء معرضٌ لأسلحةٍ تم تصنيعُها محليًّا في مظهرٍ من مظاهرِ المعجزاتِ اليمنيةِ التي اجترحَها الشعبُ اليمنيُّ في مواجهةِ العدوانِ والحصار، فليس هناك شعبٌ يشتري سلاحًا ليدافعَ عن نفسِه، بل هناك شعبٌ ينتجُ سلاحًا ويطوّرُه تجسيدًا لإرادةِ التحرّرِ والاستقلال، ورغمَ ظروفِ الحربِ والحصارِ فقد تحوّلَ التهديدُ إلى فرصة، وكما خاضوا غمارَ القتالِ وحقّقوا انتصاراتٍ ميدانيّةً كذلك خاضَ اليمنيّون َغمارَ التصنيعِ العسكريِّ بكلِّ قوّةٍ وبَرَزُوا وبرَّزوا وأفلحوا وأنتجوا وأبدعوا متوكّلينَ على الله مستهدينَ بهَديِه في واجبِ الإعدادِ والاستعداد، ومن أهم ِّجوانبِ الإعدادِ والاستعدادِ ليس فقط التعلّم على استخدامِ السلاح، بل امتلاكُ معرفةِ تصنيعِ السلاح، وتلك من المحرَّماتِ الغربيّةِ المفروضة فرضًا وقهرًا على العرب ِوالمسلمين، وما فُرِضَ الحصارُ على اليمن إلّا لإفقادِه القدرةَ على اقتناءِ سلاحٍ للدفاع، فكانَ الردُّ بالتوجّهِ لكسرِ الحصارِ وإفراغهِ من مضمونِه من خلالِ التصنيعِ المحليِّ وذلك الذي كان بفضلِ الله عزَّوجلّ، وما عُرِضَ اليومَ إنّما هو بعضُ نتاجِ ستِّ سنوات ٍمن التصنيعِ المحلّي لأسلحةٍ نجحت في الميدانِ وأسلحةٍ نجحت في التجربةِ وهي على وشكِ أن تُرفدَ بها الجبهات، وأسلحةٍ أخرى قيدِ التجربة، وثمةَ أسلحةٌ قيدُ الدراسة، ومَن أنجزَ في ظرفِ ستِّ سنواتٍ صواريخَ باليستيةً ومجنّحةً وطائراتٍ مسيّرةً وألغامًا بحريّةً وأسلحةً ضدَّ الدروع سينجِزُ بإذنِ الله ما هو أفتكُ وأبعدُ مدًى، وهيئةُ التصنيعِ العسكريِّ تَعِدُ بما يفوقُ خيالَ العِدى. 

خطابات القائد