من الكلاشنكوف إلى ذو الفقار مسيرةٌ ومسار، مظلوميةٌ وانتصار، محطاتٌ وذكرياتٌ وتحدياتٌ طوت قرابةَ عقدَين من الزمن، وفي أحداثِ وتقلباتِ الزمنِ تزدادُ الجماهيرُ يقينًا بعِظمِ المنهجِ وسلامةِ الطريق، طريقٌ شقَّه الشهيدُ القائدُ رغمَ مشقتِه في الزمنِ الصعب، فجعلَ من الكلمةِ موقفاً وسلاحاً، ومن أمّةٍ ضعيفةٍ مستضعَفةٍ قوّةً لا يُستهانُ بها ويحسبُ لها الأعداءُ ألفَ حساب، مستنداً إلى كتابٍ مهيمنٍ لا يقبلُ مشاريعَ الهيمنةِ ودينٍ قوي ٍّلا يقبلُ الهزيمة، من وحيِ القرآنِ كانت الانطلاقةُ، ومن معرفةِ اللهِ كانت البصيرةُ والرؤيةُ الثاقبة، ومن وحيِ عاشوراء قُدِّمت التضحيات، مستصغراً ما دونَ وعدِ الله ووعيدِه، مستنفراً بـ الثقةِ باللهِ هممَ الأحرار، بهويةٍ إيمانيةٍ شاملة ٍلا تقبلُ تجزئةَ الدينِ وأنصافَ الإيمان، مطلقاً صرخة ًمدويةً من مرآن أقصى شمالِ اليمنِ في وجهِ المستكبرين، مستخلصاً من سورةِ المائدةِ دروساً في الولاءِ الصادق ِلأولياءِ الله، ومن آلِ عمران َكانَ فينا كموسى في مواجهةِ فراعنةِ العصر، لم يقبل هو ومَن معه من السابقينَ الخُلَّص أن يشتروا بآيات ِالله ثمناً قليلاً رغمَ العروضِ الكثيرة، عدّلَ الاعوجاج،َ وأعادَ تعريفَ المفاهيمِ في زمنِ تلاعبِ الأعداء بمصطلحاتِ "الإرهاب والسلام"، استشعرَ "خطورةَ المرحلة"، وأدركَ باكرًا المخاطرَ المحدِقةَ بالأمة و"خطرَ دخولِ أمريكا اليمن"، من "محيايَ ومماتي لله" حطّمَ الخوفَ من الموت، ورسّخَ ثقافة العملِ بإخلاصٍ مع الله، والشهادةِ في سبيلِ الله، وفي سبيلِ مواجهةِ الباطل ِثبتَ قاعدتَه الخالدة: "لاعذرَ للجميعِ أمامَ الله"، ولأنَّ المشروعَ عظيمٌ فقد كانت التضحيات ُعظيمةً، ومن أعظمِ نكباتِ الأمّة أن تفقدَ عظماءَها، ومن عظماء ِاليمن ِوالأمّةِ الشهيدُ القائدُ السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، ونحن نعيشُ اليومَ عشيّةَ ذكرى  استشهادهِ قبلَ سبعةَ عشرَ عامًا وقد كانَ أمّةً في رجل، غيرَ أنَّ دمَه أشعل َجَذوةَ ثورةٍ لاتزالُ مستمرّةً وتواجهُ سبعةَ عشرَ دولة، وبعد سبعةَ عشرَ عاماً، لاتزالُ المسيرةُ تسيرُ بكلِّ نجاح ٍوسطَ زحمةِ المشاريعِ الفاشلةِ والانحرافات، شاقّةً طريقَها بخطًى ثابتةٍ ومن دونِ وهَن، مواصلةً طريقَ التحرّرِ والاستقلال رغمَ الفتن، والعقباتِ المصطنعةِ محلياً وإقليمياً ودولياً، آخرُها العدوانُ الكونيُّ على الشعبِ اليمنيِّ العظيم، وفي تجليات هزيمة المعتدين ارتباك سعودي وقلق أمريكي إسرائيلي من تعاظم القوات اليمنية التي أعلنت عزمها بعد يومين إزاحة الستار عن معرض الشهيد القائد للصناعات العسكرية وأسلحةِ الردعِ الاستراتيجية، فيما المرتزقة يتهيأون للهزيمة باعتراف العرادة بمقتل وإصابة ثمانية وستين ألفاً خلال عام واحد في مارب وحدة، وبهذا فإن المرتزقة لا حظ لهم في الدنيا والآخرة إلا أن يكون وقوداً للحرب وحطباً لجهنم.

خطابات القائد