غياب القرآن الكريم في واقع الأمة أساس محنها ومشاكلها
آخر تحديث 20-10-2019 20:24

فعلى كُلِّ، هناك فجوة كبيرة جداً في واقع هذه الأمة بكلها- بشكلٍ عام- ما بين الواقع المفترض، الذي نفترضه واقعاً يسود فيه: الصلاح، والخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والعدل، والوحدة، والاعتصام بحبل الله جميعاً، والاستقامة وفق المنهج الإلهي بكل تفاصيله تلك،

فعلى كُلِّ، هناك فجوة كبيرة جداً في واقع هذه الأمة بكلها- بشكلٍ عام- ما بين الواقع المفترض، الذي نفترضه واقعاً يسود فيه: الصلاح، والخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والعدل، والوحدة، والاعتصام بحبل الله جميعاً، والاستقامة وفق المنهج الإلهي بكل تفاصيله تلك، وبناء الحياة على أساسه، والنهوض بالدور المهم المنوط بنا كبشر مستخلفين في هذه الأرض على أساسٍ من ذلك الهدى، وبناء حضارة إسلامية رائدة متميزة، تقود المجتمع البشري على أساسٍ من منهج الله "سبحانه وتعالى"، هذه الأشياء غائبة في واقع الأمة إلى حدٍ كبير، ونشاهد المآسي اليومية في واقعنا كأمة، المظالم الرهيبة والكبيرة، الحالة المأساوية من: التخلف، والشتات، والفرقة، والنزاعات، والأمِّيَّة الكبيرة، ونقص الوعي بالمفاهيم القرآنية، وغياب كبير للثقافة القرآنية في واقعنا، لا تعيش الأمة- بشكلٍ عام- حالة هذا التمحور الذي أتى في الآية المباركة في قول الله تعالى: {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}، هذا التمحور حول القرآن الكريم؛ للاهتداء به، للتثقف بثقافته، للاسترشاد به، للاهتداء به، للتحرك في هذه الحياة على أساسه، لاتخاذ المواقف والتمسك بالمواقف التي يحددها، والتي أمر الله بها في هذا الكتاب المبارك، {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ}، غائبٌ هذا في واقع الأمة- بشكلٍ عام- إلى حدٍ كبير.

ولهذا تعاني هذه الأمة من مشكلات كبيرة، ومن مظلومية كبيرة، أمة تعاني من التظالم الداخلي، هناك سلطة ظالمة جائرة هنا أو هناك، كالنظام السعودي الذي نشاهد ما يفعله هو ومن يتحالف معه تحت قيادة أمريكا وبالتحالف مع إسرائيل ضد شعبنا العزيز، فنجد المشاهد المأساوية من القتل الذريع للآلاف من الأطفال والنساء والناس الأبرياء، ونرى الحصار الاقتصادي الخانق- الذي هو محرَّمٌ شرعاً، ومن أكبر المنكرات، ومن أكبر الجرائم- بحق شعبٍ بأكمله، ونرى مظلومية هذه الأمة فيما يعانيه شعب فلسطين أمام مرأى ومسمع من بقية أبناء الأمة، ما يعانيه المسلمون في أقطارٍ شتى، مثلما يحصل على الروهينجا هناك، مثل ما يحصل أيضاً على المسلمين في كشمير، مثل ما يحصل في شتى بقاع الأرض هنا أو هناك، كم هي مظالم هؤلاء المسلمين.

 أين هي الأمة من كل هذه المظالم؟ أين تلك القيم التي تجعلها في موقع الأمة التي تقوم بالقسط، تواجه الظلم، تتصدى للمنكرات، تدرك مسؤوليتها الكبرى؛ فتكون لائقةً بهذه المسؤولية في القيام بالعدل، في التصدي للطاغوت، في إصلاح واقع الحياة؟ هذا الواقع المفترض، وهذه الفجوة الكبيرة لم تكن فجوةً ما بين الواقع وما بين الواقع الفعلي والواقع المفترض بحسب ما رسمه الله لهذه الأمة، لم تكن حالةً خاصةً بعصرنا هذا، عندما نعود إلى التاريخ: سواءً هذا الجيل الذي قبلنا، أو الأجيال ما قبله، جيلاً بعد جيل على مدى زمنٍ طويل، عبر المئات من السنين، عبر القرون والأجيال الماضية، سنجد واقعاً مظلماً، مليئاً بالمآسي، والمظالم، والمفاسد، والجهل، والتخلف، وغياب هذه القيم، ولكن ليس إلى حدٍ نهائي، يوجد عبر كل هذا الامتداد الزمني يوجد هناك حضور وامتداد للحق، للمبادئ الإلهية، للقيم الإسلامية، يتمثل ذلك الامتداد في أهل البيت "عليهم السلام" ومن كان معهم من صالحي الأمة، من رشداء الأمة، من أبناء الأمة الأخيار والأبرار والصالحين الذين كانوا على امتداد هذا الزمن على نحوٍ مغاير، مغاير للحالة العامة، للحالة السائدة، للحالة المنتشرة، ولكنهم كانوا- في كثيرٍ من الحالات وعلى مدى مئاتٍ من السنين- كانوا محاربين، كانوا- في كثيرٍ من الحالات- إلى درجة أن يعيشوا الغربة في واقع هذه الأمة، أن يعانوا من الخذلان في الساحة العامة.

ولهذا عندما نأتي لنقول لماذا؟ لماذا كل هذا؟ لماذا هذه الفجوة؟ لماذا هذا الواقع المختلف؟ ما الذي حدث حتى انحرف مسار الأمة عن تلك المبادئ العظيمة والقيم الإلهية، وحتى أصبح التوجه الرسمي الذي عادةً ما تكون عليه الحكومة التي تحكم هذه الأمة، والذي عادةً ما يكون عليه القادة الذين قادوا هذه الأمة من موقع السلطة، لماذا هذا الانحراف الرسمي في واقع الأمة الإسلامية؟ ماذا كان وراء هذا الانحراف، وأين كانت جذوره؟
هنا سنعود بالحديث إلى مرحلة الإسلام الأولى في عهد رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، كان ألد الخصوم الذين تحرَّكوا ضد هذا الإسلام وحاربوا رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله" بكل أشكال الحرب: الحرب الدعائية، الحرب العسكرية، الحرب الاقتصادية... الحرب في كل وسائلها وفي كل مجالاتها، كان ألد عدو هم قريش، قريش كانوا في طليعة من عادوا رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، وحاربوه أشد المحاربة، وكانوا هم في الصورة وفي الميدان العدو الأبرز المتزعم لهذه الحرب، كان يقود قريش في هذه الحرب ضد رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله" ويتزعم قريشاً في كل تلك الفترة إلى السنة الثامنة للهجرة النبوية أبو سفيان، أبو سفيان هو كان زعيم بنو أمية في وقته وكبيرهم، أبو سفيان كان هو القائد الفعلي والقائد العام لقريش في حربها ضد رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، وكان معروفاً بشدة عدائه للإسلام ولرسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، وهذا العداء كان يمتد داخل أسرته، ويعرف الأمة ويعرف الناس ما سطَّره كُتَّاب السِّير والمؤرِّخون عن زوجته التي استحقت أن تسمى بآكلة الأكباد، فيما يعبِّر عنه ذلك من الحقد الشديد، وهي التي بقرت بطن حمزة- عم النبي "صلوات الله عليه وعلى آله"- وتناولت بعضاً من كبده لتأكله؛ من شدة حقدها وعدائها للإسلام وللمسلمين وللرسول "صلوات الله عليه وعلى آله" ولأنصاره، وبالذات الأنصار الأبطال والمجاهدين العظماء كحمزة.
أبو سفيان حارب رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، وقاد الحرب ضد الإسلام والمسلمين، ولم يألوا جهداً في حربه وعدائه، ولكنه في السنة الثامنة للهجرة، وهي السنة التي تمكَّن فيها الرسول "صلوات الله عليه وعلى آله" ومعه المسلمين من فتح مكة بنصرٍ من الله "سبحانه وتعالى"، وفتحٍ من الله "سبحانه وتعالى": 
{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}[الفتح: الآية1]، {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}[النصر: الآية1]، في السنة الثامنة فتحت مكة بنصرٍ إلهيٍ عظيم، ولم يتمكن أبو سفيان ومعه جيوشه ومجتمع مكة بمن كان فيهم من المشركين أن يعيقوا هذا الفتح، بل إنهم أصيبوا بالشلل عسكرياً، لم يتمكنوا حتى من القيام بموقف عسكري للتصدي للفتح الإلهي المبين الذي فتحه الله لرسوله "صلوات الله عليه وعلى آله"، وأرغموا على الاستسلام، وذاقوا مرارة الهزيمة.

 سلسلة محاضرات السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بذكرى عاشوراء 1441هـ - المحاضرة الأولى

اليوسفي للمسيرة: العمليات اليمنية تُسقط مشاريع التطبيع وتعزز صمود المقاومة.
خاص | 22 مايو | المسيرة نت: اعتبر الكاتب والباحث الصحفي فهمي اليوسفي أن "استهداف ميناء حيفا قرار استراتيجي تقدم عليه اليمن إسناداً لغزة".
الكاتب الصحفي أيوب للمسيرة: العمليات اليمنية تُعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية دولياً
خاص | 22 مايو | المسيرة نت: وصف الكاتب الصحفي سمير أيوب جبهة الإسناد اليمني بالفاعلة والأكثر حضوراً في معادلة الردع الاستراتيجي، لافتاً إلى أن استهداف الموانئ الإسرائيلية يعزز كلفة الاحتلال ويعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية دولياً.
ناشيونال إنترست: استهداف ميناء حيفا يفاقم الخطورة على كيان العدو
خاص | 21 مايو | المسيرة نت: أكدت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية أن استمرار الهجمات اليمنية على مطار اللد سيشل اقتصاد كيان العدو الإسرائيلي، مشيرة إلى أن استهداف ميناء حيفا سيفاقم الخطورة على إسرائيل إذ يمثل أكثر من 36% من حركة البضائع وعائداته تتجاوز 92 مليار دولار.
الأخبار العاجلة
  • 02:43
    مصادر فلسطينية: شهداء وإصابات في قصف العدو الإسرائيلي نازحين قرب حاووز المياه في منطقة البركة بدير البلح وسط قطاع غزة
  • 02:43
    مصادر فلسطينية: إصابات إثر قصف للعدو الإسرائيلي قرب حاووز المياه في منطقة البركة بدير البلح
  • 02:42
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تعتقل الأسير المحرر ضمن صفقة التبادل الأخيرة إبراهيم عطية من قلقيلية
  • 02:21
    مصادر فلسطينية: إصابة 3 أطفال وفتاة إثر قصف العدو الإسرائيلي منزلًا في منطقة مخيم 1 بالنصيرات وسط قطاع غزة
  • 02:20
    مصادر فلسطينية: العدو الإسرائيلي ينفذ عمليات نسف للمنازل في بلدة القرارة شمال شرق مدينة خان يونس
  • 02:20
    مصادر فلسطينية: شهيدان وإصابات إثر قصف العدو الإسرائيلي خيمة بمخيم الصداقة جنوبي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة
  • 02:20
    منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر: 14 ألف رضيع في غزة سيموتون خلال 48 ساعة ما لم تصل إليهم المساعدات
  • 02:19
    منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر: الوضع في غزة كارثة إنسانية متنامية تواجه الفلسطينيين وخاصة الأطفال
  • 02:19
    مصادر فلسطينية: ارتفاع عدد الشهداء إلى 5 مع وجود إصابات إثر غارة للعدو الإسرائيلي على منزل بمنطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزة
  • 02:19
    مصادر فلسطينية: 4 شهداء إثر غارة للعدو الإسرائيلي على منزل بمنطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزة