الملحمة التاريخية
آخر تحديث 11-09-2019 16:47

عندما خلق الله هذا الكون الواسع وضع له نظاماً دقيقاً وحدد له خطاً مستقيماً لتصحيح مساره، وبما أنّ الإنسان هو جزء من هذا الكون؛ فإنها وضعت له سنن يسير وفقها لحمايته من الزيغ والضلال، ولكن عندما انحرف عن السير عليها حلت الفوضى وانتشر الفساد، وأصبحت الأمة تسير على غير هدى في هذه الحياة، وأصبح أعداء الدين والإنسانية هم من يمسكون بزمام أمورها.

عندما خلق الله هذا الكون الواسع وضع له نظاماً دقيقاً وحدد له خطاً مستقيماً لتصحيح مساره، وبما أنّ الإنسان هو جزء من هذا الكون؛ فإنها وضعت له سنن يسير وفقها لحمايته من الزيغ والضلال، ولكن عندما انحرف عن السير عليها حلت الفوضى وانتشر الفساد، وأصبحت الأمة تسير على غير هدى في هذه الحياة، وأصبح أعداء الدين والإنسانية هم من يمسكون بزمام أمورها.

ولم يكن ذلك هو وليد عصرنا الحاضر؛ بل إنّه ضارب في القدم ومنذ العصور الأولى لحياة البشر على هذه الأرض، لذا كان من تلك السنن أن أرسل الله الأنبياء والرسل لتقويم الانحراف الذي قد يحل بأيّ أمة من الأمم وردها لجادة الصواب، لكن ما حل بالأمة في عصرنا الحاضر قد لا يكون حل مثله بأي أمة من الأمم، والذي تجلت معالمه بعد رحيل خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم بدون مدة زمنية تذكر، في الوقت الذي لا زالت الأمة حديثة عهد بالوحي والرسالة المحمدية.

لكن على الرغم من ذلك الالتواء على الدين يأبى الله (إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)، فيأتي التدخل الإلهي على يد أعلام الهدى من أهل بيت النبوة عليهم السلام، لانتشال الأمة من الوضع المتردي الذي وصلت إليه، بدءاً بالإمام علي عليه السلام الذي استشهد وهو يقاوم أئمة الضلال، يليه الإمام الحسن عليه السلام، ومن بعده الإمام الحسين عليه السلام والذي نعيش ذكرى استشهاده.

لقد ظن طاغية عصره يزيد بن معاوية بجهله وحماقته أنّ تربعه على كرسي الحكم قد يمكنه من أخذ البيعة ممن تجسدت فيه تعاليم الإسلام ومعالمه كالإمام الحسين عليه السلام، وهو يزيد المشهور بفسقه وفجوره المستهتر بالإسلام وتعاليم الإسلام ورسول الإسلام، لذلك كانت بداية المواجهة بين الخير وبين الشر والحق والباطل والعدل والظلم.

رفض الإمام الحسين البيعة وانطلق صوب مدينة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليستنهض الأمة لعلها تفيق من سباتها العميق وتدرك ما قد يحل بها إن تمكن ذلك الطاغية من رقابها، لكن بدا له من موقفهم أنّه قد نال من مدينة جده ما نالها من الجمود والتخاذل والخنوع للمفسدين والظالمين. لذا ما كان منه إلا أن توجه إلى مكة حيث موسم الحج واجتماع الحجيج لأداء مناسك الحج، ليذكرهم بما يجب أن يكونوا عليه في مواجهة الباطل والتحديات التي تتهددهم إن بقي يزيد بن معاوية في السلطة، كما أنّه كان يذكرهم أن الهدف من خروجه إنّما لطلب الإصلاح في الأمة بقوله: إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا تكبراً ولا ظالماً ولا مفسداً، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي.

لكن على الرغم من المواعظ والخطب التي كان يلقيها على مسامعهم إلا أنّه يبدو أنّهم أيضاً قد وصلوا إلى وضعية خطيرة من الانحراف والضلال، فتجردوا من القيم والمبادئ الدينية، فاصبحوا خانعين أذلة يقبلون بأي شيء، وعاجزون عن اتخاذ أيّ قرارات مصيرية فيها عزتهم وكرامتهم، فلم يعد يجدي فيهم الاستنهاض للتحرك والثورة في وجه الطغاة.

وعندما خذله القوم اتجه بعد ذلك صوب العراق استجابة لدعوات أهله المتكررة للمجيء إليهم، فلربما كان هناك من يحمل روحية الثورة في وجه الطغاة والمستكبرين، لكن ما إن وصل إلى هناك حتى نكص القوم على أعقابهم وتراجعوا عن مواقفهم واستلوا سيوفهم ضده، برغم معرفتهم من هو الإمام الحسين عليه السلام ومنزلته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأحاديث التي قالها في فضائل ذلك الإمام العظيم.

وما أن حط رحاله على أرض كربلاء حتى كانت المواجهة، تلك المواجهة التاريخية بين معسكر الحق ومعسكر الباطل والخير والشر، وعلى الرغم من عزم القوم على القضاء على الإمام الحسين، إلا أنّه كان لا ينفك يعظهم ويذكرهم بضرورة مواجهة الظلم والظالمين وعاقبة السكوت عن ذلك، وبخطورة مواقفهم تلك تجاهه وتجاه الإسلام، وما أحدثه يزيد في الساحة الإسلامية من فساد وتعطيل للحدود والاستئثار بالفيء، لكن ذلك الواقع المنحرف كان قد عمل عمله في نفوسهم فقست وخبثت، فأبوا إلا أن يكونوا في صف الباطل ضد الحق وأهله.

التقت الفئتان فكانت تلك الملحمة التاريخية التي سطر فيها الإمام الحسين وأصحابه وأهل بيته بدمائهم الطاهرة أروع البطولات، تلك الملحمة التي أصبحت رمزاً تاريخياً لانتصار الدم على السيف، وانتصاراً للمظلوم على الظالم، وانتصاراً للحق على الباطل مهما بلغت عدته وعتاده، استشهد الإمام الحسين وأصحابه وأهل بيته عليهم السلام، لكن يبقى الإمام الحسين قلب الحق النابض في وجدان كل أحرار العالم في كل زمان ومكان.

وما أشبه عصرنا الحاضر ونحن نعيش هذا العدوان الظالم على بلدنا الحبيب والمظلومية الكبرى، بما حدث على أرض كربلاء بكل ما حملته واقعة الطف من أحداث وتفاصيل، والنصر بإذن الله سيكون لعباده المستضعفين الذين جسدوا شخصية الإمام الحسين في توجهاتهم وتحركاتهم، وحملوا راية الإمام الحسين وروحية الإمام الحسين التي لا تنكسر مهما علا الباطل وتجبر.

شمسان للمسيرة: التكتيكات اليمنية أفقدت "الكيان" وأمريكا "الردعَ" و"النفوذَ"
خاص | المسيرة نت: أكد الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي، العميد مجيب شمسان، أن تأثيرات العمليات اليمنية تقود إلى إفقاد أمريكا والكيان الصهيوني المزيد من مفاعيل الردع، وتضرب سمعتهما العسكرية والسياسية أمام العالم، ما قد يؤثر على تحالفاتهما مع باقي الأنظمة.
الشيخ قاسم: اليمن أجبر أمريكا بطولها وعرضها على الانسحاب
متابعات| المسيرة نت: أكّـد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أن أمريكا بطولها وعرضها لم تستطع الاستمرار أمام اليمن، الذي أجبرها على الانسحاب.
عراقتشي يرد على وزير خارجية فرنسا: لستم مؤهلين للحديث عن حقوق الإنسان
متابعات | المسيرة نت: ردّ وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقتشي على المواقف الفرنسية ضد طهران، مؤكداً أن باريس ليست مؤهلة للحديث عن الإنسانية.
الأخبار العاجلة
  • 02:15
    ارتفاع عدد الشهداء إلى 19 في قصف للعدو الإسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين في حي الدرج بمدينة غزة
  • 02:05
    استشهاد 9 فلسطينيين نتيجة قصف العدو الإسرائيلي مدرسة تؤوي نازحين في حي الدرج بمدينة غزة
  • 01:43
    صحيفة غلوبس عن مسؤولين صهاينة في الموانئ: هناك مطالبات بتوضيحات حول الوضع الأمني لضمان استمرارية العمل في الموانئ
  • 01:43
    صحيفة غلوبس عن مسؤولين صهاينة في الموانئ: نتلقى استفسارات من عملاء حول العالم عقب التهديد من اليمن بفرض حصار على ميناء حيفا
  • 01:37
    مصادر فلسطينية: شهداء وجرحى جراء قصف العدو مدرسة فهمي الجرجاوي التي تؤوي نازحين بحي الدرج في مدينة غزة
  • 01:36
    أ ف ب: بعثة قطرية تقوم بطلب أمريكي بمهمة البحث عن رفات أمريكيين شمال سوريا
  • 01:36
    المبعوث الأمريكي الى دمشق توم باراك: السلطات الجديدة في سوريا تعهدت بمساعدة واشنطن في تحديد أماكن مواطنين أمريكيين مفقودين أو رفاتهم في سوريا
  • 01:35
    رويترز عن ترامب: نفكر بالتأكيد في فرض المزيد من العقوبات على روسيا
  • 01:35
    رويترز عن ترامب: طلبت قائمة بأسماء الطلاب الأجانب من جامعة هارفارد
  • 01:34
    رويترز عن ترامب: أشعر بالاستياء لما يفعله بوتين ومقتل الكثير من الناس