وانصر من نصره
آخر تحديث 24-08-2019 19:27

والذي قام به الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وأحياه في واقع الأمة التي آمنت بهذه الرسالة وأسلمت، هذا الدور، هذه الثمرة في واقع الحياة لا يمكن لها أن تستمر بدون أن يكون هناك من يعمل على هذه الاستمرارية، من يقوم بهذا الدور ومن موقع الولاية إن لم يكن من موقع النبوة والرسالة، {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}، هذا المستوى من الأهمية الكبيرة.

والذي قام به الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وأحياه في واقع الأمة التي آمنت بهذه الرسالة وأسلمت، هذا الدور، هذه الثمرة في واقع الحياة لا يمكن لها أن تستمر بدون أن يكون هناك من يعمل على هذه الاستمرارية، من يقوم بهذا الدور ومن موقع الولاية إن لم يكن من موقع النبوة والرسالة، {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}، هذا المستوى من الأهمية الكبيرة.

ثم يقول: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}، هذا يدلل على مدى حساسية هذا الموضوع في واقع الناس، وبقيت هذه المسألة حساسة على مر التاريخ مع تعاقب الأجيال، مسألة حساسة جداً، هي في أعلى مستويات الأهمية، وهي أيضاً في أعلى مستويات الحساسية تجاه الموقف، في الموقف من الكثير من الناس تجاه هذه المسألة، الحساسية تجاهها نظراً لدورها الفعال والمؤثر في واقع الناس، وسنأتي على هذا بنحوٍ من التفصيل.

الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- عندما نزلت عليه هذه الآية المباركة هو عمل الترتيبات اللازمة المنسجمة أيضاً مع هذه الآية المباركة، ترتيبات تقدِّم هذا البلاغ الإلهي بأهميته، وتلفت الانتباه إلى أن هذا البلاغ هو في غاية الأهمية، والرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- كان قديراً في تقديم ما يقدمه وفي تبليغ ما يبلغه من رسالة الله -سبحانه وتعالى- وتوجيهاته وتعليماته مع إعطاءه الأهمية اللازمة، وبالتفاعل معه بمستوى ما هو عليه من الأهمية، وهذا كان جزءاً من وظيفته الرسالية، من دوره كنبيٍ ورسول، مما تستلزمه مهمته ودوره في إبلاغ الرسالة وفي تقديم الدين الإلهي، ولذلك رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- بكماله القيادي والإداري، بكماله في مسألة التبليغ، وقدراته التي وهبه الله -سبحانه وتعالى- إياها نفذ هذه المهمة بشكلٍ ملفت جداً، الوقت كان وقت الظهيرة في شدة حرارة الشمس، المنطقة منطقة مهمة، هذا الوادي يقع عند مفترق الطرق، قبل أن يتفرق الحجيج للذهاب إلى مختلف الاتجاهات للعودة إلى أوطانهم، أمر بعودة السابق وانتظار اللاحق، وجمع الجميع اجتماعاً طارئاً استثنائياً، في ظل ذلك الجو من الحرارة الشديدة، في منطقة واضحة ومكشوفة، والجو أيضاً كان صافياً جداً، في منتصف النهار، لم يكن هناك من ضباب، المنطقة لم يكن فيها ما قد يؤثر على الرؤية، هيأ الجو اللازم؛ لتكون عملية الإبلاغ هذه على أرقى مستويات الوضوح، وألَّا يشوبها أي التباس، اجتمع عشرات الآلاف من الحجيج في تلك اللحظة، وأكتمل الحشد، وعاد الكل إلى ذلك المكان المحدد للاجتماع، من سبقوا عادوا، ومن كانوا متأخرين قد لحقوا ووصلوا، وجُمعت أقتاب الأبل بأمرٍ من رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-؛ لتكون منصةً ليصعد عليها الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- صعد عليها ومعه عليٌ -عليه السلام- بأمره، والرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- خطب في تلك الجموع الغفيرة وكلها منصتة ومستمعة ومصغية خطاباً مهماً، كرر فيه الإشعار لأمته بقرب رحيله من هذه الحياة، دلها على التمسك بالثقلين: (إني تاركٌ فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم به لن تظلوا من بعدي أبداً: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)، واصل خطابه في هذا السياق، ثم في المرحلة التي قد شمل فيها الإنصات وعمَّ فيها التركيز، وباتت كل الجموع في كامل الإصغاء والتركيز والانتباه، قدَّم الإعلان الذي يمثل الموضوع الرئيسي للخطاب، قائلاً: (يَا أَيُّهَا النَّاس إِنَّ اللهَ مَوْلَاي، وَأَنَا مَوْلَى المُؤْمِنِينَ، أَوْلَى بِهِم مِنْ  أَنْفُسِهِم، فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ، فَهَذَا) وأخذ بيد عليٍ -عليه السلام- ورفع يده مع يد عليٍ -عليه السلام- إلى الأعلى: (فَهَذَا عَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ)، كان هذا الإعلان هو مضمون ذلك البلاغ الذي قال عنه الله: {بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}.

الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- في مقامه ذلك وفي خطابه ذلك أقام الحجة على الأمة؛ لأن هذا البلاغ ستتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل، وسيبقى حاضراً في تراث الأمة، وموثقاً بأشكال متعددة في واقع الأمة عبر الأجيال، الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- في نفس ذلك المقام كان يقول: (أَلا هل بلغت)، فيشهدون له بالبلاغ، فيقول: (اللهُمَّ فاشهد)، (أَلا هل بلغت) يشهدون له بالبلاغ، يقول: (اللهُمَّ فاشهد).

الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- بالآية المباركة، بتلك الترتيبات التي عملها، بكيفية تقديمه وإعلانه لهذا البلاغ الذي مثَّل تتويجاً- كما قلنا- لكل ما سبقه من النصوص التي تحدثت عن عليٍ، وعن منزلته، وعن مقامه، وعن دوره في هذه الأمة، كان ذلك النص، كان ذلك البلاغ هو التتويج والإعلان العام وفصل الخطاب في هذه المسألة، ولذلك لم يبقَ هناك أي تساؤلات ولا تحليلات ولا نقاشات تتعلق بفترة الفراغ ما بعد وفاة النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- ولا ينقل التاريخ ولا ينقل السيّر أن تلك المرحلة التي قال عنها الرسول: (إني أوشك أن أدعى فأجيب، إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، ولعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا)، في كل تلك المناسبات التي بلَّغ فيها تحدث فيها عن قرب رحيله ووفاته والتحاقه بالرفيق الأعلى، لم تكن الساحة الإسلامية تعيش حالة النقاش والجدل والاستفهام والأخذ والرد في فترة ما بعد وفاة النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- لماذا؟ مع أنها مسألة في غاية الأهمية، كان من الطبيعي جداً أن تمتلئ الساحة الإسلامية بعد إشعار الناس بقرب وفاة الرسول، بقرب رحيله -صلوات الله عليه وعلى آله- بوداعه للناس في حجة الوداع، تمتلئ الساحة الإسلامية بالجدل والنقاش، وعن ما يتركه رحيل النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- من فراغ في الساحة الإسلامية، أن تمتلئ الساحة بالجدل والنقاش والتحليلات، نحن من واقع التجربة في هذه الحياة كلنا يعلم أن رحيل أي زعيم، أو الحديث عن رحيله بمجرد أن يمرض (أمير، أو قائد، أو زعيم) مرضاً يوشك فيه على مفارقة هذه الحياة، أو يصاب، أو يتعرض لخطورة، يأتي الأخذ والرد والجدل والنقاش عن ما يتركه من فراغ.
كلمة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في مناسبة يوم الولاية 1440هـ

نائب قائد الحرس الثوري الإيراني: ما قدّمه اليمنيون لفلسطين أمر لا مثيل له
خاص | 23 مايو | المسيرة نت: قال نائب قائد الحرس الثوري الإيراني العميد علي فدوي: إن اليمن بات من البلدان المميزة في العالم الإسلامي، ودعمه لفلسطين جعله يتميّز عن البقية.
للمرة الثالثة في يوم واحد.. صافرات الإنذار تدوي في فلسطين المحتلة وتعليق الملاحة في مطار اللد
متابعات | 23 مايو | المسيرة نت: دوت صافرات الإنذار فجر اليوم الجمعة في يافا المحتلة ومناطق واسعة في فلسطين المحتلة إثر إطلاق صاروخ من اليمن، وذلك للمرة الثالثة خلال 24 ساعة.
قرار ترمب يضرب هارفارد ويؤثر على إيرادات الجامعات الأمريكية
متابعات| المسيرة نت: كشفت وكالة رويترز عن تأثير قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بمنع جامعة هارفارد من قبول طلاب أجانب، مشيرة إلى أن هذا القرار يهدد مصدرًا رئيسيًا لإيرادات الجامعات الأمريكية بشكل عام.
الأخبار العاجلة
  • 10:52
    القوات المسلحة: العملية حققت هدفها بنجاح وتسببت في هروب ملايين الصهاينة إلى الملاجئ، وتوقف حركة المطار
  • 10:52
    القوات المسلحة: نفذنا عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد "بن غوريون" في منطقة يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي
  • 10:37
    مصادر فلسطينية: شهيد في قصف طيران العدو المسير محيط مقبرة السوارحة في النصيرات وسط قطاع غزة
  • 10:37
    مصادر فلسطينية: ارتفاع عدد الشهداء في قصف طيران العدو منزلا في بلدة عبسان الجديدة شرقي خان يونس إلى 11
  • 10:37
    الدفاع المدني بغزة: أكثر من 50 شهيدا ومفقودا في غارة للعدو الإسرائيلي استهدفت منزلا في جباليا البلد شمال قطاع غزة
  • 10:26
    عضو الكونجرس الأمريكي الجمهوري عن ولاية فلوريدا راندي فاين يدعو إلى قصف غزة بالأسلحة النووية أسوة بهيروشيما وناجازاكي
  • 10:21
    العميد علي فدوي للمسيرة: تكرار التهديدات الصهيونية باستهداف منشآتنا النووية ليست سوى ترهات، ولم ولن يحقق الأعداء ضد الجمهورية الإسلامية شيئا منذ 47 عامًا
  • 10:21
    العميد علي فدوي للمسيرة: ما قدمه اليمنيون لفلسطين أمرٌ لا مثيل له
  • 10:21
    العميد علي فدوي للمسيرة: الشعب اليمني بعون الله وقف بصلابة لإسناد غزّة وواجه المستكبرين وكتب فصلا جديدًا في تاريخ المقاومة
  • 10:21
    نائب قائد الحرس الثوري الإيراني العميد علي فدوي للمسيرة: اليمن بات من البلدان المميّزة في العالم الإسلامي ودعمه لفلسطين جعله يتميّز عن البقية
الأكثر متابعة