شاهد النبوة وشهيد المحراب

{أَفَمَن كانَ عَلىٰ بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ وَيَتلوهُ شاهِدٌ مِنهُ} [هود: 17]. الإمام علي عليه السلام كان هو الشاهد الذي قدم في واقعه هو الشهادة على عظمة هذا الإسلام، هو النموذج الذي ارتبطت به الثمرة المهمة لجهود الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله).
{أَفَمَن كانَ عَلىٰ بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ وَيَتلوهُ شاهِدٌ مِنهُ} [هود: 17]. الإمام علي عليه السلام كان هو الشاهد الذي قدم في واقعه هو الشهادة على عظمة هذا الإسلام، هو النموذج الذي ارتبطت به الثمرة المهمة لجهود الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله).
الثاني: تربيته وتقديمه للإسلام في أثره في الناس في أثره، في أتباعه في المتمسكين به في المهتدين به، فالإمام علي عليه السلام إلى جانب أنه قدم في واقعه العملي، وفي مسيرة حياته، قدم الشاهد على إمكانية التطبيق لهذا الدين، وعلى كذلك إضافة إلى إمكانية التطبيق العملية الصحيحة للتطبيق والأثر الصحيح لهذا الدين في نفسه، في وجدانه، في أخلاقه، في اهتماماته العملية، في سلوكياته، في مواقفه، في أفكاره، في ثقافته، في ما كان يقدمه للأمة، ولأنه كان على هذا النحو العظيم الشاهد للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، للإسلام في أثره العظيم في الإنسان على المستوى التربوي، على المستوى الأخلاقي، على المستوى الفكري والثقافي، على المستوى العملي، نستطيع القول بأن الإسلام صنع من علي شخصية قدمت أرقى صورة عن الإسلام وتجلى فيها الإسلام في الإنسان كيف هو أثره كيف هو صنعه في هذا الإنسان، وهذه مسألة مهمة جدا تعني لنا الكثير كمسلمين لأنها تقدم جاذبية الإسلام وتقدم عظمة الإسلام الذي نحن في أمس الحاجة أن ننظر إليه نظرة صحيحة البعض مثلا ينظرون إلى الإسلام كدين إما نظرة خاطئة عندما يتقمصون شخصية على ضوئها تطلع شخصية مشوهة تسيء إلى الإسلام بأكثر مما تقدم شهادة لهذا الإسلام، والبعض قد يحملون العقدة تجاه عظمة هذا الإسلام وقد يبحثون عن بدائل ولو لم يكن عن الإسلام بشكل كلي ولكن في جوانب كثيرة من هذا الدين قد يبحثون لبدائل هنا أو هناك وهذا الذي يحدث في واقع الأمة أن البعض يتأثر أو ينظر ويستقرئ في ساحتنا الإسلامية في نماذج مشوهة قدمت صورة سلبية عن الإسلام أو صورة ناقصة فهو إما أن يرى الإسلام مشوها وإما أن يرى الإسلام ناقصا هذا وذاك يدفعه إلى التوجه هنا وهناك للبحث عن بدائل في الفكرة في الرموز في المسارات العملية في قضايا مهمة جدا، ولكن ينبغي لنا كمسلمين أن نعرف أن الإمام علي عليه السلام هو شخصية إسلامية، ألا تمثل الانقسامات المذهبية أسوارا على البعض أو قيودا تكبل البعض من الاستفادة من هذه الشخصية العظيمة التي هي إسلامية للمسلمين جميعا وتعبر عن الإسلام العظيم هذا الدين العظيم الذي نرى أثره في شخصية علي عليه السلام في كل مجال من مجالات الحياة.
علي عليه السلام كان في هذا الدين هو السابق، هو أول الأمة إسلاما وإسلاما من غير أن يسبقه شِرك وكانت هذه ميزة في كل الذين أسلموا واتبعوا رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ميزة فريدة، الإمام علي عليه السلام حظي بما لم يحظَ به غيره من الاختصاص بالرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، الرسول هو الذي قام بتربيته منذ أن كان طفلا صغيرا وعاش في كنف رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وبقابلية عالية جدا في نفسه هو في مسيرة حياته العجيبة والفريدة وهو الذي فتح عينيه أول ما ولد في الكعبة المشرفة في بيت الله الحرام ثم فيما بعد ذلك حظي في طفولته المبكرة بتربية الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، تربية على مكارم الأخلاق تربية على القيم الفاضلة وبقابلية عالية تأثر بهذه التربية العظيمة تركت فيه الأثر الكبير وعندما بدأت مسيرة الإسلام في الرسالة الإلهية كان هو خير وأكثر الناس تقبلا وأكثر الناس تهيئة لحمل رسالة هذا الدين والتأثر بها من موقع الاتباع من موقع الإيمان بالرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، والاهتداء بالرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، بهذه القابلية العالية لإنسان لم يتدنس بدنس الشرك لم يتأثر بالعهد الجاهلي لا في نفسه ولا في سلوكه ولا في وجدانه وفي بيئةٍ، بيئةٍ عظيمة بيئة سليمة بيئة صالحة في جو التربية النبوية جو التربية التي حظي بها عند رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).
نشأ الإمام علي عليه السلام وبدأ مسيرته مع مسيرة الإسلام من يومه الأول فكان ذلك الذي حظي بارتقاء عظيم في هذا الإسلام لا يماثله غيره من المسلمين من أتباع الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، ونشأ نشأة عظيمة وتميز بإسهاماته الكبيرة تحت قيادة الرسول صلوت الله عليه وعلى آله، فكان على مستوى الجهاد وعلى مستوى العمل لإقامة الإسلام، ذا إسهام كبير ذو إسهام كبير جدا وتأثير كبير جدا.
عندما نأتي إلى جانب من جوانب الإيمان وجانب يمثل إسهاما عظيما في حركة الرسالة وهو الجهاد في سبيل الله نجد أن الإمام علي عليه السلام تميز على نحو عظيم بين الأمة الإسلامية بين المسلمين بكلهم في عطائه العظيم وجهاده الكبير، فهو في هذا الدين الفدائي الأول وهو في هذا الإسلام الذي أتت الآية القرآنية المباركة عندما قال الله سبحانه وتعالى: {وَمِنَ النّاسِ مَن يَشري نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءوفٌ بِالعِبادِ} [البقرة: 207]. ليكون هو المصداق الأول لهذه الآية المباركة.
في مرحلة مكة وهي مرحلة حساسة جدا كانت إسهاماته مهمة ومبكرة وكان حضوره للمبيت في فراش النبي (صلوات الله عليه وعلى آله)، ليلة الهجرة عملية فدائية بكل ما تعنيه الكلمة، نفذها بكل رحابة صدر وبكل رغبة واستحق بها وساما عظيما ومثل بها إيمانه العظيم وعبر عن هذا الإيمان الصادق باستعداده العالي للتضحية في كل المواطن وفي كل المقامات وفي كل المواقف التي تستدعي هذا الاستعداد التام للتضحية وأن يكون الإنسان بالفعل في موقع التضحية.
الإمام علي عليه السلام كان أعظم جندي من جنود رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، جنديا عظيما وقائدا عظيما في كل المهمات القيادية التي حركه فيها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، وكان أعظم قائدٍ عسكريٍ في بطولته العظيمة وفي إنجازاته العسكرية الكبيرة وفي إسهاماته الكبيرة فأشاد به القرآن وأشادت به الملائكة حتى هتف هاتفهم في يوم أحد (لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي) وسجل له التاريخ أعظم المواقف، تضحية وبطولة وبسيفه جندل أبطال الكفر وصناديد الشرك وكل الذين يمثلون عقبة كبيرة وتحدياً خطيراً ضد الإسلام، إسهاماته في بدر ومواقفه العظيمة التي سجل بها المؤرخون له أكبر رصيد وأعظم إسهام بين كل جنود الإسلام وهو يستبسل استبسالاً عظيماً منقطع النظير في معركة بدر كجنديٍ للرسول الأعظم (صلوات الله عليه وعلى آله)، أما في يوم أحد فكما قال جبريل عليه السلام فيما روته الأمة عن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، ورسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، في أحرج المواقف وهو بين يديه يستبسل استبسالاً لا مثيل له يتصدى للكتائب التي تأتي بهدفِ الوصول إلى الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، وقتله وقد أثخن بالجراح، فكان الإمام علي عليه السلام يتصدى لكل كتيبة ويقتل قائدها ويفرق جمعها، وتأتي الكتيبة الأخرى فيثب وثبة البطولة والاستبسال والتفاني بالتصدي لها بما يمتلكه أيضاً من قدرات عسكرية عظيمة، وبما يمتلكه من رصيد إيمانيُ عظيم جعل منه أعلى مثال في جنود الإسلام للاستبسال والتفاني، فيتصدى لتلك الكتيبة الأخرى وهكذا فيقول جبريل عليه السلام معجباً من هذا المستوى العالي من التفاني والاستبسال: (إن هذه لهي المواساة) فيقول النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم: (إنه مني وأنا منه)، فيقول جبريل عليه السلام: (وأنا منكما).
ما أعظم هذا الشرف الكبير والعظيم!.. ثم في غزوة خيبر في الأحزاب كذلك في كل غزوات الإسلام الكبرى وفي كل المقامات التاريخية والمفصلية وفي حنين، في كل المواقف الحساسة حتى كان الإمام علي عليه السلام في مقدمة مصاديق الآية المباركة: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ} [الأحزاب: 23]. فسجل التاريخ له أعظم إنجاز وأكبر إسهام كجنديٍ عظيمٌ بين جنود الإسلام وجنود الرسالة الذين كانوا تحت قيادة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، وبطولته كانت بطولة جمع فيها بين الفطرة والغريزة والإيمان فكانت على مستوىً عظيم لامثيل له في جنود الإسلام بكلهم أما في شخصيته في الأبعاد الأخرى والجوانب الأخرى والإمام علي عليه السلام تميز بالتكامل بما لا يوجد لدى غيره من جنود الإسلام فيما هو قائد عسكريُ عظيم بل أعظم قائد عسكري من المسلمين من أتباع رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وأعظم جندي قبل أن يكون قائداً كذلك ومقاتل لا مثيل له بين المسلمين وبين أتباع رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، بشخصيته العسكرية تلك وعادة ما تكون الشخصية العسكرية يغلب عليها طابع معين إلا أن شخصية الأمام علي عليه السلام كانت شخصية تكاملت بتكامل الإسلام في كل مجالات الحياة في كل تأثيراته الأخلاقية الأخرى، في كل جوانبه المهمة وهو إلى جانب ذلك الشخصية العلمية العظيمة الذي استوعب الإسلام فكراً وثقافةً وعلماً بما لم يستوعبه غيره من أتباع رسول الله وتلاميذ رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، فهو كما عبر الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، في قوله: (أنا مدينة العلم وعليُ بابها)، كان هو باب مدينة علم النبي (صلوات الله عليه وعلى آله)، هو الأذن الواعية الذي كان المصداق الأول لقول الله سبحانه وتعالى {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} ]الحاقة: 12]. فكان الإمام علي عليه السلام بدعوة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، أول مصداق لهذه الآية المباركة وأعظم مصداق من أبناء الأمة، أعظم من وعى واستوعب هذا الدين فكرا أيضا وثقافة ومعرفة فكان هو باب مدينة علم النبي (صلوات الله عليه وعلى آله)، وهو الذي كان يحرص ألا يغمض له جفن في كل يوم إلا وقد استوعب ما نزل من القرآن الكريم، ما نزل من توجيهات الرسول وما قدمه الرسول في ذلك اليوم من الهدى والمعارف الإسلامية، وفي هذا المجال كم للإنسان أن يتحدث عن علمه، عن معرفته عن ثقافته، عن موقعه في الهداية، في هداية الأمة.
كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في ذكرى استشهاد الامام علي عليه السلام 1440هـ

إعلام عبري: توقف عمليات الهبوط في مطار اللد جراء صاروخ أُطلق من اليمن
متابعات | 22 مايو | المسيرة نت: أكدت وسائل إعلام عبرية رصد إطلاق صاروخ من اليمن، مؤكدة تعليق الرحلات الجوية من وإلى مطار اللد المسمى صهيونيًا بن غوريون.
إعلام عبري: توقف عمليات الهبوط في مطار اللد جراء صاروخ أُطلق من اليمن
متابعات | 22 مايو | المسيرة نت: أكدت وسائل إعلام عبرية رصد إطلاق صاروخ من اليمن، مؤكدة تعليق الرحلات الجوية من وإلى مطار اللد المسمى صهيونيًا بن غوريون.
ناشيونال إنترست: استهداف ميناء حيفا يفاقم الخطورة على كيان العدو
خاص | 21 مايو | المسيرة نت: أكدت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية أن استمرار الهجمات اليمنية على مطار اللد سيشل اقتصاد كيان العدو الإسرائيلي، مشيرة إلى أن استهداف ميناء حيفا سيفاقم الخطورة على إسرائيل إذ يمثل أكثر من 36% من حركة البضائع وعائداته تتجاوز 92 مليار دولار.-
08:16مصادر فلسطينية: مدفعية العدو الإسرائيلي تقصف المناطق الغربية لشمال قطاع غزة
-
05:29مصادر فلسطينية: العدو الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على المناطق الجنوبية من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة
-
05:00مصادر فلسطينية: العدو الإسرائيلي يفجر "روبوت" مفخخ غرب بيت لاهيا شمال غزة
-
05:00مصادر فلسطينية: 14 شهيدًا في غارات العدو الإسرائيلي على مدينة غزة ووسط القطاع منذ فجر اليوم
-
04:18يديعوت احرنوت" الصهيونية: أكثر من مليون "من السكان" فروا إلى الملاجئ جراء صاروخ أطلق من اليمن
-
04:18مصادر فلسطينية: ارتفاع عدد الشهداء إلى 10 إثر قصف العدو الإسرائيلي "بركسًا" يؤوي نازحين قرب حاووز المياه في منطقة البركة بدير البلح وسط قطاع غزة
-
04:18"يديعوت احرنوت" الصهيونية : توقفت عمليات الهبوط في مطار "بن غوريون" وتأخرت الرحلات الجوية
-
04:17مصادر فلسطينية: 5 شهداء وإصابات ومفقودون إثر قصف العدو الإسرائيلي منزل عائلة "بخيت" في الصفطاوي شمال غرب غزة
-
04:17مدير عام جمعية العودة: ملتزمون بالعمل في أوقات الطوارئ ونطالب منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر بحماية 130 موظف ومتطوع
-
04:17مدير عام جمعية العودة: إصابات في موظفي ومتطوعي خيم العيادات الخارجية