الإيمان يمانٍ
آخر تحديث 09-03-2019 18:28

نحن إذا فقدنا هويتنا فقدنا كل شيء، إذا بتنا وصرنا أمة لا هوية لها أو شعبا انسلخ عن هويته خلاص، اعتبرنا انتهينا، اعتبرنا قضي علينا، لا يبقى لنا كيان، لا يبقى لنا منعة، لا يبقى ارتباط، لا يبقى لنا عوامل قوة، لا يبقى لنا أي شيء، نهائيا، خلاص انتهينا، يتحول الناس الذين انسلخوا عن هويتهم، يتحولون إلى حيوانات مسخرة عاجزة مستسلمة، مستغلة، لا تفكير لها، لا إرادة لها، لا استقلال لها، لا حرية لها، لا كرامة لها، مطوعون، يصبح الإنسان في هذه الحياة حاله حال أي حمار، أو جمل، أو أي حيوان آخر، أو كبش، تتوزع الأدوار بحسب طبيعة الاستغلال، البعض يستغل كما يستغل الحمار، البعض يستغل كما يستغل الجمل، البعض يستغل كما يستغل الكبش، البعض يستغل كما يستغل... وهكذا بقية الحيوانات.

نحن إذا فقدنا هويتنا فقدنا كل شيء، إذا بتنا وصرنا أمة لا هوية لها أو شعبا انسلخ عن هويته خلاص، اعتبرنا انتهينا، اعتبرنا قضي علينا، لا يبقى لنا كيان، لا يبقى لنا منعة، لا يبقى ارتباط، لا يبقى لنا عوامل قوة، لا يبقى لنا أي شيء، نهائيا، خلاص انتهينا، يتحول الناس الذين انسلخوا عن هويتهم، يتحولون إلى حيوانات مسخرة عاجزة مستسلمة، مستغلة، لا تفكير لها، لا إرادة لها، لا استقلال لها، لا حرية لها، لا كرامة لها، مطوعون، يصبح الإنسان في هذه الحياة حاله حال أي حمار، أو جمل، أو أي حيوان آخر، أو كبش، تتوزع الأدوار بحسب طبيعة الاستغلال، البعض يستغل كما يستغل الحمار، البعض يستغل كما يستغل الجمل، البعض يستغل كما يستغل الكبش، البعض يستغل كما يستغل... وهكذا بقية الحيوانات.
الهوية مسألة مهمة جدا، مسألة في غاية الأهمية، ولذلك نحن نجعل من هذه المناسبة جمعة رجب، الجمعة الأولى من رجب، مناسبة رئيسية لترسيخ الهوية، والحفاظ على الهوية، وتعزيز حالة الوعي تجاه أهمية الهوية، للحفاظ على هذه الهوية جيلا بعد جيل، ولنقوم بالدور الذي قام به آباؤنا وأجدادنا على أتمّ وجه، بمستوًى جيد جدًا.
وهوية شعبنا هوية إيمانية، يمكن أن نعبر عن هذه الهوية بما تحدث عنه الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وروي عنه حين قال: (الإيمان يمان). هذه أعظم هوية، أقدس هوية، أشرف هوية، ما هناك على الإطلاق أعظم من هذه الهوية، كل أمة على وجه هذه الأرض، كل فئة، كل كيان، كل طائفة، كل مجتمع مترابط له هوية واحدة، هذه الهوية هي نمط حياة، نمط حياة تعتمد على عقائد، تعتمد على مفاهيم تعتمد على أعراف، على عادات، على تقاليد، على كذلك أفكار معينة، ثقافات معينة، وتمثل عاملا مهما جدا في اجتماع أمة، في ترابط أمة، لتتجه في هذه الحياة اتجاها واحدا، تجمعها تلك العقائد، تلك المنظومة من العقائد والأعراف والتقاليد والسلوكيات، والاهتمامات والعادات ...إلخ.
وما من أمة في هذه الأرض، ما من أمة إلا ولها هوية، إما هوية صحيحة، وإلا هوية خاطئة، وإلا هوية مختلطة، فيها شيء من الأشياء الصحيحة، ومزيج من الأشياء الخاطئة، حتى أحيانا مزيج من الخرافة، وبعض الأمم، بعض الشعوب، بعض الكيانات في قسم كبير من عقائدها ومفاهيمها وعادتها وأعرافها جانب كبير يعتمد على الخرافة، ولكن تبقى متشبثة، مقتنعة، الذي يجمعها، الذي يجمع ذلك الشعب، أو يجمع تلك الأمة، أو يجمع سكان ذلك البلد هي تلك العادات والتقاليد والأعراف، والعقائد، ذلك النمط من الحياة الذي يستند إليها ويعتمد عليها.
من نعم الله علينا وهي نعمة عظيمة، أن تكون هويتنا كشعب يمني وكأمة مسلمة هي الهوية الإيمانية، هذه الهوية التي إن حافظنا عليها حافظنا عليها في الانتماء، حافظنا عليها في الالتزام، حافظنا عليها من خلال الوعي بها، حافظنا عليها في تنقيتها من الشوائب الدخيلة التي تدخل إليها وليست منها، سواء ما كان منها بشكل عقائد أو أفكار أو سلوكيات أو عادات، وهي دخيلة، ليست منها، ليست في أصلها، إنما دخلت من هنا أو هناك، وهذا ستحدث عنه في سياق حديثنا، إن حافظنا على هذه الهوية حافظنا على أعظم هوية تمثل أهم وأعظم ما يمكن أن نتماسك به، ما يمكن أن يحافظ على وجودنا، ما يمكن أن يمثل أهم عامل قوة بالنسبة لنا، أهم ضمانة لفلاحنا ونجاحنا وصلاحنا وقوتنا وعزتنا وكرامتنا ومنعتنا، وأهم ما يمكن وأعظم ما يمكن أن نعتمد عليه ونستند إليه في مواجهة كل التحديات، وكل الأخطار، مهما كانت، فلا تتمكن من أن تهدّ كياننا، ولا أن تسقط كياننا، ولا أن تقضي على وجودنا كأمة عظيمة، وشعب عظيم.
وهذا الموضوع موضوع في غاية الأهمية، أنا أقول لشعبنا العزيز: هناك شعوب أخرى لديها في هويتها في معتقداتها في أفكارها في ثقافاتها قسم كبير من الخرافة، ومع ما وصل البشر إليه في هذا العصر من تقدم ومن تطور حتى في العلوم وغير ذلك لا تزال تتشبث بتلك الخرافات وهي خرافات، لم تتنصل منها ولم تتنازل عنها، شعب هنا أو هناك، معروف اليوم، معروف اليوم أن هناك دول من الدول الكبرى، في مصاف الدول الكبرى تعتمد في هويتها الثقافية والفكرية وفي عاداتها وأعرافها على قسم كبير من الخرافات، هي متشبثة بها بكل تشبث، لا تفرط فيها أبدا، لأنها تعي ماذا يعني أن تفرط فيها، كيف يمن لها أن تسقط كأمة، أو كشعب، أو كدولة، أو كبلد معين، له اليوم حضوره في الساحة العالمية، إذا فقدت خصوصيتها الثقافية، خصوصيتا الفكرية، خصوصياتها في الحياة التي تستند إل عقائد معينة، إلى أعراف معينة إلى عادات معينة، إذا فقدتها خلاص، تتفكك، تتبعثر، تسقط، تنمحي، تذوب، تتلاشى، تبتلعها الكيانات الأخرى، الدول الأخرى، وتسيطر عليها وتستحوذ عليها، فهي تجعل من تشبثها بهويتها المعتمدة على قسم كبير من الخرافة، ولربما يعرفون، يعرف الكثير من مفكريهم، من كبارهم، من قادتهم، يعرفون أنه عبارة عن خرافات، ولكن يقدسون تلك الخرافات ويتشبثون بها، للحفاظ عليها ككيان، كأمة، كبلد، كدولة، كشعب، حتى لا يتفكك، يتبعثر، يتلاشى، ويتمكن الآخرون من السيطرة عليه، يرون في التشبث بها حفاظا على كيانك ككيان.
ما بالك حينما تكون هذه الهوية هوية عظيمة في أصلها، وإن شابها شيء ما من الخلل والدخيل ولكن في أصلها، في ما هي عليه، فيما فيها من عقائد، من أفكار، من ثقافات، من سلوكيات، الأصل هذا أصل عظيم، والذي دخل يمكن أن ينقى، لأنه لم يصل بعد إلى القضاء على الأصالة هذه، الأصالة ممتدة حاضرة، موجودة، قائمة اليوم، والدخيل واضح، لا يزال إلى حدٍّ ما يعاني من الضعف، يعاني من الهشاشة، يعاني من الغرابة، نشعر به كدخيل على هويتنا وعلى ثقافتنا، على حياتنا، على عاداتنا، على أعرافنا وسلوكياتنا، التي توارثناها جيلا بعد جيل، منذ صدر الإسلام الأول.
طبعا هناك مشكلة وسنتحدث عنها، يعني هناك من لهم خصومة مع هذه الهوية، إما لأسباب فكرية، وعقائدية، مثلما هو حال القوى التكفيرية، أو أسباب سياسية، البعض عنده عقدة سياسية من تاريخنا اليمني، على مدى 1400 عام، يعتبر كل هذا الزمن، كل ما فيه غلط في غلط، وعلى غير الصواب، ويعتبر آباءنا اليمنيين، وأجيالنا العظماء على مر التاريخ، منذ صدر الإسلام الأول إلى اليوم على غلط، إلى مرحلة سياسية معينة، أو مرحلة ثقافية أو عقائدية معينة، وبعدها يعتبر المسألة لا بأس، "بدأت تسبر"، هذا هو التفكير لدى بعض التكفيريين، الذي يعتبر الإسلام علي اليمن أتى ليس من يوم أسلمت أسرة آل ياسر ومن معها، وليس من يوم أسلم الأنصار، وليس من يوم أن أسلمت الوفود اليمنية تباعا، وليس منذ أن قدم علي بن طالب إلى اليمن، وليس منذ أن أتي معاذ بن جبل إلى اليمن، لا، لا، هذه كلها عندها فترة غلط، كل الماضي عنده غلط، كل هذا التاريخ غلط، معقد منه جدا، المسألة هي منذ أن أتي الفكر التكفيري إلى اليمن، بدأ وصول الإسلام من يوم وصل التكفيريين، ومطلوب من اليمنيين أن يعتبروا كل هذا التاريخ تاريخا خاطئا، وظلاميا، وخلاص، وكل شيء غلط في الماضي! ما به الا ما قبل الإسلام، وإلا من يوم جاء التكفيريون، سبرت الأمور! لا بأس! أو مرحلة، أو حقبة سياسية معينة، لا. هؤلاء في الأزمة، الناس الذين عندهم هذه النظرة، الذين لهم خصومة مع هوية شعبنا على مر تاريخه، منذ صدر الإسلام الأول وإلى اليوم، عندهم مشكلة وأزمة حقيقة بسبب عقدتهم، لأنهم يصطدمون بهذا التاريخ بكله، يصطدمون بهذا الإرث العظيم المشرف، المجيد لشعبنا العزيز، ويصبحون في مشكلة، ولهذا يعيشون أزمة نفسية، عقدة نفسية، والكثير مناسب أن يتعالج حتى في مشافي الأمراض النفسية، مع معالجة ثقافية وفكرية تهون عليهم، لأنهم دائما معقدون على شعبنا اليمني، ومستائين منه، ومستائين من تاريخه، ومستائين من كل الأجيال الماضية، كلها معقدين، منها عقد، ولكن لا يهمنا أمرهم، يهمنا هذا الشعب العظيم، هذا الشعب الذي يرى في هذه الأصالة وفي الامتداد على أساسها مجدًا وشرفًا، وخيرًا، ولا يتحرج من هذا، وليس له مشكلة مع تاريخه، ولا مع هويته، أبدا، ليس له مشكلة لا مع علي بن أبي طالب، ولا مع معاذ بن جبل، ولا مع المراحل التاريخية ودوره العظيم فيها عبر الأجيال.
نحن اليوم نقول: هويتنا الإيمانية (الإيمان يمان)، والإيمان ما هو؟ هل هو عبارة عن منتج محلي نصدره في اليمن؟ ونصدره إلى بقية العالم مثلما يطلق على الحليب حليب يماني أو منتج آخر؟ لا. هل هو عبارة عما في بلدنا من أشكال مادية، جبال، أو أشجار، أو شيئا متجسدًا بشكل ماديٍّ، لا. الإيمان مبادئ، الإيمان قيم، الإيمان أخلاق، الإيمان مفاهيم، تنزل إلى واقع الحياة، تبنى عليها الحياة، الإيمان مواقف، الإيمان مواقف، فالإيمان منظومة متكاملة من المبادئ والقيم، والأخلاق والسلوكيات، والأعمال والمواقف، ومسار حياة، ومشروع حياة، وبالتالي نحن معنيون إلى أن نرتبط دائما فيما نحن عليه من عقائد، من مواقف، من سلوكيات، من أعمال في نمط حياتنا، في شكل حياتنا، في واقع حياتنا، أن ننطلق بناءً على هذه الهوية، بناءً على هذا الانتماء، وأن نحسب حسابه في كل شيء، وأن ننطلق من خلاله في كل شيء، في سلوكياتنا في أعمالنا، في تصرفاتنا، في اتجاهاتنا، في مواقفنا، في أعمالنا، أن ننطلق منطلقا إيمانيا، والقرآن الكريم قدم لنا عن هذا الإيمان كيف هو، مواصفات المؤمنين كيف هي، آيات كثيرة تتحدث عن المؤمنين، في روحيتهم، في مبادئهم، في أخلاقهم، في سلوكياتهم، في اهتماماتهم، في جوانب كثيرة، تحدث عنها القرآن الكريم، ولأن الحديث عن هذا الجانب حديث واسع إن امتدت بنا الحياة وواتتنا الظروف سنتحدث إن شاء الله في شهر رمضان عن شيء من هذه المواضيع، ولكن يهمنا اليوم لأن الوقت لا يتسع للحديث الكامل، الحديث الشامل عن هذا الموضوع الواسع والكبير والمهم، نتحدث باختصار.
ننبه أن الهوية الإيمانية والإيمان في مبادئه، في قيمه، في أخلاقه، هو يمثل أهم عامل وأقوى عامل في التماسك، في الثبات، في الصمود، في مواجهة التحديات، يعني لهذا الموضوع علاقة مهمة، فيما نعاني منه اليوم، في التصدي للعدوان، في مواجهة التحديات التي نعيشها في هذه المرحلة، بقدر ما تتعز هذه الهوية، تترسخ هذه الهوية، وننطلق من خلالها بقدر ما نكون أقوى، في واقعنا المعنوي، والعملي، وأعظم تماسكا، وأشدّ ثباتًا في مواجهة كل هذه التحديات، وأقدر على صناعة الانتصار في هذا الصراع، في هذه المشاكل، في هذه التحديات.
الإيمان له مبادئ مهمة وعظيمة، كلها تمثل عاملا مهما في أن تكون قويا في هذه الحياة، في أن تكون متماسكا، كفرد وكشعب وكأمة، تعزز هذه الحالة من المنعة، والقوة، والصمود، وتساعد على الموقف المطلوب، الموقف الصحيح، الموقف الذي يبنى عليه النصر.
كلمة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في جمعة رجب ذكرى دخول اليمنيين الإسلام 2018 م _1439
 

إعلام عبري: توقف عمليات الهبوط في مطار اللد جراء صاروخ أُطلق من اليمن
متابعات | 22 مايو | المسيرة نت: أكدت وسائل إعلام عبرية رصد إطلاق صاروخ من اليمن، مؤكدة تعليق الرحلات الجوية من وإلى مطار اللد المسمى صهيونيًا بن غوريون.
حملة اعتقالات صهيونية تطال عشرات الفلسطينيين بالضفة الغربية
متابعات | 22 مايو | المسيرة نت: اعتقلت قوات العدو الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس، 16 مواطنًا فلسطينيًا، خلال حملة مداهمات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة.
مقتل موظفين اثنين بسفارة الكيان الصهيوني في واشنطن
وكالات | 22 مايو | المسيرة نت: أعلنت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي، كريستي نويم، مقتل موظفين اثنين في سفارة كيان العدو الصهيوني قرب المتحف اليهودي في العاصمة واشنطن، اليوم الخميس.
الأخبار العاجلة
  • 08:16
    مصادر فلسطينية: مدفعية العدو الإسرائيلي تقصف المناطق الغربية لشمال قطاع غزة
  • 05:29
    مصادر فلسطينية: العدو الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على المناطق الجنوبية من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة
  • 05:00
    مصادر فلسطينية: العدو الإسرائيلي يفجر "روبوت" مفخخ غرب بيت لاهيا شمال غزة
  • 05:00
    مصادر فلسطينية: 14 شهيدًا في غارات العدو الإسرائيلي على مدينة غزة ووسط القطاع منذ فجر اليوم
  • 04:18
    يديعوت احرنوت" الصهيونية: أكثر من مليون "من السكان" فروا إلى الملاجئ جراء صاروخ أطلق من اليمن
  • 04:18
    مصادر فلسطينية: ارتفاع عدد الشهداء إلى 10 إثر قصف العدو الإسرائيلي "بركسًا" يؤوي نازحين قرب حاووز المياه في منطقة البركة بدير البلح وسط قطاع غزة
  • 04:18
    "يديعوت احرنوت" الصهيونية : توقفت عمليات الهبوط في مطار "بن غوريون" وتأخرت الرحلات الجوية
  • 04:17
    مصادر فلسطينية: 5 شهداء وإصابات ومفقودون إثر قصف العدو الإسرائيلي منزل عائلة "بخيت" في الصفطاوي شمال غرب غزة
  • 04:17
    مدير عام جمعية العودة: ملتزمون بالعمل في أوقات الطوارئ ونطالب منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر بحماية 130 موظف ومتطوع
  • 04:17
    مدير عام جمعية العودة: إصابات في موظفي ومتطوعي خيم العيادات الخارجية