ومتعني بهدىً صالح وطريقة حقٍ لا أُزيغ عنها

ولنواصل الحديث حول بعض فقرات هذا الدعاء المهم, دعاء [مكارم الأخلاق] للإمام زين العابدين (صلوات الله عليه) يقول (عليه السلام): ((اللهم صل على محمد وآل محمد ومتعني بهدى صالح لا أستبدل به, وطريقة حق لا أزيغ عنها, ونية رشد لا أشك فيها)). قضية الهدى قضية مهمة, وهي نفس المسألة التي نتعامل معها ببرودة، والكثير من الناس لا يهمه قضية أن يبحث عن كيف يهتدي، وأن يعرف من نفسه أنه يسير على طريق هدي الله، وأنه يتعلم هدى الله، وأنه يربي نفسه على أساس من هدى الله سبحانه وتعالى.
ولنواصل الحديث حول بعض فقرات هذا الدعاء المهم, دعاء [مكارم الأخلاق] للإمام زين العابدين (صلوات الله عليه) يقول (عليه السلام): ((اللهم صل على محمد وآل محمد ومتعني بهدى صالح لا أستبدل به, وطريقة حق لا أزيغ عنها, ونية رشد لا أشك فيها)). قضية الهدى قضية مهمة, وهي نفس المسألة التي نتعامل معها ببرودة، والكثير من الناس لا يهمه قضية أن يبحث عن كيف يهتدي، وأن يعرف من نفسه أنه يسير على طريق هدي الله، وأنه يتعلم هدى الله، وأنه يربي نفسه على أساس من هدى الله سبحانه وتعالى.
الإمام زين العابدين يدعو الله أن يمتعه؛ لأنها متعة فعلا أن تجد من نفسك أنك على هدى, وأنك على حق في اعتقاداتك, ومواقفك, تجد في نفسك طمأنينة هي السعادة بكلها، هي العزة, هي متعة, حتى متعة الحياة. ((متعني)) هيئ لي أن أتمتع بهدى صالح لا أستبدل به, كيف يكون قضية أن تتمتع بهدى صالح لا تستبدل به؟ عندما يكون هدى تحرص عليه, هدى تكون واعيا وأنت تتمتع به، فلا تتعرض لأن تستبدل به غيره, وهل هناك غير الهدى إلا الضلال {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ}(يونس: من الآية32) لا أستبدل به شيئا من الدنيا, لا أستبدل به شيئا من دعاوى الضلال التي تقدم تحت اسم هدى, تحت اسم دعوة إلى التوحيد.
أنا أريد منك يا الله أنت أن توفقني إلى هدى صالح لا أستبدل به، فلا أستبدل به شيئا من الدنيا، فيكون الإنسان كما حكى الله عن بني إسرائيل {يشترون بآيات الله ثمنا قليلا} {يشترون بعهد الله ثمنا قليلا} وآيات الله هي هداه، وعهد الله هو هداه فيما عهد به إليهم، فأن تستبدل بهدي الله شيئا من الدنيا، أن تستبدل بهدي الله شيئا من المكانة المعنوية: شهادة جامعة، شهادة ثانوية، شهادة تقدير، وظيفة في أي مكان كنت, كلها تعتبر قليلا؛ ولهذا جاء في القرآن الكريم وهو يتحدث عن بني إسرائيل: {يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً}(آل عمران: من الآية77) يقول: دائما قليلا. قليلا.. كلما تحدث عن ما جعلوه بدلا عن الدين من الدنيا يقول عنه: ثمنا قليلا, والدنيا بكلها هي ثمن قليل، أن تستبدل بها تجعلها بدلا عن دينك، تجعلها بدلا عن الهدى الذي متعك الله به، ومنحك إياه.
فالإنسان فيما إذا ما تمتع بالهدى هو بحاجة أيضاً إلى أن يكون حريصا على ذلك الهدى؛ لأنه فيما إذا وقع الضلال سيكون ممن يقع في الضلال بعد المعرفة في الضلال بعد العلم، في الضلال بعد الهدى, وهذا أسوأ أنواع الضلال, وأشد الضلال عاقبة على صاحبه: أن يضل بعد هدى، سواء أن يستبدل ثقافة أخرى، عقائد أخرى منهجا آخر، أو يستبدل بهداه شيئا من الدنيا, والدنيا بكلها مادياتها, ومعنوياتها تعتبر ثمنا قليلا لدينك؛ لأنها ثمن في الواقع لنفسك, وهل ترضى لنفسك أن تكون الدنيا كلها ثمنا لنفسك؟ وتكون عاقبتك جهنم.
من الذي يرضى؟. أليس المجرم – كما حكى الله عنه – سيتمنى يوم القيامة لو أن الدنيا كلها وهي ذهب له لافتدى بها يوم القيامة؟ فالإنسان يتمنى أن لو يملك أي شيء، الدنيا كلها بل أقاربه أيضا فيجعلهم فداء لنفسه ولا يدخل جهنم؟ ((إنه ليس لأنفسكم ثمنا إلا الجنة)). فمن يستبدل بالهدى شيئا من الدنيا فإنه باع نفسه فأوبق نفسه، أوبق نفسه – أهلكها – والكثير الكثير يبيعون أنفسهم! ومن هو ذلك الذي قد باع دينه بالدنيا كلها هل أحد عمل هذه؟ البعض يبيع دينه, ويبيع هداه بأقل القليل, بالشيء البسيط, وهذا مما يكشف – وللأسف الكبير – أنه ليس للهدى.. ليس للإيمان.. ليس للدين أهمية عند الكثير منا إذا ما كان مستعدا أن يبيعه بأتفه الأشياء. إنك من يجب أن تحرص على الهدى, وأن لا تستبدل به غيره حتى ولو كان ذلك الشيء هو الدنيا بكلها.
((وطريقة حق لا أزيغ عنها)) في ميدان العمل أن أسلك طريقة حق، وأن أستقيم عليها, وأن أثبت عليها، فلا أزيغ عنها أبدا، هذا يعني: أن الإمام زين العابدين (صلوات الله عليه) يرى أن الإنسان فيما إذا وفق لأن يسير على طريقة حق أنه أصبح في نعمة عظيمة، أن عليه أن يشكر الله عليها، أن عليه أن يستقيم ويثبت عليها.
الإمام زين العابدين وغيره من أئمة أهل البيت وهكذا أولياء الله الصالحون لا يرون أنفسهم أنهم وقعوا في ورطة, أو في مهلكة أذا ما أصبحوا على طريقة حق، وإن كانت تبدو هذه الطريقة لدى الكثير شاقة فيرون أنفسهم بأنهم تورطوا, وأنهم أصبحوا معرضين للخطر فيصبحون قلقين يحاولون بأي طريقة أن يتخلصوا من هذه الطريقة التي هم عليها.. لا. إنها نعمة عظيمة, أو لم يقل الله عن نبيه موسى (صلوات الله عليه) يذكر ما قال نبيه موسى: {رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ}(القصص: من الآية17).
فإذا ما رأيت نفسك على طريقة حق، في مواقف حق، في عمل حق, وإن كان يبدو أمامك أنه شاق, أو أنه يثير الخوف فإنه بمقدار ما يكون هكذا أمامك فإن ذلك يعني: أن هذا هو الحق الذي لا بد منه، وهو الحق الضائع الذي الأمة في أمس الحاجة إلى أن تسير على طريقه، فاعتبر نفسك في نعمة عظيمة، أنك أصبحت تسير على هذه الطريق، لا تعتبر نفسك في مهلكة, أو في ورطة، أو في شقاء بل أدعو الله سبحانه وتعالى بدعاء زين العابدين: ومتعني بطريقة حق لا أزيغ عنها, لا أزيغ: لا أميل, لا من منطلق شعور بضعف داخل نفسي, ولا من باب التحيل عن كيف أزيغ عن هذه الطريقة, وأبحث لنفسي عن المبررات المصبوغة بصبغة دينية، سؤال عند هذا العالم, أو عند ذاك, ولا بأي شيء.
من يصنع هذا هو من لا يرى أن ما هو فيه من السير على طريق الحق نعمة، الذي لا يرى أن ذلك نعمة هو من يبحث عن كيف يتخلص, وكيف يزيغ عن طريقة الحق.
الإمام زين العابدين يقول: أنها متعة ((متعني)) متعني بأن أسير على طريقة حق لا أزيغ عنها, ثم أنظر فعلا من خلال القرآن الكريم هل أن طريقة الحق هي الشيء الذي ينبغي لك أن تبحث عن المبررات لتزيغ عنها، عندما تجد القرآن الكريم يتحدث عن أوليائه, ما وعدهم به في الدنيا والآخرة, عن المقام الرفيع الذي هم فيه، عن الفضل العظيم الذي منحهم، عن الجنة النعيم العظيم الدائم الذي وعدهم, عن رضوانه الكبير الذي وعدهم به.
وعد من؟ أليس ذلك الوعد لمن يسيرون على طريقة حق لا يزيغون عنها؟ أنت عندما تسير على طريقة حق فترة ثم تزيغ عنها تعتبر عاصيا لله سبحانه وتعـالى، أشقيت نفسك، وأهلكت نفسك, ووقعت في الخسارة العظيمة {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا}(فصلت: من الآية30) طريقة حق يستقيمون عليها {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}(فصلت: من الآية30).
أليس هذا مما وعد به من يسيرون على طريقة حق، وعلى طريقة الحق؟ أليس هذا شيئا عظيما؟ بشارة عظيمة؟ وكم.. وكم مثلها في القرآن الكريم كثير {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً} (فصلت:32) ضيافة, تكريم {نُزُلاً} تعني: ضيافة وتكريم {نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} (فصلت:32) هذا وعد لمن؟ للمستقيمين على طريقة حق.
في مقابل هذا الوعد العظيم, هذا الفضل العظيم, هذه الدرجة العالية عند الله سبحانه وتعالى تنطلق لتبحث عن كيف تزيغ عن هذه الطريقة, تبحث عن المبررات لكيف تنصرف عن هذا النهج!.
الإنسان الخاسر وحده هو الذي يفكر في هذا؛ لأنك أنت من يعمل على أن لا يكون واحدا من أولئك الذين قال الله عنهم في هذه الآية: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا}(فصلت: من الآية30) يجند لك حتى الملائكة تؤيدك, تثبتك, تنصرك {أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} أي واحد منا, أي واحد ممن يحمل اسم إيمان لا يتمنى أن يكون واحدا من هؤلاء الذين يبشرون بهذا؟! {نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}(فصلت: من الآية31) وأن يقال لهم: {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}(فصلت: من الآية31) من هو منا لا يريد أن يكون واحدا من هؤلاء؟ من هو؟ هل هناك أحد؟ إسأل الناس جميعاً ممن يحمل اسم إيمان, ممن يحمل اسم إسلام, هل أنت لا تريد أن تكون واحداً من هؤلاء؟ الذين يقال لهم هكذا: {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}.
فإذا كنت تريد أن تكون واحدا منهم.. فمنهم هؤلاء الذين وعدوا بهذا الوعد؟ إنهم الذين استقاموا, واستقاموا على ماذا؟ استقاموا على طريقة حق لا يزيغون عنها, استقاموا على نهج الحق، ثبتوا في ميادين العمل من أجل إعلاء كلمة الحق, ونصر الحق, والوقوف في وجوه أعداء الحق.. أم معنى الإستقامة داخل بيتك استقامة فوق [المدكى]، وتخزينه ولا تفكر أن تعمل أي شيء للإسلام! هل هذه استقامة؟.
الاستقامة على طريقة حق لا تزيغ عنها؟ فمن لا يكون حريصا على أن يكون واحدا من أولئك فأين سيكون؟ سيكون من أولئك الذين يساقون إلى جهنم, ثم تستغرب الملائكة وتندهش لماذا يساقون بهذه الأعداد الهائلة: {أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى} (غافر: من الآية50) أين سيذهب الإنسان إذا لم يكن من أولياء الله؟ أين سيذهب؟ إذا لم تكن من أولياء الله فستكون أنت في صف أعدائه. ليس هناك وسط. هناك فقط: جنة ونار، وطريق حق تصل بك إلى الجنة، طريق باطل تصل بك إلى النار، هناك مواقف فقط مواقف حق ومواقف باطل، باطل يذهب بك إلى النار وحق يذهب بك إلى الجنة.. الناس صنفان فقط: شقي وسعيد, إما أن تكون شقيا وإما أن تكون سعيداً. من هم السعداء؟ أليسوا هم أولياء الله؟ فإذا لم تكن من السعداء, إذا لم تكن من أولياء الله فإنك ستكون في صف الآخرين من الأشقياء, من أهل الباطل, ممن يساقون إلى النار, نعوذ بالله من النار.
ثم يقول عليه السلام: ((ونية رشد لا أشك فيها)) لأهمية النية كررها أكثر من مرتين في هذه الصفحة الواحدة ((نية رشد لا أشك فيها)) لعظمة النية, وأهمية النية؛ لأنها هي التي تجعل الأعمال ذات قيمة كما تحدثنا بالأمس كثيراً عنها.
ثم يقول عليه السلام: ((وعمرني ما كان عمري بذلة في طاعتك))؛ لأنه لا يرى للحياة قيمة, ولا يرى لنفسه قيمة، لا يرى لعمره قيمة، بل يرى عمره وبالاً عليه, ويرى عمره خسارة ((عمرني ما دام عمري بذلة في طاعتك)) هنا تطلب من الله أن يطيل عمرك ليكون بذلة في طاعة الله, وفيما إذا كان عمرك بذلة في طاعته أي عملاً في طاعة الله, وحرصاً على كسب رضاه ((فإذا كان عمري مرتعا للشيطان فاقبضني إليك قبل أن يسبق مقتك إلي أو يستحكم غضبك علي)) وما أكثر الناس الذين يحرصون على الحياة, وهم يبتعدون عن أن تكون أعمارهم بذلة في طاعة الله، إنهم ماذا؟ إنهم يحرصون على أعمارهم أن تطول وهي كلها خسارة, وكل يوم في حياتهم خسارة عليهم؛ لأن أعمارهم هي مرتع للشيطان! الشيطان يرتع: يرعى داخلهم بضلاله وإضلاله, وصرفه إياهم عن طاعة الله، وعن ما فيه رضاه.
الإمام زين العابدين يقول: إذا كان عمري سيصبح مرتعا للشيطان فلا قيمة له بل سيصبح خطيراً جداً عليَّ ستصبح أيامي كلها خسارة، كلها وبالاً فهو يدعو الله أن يقبض نفسه إليه قبل أن يصل إلى حالة كهذه, قبل أن يسبق إليه مقت الله، ((أو يستحكم غضبك علي))، هل نحن نفكر هذا التفكير؟ لا أعتقد، نحرص على الحياة على الرغم من أننا نرى أعمارنا مرتعا للشيطان؛ لأننا نرى كل يوم من أيامنا خسارة علينا، سيئات تضاف إلى سيئات, وطاعات تحبطها سيئات، وطاعات لا ننطلق فيها، ومعاصي نصر عليها، وسيئات لا نتوقف عن اقترافها.
عند ما يصل الإنسان يوم القيامة بين يدي الله سيرى كيف أن كل ساعة كانت من عمره – هذا الذي أصبح مرتعا للشيطان – كانت خسارة, وكل يوم كان خسارة عظيمة عليه.. لكن المؤمن هو وحده الذي أصبح عمره, وجعل عمره بذلة في طاعة الله، هو من تكون أيامه كلها ربح، كلها أرباح عظيمة, فيرى قيمة أيامه عندما يلقى ربه يوم القيامة, هذا هو المؤمن.
ثم يقول عليه السلام: ((اللهم لا تدع خصلة تعاب مني إلا أصلحتها)) لأن هناك من العيوب ما لا ندركها، هناك من العيوب ما لا نستشعرها، فنحن دائماً نرجع إلى من يعلم السر في السماوات والأرض، إلى من هو عليم بذات الصدور، إلى من هو أعلم بنا من أنفسنا, أن يتولى صلاح أنفسنا فأي عائبة فينا نسأله أن يصلحها فيوفقنا إلى كيف نصلحها.
ماذا يعني هذا؟ وما هو هذا العيب الذي يطلب من الله, ويريد من كل واحد منا يطلب من الله أن يصلحه؟ هل هو عيب خلقي، لونه؟ أو شكل أنفه، أو شكل عينيه؟ أم أن تلك العيوب الأخلاق السيئة, السيئات, المساوئ, النقص في الإيمان, النقص في الوعي، العيوب المعنوية, وما أكثرها! وهي العيوب التي هي خطيرة علينا, أن يكون أنفك طويلاً جداً أو قصيراً, أو يكون شكل عينيك ليس بالشكل الذي ترغبه أنت.. هل هذا يشكل خطورة عليك يوم تلقى الله سبحانه وتعالى؟ هل يشكل خطورة عليك في واقع حياتك, أو خطورة على دينك, أو على أمتك؟.. لا.
إنها تلك العيوب والتي دائماً لا نعمل على أن نصلحها, نحن نصلح عيوبنا الخلقية, نقصص شواربنا وذقوننا لتكون جميلة، ونهتم بمظهرنا، نهتم بأبداننا لتبدو أبداننا ليس فيها عيوب.. أليس كذلك هو ما يحصل؟ لكن عيوبنا الخطيرة علينا هي التي لا نعمل على إصلاحها، هي التي لا يهمنا أن نبحث عن كيف نصلحها.
فيجب أن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى، وأن نحرص على كيف نصلح عيوب أنفسنا.. لا ندع خصلة ولو خصلة واحدة، الخصلة الواحدة تجر إلى خصال أخرى، الإنسان هو أشبه في واقعه بالسيارة أو بأي جهاز آخر، السيارة إذا ما تعطلت قطعة واحدة فيها وسكتّ عنها, ما ظهر لك وانقطعت الخصلة الأخرى, القطعة الأخرى المرتبطة بها, وهكذا فيوم كان بإمكانك أن تصلح تلك القطعة بألف ريال سترى نفسك لا تستطيع أن تصلح سيارتك إلا بمائة ألف ريال.. تتداعى, العيوب تتداعى وتتلاحق حتى في الماكينات هذه في الأجهزة نفسها.. والإنسان كذلك {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (المطففين:14).
خصلة تعاب بها تجر إلى خصلة, وخصلة تجر إلى خصلتين.. وهكذا.. حتى يظلم قلبك, ويقسو قلبك, ويطبع الله على قلبك, ويستولي الرين الذي يعني: [الوسخ] – في لغتنا – يستولي على قلبك {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (المطففين:14) وماذا كانوا يكسبون؟. عيوبا.
الإنسان لا يولد وهو مليء بالعيوب من جهة الله سبحانه وتعالى، هو يولد على الفطرة.. يولد نقيا، يولد طاهراً لكنه هو من يكتسب العيوب واحدة بعد واحدة.. ولا يصلح هذا العيب فيجره هذا العيب إلى عيوب أخرى حتى يصبح قلبه كله عيباً, وحينئذ لا ينفع فيه هدى.. وحينئذ لا يحرص على هدى, وحينئذ لا يفكر أيضا في إصلاح أي شيء من عيوبه.
فلخطورة العيوب، العيوب النفسية، العيوب الإيمانية التي تؤثر على جانب الإيمان، هو يدعو الله أن لا يدع حتى ولا خصلة واحدة.. أليس الكثير منا قد يرى في نفسه عيوبا ثم يستمر في حياته عليها ويقول: [الله غفور رحيم.. والله إنه حقيقة ان احنا كذا, وان احنا كذا, وان احنا كذا….] ألسنا نعدد معائبنا أحيانا؟ [ولكن الله غفور رحيم].
دروس من هدي القرآن الكريم
في ضلال دعاء مكارم الأخلاق الدرس الثاني
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 2/2/2002م
اليمن – صعدة
الله أكبر
الموت لإمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام

سياسي أردني: الحظر البحري على ميناء حيفا نقطة تحول إستراتيجية في التكتيك اليمني
متابعات | 24 مايو | المسيرة نت: قال سياسي أردني، اليوم السبت، إن الحظر البحري اليمني على ميناء حيفا، يعد نقطة تحول إستراتيجية في التكتيك اليمني، خاصةً بعد نجاح القوات المسلحة اليمنية في إغلاق ميناء "إيلات" والهيمنة على الممرات المائية في البحر الأحمر، وعدم قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على فرض سيادتها على الممرات المائية.
حماس تعلّق على آخر المآسي الـ 1000.. العدوّ الصهيوني يفتك بمن ينقذ الأرواح
متابعات| المسيرة نت: في مأساةٍ إنسانيةٍ جديدة، ليست عابرة، فُجِعت اختصاصيةُ الأطفال في مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي، الدكتورة آلاء النجار، بأطفالها التسعة أثناءَ تأدية عملها، بعد استهداف منزلها بغارةٍ صهيونية في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
الحرس الثوري الإيراني: يدنا على الزناد ومستعدون لرد صارم يفوق التصورات على أي عمل عدواني
وكالات | 24 مايو | المسيرة نت: أكّد الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، أن اليد على الزناد مستعدة للرد الحازم والموجع والذي يفوق التصور على أي عمل عدائي من العدوّ.-
19:31مصادر فلسطينية: أكثر من 50 شهيدا وعشرات الجرحى نتيجة قصف العدو الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ فجر اليوم
-
19:31مصادر فلسطينية: 5 شهداء وعدد من الجرحى في قصف العدو لمواطنين في منطقة الحكر بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة
-
19:19مصادر فلسطينية: شهيد وعدد من الجرحى بقصف العدو الإسرائيلي مواطنين في منطقة الحكر بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة
-
19:17مصادر فلسطينية: غارات للعدو الإسرائيلي على جنوب منطقة قيزان النجار في خان يونس جنوب قطاع غزة
-
18:33مصادر فلسطينية: شهيد وجرحى في قصف العدو الإسرائيلي محيط مسجد عباد الرحمن في شارع السماسمة بمخيم خان يونس
-
18:31مصادر فلسطينية: جيش العدو ينسف منازل سكنية في منطقة قيزان النجار جنوب خان يونس جنوب القطاع
-
18:28مصادر فلسطينية: جرحى بقصفين للعدو الإسرائيلي على المخيم الغربي وبلدة عبسان الكبيرة في خان يونس جنوب القطاع
-
18:25وزارة الصحة بغزة: استشهاد طفل بسبب سوء التغذية والجفاف في مدينة غزة نتيجة العدوان والحصار الإسرائيلي
-
18:20برنامج الأغذية العالمي: أكثر من 70 ألف طفل في غزة يواجهون مستويات حادة من سوء التغذية
-
18:08مصادر فلسطينية: 5 شهداء بينهم 4 نساء نتيجة قصف العدو منزلا لعائلة البيوك في حي العمور في بلدة الفخاري في خان يونس
-
10 رسالة إلياس