الشيخ: كيان العدو الصهيوني برعاية الجولاني يستبيح سوريا ويحقق أحلامه التوسعية

خاص| المسيرة نت: أكد رئيس مركز شمس للدراسات الاستراتيجية المتقدمة، الدكتور محمد الشيخ، أن النشاط اليهودي الصهيوني المتصاعد داخل سوريا، والذي يقوم على معتقد أن الأراضي السورية جزء من مشروع ما يسمى بـ "إسرائيل الكبرى"، يعكس حالة استباحة تامة وغير مسبوقة.

ففي خطوة غير معلنة، قام حاخامان صهيونيان بافتتاح معابد يهودية ومدرسة يهودية في حي الجميلية بمدينة حلب، شملت زيارة كنيسين في الجميلية وحي بابنصر. وهذه الجولة هي الأولى من نوعها في حلب منذ أكثر من ثلاثة عقود، وفق المرصد السوري، ورافقها انتشار كثيف لعناصر المدعو بـ "الجولاني" الذين فرضوا طوقًا أمنيًا على محيط مكان الزيارة.

[

🟠 الملف الثاني:
سوريا.. وفود صهيونية ومعابد لليهود

● د. محمد الشيخ - مركز شمس للدراسات الاستراتيجية المتقدّمة#ملفات#قناة_المسيرةpic.twitter.com/fv3q9cwvtD

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) December 10, 2025

]

وتأتي هذه الزيارة بعد زيارات سابقة إلى العاصمة السورية دمشق، تضمنت لقاءات غير مُعلنة بين حاخامات يهود وقيادات تتبع المدعو بـ "الجولاني". ويُقدم هؤلاء على أنهم حاخامات أمريكيون من أصول سورية، وهو أسلوب اعتاده اليهود الصهاينة للتستر على الجنسية الإسرائيلية.

وخلال زيارة الحاخام يوسف حمرا، رُصد حضور الحاخام الصهيوني آشر لوباتين، وهو من أشهر الحاخامات الصهاينة المؤيدين لاحتلال الجولان السوري وحرب الإبادة في غزة، ويقود منظمات صهيونية يهودية لاختراق العالم العربي والإسلامي عبر القوة الناعمة.

هذا النشاط اليهودي تجاه سوريا ليس بمعزل عن المشاهد التي خرجت بعد أيام من اجتياح كيان العدو الإسرائيلي للجنوب السوري، حين صعدت مجموعة يهودية إلى جبل الشيخ ورددت هتافات من قرية حَدَر: "هذه أرضنا كلها نحتلها ونستوطنها".

وفي هذا السياق، يرى الدكتور الشيخ أن افتتاح معابد ومدارس يهودية واستقبال وفود يهود في سوريا، بما في ذلك من يحملون جوازات إسرائيلية، في الوقت الذي يُصرح فيه كبار قادة الصهاينة بأن حدود الكيان تمتد إلى دمشق، يعني أن "دمشق لم تعد أبدًا في موقع عدائية لكيان العدو الصهيوني"، بل "أعلنت انحيازها التام نحو محور التطبيع والخنوع، والعداء التام للمقاومة"، لافتًا إلى أن هذا ما يعني استباحة سوريا بالكامل من قبل هؤلاء الحاخامات والوفود.

ويشير الشيخ في حديثه لقناة "المسيرة" إلى أن هذا النشاط غير مستغرب، فمجموعات العميل المخلص للكيان المدعو بـ الجولاني كانت تتعالج وتذهب إلى مشافي كيان العدو الإسرائيلي، وتلقت مساعدة لوجستية وعسكرية منه، مؤكدًا أن المندس الكبير في رحم سوريا وكافة المنظمات الراديكالية المنطلقة من رحم القاعدة ما هي إلا وجه باطن لأمريكا وكيان العدو الصهيوني، تحقق الأهداف الأمريكية والصهيونية في المنطقة، وأن سوريا أصبحت مستباحة لكل صهيوني يريد أن يدخلها.

واعتبر أن هذا الوضع لن يدوم طويلًا ما دمنا نحافظ على إرث حافظ الأسد بالعدائية المطلقة لكل ما يتهدد القومية العربية والإسلامية.

وعن تواجد اليهود في دمشق وحلب بالتزامن مع رفع مجرم الحرب نتنياهو لشماعة "حماية الدروز في الجنوب السوري"، أكد الدكتور الشيخ أن كيان العدو الصهيوني وكذلك الحكم الانتقالي في دمشق على تنسيق عالٍ من أجل تقسيم سوريا، ومن أجل ممر داوود، ومن أجل الوصول إلى شواطئ الفرات، وتحقيق مزاعم "إسرائيل الكبرى".

ورأى أن تصريح مجرم الحرب نتنياهو لحماية الدروز هو ذريعة، فالأمر يعود إلى تنسيق أمني واتفاقات أعطت ضوءًا أخضر لأبي محمد الجولاني ليتجه بقواته إلى الجنوب، ما يمثل "مؤامرة وتنسيق أمني صهيوني جولاني من أجل اقتطاع الجنوب السوري".

وبخصوص دعوات الحاخامات للعودة إلى سوريا، شدد الدكتور الشيخ على أن اليهود لن يأتوا هجرة بالمعنى التقليدي، بل "هجرة اقتصادية إلى سوريا"، و**"هجرة ثقافية"**. فهم بطبيعتهم جبناء ويهوون المال، وسوف يستثمرون هذه الحملة لابتزاز وإنهاك المواطن السوري اقتصاديًا واستعادة ما يطلقون عليه أملاك يهود، لإرهاق المواطن السوري وجعله تحت مديونية عامة. والأهم هو السعي لـ "محو القومية العربية من الذاكرة الجمعية السورية"، محذرًا من أن "الغزو الثقافي هو أخطر بمراحل كثيرة من الغزو العسكري المباشر".

 وحول قول صحيفة جيروزاليم بوست بأن "المثل الصهيوني 'أكل الحمص في دمشق' بات يتجسد"، وأن الحاخامات يشعرون بأمان أكثر من نيويورك، أكد الدكتور الشيخ أن هذا يدخل في المفهوم الجمعي للخلفية الثقافية والدينية للمدعو الجولاني التي تقول: "من تغلب بالسيف، فلا يجوز لمؤمن بالله وباليوم الآخر أن يبات ليله دون أن يبايعه". فالعقلية تؤمن بالغلبة ولا تؤمن بالحق، وهو الآن يبايع كيان العدو الصهيوني، ويحقق له ما يريد، وأن تحقيق الأمان لكيان العدو "مفروض عليه، وهو واجب يؤديه لانتماءاته السابقة".

وفي ختام التحليل، تطرق إلى التوغلات الصهيونية شبه اليومية في الجنوب السوري، مؤكدًا أن كيان العدو الصهيوني ليس بحاجة للاحتلال العسكري المباشر وجعل عسكريته موجودة على الأراضي السورية، طالما أن الجولاني ما زال يحقق له ولأمريكا وتركيا ما يريدون.

وأشار إلى أن سوريا "لم يعد اسمها الجمهورية العربية السورية، بل صار لها أسماء عدة". لذلك، فإن الاحتلال المباشر أصبح في طي الماضي، حيث أصبح الشكل الجديد من الاستعمار هو "استثمار وليس استعمار"، عبر "استثمار الخونة في إجلاسهم وإيصالهم إلى كراسي الحكم".

واعتبر أن التوغلات العسكرية والاعتقالات تهدف لـ "هز العصا من جديد"، وإعطاء مشروعية للتنازلات التي يقوم بها الخائن الجولاني للرأي العام السوري المُغَيَّب، مؤكدًا أن الخطر لا يزال مُحدقًا بسوريا ما لم يحصل شيء يغير هذا الواقع.