وقف وهمي للعدوان الصهيوني على غزة
محمد الكامل| المسيرة نت: على الرغم من دخول اتفاق وقف العدو على غزة حيز التنفيذ، لا تزال آلة العدوان الصهيونية تمارس سياساتها التدميرية بلا هوادة، مهددة حياة المدنيين ونسف البنية التحتية بشكل ممنهج.
وتكشف التطورات الأخيرة أن الاحتلال لم يتوقف عن نسف الأحياء السكنية واستهداف المناطق المكتظة بالسكان، وهو ما يؤكد أن وقف العدوان لم يتحول إلى واقع فعلي على الأرض، بل اكتفى الاحتلال بالالتزام الظاهري ببعض البنود دون تنفيذ جوهري لما ينص عليه البروتوكول الإنساني.
فخلال الساعات الماضية شهد قطاع غزة انفجارات عنيفة في عدة مناطق، أبرزها مدينة خان يونس في المنطقة الشمالية الشرقية، حيث قصفت قوات الاحتلال الصهيوني الأحياء والمربعات السكنية بشكل مباشر.
وتعرضت كذلك المناطق الشرقية في مدينة غزة، بما فيها حي الشجاعية وحي الزيتون وحي التفاح، إلى قصف مدفعي متواصل أدى إلى تدمير واسع في المباني والمنازل، كما تواصلت الاعتداءات والغارات الجوية والمدفعية في المحافظة الوسطى، ضمن خط ما يُعرف بالخط الأصفر، الذي يسيطر الاحتلال على مساحات كبيرة منه ويستخدمها لاقتطاع أجزاء من الأراضي الفلسطينية، وتنفيذ عمليات نسف ممنهجة للوحدات السكنية التي تقع ضمن نطاق سيطرته.
ورغم
مرور أكثر من سبعة عشر يوماً على بدء اتفاق وقف العدوان، لم يتم الالتزام بجوهر
الاتفاق، لا سيما فيما يتعلق بالمعابر الإنسانية، ويعد معبر رفح مثالاً صارخاً على
عدم التزام الاحتلال الصهيوني بالبروتوكول المتفق عليه، إذ لم يتم فتحه للسماح
بإجلاء المرضى والجرحى لتلقي العلاج خارج القطاع، وهو ما يفاقم الأزمة الإنسانية
ويضع المدنيين في موقف مأساوي.
وحتى الآن، تمكنت الجهات المختصة ومنظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع وزارة الصحة الفلسطينية من إجلاء ما يقارب خمسين مريضاً وجريحاً فقط، وهو عدد محدود للغاية مقارنة بالحاجة الفعلية.
ويزداد الوضع الإنساني في قطاع غزة سوءاً يومياً، وتتصاعد الأزمات على كافة الأصعدة. أبرز هذه الأزمات أزمة المياه، إذ عمد الاحتلال الصهيوني خلال العدوان الأخير إلى استهداف خطوط المياه الآمنة، ما أدى إلى توقفها عن العمل وانقطاع الإمدادات عن آلاف المنازل.
وتضاف إلى ذلك أزمة الكهرباء والبنية التحتية، حيث دُمرت شبكات الكهرباء بالكامل في مدينة غزة، وهي المدينة التي تحملت أعنف العمليات البرية الصهيوني في هذا العدوان، ما خلف تدمير شبه كامل للبنية التحتية عجزاً كبيراً لدى البلديات وجهاز الدفاع المدني في القطاع، الذي يسعى لإجراء استصلاحات عاجلة، لكنه يواجه نقصاً حاداً في المعدات الثقيلة والوسائل اللوجستية اللازمة لإتمام مهامه.
وحاول مقدمو الخدمات الإنسانية إزالة الركام وفتح الشوارع، كما عملوا على البحث عن جثامين الشهداء تحت أنقاض المنازل المستهدفة، لكن الحصار المستمر ورفض الاحتلال إدخال المعدات الثقيلة جعل هذه الجهود شبه مستحيلة، وترك المدنيين في ظروف مأساوية تستدعي تدخلات عاجلة من المجتمع الدولي.
ويعكس
الواقع صعوبة تقديم الخدمات الأساسية للسكان، بما في ذلك المياه الصالحة للشرب،
الكهرباء، والرعاية الصحية، في وقت يعيش فيه القطاع حالة من الفقر والتدمير
المتواصل.
كارثة مستمرة ومتصاعدة
وتشير المعطيات إلى أن كيان الاحتلال لا يكتفي بالاعتداءات الميدانية، بل يواصل سياسة الترهيب والضغط النفسي على السكان، من خلال عمليات القصف والاغتيالات المستمرة، مستهدفاً بذلك خلق حالة من الخوف العام والشلل المجتمعي. ويؤكد هذا النهج الصهيوني أنه لم يكن الهدف مجرد وقف العدوان، بل استمرار الضغط على المدنيين وتقييد قدرتهم على العودة إلى حياتهم الطبيعية، وخلق حالة من الإحباط المستمر التي تهدف إلى كسر إرادتهم.
وتعتبر
غزة اليوم نموذجاً صارخاً للعدوان المنظم الذي يمارسه احتلال الكيان ضد الشعب
الفلسطيني، حيث استهدف العدوان كل مقومات الحياة، من المساكن والبنية التحتية إلى
الخدمات الأساسية، مع تجاهل كامل للقوانين الدولية والحقوق الإنسانية. ويبرز الوضع
أن الاحتلال يسعى إلى إبقاء القطاع في حالة أزمة وكارثة مستمرة، وعدم السماح بعودة
الحياة الطبيعية، بما يشكل انتهاكاً صارخاً للسيادة الفلسطينية وحقوق المدنيين.
في المقابل لم يقم المجتمع الدولي، وعلى الرغم من الاتفاقات المعلنة، بدوره بشكل فعلي لفرض التزام الاحتلال بوقف إطلاق النار وفتح المعابر الإنسانية، مما يترك الفلسطينيين في قطاع غزة تحت رحمة الاحتلال ويدفعهم إلى الاعتماد على قدراتهم الذاتية والصمود المستمر لمواجهة التحديات اليومية.
في السياق يعاني القطاع الصحي والإنساني في غزة من ضغوط هائلة، حيث أن المستشفيات والمراكز الطبية تعمل بأقصى طاقتها، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، في وقت يزداد فيه عدد الجرحى والمرضى الذين يحتاجون إلى الإجلاء والعلاج خارج القطاع، وفي ظل هذه الظروف، يُظهر الفلسطينيون صموداً استثنائياً أمام آلة القتل الصهيونية، مؤكدين على حقهم في الحياة والحماية، ورفضهم الانكسار تحت وطأة العدوان المستمر.
المشهد النهائي لما يجري في غزة اليوم يؤكد أن الاحتلال الصهيوني، بالرغم من اتفاقات وقف العدوان الظاهرية، يواصل انتهاكاته اليومية بحق المدنيين مستهدفاً الحياة والبنية التحتية، ومستمراً في سياسة التدمير المنهجي التي تشكل جريمة حرب واضحة.
وتستمر المعاناة الإنسانية في تصاعد، في ظل صمت المجتمع الدولي الجزئي، وعدم القدرة على ممارسة ضغط فعلي على الاحتلال، مما يجعل الفلسطينيين في غزة في مواجهة مباشرة مع آلة العدوان الصهيونية، مجبرين على الصمود ومقاومة سياسة التدمير المستمرة.
الضفة على فوهة البركان
على الرغم من ما يروج له العالم عن وقف العدوان على قطاع غزة، إلا أن الحقيقة على الواقع تقول إن الفلسطينيين لا يزالون يعيشون تحت نير الاحتلال الصهيوني، في غزة والضفة الغربية على حد سواء.
في مقابلة خاصة على قناة المنار.. الشيخ نعيم قاسم يؤكد جاهزية المقاومة لتجاوز كل التحديات الداخلية والخارجية والإقليمية
متابعة خاصة | المسيرة نت: قدّم الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم رؤية شاملة لمسار المقاومة وأولويات الحزب خلال الفترة المقبلة، راسماً بعضاً من ملامح المرحلة بمواقف مفصلية حول منهجية المقاومة، وإدارة المعارك العسكرية والسياسية ومواجهة التحديات والضغوط.-
12:26صحة غزة: تقرر دفن 41 جثمانا لأسرى فلسطينيين مجهولي الهوية ضمن صفقة التبادل في مقبرة جماعية
-
12:22سرايا القدس-كتيبة جنين: فجرنا عبوة ناسفة أرضية معدة مسبقًا في مسار التعزيزات العسكرية المقتحمة لبلدة عنزا وأعطبنا آلية عسكرية
-
11:52خليل الحية: طوفان الأقصى وما بعد السابع من أكتوبر كان مقدمة لنيل شعبنا الفلسطيني لحقوقه
-
11:52خليل الحية: العدو كان يريد تهجير شعبنا وإنهاء القضية الفلسطينية لكن ثبات شعبنا ومقاومته أفشل مخططات العدو الصهيوني
-
11:52رئيس حركة حماس بغزة د. خليل الحية: نحيي شعبنا لصبره وثباته وتقديمه نموذجا في التضحية والفداء أمام أعتى قوى الظلم والجبروت
-
11:24بن حبتور: ينبغي علينا كمسوؤلين الالتفات والاهتمام بأسر وعوائل الشهداء