في مقابلة خاصة على قناة المنار.. الشيخ نعيم قاسم يؤكد جاهزية المقاومة لتجاوز كل التحديات الداخلية والخارجية والإقليمية

متابعة خاصة | المسيرة نت: قدّم الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم رؤية شاملة لمسار المقاومة وأولويات الحزب خلال الفترة المقبلة، راسماً بعضاً من ملامح المرحلة بمواقف مفصلية حول منهجية المقاومة، وإدارة المعارك العسكرية والسياسية ومواجهة التحديات والضغوط.

وفي مقابلة خاصة على قناة المنار بمرور عام على توليه قيادة الحزب، أوصل الشيخ نعيم قاسم جملة من الرسائل القوية، والتي تؤكد أن المقاومة اللبنانية قد تمكنت من تجاوز كل الصعاب التي واجهتها طيلة الفترة الماضية عقب استشهاد القادة، وأنها باتت في جاهزية لكل السيناريوهات المتوقعة.

وفي المقابلة، أكد الشيخ نعيم قاسم أن "المقاومة بالنسبة لنا هي منهج لكل الحياة ولا ترتبط بأرباح تكتيكية ولن نتخلى عن المقاومة بمجرد تحقيقها"، مضيفاً أن "نحن لا نتعب ومن غير الطبيعي الذهاب للاستسلام بسبب التعب، وكل مسيرة حزب الله صلبة ومستمرة"، ما يعكس استراتيجية الحزب في الحفاظ على استمرارية المقاومة وتحقيق أهدافها بعيداً عن الاعتبارات الآنية أو الضغوط المؤقتة.

وزاد الشيخ قاسم في هذا الصدد: "مطمئن في قيادة حزب الله وأنا لست وحيداً والحزب يضم الشورى والقيادات والمجاهدين والشعب"، لافتاً إلى أن "إنجازات معركة أولي البأس هي إنجازات الحزب مجتمعاً بقادته وقياداته ومجاهديه".

وفي ما يتعلق بإدارة المعارك، أوضح الشيخ قاسم: "لم أقبل أن أذهب إلى إيران خلال الحرب لاعتبار أخلاقي شخصي واعتبار ميداني في إدارة المعركة"، مضيفاً أن "حزب الله كان يدير المعركة بقيادته وقياداته والشورى وبمتابعة من المجاهدين والمجاهدات وكل العاملين"، مؤكداً دعم الإمام الخامنئي، قائلاً: "الإمام الخامنئي قدّم كل أشكال الدعم وكان عنده متابعة تفصيلية لمجريات المعركة ونتائجها ومستوى الحاجات".

وفي سياق العمليات العسكرية الدقيقة، ذكر الشيخ قاسم أن "استهداف منزل نتنياهو حصل بفعل استخباري دقيق وقصف (تل أبيب) تم بناء على قرار سياسي"، مشيراً إلى أنه "كان هناك انضباط كبير من قيادة المقاومة، والهدف إيلام العدو، وكان يمكن أن يستمر لو استمرت الحرب".

وألمح إلى أن المقاومة كانت قادرة على الوصول للمجرم نتنياهو بقوله: "جولة تل أبيب الاستثنائية يوم الأحد كانت ستتكرر لو طالت الحرب، وهي تعكس ترابط بين المستوى السياسي والجبهة"، الأمر الذي يشير إلى أن في جعبة حزب الله المزيد من المفاجآت التي تنتظر العدو الصهيوني إذا ما أصر على العودة إلى مربع التصعيد الشامل.

وحول الدولة اللبنانية وملف الدفاع، شدد الشيخ قاسم على أنه "مع عدم قدرة الجيش اللبناني على مواجهة العدو يجب أن يكون هناك مقاومة شعبية، وأن يكون هناك تنسيق بينهما"، مضيفاً أن "الدولة اللبنانية تقرر كيف تريد العمل في الداخل للتعامل مع السلاح وغير السلاح، ولا علاقة للكيان الصهيوني".

وأوضح أن حزب الله "يتصدى بشكل كبير بما يقدر عليه وقد أعان 350 ألف أسرة بالترميم والإيواء"، وأن "مسؤولية إعادة الإعمار هي على عاتق الدولة، وعليها أن تبدأ بالمقدار الذي تستطيع للبدء بعملية الإعمار".

وحذر الشيخ قاسم من التهاون مع الكيان، قائلاً: "إذا لم نرد على (إسرائيل) ستتوسع وتسيطر وتقضي على الأجيال القادمة"، و"لا عزّ في المنطقة إلا ببركة المقاومة"، في إشارة إلى أن الحزب جاهز للردع في الوقت المناسب، نظراً للاعتبارات المحيطة، وفي مقدمتها الحراك السياسي الداخلي الذي يحركه العدو الأمريكي.

ونوّه الشيخ قاسم إلى أن "الناس هم الرقم واحد في المعركة قبل الأمين العام والمقاومين، وعندنا أناس لا يوجد مثلهم في العالم"، وأن "لسنا من يفعل الحرب بل يُعتدى علينا ونحن حالة دفاعية، ونواجه عدواً يسعى لإبادتنا ويحتل الأرض"، وهو ما يعزز حقيقة استعداد حزب الله لكل خيارات المرحلة القادمة، سيما وأن الشيخ قاسم تطرق ضمنياً إلى انتظار ما ستؤول إليه الأمور مع الحكومة اللبنانية.

وفيما يخص العلاقات السياسية المحلية، أشار الشيخ قاسم إلى التنسيق مع الرئيس بري قائلاً: "العلاقة مع الرئيس بري ممتازة جداً، وخلال العدوان كان هناك تنسيق دائم، وفي كل المحطات كنا على رأي واحد"، و"بعد سنة على الاتفاق، التنسيق بيننا وبين الرئيس بري هو على أعلى المستويات ومحل حسد من الآخرين"، مؤكداً أن "نحن والرئيس بري نحمل نفس المبادئ العامة، ولذلك يجب أن نعمل مع بعضنا"، فيما تشير هذه التصريحات إلى أن الجبهة السياسية للمقاومة اللبنانية ما تزال تحتفظ بشيء من التماسك الداخلي وسط التحريض العلني الذي يدلي به عدد من مسؤولي الحكومة اللبنانية بإيعاز أمريكي وسعودي.

وفي الملف الإقليمي والاستراتيجي، أكد الشيخ قاسم أن "حزب الله مشروع استراتيجي متكامل وقرار الإسناد كان صائب"، مشيراً إلى أن "وجود السلاح حق مشروع للدفاع عن وطننا وعن وجودنا، ولا فصل بين وجودنا ووجود وطننا".

وزاد الشيخ قاسم من الرسائل المؤكدة على ثبات موقف المقاومة اللبنانية وامتلاك حزب الله كل ما يمكنه للعودة مجدداً لإسناد غزة، حيث أكد في خضم المقابلة قائلاً: "قرار المشاركة في معركة الإسناد كان في محله، ولو تكرر الأمر لكررناه لاعتبارات سياسية وأخلاقية وإيمانية"، متابعاً حديثه: "حزب الله الذي كان قائده سيد شهداء الأمة متأصل وثابت، ولا أحد سيسلم الراية لصاحب الأمر والزمان إلا نحن".

وأضاف: "الذي يمتلك الإرادة ويتوكل على الله لن تنقطع به السبل وسيظل يجد السبل من أجل الاستمرارية"، و"احتمال الحرب موجود، ولكن ليس مؤكداً، وهذا عائد لحساباتهم".

وتمثل هذه الكلمات رسائل إضافية أكد من خلالها الشيخ نعيم قاسم أن الحزب فعلاً قد يخوض معركة كربلائية وفق تعبيره في خطاب سابق، ما يعني أن المقاومة ستستميت دفاعاً عن سلاحها ومبادئها وموقفها المساند للشعب الفلسطيني.

واختتم الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مقابلته بالتأكيد على بذل كل الجهود للحفاظ على المقاومة، قائلاً: "نحن مقاومة، ونقول أمام العالم كله، لو بقي لدينا أظافر فقط، ولو عصا، سنظل مقاومة ولن نتوقف"، معتبراً أن "شهادة السيد حسن نصرالله أعطت زخماً إضافياً للمجاهدين الذين قدّموا نموذجاً غير عادي وأسطورياً، ورسموا معركة البأس الذي سيستمر إلى يوم القيامة".

وبهذه الرسائل وغيرها، يتضح للجميع أن حزب الله بقيادة الشيخ نعيم مستمر في مسار المقاومة كخيار استراتيجي لا رجعة فيه، وحريص على التنسيق السياسي الداخلي والتوازن الإقليمي، بينما يضع في المقابل الكيان الصهيوني والداعمين الإقليميين له تحت حساب الردع واليقظة الدائمة.