ريمة.. مبادرات مجتمعية تكسر العزلة وتفتح شرايين الحياة لقرى بلاد الطعام
آخر تحديث 25-10-2025 11:46

تقرير | هاني أحمد علي: في أعالي جبال ريمة الشاهقة، حيث تتراكم صعوبات الحياة وتتعمق العزلة، سطر أهالي مديرية بلاد الطعام، وتحديداً منطقة درحان، فصلاً جديداً من الكفاح والإرادة، مؤكدين أن الحاجة أم الاختراع وأن الإرادة هي مفتاح النجاح. فبمبادرات مجتمعية خالصة، وبجهود ذاتية فاقت التوقعات، نجحوا في شق وتعبيد ثلاث طرق فرعية كانت بمثابة شرايين حياة مفقودة، منهين عقوداً من المعاناة تحت وطأة "حرمان شامل".

 هذه المبادرات، التي نفذت بتعاون نوعي بين الأهالي ووحدة التدخلات المركزية ومؤسسة بنيان التنموية، لم تكن مجرد مشاريع طرق؛ بل كانت بيعاً غالياً لأثمن ما يملكون لشراء "الحياة الجديدة".

ويكشف عبد الكريم عبد الله أحمد سليمان، مسؤول المبادرات الثلاث في ريمة، حجم المأساة التي كانت تعيشها القرى المستفيدة، مؤكداً أن هذه المناطق كانت "محرومة بشكل كلي" من الطرقات. واصفاً الواقع قائلاً: "كانوا يعانون معاناة شديدة، كل شيء يُنقل على الظهور وعلى الحمير... لم تكن السيارة تصل إلى هذه القرى بأجمعها."

هذا الحرمان، خاصة في الحالات المرضية الحرجة، كان يعني حكماً قاسياً على الأهالي، وهو ما دفع أبناء المنطقة إلى تحويل الألم إلى عمل، عبر حملات توعية قوية أثمرت استجابة غير مسبوقة.

وأشار سليمان في لقاء مع قناة المسيرة، اليوم السبت، ضمن برنامج نوافذ، فقرة "مجتمع العطاء"، إلى أن الجهود الجبارة شملت ثلاثة مشاريع طرق رئيسية، استغرق العمل فيها أكثر من شهر ونصف في بعض المسارات، ليصبح إجمالي التكلفة التقديرية (شاملة الغُرم المجتمعي وإيجار المعدات) ما يزيد عن 32 مليون ريال:

1. طريق الجبل ومحلاتها (شق جديد):

الطول: يزيد عن 1200 متر.

التكلفة التقديرية: أكثر من 10 ملايين ريال يمني.

الدعم الرسمي: 1500 لتر من الديزل (من وحدة التدخلات ومؤسسة بنيان).

العمل: تمثل في شق طريق جبلي جديد بشكل كامل، ما يتطلب جهداً هائلاً في حفر ونحت الصخور.

 

2. طريق نقيل ومحلاتها (تعبيد وتهيئة):

الطول: حوالي 1500 متر (كيلو ونصف).

التكلفة التقديرية: تجاوزت 10 ملايين ريال.

الدعم الرسمي: 60 كيس من الأسمنت (لإنشاء عبارات السيول لضمان استدامة الطريق).

المميز: قامت المبادرة على جهود ذاتية بامتياز، قادها عدد قليل من أبناء القرية الشرفاء لا يتجاوز عددهم أربعة أشخاص، ثم تكاتف حولهم المجتمع.

 

3. طريق الرباط والجبوب ومحلاتها (تعبيد وإنشاء عبارات):

الطول: 3 كيلومترات.

التكلفة التقديرية: تزيد عن 12 مليون ريال.

الدعم الرسمي: 60 كيساً من الأسمنت (لبناء عبارات السيول وتعبيد الطريق).

الهدف: شق هذا الطريق الجبلي إلى قراهم وتعزيزه لعبور مستدام.

 

وأوضح مسؤول المبادرات الثلاث، أن النقطة الفاصلة في هذه المبادرات هي حجم التضحية المجتمعية، ففي الوقت الذي قدمت فيه السلطة المحلية ومؤسسة بنيان دعماً رمزياً يتمثل في كميات من الديزل والأسمنت، كان العبء الأكبر على كاهل المواطنين.

وأكد أن الاستجابة كانت قوية من المواطنين الذين لجأوا إلى بيع ممتلكاتهم الخاصة لسد الفجوة التمويلية، مضيفاً: "قام بعضهم ببيع بعض الأبقار والأغنام والمجوهرات، وفي بعض المغتربين من الخارج دعموا بالذي استطاعوا عليه"، كما كان التفاعل على صعيد الأيادي العاملة غير مسبوق، حيث عمل أبناء القرى الثلاث "ليل ونهار بجد وعزيمة وإصرار غير مسبوق"، ما شكل الرافد الأساسي لنجاح هذه المبادرة التي لولا هذا التكاتف ما أمكن تنفيذها.

ولفت سليمان إلى أن بعد اكتمال هذه الإنجازات، بدأت الثمار تُقطف على الفور، فبالنسبة للأهالي، لم تعد الحياة كما كانت، وعن التحول الاجتماعي والاقتصادي، مؤكدا أن الأمل عاد ليُزرع من جديد، عادت الحياة وكأن الناس ولدوا من جديد.. الخدمات أصبحت سهلة.

وبين أن الأهم من ذلك، أن المبادرات ساهمت في عكس الهجرة الداخلية، حيث "عادت بعض الأسر التي كانت قد نزحت بسبب عدم وجود الطرقات"، وبذلك أصبحت الطرق الجديدة لا تمثل مجرد ممر للمركبات، بل "بوابة للخدمات" وتخطيط لإعادة التهيئة للعودة المستدامة إلى الريف.

وعلى الرغم من وجود المدارس والوحدات الصحية في القرى، إلا أن مسؤول المبادرات الثلاث يشير إلى التحدي الأكبر الذي يواجه استدامة الحياة في المنطقة، وهو مشروع المياه، مبيناً أن المنطقة تعاني من شح المياه عند عدم نزول الأمطار، لذلك، يجري الآن العمل على توعية المجتمع والتخطيط لـ"مشروع مياه الذي سيكون الرافد الأساسي، ولإعادة الحياة بشكل كامل ومائة بالمائة للمنطقة." فمشروع المياه إذا تحقق، هو الضامن لعودة الأسر النازحة واستمرار الحياة بزخمها.

تعد محافظة ريمة، بهذه المبادرات، أنموذجاً وطنياً في التخفيف من معاناة المواطنين، وتؤكد أن شراكة المجتمع والإرادة الذاتية هي الطريق الأوحد للتغلب على قسوة الجغرافيا وتحديات الحصار.














ضباط أمريكيون وإماراتيون وإسبان في الساحل الغربي للإشراف على جاهزية المقاتلين المرتزقة
وصل عدد من الضباط الأمريكيين والإسبان برفقة ضباط إماراتيين إلى الساحل الغربي، في إطار التعاون بين الخائن طارق عفاش والتحالف الغربي والكيان الصهيوني، في مواجهة القوات المسلحة اليمنية، في محاولة اثناءهم عن أداء واجبهم الأخلاقي والإنساني في دعم واسناد غزة ومقاومتها الباسلة.
مادورو: أمريكا تختلق ذرائع كاذبة لتبرير حرب أبدية ضد فنزويلا
شن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو هجوماً لاذعاً على الولايات المتحدة، متهماً إياها باختلاق ذرائع كاذبة لتبرير تصعيد عسكري في المنطقة، وذلك عقب إعلان إدارة الرئيس الأمريكي ترامب عن تعزيزات عسكرية أمريكية في منطقة البحر الكاريبي.
الأخبار العاجلة
  • 14:31
    حماس: تصاعد هجمات المستوطنين الوحشية التي تستهدف أراضي المزارعين تمثل سياسة إرهاب منظمة
  • 13:36
    وزارة الصحة بغزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 68,519 شهيدًا و170,382 جريحا منذ بدء العدوان على غزة
  • 09:14
    مصادر فلسطينية: آليات العدو تطلق نيرانها شرقي مخيم جباليا شمالي قطاع غزة
  • 09:13
    مصادر فلسطينية: زوارق العدو الحربية تطلق نيرانها في بحر غزة
  • 09:13
    رويترز: كبير المفاوضين التجاريين الصينيين ونائب رئيس الوزراء يصلان للعاصمة الماليزية لإجراء محادثات تجارية مع الولايات المتحدة
  • 06:18
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تعتقل مواطنا عقب مداهمة منزله خلال اقتحام ضاحية شويكة شمال طولكرم