بين التواطؤ الأمريكي والتطبيع العربي.. استهداف حقول الزيتون مسار صهيوني لإلغاء الدولة الفلسطينية
خاص | منصور البكالي| المسيرة نت: في صباحٍ هادئ من أيام موسم قطف الزيتون، كانت قرية فلسطينية في الضفة الغربية تستعيد ذاكرة الحصاد والدفء العائلي، قبل أن يدوّي صراخ امرأة تهتف "اليهود قدموا "، معلنة لحظة التحوّل من موسم الرزق والبركة إلى مشهد عنفٍ واستباحة.
خلال أسبوعين فقط من انطلاق الموسم، سجّلت الجهات الفلسطينية أكثر من 159 اعتداءً نفذتها عصابات المستوطنين المدعومة من جيش العدو الصهيوني، بزيادةٍ تقارب 13% عن العام الماضي، فيما دمّر المستوطنون وجرافات العدو أكثر من عشرة آلاف شجرة زيتون عام 2024م، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
هذا الموسم، الذي يشكل نحو 14% من
الإنتاج الزراعي الفلسطيني ويؤمّن مصدر رزقٍ لأكثر من 60 ألف عائلة، تحوّل إلى
ساحة مواجهة مفتوحة، بوجه شيوخ ونساء وأطفال يتعرضون للاعتداءات في الحقول التي
كانت حتى الأمس القريب مسرحاً للعمل الجماعي والكسب المفعم بالهوية والضاربة جذور
التاريخ الفلسطيني أب عن جد وكابر عن كابر.
في هذا السياق يقول الخبير في شؤون
العدو الصهيوني الأستاذ عادل شديد إن ما يجري جزء من خطة منظمة، هدفها "قطع
الصلة العضوية بين الفلسطيني وأرضه"، فشجرة الزيتون اليوم تُستهدف لكونها
مورداً اقتصادياً، ورمزٌ وطنيٌّ متجذّر في الوعي الجمعي الفلسطيني.
المغتصبون الصهاينة يستهدفون موسم الزيتون لطمس رمزية الأرض والصمود الفلسطيني[
]
🔹 عادل شديد - خبير بالشؤون الإسرائيلية pic.twitter.com/V7BomyEQB3
ويضيف في حديثة لقناة "المسيرة"
مساء اليوم، أن ثمة "سباقاً محموماً بين المستوطنين الصهاينة وبعض القوى
العسكرية الصهيونية لفرض وقائع جديدة على الأرض"، ضمن سياسة تمهّد لضمٍّ واحتلال
كامل وفعلي للضفة الغربية.
في مشهدٍ يلخص المأساة، كانت المسنّة
الفلسطينية عفاف أبو عليا من قرية قرب رام الله تستعد لجمع الزيتون مع أحفادها،
حين باغتها المستوطنون واعتدوا عليها بالضرب المبرح، وسط صراخ النساء واستغاثات
الأهالي، في جريمة حرب وجودية مكتملة الأركان، تختصر واقع المزارعين الفلسطينيين
الذين يواجهون منظومة أجرام مركبة، وتطهير عرقي بنفس عنصري ووحشية استعمارية
مكشوفة للعالم، يحميها الجيش ويموّلها
اليمين المتطرف في كيان العدو الغاصب وحكومته المزعومة، بينما يغضّ العالم الطرف،
عن كل ما يجري من جرائم ومصادرة للحقوق بحق شعب حر وثابت على أرضه منذ الأزل.
بدروه يرى رئيس المؤتمر الشعبي
الفلسطيني عمر عساف أن ما يجري هو "تبادل أدوارٍ ممنهج" بين قطعان المستوطنين
الصهاينة وجيش الكيان المؤقت، إذ ينفذ المستوطنون الاعتداءات بينما يتكفّل الجيش
بتوفير الغطاء الأمني والسياسي الكامل.
منظومة العدو الصهيوني الثلاثية تستهدف #الضفة_الغربية وتقطع أوصالها عبر الاستيطان المنفلت والاعتداءات المنظمة[
]
🔹 عمر عساف - منسق المؤتمر الشعبي الفلسطيني pic.twitter.com/9F5XBolmtY
ويضيف عساف في حديثه لقناة المسيرة
أن الضفة الغربية اليوم تواجه ثلاثية عدوان متكاملة: قاعدتها المستوطنون، وذراعها
جيش العدو، وغطاؤها الحكومة الصهيونية التي تمضي بثبات نحو تنفيذ مشروع الضم
الكامل للضفة المحتلة.
ويشير إلى أن ما يجري من مصادرةٍ للأراضي
وتجريفٍ للأشجار وتقطيعٍ للأوصال يهدف عملياً إلى إلغاء أي إمكانية لقيام دولة
فلسطينية ذات سيادة أو تواصل جغرافي.
تزامن هذا التصعيد الميداني مع
خطواتٍ تشريعية داخل ما يسمى بـ "الكنيست الصهيوني"، كان أبرزها مشروع
قانون "فرض السيادة على الضفة الغربية"، الذي جرى تمريره بالتوازي مع وصول
زيارات مكثفة لمسؤولين أمريكيين إلى كيان العدو، في ما اعتبره مراقبون مؤشراً
واضحاً على دعم واشنطن العميق للمشروع الاستيطاني رغم تصريحاتها العلنية المتحفظة.
ويؤكد عادل شديد في هذا الصدد أن
توقيت هذه الخطوات مدروساً بدقة ، ويرتبط بالمنافسة داخل معسكر اليمين الصهيوني مع
اقتراب الانتخابات، حيث يسعى مجرم الحرب بنيامين نتنياهو إلى استثمار مشروع الضم
لتعزيز موقعه أمام شركائه الأكثر تطرفاً، وتقديم نفسه كزعيم “براغماتي” مقبول لدى
واشنطن، والداخل الصهيوني، دون أن يوقف زحف الاستيطان.
أما الإدارة الأمريكية – كما يوضح
شديد – فتعتمد سياسة "التواطؤ المنظم"، إذ لا تعارض الضم من حيث المبدأ،
لكنها تدير الخلاف مع نتنياهو شكلياً فقط، لتجنب الحرج أمام بعض الأنظمة العربية
التي تواصل خطوات التطبيع مع كيان العدو.
فيما يضيف عساف حول هذه الجزئية، أن
الولايات المتحدة "سحبت عملياً اعتراضها السابق على ضم الضفة"، وأن
دعمها للمشروع الاستيطاني هو ثابت استراتيجي منذ تأسيس الكيان الغاصب، مشيراً إلى
أن المصطلحات التي يستخدمها قادة العدو، مثل ما يسمونه بـ "يهودا
والسامرة" وبـ "إسرائيل الكبرى"، تعبّر عن عقيدة توراتية مزيفة
تُترجم على الأرض من خلال سياسات التهويد والتوسع، وتهدف في النهاية إلى القضاء
الكامل على فكرة الدولة الفلسطينية.
وبحسب عساف يرتبط مشروع الضم أيضاً
بمسار التطبيع العربي المتسارع، وخصوصاً مع النظام السعودي الذي يبرر خطواته
بالحديث عن “الدولة الفلسطينية”، فيما تؤكد الوقائع أن المقصود كيان هزيل بلا
سيادة ولا تواصل جغرافي، مؤكداً أن ما يسمى بـ "المبادرة العربية للسلام"
التي نصت على "الدولة أولاً ثم التطبيع" انقلبت تماماً، إذ سبقت بعض
الأنظمة العربية التطبيع دون قيام أي دولة فلسطينية، وهو ما لم يكن ليحدث لولا ضوء
أخضر سعودي وأمريكي.
اقتصادياً، يمثل استهداف الزيتون
ضربة موجعة للنسيج الريفي الفلسطيني، فالقطاع يوفر عشرات الآلاف من فرص العمل
ويشكل ركيزة أساسية في الاقتصاد الزراعي، وتدمير الأشجار أو منع الوصول إلى الحقول
يعني خسائر فورية للمزارعين وإضعافاً طويل الأمد لاقتصاد القرى ولثقة الناس
بقدرتهم على الصمود، فضلاً عن الأثر النفسي العميق، إذ تحوّل موسم الزيتون من
مناسبة اجتماعية وعائلية إلى موسم خوفٍ واعتداء، يدفع كثيرين إلى النزوح من الريف
أو هجر الزراعة، خشية التعرض للضرب والسجن والقتل والمصادرة.
تلاقي الأجرام الميداني مع مشاريع
القوانين الاستيطانية والزيارات الأمريكية يجعل من موسم الزيتون مرآةً لمستقبل
الضفة الغربية، حيث تتكامل الأذرع العسكرية والتشريعية والسياسية لفرض واقع الضم
التدريجي، لتصبح فكرة الدولة الفلسطينية أقل واقعية، فيما تتزايد احتمالات
المواجهة الشعبية وتصاعد المقاومة في وجه كيان العدو الصهيوني الغاصب.
ما يجري في موسم الزيتون هذا العام مشهدٌ
مكثف لمعركة أوسع على الأرض والهوية والذاكرة، واختبار حقيقي لإرادة الفلسطينيين
في مواجهة مشروع اقتلاعٍ متكامل الأركان، تشارك فيه السياسة والسلاح والدين
الزائف.
وبرغم فداحة الخسائر، يظل صمود المزارع
الفلسطيني أمام جرائم قطعان المستوطنين الصهانية وجرافات العدو ودباباته وسجونه،
ووحشيته شاهداً على أن جذور الزيتون التي ترتوي بدماء الفلسطينيين، مع كل موسم
حصاد، أعمق من كل مشاريع الضم والاقتلاع، والاحتلال والاستعمار المؤقت، وأن الأرض
التي أنبتت زيتونها وزرعها ورباها وجناها الشعب الفلسطيني منذ قرون قادرة على
إنبات واستنهاض الحرية والكرامة وتفجير القوة والعزم والجهاد في سبيل الله من جديد
حتى تحقيق النصر، وتطهير الأرض المقدسة من دنس الغزاة المحتلين ورجس اليهود
الغاصبين، وقلع عروش الطغاة والعملاء والخونة والمطبعين إلى مزبلة التأريخ، ويبقى
الزيتون وظله وثمرة وتربته وهواه ومزارعوه وجانوه فلسطيني إلى الأبد.
هادي عمار: التحركات الطلابية ردّ عملي على الإساءة للقرآن ومواجهة لقوى الاستكبار
المسيرة نت| خاص: شهدت اليمن تحركات شعبية وتربوية واسعة في المدارس والجامعات والمعاهد، استجابة لدعوة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، نصرةً للقرآن الكريم ورفضًا للإساءات المتكررة له.
كيف تحولت الخطابات المعادية للإسلام إلى سياسة رسمية في الغرب؟
المسيرة نت| محمد ناصر حتروش: تشهد الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية تصاعدًا متسارعًا في الخطاب المعادي للإسلام والمسلمين، حيث تحول التحريض من تصريحات فردية إلى سياسات رسمية متكاملة تشمل الإعلام والبرلمان والإجراءات القانونية.
كيف تحولت الخطابات المعادية للإسلام إلى سياسة رسمية في الغرب؟
المسيرة نت| محمد ناصر حتروش: تشهد الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية تصاعدًا متسارعًا في الخطاب المعادي للإسلام والمسلمين، حيث تحول التحريض من تصريحات فردية إلى سياسات رسمية متكاملة تشمل الإعلام والبرلمان والإجراءات القانونية.-
05:29رويترز: إدارة ترامب بدأت إجراءات إخطار الكونغرس لبيع أسلحة إلى تايوان بقيمة إجمالية تبلغ 11.1 مليار دولار
-
05:04المستشار الألماني ميرز: لو لم نقم نحن وغيرنا بدعم دولة "إسرائيل" عسكرياً في العقود الأخيرة، لما كانت دولة "إسرائيل" موجودة اليوم
-
03:37مصادر فلسطينية: قوات العدو تعتقل شابين خلال اقتحام بلدة حجة شرق مدينة قلقيلية
-
03:16الرئيس الفنزويلي: كل الضرر الذي تحاول الإمبريالية الأمريكية إلحاقه بوطننا يتحول إلى إرادة لا تقهر للقتال من أجل مجتمعنا
-
03:15الرئيس الفنزويلي: الولايات المتحدة تريد فرض حكومة تكون دمية بيدها ولن تدوم أكثر من 48 ساعة وفنزويلا لن يتم استعمارها أبداً وسنواصل تجارة جميع منتجاتنا مع العالم
-
03:15الرئيس الفنزويلي: فنزويلا حققت أعلى مستوى من الوحدة الوطنية عبر احترام السيادة والاستقلال والحق في السلام والحياة