الطوفان فلسطيني والإسناد يمني
آخر تحديث 07-10-2025 17:08

الموقفُ اليمني الفعلي أعاد رسمَ خارطة الصراع، وأثبت أن الإرادَةَ الشعبيّة والمقاومة العابرة للحدود قادرةٌ على كسر أُسطورة "الجيش الذي لا يُقهر"، وفرض معادلات جديدة في مقارعةِ التحديات الكُبرى.

*****************************

        

في الذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى، تتجدّد الأسئلة حول تداعيات هذا الحدث المفصلي في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي اندلع في السابع من أُكتوبر 2023، حين شنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، هجومًا واسعًا على المغتصبات المحيطة بقطاع غزة، في عملية وُصفت بأنها غير مسبوقة من حَيثُ الحجم والتخطيط والمفاجأة.

وقد شكّلت هذه المعركة نقطة تحول في طبيعة المواجهة؛ إذ كسرت نمط الاشتباك التقليدي وأدخلت كيان العدوّ الإسرائيلي في حالة من الصدمة العسكرية والسياسية، ما دفعها إلى شن حرب ضارية على قطاع غزة استمرت لعامين ولا زالت، وأسفرت عن ربع مليون من الضحايا المدنيين ودمار واسع للبنية التحتية.

بعد عامين، لا تزال آثار المعركة ماثلة في الوعي الجمعي الفلسطيني، تُعد طوفان الأقصى تعبيرًا عن حالة الغضب المتراكم نتيجة الانتهاكات المُستمرّة في المسجد الأقصى، والحصار المفروض على غزة، وتوسع الاستيطان في الضفة الغربية.

وقد رأى فيها كثيرون محاولة لاستعادة زمام المبادرة في ظل انسداد الأفق السياسي وتراجع الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية.

أما في الجانب الإسرائيلي، فقد كشفت المعركة عن ثغرات أمنية واستخباراتية خطيرة، وأثارت جدلًا داخليًّا واسعًا حول أداء الحكومة والجيش؛ ما أَدَّى إلى تغييرات في القيادات العسكرية وتزايد الضغوط السياسية على الحكومة.

على المستوى الإقليمي، أعادت المعركة ترتيب أولويات العديد من الدول؛ إذ تباينت المواقف بين من أدان الهجوم ومن حمّل كيان العدوّ الإسرائيلي" مسؤولية التصعيد، بينما حاول البعض الحفاظ على توازن دبلوماسي وسط تعقيدات المشهد.

وقد أثرت المعركة على مسار التطبيع بين كيان الاحتلال والإبادة والاستباحة وبعض الدول العربية، حَيثُ تباطأت بعض المبادرات أَو أُعيد النظر فيها، في ظل تصاعد الغضب الشعبي العربي تجاه ما جرى في غزة.

كما ساهمت في إعادة تسليط الضوء على القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، رغم استمرار الانقسام في المواقف الغربية، بين دعم غير مشروط للكيان الإسرائيلي من بعض الدول، ومطالبات بوقف إطلاق النار والتحقيق في الانتهاكات من أُخرى.

اقتصاديًّا وإنسانيًّا، خلفت الحرب التي أعقبت طوفان الأقصى أزمة غير مسبوقة في غزة، حَيثُ دمّـرت آلاف المنازل والمرافق الحيوية، وتفاقمت معاناة السكان في ظل الحصار ونقص الإمدَادات الطبية والغذائية.

ورغم جهود الإغاثة، لا تزال عملية إعادة الإعمار تواجه تحديات كبيرة، في ظل غياب توافق سياسي داخلي فلسطيني، واستمرار القيود الإسرائيلية على دخول المواد الأَسَاسية.

في الذكرى الثانية، يبدو أن معركة طوفان الأقصى لم تكن مُجَـرّد حدث عسكري، بل لحظة فارقة أعادت تشكيل معادلات الصراع، وطرحت أسئلة عميقة حول مستقبل القضية الفلسطينية، وجدوى الحلول السياسية، وحدود القوة العسكرية في تحقيق الأمن والاستقرار.

وبينما يستمر الجدل حول نتائجها وتداعياتها، تبقى الحقيقة الأبرز أن المعركة كشفت هشاشة الوضع القائم، وأظهرت أن تجاهل الحقوق الفلسطينية لا يؤدي إلى السلام، بل إلى انفجارات متكرّرة تهدّد المنطقة بأسرها.

الإسناد اليمني يضع العدوّ في مهب الريح

وقد شكّلت عمليات الإسناد اليمنية لمعركة "طوفان الأقصى" نقطة تحول استراتيجية في مسار الصراع العربي-الإسرائيلي، حَيثُ تجاوزت حدود الدعم المعنوي إلى فعل عسكري مباشر ومؤثر، أربك حسابات الكيان الإسرائيلي وأحدث تداعيات واسعة على المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية.

فمنذ انطلاق المعركة في السابع من أُكتوبر 2023، تبنّى اليمن موقفًا واضحًا في دعم المقاومة الفلسطينية، مستندًا إلى عقيدة دينية ورؤية سياسية تعتبر القضية الفلسطينية جوهر الصراع مع المشروع الصهيوني.

هذا الموقف تُرجم إلى عمليات صاروخية وهجمات بالطائرات المسيّرة استهدفت العمق الصهيوني لا سِـيَّـما مدينة إيلات، بالإضافة إلى فرض حصار بحري على السفن المرتبطة بالكيان في البحر الأحمر؛ ما شكّل ضغطًا فعليًّا على حركة التجارة والملاحة "الإسرائيلية".

والانعكاسات الاقتصادية لهذا الإسناد كانت ملموسة؛ إذ سجّل الاقتصاد للكيان الإسرائيلي تراجعًا حادًا في مؤشرات النمو، وارتفع العجز المالي إلى مستويات غير مسبوقة بلغت 7.6 % من الناتج المحلي الإجمالي؛ أي ما يعادل نحو 40 مليار دولار.

كما أُغلق ميناء أم الرشراش المسمَّاة احتلاليًّا "إيلات" بشكل كامل، وتراجعت حركة المركبات فيه إلى الصفر، بعد أن كانت تستقبل مئات الآلاف سنويًّا.

قطاع السياحة هو الآخر تلقى ضربة قاسية، بانخفاض عدد السياح بنسبة تجاوزت 80 %، فيما أغلقت عشرات الآلاف من الشركات أبوابها، وتراجعت مؤشرات البورصة وقيمة العملة المحلية بشكل ملحوظ.

على المستوى العسكري، كشفت عمليات الإسناد اليمنية هشاشة المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، حَيثُ فشلت أنظمة "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود" و"حيتس" في اعتراض الهجمات اليمنية بشكل كامل، ما أظهر محدودية فعالية هذه الأنظمة أمام تهديدات غير تقليدية.

هذا الإخفاق الأمني عزّز من حالة الإرباك داخل الكيان، وأدى إلى تصاعد القلق الشعبي والسياسي، خَاصَّة في ظل استمرار العمليات لفترة طويلة وبوتيرة متصاعدة.

كما ساهمت هذه العمليات في تعزيز الروح المعنوية للمقاومة الفلسطينية، وأكّـدت أن الدعم العربي يمكن أن يتجاوز البيانات السياسية إلى فعل ميداني مؤثر.

أما على الصعيد الرمزي، فقد أعادت عمليات الإسناد اليمنية تعريف مفهوم التضامن العربي، وكسرت حالة الجمود التي سادت المواقف الرسمية لبعض الدول، لتُثبت أن الشعوب قادرة على فرض معادلات جديدة في الصراع، حتى في ظل الحصار والظروف الاقتصادية الصعبة.

اليمن، الذي يعاني من عدوان وحصار منذ أكثر من 10 سنوات، استطاع أن يقدّم نموذجًا فريدًا في الإسناد، مستندًا إلى إرادَة شعبيّة وقيادة ثورية ترى في فلسطين قضية مركزية لا تقبل المساومة.

هذا الموقف عزّز من مكانة اليمن في محور المقاومة، وفتح الباب أمام تحولات مستقبلية في موازين القوى الإقليمية.

في المحصلة، فَــإنَّ تأثير عمليات الإسناد اليمنية لمعركة طوفَـان الأقصى على الكيان الإسرائيلي لم يكن مُجَـرّد تأثير عابر، بل كان زلزالًا استراتيجيًّا أعاد رسم خارطة الصراع، وأثبت أن الإرادَة الشعبيّة والمقاومة العابرة للحدود قادرة على كسر أُسطورة "الجيش الذي لا يُقهر"، وفرض معادلات جديدة في زمن التحديات الكبرى.

السيد القائد: نحن على رصدٍ ومواكبةٍ مستمرةٍ للأحداث وفشل العدو أجبره على توقيع الاتفاق
خاص| المسيرة نت: اعتبر السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي - يحفظه الله - أن الاتفاق بشأن غزة يثبت فشلَ العدو الإسرائيلي وفشلَ داعمه الأمريكي في تحقيق الأهداف التي أرادوا أن يحسموها في هذه الجولة.
رئيس حركة حماس يُعلن التوصل إلى اتفاق لإنهاء العدوان على غزة وفق ضمانات من الوسطاء
متابعات| المسيرة نت: أعلن رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة ورئيس وفدها المفاوض، خليل الحية، التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يتضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار، مؤكداً أن الحرب انتهت بشكل تام وفق ضمانات من الوسطاء.
إيران تدعو جميع الأطراف إلى الحذّر من خداع العدوّ الصهيوني المستمر
إيران تدعو جميع الأطراف إلى الحذّر من خداع العدوّ الصهيوني
الأخبار العاجلة
  • 21:32
    خليل الحية: سنواصل العمل مع جميع القوى الوطنية والإسلامية استكمالاً لباقي الخطوات
  • 21:28
    خليل الحية: نتقدم بالتقدير العظيم لمن شاركنا الدم والمعركة من أمتنا في اليمن ولبنان والعراق والجمهورية الإسلامية في إيران
  • 21:28
    خليل الحية: تسلمنا ضمانات من الوسطاء والإدارة الأمريكية وأكدوا جميعاً أن الحرب انتهت بشكل تام
  • 21:28
    خليل الحية: سيجري إطلاق سراح 250 من الأسرى ممن حكم عليهم بالمؤبد و1700 من أسرى قطاع غزة
  • 21:27
    خليل الحية: نعلن اليوم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب والعدوان على شعبنا والبدء بتنفيذ وقف دائم لإطلاق النار
  • 21:27
    خليل الحية: تعاملنا بمسؤولية عالية مع خطة الرئيس الأميركي وقدمنا رداً يحقق مصلحة شعبنا وحقن دمائه
الأكثر متابعة