الوعي التاريخي في الإسلام: بين الحقائق الإلهية والتحريفات البشرية
العديدَ من المسلمين يتعاملون مع السُّنة النبوية والتراثِ التاريخي كأنهما مكملان أَو حتى -أحيانًا- بدائل عن القرآن وهو النص الذي لم يطلْه التحريفُ أَو التبديل؛ إذ حفظه اللهُ بنصٍّ صريح: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).
*****************************
الوعي التاريخي بين التبيين والتحريف
يمثل قضيةً حيوية ومعقدة في فهم التطورات الثقافية والدينية لأي مجتمع.
وفي السياق الإسلامي، تبرز هذه
القضية بشكلٍ خاص، حَيثُ نجد أن الفَهْمَ السائدَ للدين والسيرة النبوية قد تأثَّر
بشكلٍ كبير بروايات التاريخ الإسلامي المدونة، والتي كَثيرًا ما تعتمد على
الأحاديث والروايات التي جُمعت بعد عدة قرون من وفاة النبي محمد -صلى الله عليه
وآله وسلم-.
هذه الروايات، التي لم تُعرَض جميعُها
على محكّ النقد العقلي والبحث التاريخي المتجرّد، أصبحت مصدرًا رئيسيًّا للفقه
والفكر الإسلامي الحالي؛ ممَّا أَدَّى إلى ما يسمِّيه البعض "الإسلام
البشري"، في مقابل "الإسلام الإلهي" الذي يتجلّى في القرآن الكريم.
يُعدّ القرآن الكريم المصدرَ الأولَ
والأَسَاسي للدين الإسلامي، وهو النص الذي لم يطله التحريفُ أَو التبديل؛ إذ حفظه
اللهُ بنصٍّ صريح: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ
لَحَافِظُونَ).
ومع ذلك، فَــإنَّ العديدَ من
المسلمين يتعاملون مع السُّنة النبوية والتراثِ التاريخي كأنهما مكملان أَو حتى -أحيانًا-
بدائل عن القرآن.
وهذا يؤدي أحيانًا إلى الانزلاق في
التحريف أَو السوابق التاريخية التي قد لا تتطابقُ مع النص القرآني في روحه أَو غاياته
الكبرى.
في التاريخ الإسلامي، لعبت السياسةُ
دورًا كَبيرًا في توجيه وتشكيل الروايات الدينية؛ إذ سعى بعض المؤرِّخين إلى تلبية
رغبات الحكّام والنخب التي أرادت تحريف بعض الفصول من التاريخ وتقديمها بما يخدم
مصالحهم الخَاصَّة.
وقد نتج عن ذلك تشويشٌ في
المفاهيم الأصيلة للدين المحمدي، وعُزِّز من دور الإسلام كثقافةٍ سياسية بدلًا من
كونه رسالةً روحية وأخلاقية.
بعض الصحابة والتابعين كانوا أحيانًا
ضحيةً لهذه اللُّعبة السياسية، حَيثُ استُخدمت سيرتُهم وكلماتُهم لتبرير أجنداتٍ
سياسيةٍ بحتة، رغم أنهم قد لا يكونون شركاء في هذه التحريفات عن قصد.
هذا الوضعُ التاريخي المؤلم له
تبعاته الواضحة في الحاضر؛ إذ نجد مجتمعنا الإسلامي اليوم يعاني من اختلاطٍ في
المفاهيم وغياب الفهم العلمي المتجرّد للدين.
فعندما يُحاول أحدهم نقد رواياتٍ
تاريخية قد تتعارض مع نصوصٍ قرآنيةٍ صريحة، يتعرض للهجوم أَو حتى للاتّهام بالخروج
عن الملة.
هذا الموقف يعكس ضعف الوعي التاريخي
بين المسلمين، والخلط بين الإسلام كنصٍّ مقدس، وبين القراءات البشرية لهذا النص في
سياقاتٍ تاريخيةٍ قديمةٍ بمعاييرها ومتغيراتها.
إن مقاومة الإسقاطات البشرية على
مفهوم الدين أمرٌ حتمي للحفاظ على صدق التجربة الإيمانية.
وإن التوعية الحقيقية، وإزالة
التشويهات التي أُضيفت عبر الزمن، كفيلةٌ بإحياء الإسلام الإلهي السليم بعيدًا عن
النوايا والمؤامرات البشرية.
قد يكون الطريق طويلًا وشاقًا، لكنه
ضرورة لضمان أن تظل رسالة الإسلام نقيّة وغير محفوفة بالمصالح الضيقة والآراء
المشوّهة.
لذا، من الضروري أن نعيد النظر في
طرق تعليم التاريخ الإسلامي والسُّنة النبوية، وأن نتبنى أساليب نقديةً وعلميةً
قادرةً على التمييز بين النص المقدس والروايات التاريخية.
ولا يمكن أن ينفصل فهمنا للإسلام عن
جذوره القرآنية الأصيلة، التي يجب أن تبقى دائمًا المرجع الأَسَاسي الذي يوجّه
خطانا.
فالوعي التاريخي السليم لا يدور حول
معرفة ما حدث في الماضي فحسب، بل هو القدرة على تمييز الحقائق الدينية النقية من
الأباطيل والتحريفات، وتوظيف ذلك الفهم في تشكيل حاضرنا ومستقبلنا الديني والحضاري.
إن إعادة الاعتبار للقرآن الكريم
كمصدرٍ أَسَاس ومركزيٍّ في الفهم الديني هو السبيل الأوحد للتماس مع الحقيقة
الإلهية كما أُنزلت، ولتجنّب الانزلاق نحو إسلام يغلب عليه الطابع البشري
والتفسيرات القاصرة.
فعالية لحرائر شبام كوكبان بالمحويت بذكرى ميلاد الزهراء (عليها السلام)
المسيرة نت | المحويت: أقامت الهيئة النسائية بمديرية شبام كوكبان بمحافظة المحويت، اليوم الخميس، فعالية خطابية بذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، تحت شعار "الزهراء.. قدوة العصر في درب النصر".
بمشاركة أسرى محرَّرين: إطلاق الحملة الشعبية الدولية لتحرير الأسرى اللبنانيين
المسيرة نت | متابعات: أعلنت "هيئة ممثلي الأسرى والمحررين" في لبنان عن انطلاق الحملة الدولية لتحرير الأسرى اللبنانيين في سجون الاحتلال، بمشاركة واسعة من أسرى محرَّرين، وعشرات المنظمات العربية والأممية والحقوقية حول العالم.
مزهر يؤكد الثبات على حقوق الشعب الفلسطيني ويدعو لوحدة فلسطينية ونضال عربي لمواجهة المشروع الصهيوأمريكي
متابعة خاصة | المسيرة نت: شدد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر على تمسك الشعب الفلسطيني بخياره ومقاومته، مؤكداً أن المرحلة الحالية تمثل تحدياً وجودياً يتطلب وحدة الأرض والشعب والقضية، وأن سلاح المقاومة جزء من التوافق الوطني وليس أداة للعدو.-
19:42اليونيفيل: الهجوم الإسرائيلي على قواتنا أو بالقرب منها انتهاك خطير لقرار مجلس الأمن رقم 1701
-
19:41اليونيفيل: جنودنا تعرضوا لإطلاق نار من قبل "الجيش الإسرائيلي" أثناء قيامهم بدورية قرب منطقة سرده جنوب لبنان يوم أمس
-
19:38مصادر فلسطينية: قوات العدو تقتحم بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة
-
19:33مصادر لبنانية: قوات العدو الإسرائيلي تنفذ عملية تمشيط بالأسلحة المتوسطة باتجاه أطراف بلدة يارون جنوب لبنان
-
18:42جميل مزهر: نعاهد جماهير شعبنا بأنا سنبقى نحمل البوصلة التي لا تحيد وخط الدفاع المتقدم عن فلسطين في وجه مشاريع التهجير والتصفية
-
18:42جميل مزهر: نعاهد جماهير شعبنا العظيم في الوطن والشتات بأن نبقى أمناء لدماء الشهداء