مخاطر الخطة الأمريكية وتداعياتها على الهوية الفلسطينية
آخر تحديث 03-10-2025 02:36

خاص| المسيرة نت: حذر خبراء وقياديون فلسطينيون من خطة أميركية‑صهيونية تُعرَف بـ«وصاية القرن»، اعتبرها عدد من الأكاديميين والسياسيين محاولة منظمة لتمهيد إلغاء الهوية الوطنية الفلسطينية وإخضاع شعبنا لهيمنة إقليمية ودولية جديدة.

 واصفاً الخطة بأنها «جهنمية» و«مدروسة بطريقة شيطانية»، حيث اعتبر الدكتور محمد البحيصي أن الاتفاق بين إدارة الولايات المتحدة وقيادة كيان العدو الصهيوني وبمشاركة أطراف عربية وإسلامية وزنها متنوع يمثل تهديداً وجودياً للمشروع الوطني الفلسطيني، ويستهدف تفكيك بنية الشعب الفلسطيني وتعريته من حقوقه السياسية والتاريخية.

تفاصيل الخطة ومضمونها

شرح الدكتور محمد البحيصي، في حديثه لقناة المسيرة أمس الخميس، أن الخطة تقوم على ثلاث ركائز أساسية: القيادة الأميركية التي تموّلت وتدير الخطة، وكينونة كيان العدو الصهيوني كأداة مستفيدة مباشرة، وثالثاً مشاركة أطراف عربية وإسلامية قبلت أو باركت الصيغة المقترحة.

وأضاف أن الخطة تبدو ظاهرياً مركزة على قطاع غزة عبر واحد وعشرين بنداً، لكن جوهرها يتجاوز ذلك ليطال البنية الديموغرافية والسياسية الفلسطينية برمتها، بما في ذلك الضفة الغربية والقدس.

بحسب البحيصي، تحمل الخطة أهدافاً متداخلة، تتمثل في "القضاء على بنية المقاومة المسلحة أو تجريدها من سلاحها، وتغيير بنيوي في المجتمع الفلسطيني يؤدي إلى إضعاف الوعي الوطني، وإخراج أعداد من الفلسطينيين من أرضهم أو تجريدهم من صفة المواطنة السياسية، فضلاً عن فرض شكل من أشكال «الوصاية» أو الانتداب الجديد على أقاليم فلسطينية محددة.

واعتبر أن هذه الرؤية استحضرت ملامح أدوات التاريخ الاستعماري (كمفهوم الوصاية والانتداب) لتعيد إنتاج واقع جديد يضعف إمكانية قيام مشروع وطني فلسطيني قائم بذاته.

ولفت إلى أن مشاركة أطراف عربية وإسلامية في لقاءات مع إدارة ترامب، وإبداء بعض هذه الأطراف مواقف قبول أو تفاهمات شكلت ضلعاً ثالثاً في البناء التخطيطي للخطة، وجعلت من هذه الأطراف ورقة ضغط على الشعب الفلسطيني والمقاومات، لما تُمثله من نفوذ سياسي واقتصادي وإمكانات ممارسة ضغط على القضية.


 وأضاف أن إشراك دول مؤثرة يهدف إلى خلق غطاء إقليمي وسياسي للخطة ما يسهّل تمرير بنودٍ تمسُّ السيادة الفلسطينية.

من جهته، أكد القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أركان بدر رفضاً فلسطينياً موحّداً للخطة، ودعا إلى انعقاد هيئة قيادية مؤقتة تضم أميناء عامين للفصائل من أجل التنسيق والردّ الموحد وإغلاق الطريق أمام محاولات تفتيت الموقف الفلسطيني واستغلال الانقسام لصالح فرض بنود تمسّ القرار الفلسطيني.


 وشدّد على ضرورة أن يكون الرد سياسياً ووطنياً جامعاً يُعيد الأمور إلى الإطار الشرعي الفلسطيني والقرارات الدولية، ويمنع تحويل إدارة قطاع غزة إلى كيان تابع أو مُفصّل خارج الإرادة الوطنية.

مخاطر وتداعيات

ينبه المحللون إلى أن الخطة تُقدّم حلولاً مؤقتة بزمن محدّد، وتترك هامشاً واسعيـن لتنفيذ الشروط الصهيوأمريكي، قبل أن تُتاح للفلسطينيين إمكانية المراجعة أو الاعتراض، وهو ما يفتح المجال أمام فرض واقع جديد على الأرض يجافي قرارات الشرعية الدولية.

 كما يُحذّرون من احتمال استخدام بنود تبادل أسَرّ ووقفات عسكرية كغطاء لتمرير بنود طويلة الأمد تتعلق بتقسيم الجغرافيا السياسية الفلسطينية وإخضاع قراراتها لجهات خارجية.

تُشكّل «وصاية القرن» وفق قراءاتٍ فلسطينية عدة محاولةً لإغلاق ملف الحقوق الوطنية على قاعدة إدارة محلية أو دولية تخلو من الإطار الشرعي الفلسطيني أو المرجعية الوطنية، وتُعيد إنتاج تبعيات واستتباعات استعمارية تاريخية بصياغة معاصرة.

 وإذا ما قُبلت أجزاء من هذه الخطة، فإن النتائج لن تقتصر على فقدان مؤقت لحقوق سياسية، بل قد تمتد لأجيال قادمة عبر تغيّر البنية الديموغرافية والسياسية وانحسار مكانة القيادة الوطنية.

بالمقابل، فإن رفضاً فلسطينياً موحّداً وبناءً لموقف سياسي دبلوماسي واسع، إلى جانب استعادة المبادرة عبر مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وإشراك الفلسطينيين كافة في صياغة أي حلول، يمكن أن يعيق تمرير بنود تهدف إلى محو الهوية الوطنية.

لذلك يَرِد التحذير من أن أي انقسام داخلي أو توافقات إقليمية على حساب الحقوق الفلسطينية سيؤدي إلى نتائج لا يمكن عكسها بسهولة.

تضع الخطة المقترحة المجتمع الفلسطيني أمام مفترقٍ حاسم: قبول بنود تحوّل القضية من صراعٍ على الحق والهوية إلى حالة وصاية مفروضة، أو التشبث بوحدة الموقف الوطني ورفض التنازل عن الحقوق الأساسية بما في ذلك الحق بالعودة والاستقلال والقدس عاصمة.

وتأتي الدعوة اليوم ملحّة إلى فصائل العمل الوطني، وقيادات المجتمع المدني، وإلى الشعوب العربية والإسلامية، للضغط من أجل صيغة تُبقي حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وحقه المشروع في مقاومة الاحتلال والدفاع عن وجوده وهويته.

قراءةٌ في خطاب السيّد القائد.. تفكيك الخطة وتحذير من مصادرة الحق الفلسطيني
خاص| المسيرة نت | عبدالقوي السباعي: ألقى السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي — يحفظه الله — خطابًا عالميًا عصر الخميس، رسم فيه ملامح المرحلة الراهنة من العدوان الصهيوني على غزة، وكشف أبعاد المخطط الأمريكي–الصهيوني الهادف لتجريد الفلسطينيين من حقوقهم ووجودهم المقاوم، مستندًا إلى شراكة مطلقة بين واشنطن وكيان الاحتلال، وإلى تخاذل عربي وإسلامي بلغ مستوى الخيانة.
مفتي سلطنة عُمان: العدوان الصهيوني على أسطول الصمود تعدٍ على الإنسانية
متابعات | المسيرة نت: اعتبر مفتي سلطنة عُمان، الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، اليوم الخميس، اعتداء قوات الكيان الصهيوني على أسطول الصمود الذي يحمل مهمة إنسانية تتمثل في السعي لرفع الحصار الظالم عن غزة، تعدٍ على الخدمة الإنسانية التي هي مهمة الأسطول.
وزير الدفاع الفنزويلي يحذر الإمبريالية الأمريكية ويؤكد الجاهزية لصد أي عدوان
وكالات| المسيرة نت: أوضح وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز، أن خمس طائرات حربية للإمبريالية الأمريكية تجرأت على الاقتراب من السواحل الفنزويلية، معتبراً ذلك "وقاحة واستفزازاً وتهديداً للأمن القومي".
الأخبار العاجلة
  • 04:33
    رويترز: جامعة دي بول في شيكاغو تعلن خفضا فوريا للإنفاق بعد تراجع الطلاب الدوليين فيما تتجه عشرات الجامعات الأمريكية الأخرى إلى إجراءات تقشفية مماثلة لمواجهة الأزمة
  • 04:33
    رويترز: الجامعات الأمريكية تواجه أزمة متصاعدة في أعداد الطلاب الدوليين بسبب صعوبات التأشيرات وتراجع الإقبال على الدراسة بفعل سياسات ترامب في التعليم والهجرة
  • 04:14
    وزير الدفاع الفنزويلي: نحذر الولايات المتحدة من مخاطر الحساب الخاطئ ونؤكد أن فنزويلا مستعدة لصد أي عدوان
  • 04:14
    وزير الدفاع الفنزويلي: نعلم أن طائرات إف-35 متمركزة في بورتوريكو ولكن مع الاقتراب من الأراضي الفنزويلية نريدهم أن يعرفوا أننا نشهد هذا ولا نخشاه
  • 04:13
    وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز: تجرأت خمس طائرات حربية للإمبريالية الأمريكية على اقترابها من السواحل الفنزويلية وهذه وقاحة واستفزاز وتهديد للأمن القومي
  • 04:05
    وزير الخارجية الكوبي: نحذر من أن هذه الأفعال تهدد السلام والأمن والاستقرار الإقليمي
الأكثر متابعة