ياسر عباس الموسوي للمسيرة: الشهيد نصر الله كان قائداً بحجم أمة ورأى في اليمنيين مثالاً للإيمان والصلابة
آخر تحديث 27-09-2025 23:42

خاص | المسيرة نت: في حديثٍ يغمره الشجن والحنين، استعاد السيد ياسر عباس الموسوي نجل الشهيد السيد عباس الموسوي الأمين العام الأسبق لحزب الله، مشاعره في الذكرى الأولى لاستشهاد السيد حسن نصر الله، الرجل الذي ملأ حياته واحتضنه بعطفه وحنانه بعد استشهاد والده، فكان له أباً ومربياً وقائداً، ومعلّماً في الفكر والجهاد والإيمان.


وفي مداخلة خاصة على قناة المسيرة، يقول السيد ياسر وهو يستحضر لحظة الوداع: "رحيل السيد حسن نصر الله ترك ألماً كبيراً في قلوب محبّيه، ليس فقط في لبنان، بل في كل أنحاء العالم، فكل الأحرار في هذا العالم تألموا لفقد هذا العزيز، الذي كرّس حياته في خدمة المستضعفين والمضطهدين، وكان دوماً إلى جانب الأحرار الذين أبوا أن يعيشوا حياة الذل والهوان في أي بقعة من بقاع الأرض".

 

الأب الحنون والمربّي الوفي:

يتحدث السيد ياسر عن علاقته الخاصة بالسيد حسن نصر الله بعاطفةٍ غامرة، قائلاً: "سماحة السيد بالنسبة لي هو الوالد والحبيب والأنيس، الذي شملني بعطفه وحنانه، وكنت أفتخر وأعتز دائماً أنني نشأت في كنف هذا الرجل العظيم الوفي، الذي جسّد معاني الوفاء بعد شهادة والدي".

ويروي أحد المواقف التي لا تفارق ذاكرته: "في إحدى المرات، سألته – وأنا متألم لفقد الوالد – قلت له: ربما استعجل السيد عباس الرحيل؟ فأجابني السيد حسن بكل تواضع: مهما تحدثتُ عن السيد عباس، لن أستطيع أن أُعطيه حقه، لكن صدقني، ما أعطانا إياه السيد عباس بدمه، لن يستطيع أن يعطينا إياه بحياته".

ويتابع السيد ياسر: "كان يعرف السيد عباس حق المعرفة، ويشهد له القاصي والداني بأنه لم يكن يهدأ لا ليلاً ولا نهاراً في خدمة المقاومة، وسماحة السيد حسن كتب في ذلك الزمن الجميل عهداً بالوفاء للأصدقاء والأوفياء، وها نحن نحفظ هذا العهد جيلاً بعد جيل".

 

القائد الملهم.. مدرسة القيم والأخلاق:

يستحضر السيد ياسر عباس موسوي بداياته مع السيد حسن نصر الله قائلًا: "عشتُ في كنف سماحته أكثر مما عشت في كنف والدي، تربّيت على يديه منذ طفولتي، وتعلّمت منه كيف يكون القائد الملهم، الذي يجمع بين العلم والحكمة والإيمان، فكان بحقّ قائداً ومعلّماً وصاحب رسالة."

ويضيف: "سماحة السيد لم يكن قائداً سياسياً أو جهادياً فحسب، بل كان معلّماً للناس، يزرع القيم والأخلاق في نفوسهم. في منتصف التسعينات خصّص وقتاً للقاءات عامة في مسجد القائم بالضاحية الجنوبية، حيث كان يجتمع بالشباب والكبار والنساء، لا ليتحدث عن السياسة والمقاومة، بل عن الأخلاق ومدرسة أهل البيت عليهم السلام."

ويرى أن "السيد نصر الله زرع فينا روحاً متألقة متوهجة، وإيماناً صادقاً بالقضية التي آمن بها، وأجيالاً تؤمن بفكره ومنهجه، وتستلهم منه روح العطاء والوفاء."

ويستذكر حادثةً سياسية تركت في قلبه أثراً، بالإشارة إلى أنه "في إحدى الانتخابات النيابية، خسر حزب الله بعض المقاعد، وكان البعض قلقاً، لكن السيد نصر الله خرج متحدّثاً بهدوء قائلاً إن ما جرى أمر طبيعي في أي تجربة سياسية، وفي تلك اللحظة شعرنا أننا أمام قائدٍ يزرع الطمأنينة، ويحوّل القلق إلى أمان، فكنّا دوماً نشعر بالأمان بوجوده، مهما كانت التحديات".

ويؤكد أنه "حتى في لحظات الخطر، كان وجود سماحته بحد ذاته انتصاراً، حضوره كان حصناً، وكلمته كانت ضمانةً لثباتنا، وكان يتعامل مع الأحداث الكبرى بعقلٍ واسعٍ وإيمانٍ لا يتزعزع".


الانتصارات المتتالية:

وفي حديثه للمسيرة، يشير السيد ياسر موسوي إلى الانتصارات التي حققها حزب الله تحت قيادة السيد الشهيد حسن نصر الله.

ويؤكد أنه "منذ عام 1993 حتى استشهاده، حقق السيد نصر الله بفضل الله انتصارات عظيمة: التحرير عام 2000، والنصر التاريخي في تموز 2006، ثم معركة القضاء على التكفيريين عام 2017، وصولاً إلى المواجهة المفتوحة مع المشروع الأمريكي الإسرائيلي".

وينوّه إلى أن شهيد الإنسانية "كان يعيش العزّة والنصر، ولم يُكتب له أن يعرف الهوان، فالله كتب على جبينه النصر والكرامة."

 

اليمن في قلب شهيد الإنسانية:

ويتحدث السيد ياسر موسوي عن موقع اليمن في حياة الشهيد حسن نصر الله، قائلاً: "كان يذكر اليمن بالخير دائماً، ويتحدث عن شعبه بإكبارٍ وإعجابٍ كبير، وكان يتبسم حين يُذكر اليمن، ويقول عنهم: هذا شعبٌ فقير في الإمكانيات، لكنه غني بالإيمان والإرادة، يمتلك عقولاً راقية وشباباً أذكياء، وشعباً صبوراً لا يعرف الخمول، ولا سقف لعطائه".

ويضيف بأسى يختلط بالعزّة: "نحن نذكر جيداً كيف كان متحمساً ومتضامناً مع القضية اليمنية، تلك القضية المحقة التي عانى فيها أهل اليمن ما عانوه من حربٍ ضروسٍ على مدى سنوات، ثم يعانون اليوم من اعتداءات إجرامية فقط لأنهم وقفوا إلى جانب إخوتهم في غزة، فأهل اليمن يدفعون اليوم فاتورة كبيرة جداً لنصرتهم لأطفال ونساء ومجاهدي غزة".

ويتابع حديثه: "لقد كان يعتبر اليمنيين نموذجاً للإيمان، ويؤمن أن ما يقومون به في وجه العدوان الأمريكي السعودي هو ملحمةٌ من الصبر والثبات، وأنهم مثال نادر في هذا الزمن، حيث كثير من الدول فقدت شرفها وكرامتها".

وفي ختام حديثه بهذا الشأن، يقول موسوي: "كان السيد يقول إن اليمنيين يدفعون أغلى فاتورة في سبيل المبدأ والقيم، وهم اليوم من يرفعون راية العزة في زمنٍ انحنى فيه كثيرون".

 


مشروع المقاومة وكسر الهيمنة ووصية الوفاء:

ويشير نجل الشهيد الموسوي إلى أن السيد الشهيد نصر الله كان يؤمن إيمانًا عميقًا بضرورة كسر المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.

ويقول بهذا الشأن: "في آخر لقاء جمعني به قبل استشهاده، قال لي بلهجةٍ الواثق: أنا مضطر أكثر من أي وقت مضى أن أكسر هذا المشروع، مشروع أمريكا والصهيونية، وأمنعهم من تحقيق أهدافهم في منطقتنا، يجب أن نهزمهم، وهذا عهدٌ بيني وبين الله".

 ويضيف بتأثر: "كان يعلم أنه سيقدّم أغلى ما يملك، وكان يتحدث عن الشهادة وكأنها وعدٌ ينتظره بفرح، لقد عاش سيدنا منتصراً، ورحل شهيداً منتصراً".

وفي ختام حديثه، يصف السيد ياسر عباس موسوي أن "استشهاد السيد حسن نصر الله كان بالنسبة لي كأنني فقدت والدي من جديد، لكن هذه المرة كان الألم مضاعفاً، ومع ذلك، نحن نؤمن بمشيئة الله، وبأن الله أراد له أن يرحل عزيزاً مكرّماً كما عاش"، مشدداً بالقول: "علينا أن نكون أوفياء لهذا القائد العظيم، وأن نسير على خطه، ونحمل وصيته، ونواصل المسيرة حتى النصر، فالسيد نصر الله لم يكن قائداً لحزب، بل كان قائداً لأمةٍ وآيةً من آيات الإيمان، وسيرته ستبقى خالدة في وجدان الأحرار إلى الأبد".

العماري: نصر الله انتصر بعد استشهاده وبات منهجًا عالميًا لمواجهة مشاريع الأعداء التآمرية
خاص | المسيرة نت: قال الأمين العام المساعد لحزب الشعب، سفيان العماري، إن مرور عام على استشهاد السيد حسن نصر الله يكشف للعالم بأسره عمق بصيرته الاستثنائية، ودقّة قراءته للمشهد السياسي والمخططات القادمة للمنطقة، مؤكداً أن ما نشهده اليوم من أحداث يبرهن على أن رؤيته كانت سديدة وثاقبة، وأنه أدرك منذ وقت مبكر حجم المؤامرة التي كانت تُحاك ضد الأمة.
العماري: نصر الله انتصر بعد استشهاده وبات منهجًا عالميًا لمواجهة مشاريع الأعداء التآمرية
خاص | المسيرة نت: قال الأمين العام المساعد لحزب الشعب، سفيان العماري، إن مرور عام على استشهاد السيد حسن نصر الله يكشف للعالم بأسره عمق بصيرته الاستثنائية، ودقّة قراءته للمشهد السياسي والمخططات القادمة للمنطقة، مؤكداً أن ما نشهده اليوم من أحداث يبرهن على أن رؤيته كانت سديدة وثاقبة، وأنه أدرك منذ وقت مبكر حجم المؤامرة التي كانت تُحاك ضد الأمة.
الرئيس الكولومبي: الإبادة الجماعية في غزة جريمة ضد الإنسانية ومحاسبة مرتكبيها واجب
متابعات| 27 سبتمبر| المسيرة نت: أكد الرئيس الكولومبي أن الإبادة الجماعية في غزة جريمة ضد الإنسانية ومن الواجب أن نحاسب مرتكبيها وأن نحاكمهم ونعاقبهم.
الأخبار العاجلة
  • 01:31
    مصادر فلسطينية: مصابون جراء قصف طائرات العدو الإسرائيلي منزلاً محيط مسجد داود في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
  • 01:31
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم مخيم عسكر الجديد شرقي نابلس ودوار عزموط والمساكن الشعبية شرق نابلس شمال الضفة الغربية
  • 01:31
    وزارة الدفاع الروسية: إسقاط 17 طائرة مسيرة أوكرانية فوق الأراضي الروسية خلال الساعة الأخيرة
  • 01:31
    الشرطة الألمانية: توقيف أكثر من 70 شخصا أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين في برلين
  • 01:30
    صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية: ممثلي البحرين والإمارات بقوا للاستماع إلى خطاب "نتنياهو" في الجمعية العامة للأمم المتحدة
  • 01:30
    صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية: "إسرائيل" قررت إجراء تحقيق لتحديد الدول التي لم تحضر وقاطعت خطاب "نتنياهو" في الجمعية العامة للأمم المتحدة
الأكثر متابعة